المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفهوم الزمن والموت


rooza
01-02-2007, 20:57
مفهوم الزمن والموت

مفهوم الزمن أمرٌ دقيق ، قضية غامضة جداً أنّ أيّ شيء له طول ، نقطة هندسية حركتها رسمت خطاً ، الخط حركناه فرَسَم سطحاً ، السطح حركناه فشكّل حجماً ، الحجم حركناه فشكّل زمناً ، فمفهوم الزمن غامض قالوا عنه : إنه البعد الرابع للأشياء .

الزمن ما يطرأ على الشيء بفعل حركته بالضبط ، أهل الكهف لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين ، وازدادوا تسعاً ، الزمن يجب أن يطيل أظافرك ، وأن يطيل شعرك ، وأن يبيض الشعر ، وأن يتجعد جلد الوجه ، وأن تنحني القامة ، استيقظوا كما ناموا ثلاثمائة أعوام وتسعة ، كما ناموا استيقظوا ، فأين الزمن ؟ الله عز وجل أبطل فعل الزمن مع أهل الكهف .

ولقد قال سيدنا عمر بن عبد العزيز : ((الليل والنهار يعملان فيك)) ، وأوضح سبب خذ صورةً لك قبل عشرين عامًا ، أو قبل ثلاثين عامًا ، ووازن بينها ، وبين الصورة الحديثة ، كان شعرك أسودَ كثيفًا ، اختلف لونه ، اختلفت ملامح الوجه ، كل ما فيكَ اختلف ، هذا من فعْل الزمن ، كائن متحرك مع الحركة تصيبه تغييرات وتعتريه أطوارٌ

لكن الله عز وجل هو خالق الزمن ، والموت أحد مخلوقاته ، ولأنه أحد مخلوقاته يمكن أن يعطله ، كما عطَّله مع أهل الكهف ، وعطله أيضاً مع هذا الذي قال عنه الله :
أماته مائة عام ، ثم بعثه ، ربنا عز وجل وضَعنا أمام أمْرين ، عطَّل فعْلَ الزمن في الطعام والشراب ، فبقي طازجاً طيب الطعم مائة عام ، وسلّط الزمن على الحمار ، فكان عظاماً نخرة ،
.
.
.

rooza
01-02-2007, 21:02
أيها الإخوة :

الإنسان أصبح زمنًا ، وهو بضعة أيام ، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه ، واللهِ إن هذا المفهوم وحده لو أدركنا حقيقته لما نِمْنَا الليل ، إنسان عاش ستين سنة ، ولسبب أو لآخر ربما لا نستطيع أن نعد كل حركاته وسكناته ، ذاق ستين صيفاً وستين شتاءً وستين خريفاً وستين ربيعاً ، أنجب خمسة أولاد ، واعٍ ، صاحٍ ، وعاش خمس مناسبات ، زوجته على وشك الولادة ، ألا نستطيع أن نعدّ له كم سفرة ؟ نستطيع ، كم دعوة لباها ؟ معدودة ، كم مرة بكى ، كم مرة ضحك ؟ الإنسان بضعة أيام .


مفهوم الزمن أنّ الإنسان بضعة أيام ، كلما انقضى يوم انقضى بضع منك ، هناك علماء في الفيزياء ، والموضوع درسوه من وجهة نظر فيزيائية ، هكذا قالوا : في الكون سرعة ثابتة ، هي سرعة الضوء ، تقريباً ثلاثمائة ألف كيلو متر في الثانية ، بالدقة مائتان وتسعة وتسعون وثمانمائة واثنا عشر ألف كيلو متر في الثانية ، أي جسم سار بسرعة الضوء يصبح ضوءًا ، يمكن لطفل صغير مثلاً لو أتيح له أنْ يطير بسرعة الضوء فهذا الطفل يصبح ضوءًا ، وتصبح كتلته صفراً ، وحجمه لا نهائياً ، هذا مبدأ إنشتاين ، ويعد أعلم علماء الفيزياء ، وجاء بنظرية النسبية ، وهي أخطر النظريات .

فالشيء إذا سار مع الضوء أصبح ضوءًا ، وتوقف الزمن بالنسبة له ، هذا المسجد ونحن أجسام ، ونتلقى منبعًا ضوئيًّا مِن المصابيح ، هذا الضوء يأتي إلينا ، وينعكس منا موجات ضوئية ، لو تصورنا أن هذه الموجات صاعدة في الفضاء الخارجي ، ولو أن واحدًا منا استطاع أن يطير مع هذه الموجات لرأى هذا المسجد ، وهؤلاء الإخوة الكرام إلى أبد الآبدين ، وقد انعدم الزمن ، يكون الدرس انتهى بعد ساعة ، والعشاء صليناها ، وجئنا بعد أسبوع ، وأسبوع آخر ، ثم جاء الأجل ، وأصبحنا كلنا تحت أطباق الثرى ، وترحم الله علينا ، وصاحبُنا الذي يطير مع هذه الموجات يرانا كما نحن .

