المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النصر الفكري


mysterious_man
04-03-2007, 12:43
السلام عليكم
مقومات نصر المؤمنين
إن المتأمل في آيات شروط نصر المؤمنين على ماعداهم في القرءان الكريم لا يكاد يجد أن النصر كان أبداً مرهوناً بالعدة والعتاد. إنما يجد أن ناموس النصر هو أن النصر من عند الله كما قال الله تعالى في سورة آل عمران - آية 126
وما جعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم
صدق الله العظيم
وحيث أن النصر من عند الله فحتماً سترجح كفة المؤمنين على غيرهم لأن الله معهم
كما قال تعالى في سورة محمد - آية 11
ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم
صدق الله العظيم
وبالتالي يكون من البديهي أن الفئة قليلة العدد (كثيرة الإمكانيات بحوزتها قوة الله معها) هي لا بد منتصرة على أي فئة وإن كثر عددها وقل زادها من عون الله وتوفقيقه كما قال تعالى في سورة البقرة -آية 249
فلما فصل طالوت بالجنود قال ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني الا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه الا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين امنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين
صدق الله العظيم
وقد وضع الله تعالى في كتابه الكريم الحد الأدنى لعدد المؤمنين الذين في المواجهة حتى يأخذ المؤمنون بالأسباب ولا يتهاونوا فيها كما قال تعالى في سورة الأنفال - آية 66
الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مئتين وان يكن منكم الف يغلبوا الفين باذن الله والله مع الصابرين
صدق الله العظيم
ولكن دعنا نطرح سؤالاً. هل النصر ومقوماته المذكورة آنفاً مقصورة على النصر المادي في أرض المعركة أم ينسحب المعنى على مفهوم أعم للنصر في في مفهوم أعم للمعركة؟
قيام الحضارة الفكرية الإسلامية
عندما نتأمل في العبقريات الإسلامية كعبقرية الإمام الشافعي في ذاكرته الفوتوغرافية أو عبقرية ابن الهيثم الذي اكتشف أساسيات بل أغوار علم الضوء قبل مثله من غير المؤمنين بالعديد من القرون أم عبقرية خالد بن الوليد في التخطيط الحربي التي تفرد بها في التاريخ أم عبقرية الإمام على الرياضية الحسابية المتفردة في نوعها وفوق كل هؤلاء عبقرية إمام الناس أجمعين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في الدعوة والتخطيط وكل مجالات الحياة . أقول عندما تتأمل في كل هذا تجد أن العامل البشري فيها لا يشكل الكثير منها ولكن يقتبس كل هؤلاء العظماء من نور علم الله باتصالهم به عن طريق اتباع أوامره واجتناب نواهيه والرجاء في ثوابه والخوف من عقابه.
ولا يغرنكم ما وصل إليه غير المؤمنين من تقدم علمي فهو والله عين التخلف نسبةً لما كان سيصل المسلمون إليه من تقدم لو أنهم استمروا في عبادة ربهم حق عبادته
يقول الله تعالى في سورة النمل الآيات من 41 إلى 43
قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ
صدق الله العظيم
النصر الفكري
الآن بعد هذه التوطئة أعد قراءة الجزء الأول من المقالة المتعلقة بمقومات النصر تجد عجباً. تجد أنه يمكن تطبيق هذا المبدأ العام على ما أسميه النصر الفكري والذي يشحذ الإيمان فيه عقول المؤمنين كما يشحذ قلوبهم وأن المؤمن بالله حقاً يمده الله تعالى بالعلم والفكر والإبداع مداً ولا يتحدد ذلك بمقدار المجهود العقلى الذي يبذله طالب العلم المؤمن فقط بل يمده الله بمدد من الأفكار والإبداع بلا حدود وكل ما هو مطلوب من طالب العلم المؤمن عدة أشياء مهمة
شروط النصر الفكري
أ- أن يؤمن بالله حق إيمانه
ب-أن يثق في نصر الله وألا ييأس من فرج الله وأن يصبر حتى يأتيه وأنه هو الأعلى بإيمانه
وقد قال الله تعالى فيما يخص الشرطين الأول والثاني في سورة آل عمران - آية 139
ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين
صدق الله العظيم
ج- أن يبذل ما في وسعه من تحصيل العلم والتفكير- فقد قال الله تعالى في سورة محمد - آية 7
يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم
صدق الله العظيم
فلم يشترط الله الكم هنا ولكن اشترط أن ننصر الله حق نصرته بإن نبذل كل ما في وسعنا
فإن حقق العالم المؤمن هذه الشروط صدق فيه قول الله تعالى في سورة الأنفال - آية 60
واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم وانتم لا تظلمون
صدق الله العظيم
واستحق نصر الله بجدارة وبلا منازع. ولا يخفى على مفكر أن القوة في عصرنا الحالي هي في المرتبة الأولى القوة العقلية والتي بها تنتج كل أنواع القوة . فإن بذل المؤمن في مجال العقل كل ما يستطيع. ضمن النصر بإذن الله مهما اتسعت الهوة العلمية بينه وبين غيره من غير المؤمنين بالله
د-وأخيراً وليس آخراً ألا يغتر بقوة الفكر عندما ينعم الله بها عليه وإلا لذكره الله بأن هذه القوة ليست من عنده وإنما من عند الله وذلك بنزعها منه. قال تعالى في سورة التوبة - آية 25
لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين
صدق الله العظيم
الاستنتاج
الفكر كغيره من المجالات يتفوق المؤمنون فيه بما يمدهم الله به من جلاء في الأفهام وقوة في القرائح وهذا وعد من الله الذي لا يخلف وعده.
والله أعلم

