المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأثير الأشـــــــــــعة على الـــــــــــــــذرة


ماجد طه
25-02-2007, 06:03
.

تأثير الأشـــــــــــعة على الـــــــــــــــذرة

لقد رأينا في الموضوع السابق الذي شاركت به في هذاالمنتدى الكريم والذي كان بعنوان الأشعة النووية أن المواد المشعة تعطي جسيمات ألفا وبيتا .

فماذا يحدث للذرة إذا سلّطنا عليها هذه الجسيمات ؟

تبدو الذرة كما لو كانت محمية بدرع مزدوجة , فالغلاف الإلكتروني يحميها من نفاذ الإلكترونات إلى داخلها , والنواة بشحنتها الموجبة تملك قوة تنافر تدفع عنها الأيونات ( ذرة فقدت بعامل ما إلكتروناتها ) والتي قد تنفذ عبر الغلاف الإلكتروني . لكن قذف الذرة بجسيم من أشعة ألفا أو بيتا يؤدي إلى نتائج تختلف باختلاف سرعة وكتلة الجسيم .
لقد استطاع العالم الإنكليزي رذرفورد عام 1919من إجراء أول تفاعل نووي معملي في هذا المجال وتوصل إلى نتيجة باهرة , حيث قذف نواة ذرة النيتروجين العادي بجزيئات ألفا المنبعثة من مصدر قوي وتبين له تكوين الأكسجين من هذا التفاعل , فكتب التفاعل على الشكل التالي :



1 N 14 + He 4 ---------------------> O17 + H


ويعني ذلك أنه عندما اصطدمت بعض جزيئات ألفا , التي هي أنوية الهليوم مع أنوية النيتروجين التحمت معها ولكن هذا الإلتحام لايمكن أن يستقر لحظة , فانطلق منه نيوترون وتبقى أحد نظائر الأكسجين النادرة وهو الأكسجين 17 .

ثم تتالت التفاعلات النووية العديدة لعلماء آخرون , وكان من نتائجها إنتاج نظائر عديدة لم تكن معروفة في الطبيعة من قبل وذلك باستخدام أشعة ألفا وباستخدام النيوترونات لقذف أنوية العناصر المختلفة . ولقد بينت القياسات الدقيقة لطاقة البروتون عند خروجه من النواة بفعل أشعة ألفا أن هذه الطاقة تفوق طاقة الجسيم الذي تسبب في خروج البروتون من النواة و, وقد أدت هذه الملاحظة إلى نتيجة هامة وهي إن نواة ذرة مادة ما , حتى ولو لم تكن مشعة تشكل مصدراً هاماً للطاقة إذا أخضعناها لظروف ملائمة .

فمثلاً : إن تحطيم نواة ذرة الألمنيوم وفصل بروتون عنها بواسطة أشــعة يتطلب بذل طاقة مقدارها 7.7 مليـــــون إلكترون فولت ( واحدات طاقة كهربائية ) أما الطاقة التي تصاحب هذا التحطم فتبلغ 10.7 مليون إلكترون فولت أي أن عملية قذف نواة ذرة الألمنيوم بالأشعة قد ولّد طاقة صافية مقدارها ثلاثة ملايين إلكترون فولت وبمقارنة هذه الطاقة بتلك الناتجة عن إحراق الفحم , نجد أنها تفوق طاقة الفحم بـ 700 ألف مرة .

لكن هذه النتيجة الباهرة بقيت ذات قيمة نظرية بحتة لمدة طويلة من الزمن , والسبب في ذلك أن العلماء في تلك الفترة لم يحسنوا استخدام الأشعة في عملية قذف الذرة , فقد كانوا يعمدون إلى توجيه مليون جسيم من الأشعة لكي يتوصل 20 جسيماً فقط لإصابة الهدف , وكانت هذه الصعوبة ناتجة عن ضعف احتمال إصابة نواة العنصر التي تُجرى عليها التجربة إصابة مباشرة بإحدى القذائف النووية حتى تنغرس في النواة وتحدث فيها التأثير المطلوب .

فالذرة معظمها فراغ وذلك نظراً للبعد الشاسع بين النواة والسحابة الإلكترونية , كما أن هذه السحابة تعوق وصول القذائف إلى النواة وخاصة إذا كانت القذيفة تحمل شحنة كهربائية موجبة مثل جزيئات ألفا , لذلك كانت النيترونات هي أفضل المقذوفات في هذه التجارب , ذلك أن النيترون ينفذ أولاً عبر الغلاف الإلكتروني للذرة بسهولة , لأنه لا يتأثر إطلاقاً بالإلكترونات , وعندما يقترب النيترون من النواة يدخل في مجال تأثير قوى مختلفة عن القوى المعروفة تسمى القوى الداخلية للنواة أو( القوى النيوكليونية ) وهي القوى التي تربط البروتونات وتحفظ للنواة شكلها وتماسكها , حيث ينجذب النيترون إلى داخل النواة بفضل هذه القوى ويؤدي هذا الدخول إلى اختلال التوازن داخل النواة وإلى حالة هياج ترتفع أثناءها درجة الحرارة إلى مليار درجة مئوية , مما يؤدي إلى انسلاخ الجسيمات عن النواة .