لو أنه سبق الضوء رجع الزمن ، نظرياً ممكن أن نشاهد موقعة بدر كما هي ، لو سرنا في الفضاء الخارجي بأسرع من الضوء حتى حصلنا على موجات هذه المعركة لشاهدنا كما هي ، ولو سبقنا الضوء تراجع الزمن ، لو قصرنا عن الضوء تراخى الزمن ، ساعة في الفضاء الخارجي يقابلها في الأرض ألف عام .

rooza
01-02-2007, 21:05
قضية الزمن قضية خطيرة جداً

الزمن يمضي بسرعة ، وكل واحد من إخوانا الكرام له عمر ، فاسأله كيف مضى هذا العمر ؟ يقول لك : كلمح البصر ، والإنسان عندما ينام يقف الزمن ، يستيقظ قبل المغرب ، فيظن نفسه أنه استيقظ بعد الفجر ، هذه تحدث كثيراً ، نام نوماً عميقاً عند العصر ، فاستيقظ قبل المغرب ، فقال : هل أدرِك صلاة الصبح ، أيُّ صبحٍ هذا ؟ المغرب لم يؤذَّن له بعد ، عندما نام تعطل الزمن ، لذلك عندما سئل أهل الكهف : كم لبثتم ؟ حَسبَ القوانين المألوفة لبِثْنا يوماً أو بعض يوم ، ومضى على نومهم ثلاثمائة سنين ، وازدادوا تسعًا .

ربنا عز وجل يوقف الزمن ، فهذا الذي مات توقف الزمن أيضاً بالنسبة له ، الذي بعثه الله بعد موته ضُرِب ببعض البقرة ، فسئل : مَن قتله ؟ إنها قصة البقرة التي وقعت في عهد بني إسرائيل مع سيدنا موسى ، عندما قتل ابن عمه ، وقال الله سبحانه : (اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى) ، فيمكن أن يتوقف الزمن ، وأنت في الزمن ، ويمكن أن يتوقف الزمن بعد مضي الزمن ، أو ممكن أن تدخل على الزمن بعد انقضاء الزمن .
.
.
.

rooza
01-02-2007, 21:10
مَن منا يملك ساعة في المستقبل

الموت يأتي فجأةً ، والقبر صندوق العمل ، لحكمة بالغة أيها الإخوة ليس للموت قاعدة ، إنسان معلَّل ثلاثين سنة وهو مُقعَد في البيت ، ولا أحدَ من ذويه إلا ويتمنى موته ، ولا يموت ، وإنسان في ريعان الشباب يباغته أجلُه ، كلنا تحت هذا القانون ، ولا يُستثنَى واحد ، أليس الأفضل أن تعدَّ لساعة المغادرة عدتها ، ما مضى فات ، الماضي لا تبحث فيه إطلاقاً ، فإنّ البحث فيه غباء ، ما مضى فات ، والمؤمل غيب لا تملكه ، لا نملك إلا هذه الساعة ، فيجب أن تتوب في هذه الساعة ، بل في هذه اللحظة ، تريد أن تطلب العلم فاطلب العلم الآن ، تريد أن تنفق انفق الآن ، لا تقل غداً ، قال النبي الكريم لرجل : ويحك أوليس الدهر كله غداً .

.
.
.
الموضوع طويل جدا اخترت لكم منه البعض .... وبالذات ماشدني فيه ....

الفراولة22
01-02-2007, 22:01
جزاك الله خير

rooza
01-02-2007, 22:43
الفراوله 22

لك كل الشكر والتقدير ,,,

عادل الثبيتي
02-02-2007, 00:45
يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك خيراً ،،،

فديت أمي
02-02-2007, 01:02
جزاك الله خير

rooza
02-02-2007, 01:03
أ. طائف

فديت امي


لكم كل الشكر والتقدير .....

pshl
02-02-2007, 10:19
شكراً جزيلاً على الموضوع الهادف

rooza
02-02-2007, 23:19
pshl

لك كل الشكر والتقدير ,,,

ايومي
03-02-2007, 15:03
اختيار موفق :)
.
.
و بصراحة .. الموضوع مرررررة مشوق و شدني كثيراً
.
.
و كان بودي لو أني أقرؤه كاملاً
.
.
.
لك كل شكري و تقديري

rooza
07-02-2007, 21:13
ايومي


بصرااحه نسيت من اى موقع قراته ..... بس ان شالله ابحث عنه ....:o :)

لك كل الشكر والتقدير ....

البالود
07-02-2007, 23:22
خلال كل شهر أو شهرين أو أكثر

يمر عليك موضوعا يبقى في الذاكرة لاتمحوه السنين مهما طال الزمن


وهذا الموضوع من أروع هذه المواضيع

قيم قيم قيم بشكل



بارك الله فيك , وفي جميع أوقاتك


أشكرك جزيل الشكر


تقبلي خالص الود والتقدير

rooza
22-02-2007, 20:57
خلال كل شهر أو شهرين أو أكثر

يمر عليك موضوعا يبقى في الذاكرة لاتمحوه السنين مهما طال الزمن


وهذا الموضوع من أروع هذه المواضيع

قيم قيم قيم بشكل

أ . البالود

اسعدتنى بردك

لك كل الشكر والتقدير