المسرّعات النووية

لقد ساعد اختراع المسرعات النووية على إجراء هذه التجارب بدقة وفعالية أكبر , والمسرّعات هي أجهزة ضخمة وظيفتها زيادة سرعة المقذوفات النووية قبل إطلاقها على ذرة العنصر الذي تجرى عليه التجربة حيث أن زيادة طاقة وسرعة المقذوف تزيد من احتمال اصطدامها بنواة العنصر وهذه المسرّعات تعتمد في عملها على المجال الكهربائي أو المجال المغناطيسي أو( فرق الكمون الكهربائي المتبدل ) , وتأتي المسرّعات الجزيئية في نوعين أساسيين :

أ ـ المسرّعات الخطية ( linear accelerators )

وهي أجهزة تعمل على تسريع الجزيئات النووية بشكل خطي مستقيم وهي تعتمد على الحقل الكهربائي وذلك لتسريع الجزيئات النووية المشحونة وإنتاج حزمة مركزة من هذه الأشعة لقذف نواة الذرة الهدف بها , وأكثر المسرّعات النووية المستخدمة هو نظام المسرّع الخطي الذي يتألف من أنبوبة مستقيمة يقارب طولها 100 متر فارغة تماماً حتى من الهواء , داخلها أنابيب قصيرة من النحاس مختلفة الأطوال تعطي أيونات موجبة .

ب ـ المسرّعات الدائروية أو الحلزونية ( Circular accelerators)

وهي تعتمد على الحقل المغناطيسي لتسريع الجزيئات النووية المشحونة في دائرة , حيث يمكن لهذه الجزيئات النووية أن تدور عدة مرات في المسرع الدائري وفي كل مرة تتعاظم طاقتها حتى تصل إلى مستويات طاقية عالية جداً , ومن ثم قصف الذرة الهدف في هذه التجارب , كما ويمكن استخدام المسرّعات الدائروية أيضاً لتسريع نوعين من الأشعة بشكل متعاكس لاستخدامها في تجارب عديدة لإنتاج أنواع جديدة من الجزيئات النووية من خلال الاصطدام العنيف لهذه الجزيئات المسرّعة حيث تتحول الطاقة الناتجة عن الإصطدام إلى مادة عن طريق تشكيل جسيمات نووية جديدة .
ويقع أكبر مسرّع دائري على الحدود الفرنسية السويسرية وهو تابع لمختبرات علماء الفيزياء النووية الأوربية في مدينة سيرن , حيث يتم تسريع الجزيئات النووية في نفق تحت الأرض بطول 100 متر ومن ثم في دائرة كبيرة يبلغ محيطها حوالي 27 كم , ودائرة أخرى صغيرة هي المكان الذي يتم فيه اصطدام حزم الأشعة الجزيئية المسرّعة .

من خلال ما سبق يتبين لنا أن الطاقة المنطلقة من التفاعلات النووية تزيد ملايين المرات عن الطاقة المنطلقة من التفاعلات الكيميائية العادية , ولكن حتى أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي لم يفكر أحد في استخدام التفاعلات النووية كمصدر للطاقة , لأنها كانت تجري على نطاق معملي ولا تتعدى المواد المستخدمة فيها بضعة غرامات والأهم من ذلك أنه لم يكن من الممكن جعل هذه التفاعلات متسلسلة بحيث يغذي التفاعل نفسه , بمعنى آخر لم تكن هناك مادة تصلح كوقود نووي , مثلما كان الفحم مثلا ً.


.

خالد الغامدي
25-02-2007, 17:48
بــــوركـــت جهـــودكـــ

ماجد طه
26-02-2007, 17:14
بــــوركـــت جهـــودكـــ


بارك الله بكم , ولا عدمناك بيننا أخاً عزيزاً


.

خلف الجميلي
26-02-2007, 17:17
الله يعطيك العافية

ماجد طه
26-02-2007, 18:38
الله يعطيك العافية

شكراً أستاذنا الفاضل على الإطلاع

محمود الجنابي
27-02-2007, 16:01
بارك الله فيك يا استاذ طه فجميع مشاركاتك تمتاز بقوة المادة العلمية وفائدتها الكبيرة.....لكن ما فائدة محاولات العلماء دائما لزيادة قطر المعجلات النووية الى اقصى حد مادام يتم تسريع الجزيئات النووية بواسطة تدويرها عدة مرات حتى تكتسب الطاقة الطلوبة اي هذه الطريقة تصلح حتى لو كان قطر المسرع قليلا ؟

ماجد طه
01-03-2007, 02:31
بارك الله فيك يا استاذ طه فجميع مشاركاتك تمتاز بقوة المادة العلمية وفائدتها الكبيرة.....لكن ما فائدة محاولات العلماء دائما لزيادة قطر المعجلات النووية الى اقصى حد مادام يتم تسريع الجزيئات النووية بواسطة تدويرها عدة مرات حتى تكتسب الطاقة الطلوبة اي هذه الطريقة تصلح حتى لو كان قطر المسرع قليلا ؟

.

حياك الله أخ الجنابي , ومشكور على الإطلاع , لكن ممكن توضح سؤالك أكثر !
.

kingstars18
13-03-2007, 16:13
الله يعطيك العافية................

ماجد طه
16-03-2007, 04:22
الله يعطيك العافية................

مشكور ومكثور الخير

ماجد طه
16-03-2007, 04:27
نشاهد أكبر مسرّع دائري يقع على الحدود الفرنسية السويسرية تابع لمختبرات علماء الفيزياء النووية الأوربية سيرن .

تؤشر الدائرة الكبيرة إلى موقع أضخم مصادم للهادرونات ( LHC ) في مختبر الفيزياء الجزيئية الأوربية في سيرن , النفق الذي تسلكه الجزيئات المسرعة بطول 100 متر تحت الأرض و27 كم في المحيط , إن الدائرة الأصغر هي موقع المصادم الأصغر بين البروتون والأنتي بروتون , تشطر حدود فرنسا وسويسرا موقع سيرن وحلقتا المسرع .

Particle Accelerator
The big circle marks the location of the Large Hadron Collider (LHC) at the European particle physics laboratory in CERN. The tunnel where the particles are accelerated is located 100m (320 ft) underground and is 27 km (16.7 mi) in circumference. The smaller circle is the site of the smaller proton-antiproton collider. The border of France and Switzerland bisects the CERN site and the two accelerator rings.

Encarta EncyclopediaCERN/Science
Microsoft® Encarta® Reference Library 2003. © 1993-2002 Microsoft Corporation. All rights reserved

ماجد طه
16-03-2007, 04:33
نشاهد في الصورة التالية أيضاً المسرع الخطي والكاشف الجزيئي المسمى مارك الثّاني , حيث تُزوّدُ المسرعات والكاشفاتُ الجزيئيةِ الفيزيائيين بالمعلوماتِ الثمينةِ حول الجزيئاتِ الذرّيةِ الفرعيةِ أو تحت الذرية .
باستخدام المسرعات الجزيئية ِ، يستطيع الفيزيائيون تسريع الجزيئاتَ إلى طاقاتِ عاليةِ جداً. ثمّ يُحطّمونَ هذه الجزيئاتِ ( باصطدامها ) ببعضها البعض أَو إلى ( الذرة ) الهدف وباستخدام الكاشفاتَ الجزيئيةِ يتمكنون من قيَاْس وتَسجيل خصائص الجزيئاتِ الناتجة . والصورة تظهر جزء من المسرع الخطي مارك الثّاني الذي يبلغ طوله 3.2 الكيلومترِ , وهو موجود في كاليفورنيا في مركزِ معجّلِ ستانفورد الخطي ّ.

Mark II Particle Detector
Particle accelerators and detectors provide physicists with invaluable information about subatomic particles. Using particle accelerators, physicists accelerate particles to very high energies. Then they smash these particles into each other or into a target and use particle detectors to measure and record the properties of the particles produced. This Mark II particle detector is part of the 3.2 km (2 mi) linear accelerator in California, called the Stanford Linear Accelerator Center.

Encarta Encyclopedia / Stanford Liear Accelerator Center / Photo Researchers, Inc
Microsoft® Encarta® Reference Library 2003. © 1993-2002 Microsoft Corporation. All rights reserved

mido salama
17-03-2007, 15:05
شكراً

ماجد طه
19-03-2007, 00:57
شكراً

العفو

kingstars18
19-03-2007, 19:21
رائع أخي الكريم

Diamond
19-03-2007, 22:08
شكرا لك

دمت بود

عادل الثبيتي
20-03-2007, 00:52
يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً ،،،

ماجد طه
20-03-2007, 01:45
رائع أخي الكريم



شكراً على المرور الكريم أخي كينغ ستارز 18


.

ماجد طه
20-03-2007, 01:47
يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً ،،،


.


بارك الله بكم أستاذنا الفاضل

ومشكور على الإطلاع الكريم

.

ماجد طه
20-03-2007, 01:50
شكرا لك

دمت بود

.

على الرحب والسعة Diamond

وشكراً على المرور اللطيف


.

الساعدي
22-03-2007, 20:43
حياك الله ويباك أخ ماجد والله انك ما قصرت

ماجد طه
31-03-2007, 15:34
حياك الله ويباك أخ ماجد والله انك ما قصرت

شكراً لك على باقة المرور الكريم أخ الساعدي

..-Ghadeer-..
05-02-2008, 21:26
يعطيك العافية