أ. فيزياء
05-03-2007, 00:50
قال تعالى :

لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين


جزاكم الله خيرا

mysterious_man
05-03-2007, 00:56
وجزاكم خيراً أخي الكريم

عادل الثبيتي
05-03-2007, 00:58
يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً ،،،

kingstars18
05-03-2007, 16:40
الله يجعلها في ميزان حسناتك

ياسمين
06-03-2007, 16:25
جــزيت خيراً ،،،، وبــارك الله فيك ....

mysterious_man
06-06-2007, 00:50
وجزاكم خيراً إخواني وأخواتي الأعزاء

pshl
27-09-2007, 13:28
شكرا جزيلا لك

الفجر
30-09-2007, 20:27
بارك الله فيك أخي أحمد...

mysterious_man
30-09-2007, 20:31
شكرا جزيلا لك
جزاكم الله خيرا

mysterious_man
30-09-2007, 20:32
بارك الله فيك أخي أحمد...
وجزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم

ربانة
30-09-2007, 22:23
موضوع قيم جزاك الله عليه كل الخير وبارك الله فيك اخي احمد

mysterious_man
30-09-2007, 22:32
موضوع قيم جزاك الله عليه كل الخير وبارك الله فيك اخي احمد
جزاكي الله خيراً أختى الكريمة ربانة وبارك الله فيكي

خملة الدراق
30-09-2007, 22:33
يبدو ن لي شرف الاطلاع على مواضيع اخرى لك خارج منتدى النسبية ، شكرا لك استاذنا الفاضل

mysterious_man
30-09-2007, 23:02
يبدو ن لي شرف الاطلاع على مواضيع اخرى لك خارج منتدى النسبية ، شكرا لك استاذنا الفاضل
جزاكم الله خيراً أختي الفاضلة خملة الدراق بل الشرف لي أنا

aLFa
23-09-2009, 11:02
شكرا لك...
واضيف لذلك الدعاء والتوكل على الله و معرفة جهلنا وفقرنا إلى الله يجعلنا من المتعلمين والعالمين بعون الله تعالى
ومن جعل الحمد خاتمة النعمة إن شاء الله تكون فاتحة المزيد

nuha1423
24-08-2010, 15:12
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عندما نتأمل في العبقريات الإسلامية كعبقرية الإمام الشافعي في ذاكرته الفوتوغرافية أو عبقرية ابن الهيثم الذي اكتشف أساسيات بل أغوار علم الضوء قبل مثله من غير المؤمنين بالعديد من القرون أم عبقرية خالد بن الوليد في التخطيط الحربي التي تفرد بها في التاريخ أم عبقرية الإمام على الرياضية الحسابية المتفردة في نوعها وفوق كل هؤلاء عبقرية إمام الناس أجمعين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في الدعوة والتخطيط وكل مجالات الحياة . أقول عندما تتأمل في كل هذا تجد أن العامل البشري فيها لا يشكل الكثير منها ولكن يقتبس كل هؤلاء العظماء من نور علم الله باتصالهم به عن طريق اتباع أوامره واجتناب نواهيه والرجاء في ثوابه والخوف من عقابه.
ولا يغرنكم ما وصل إليه غير المؤمنين من تقدم علمي فهو والله عين التخلف نسبةً لما كان سيصل المسلمون إليه من تقدم لو أنهم استمروا في عبادة ربهم حق عبادته
يقول الله تعالى في سورة النمل الآيات من 41 إلى 43
قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ
صدق الله العظيم


والله يا أستاذ أحمد كثيراً ما أتساءل ويغرني وأسأل الله تعالى ألا يعاقبني على ما أفكر به

لم يكون هؤلاء الكفار في رغد من العيش وتطور والمسلمين غارقون في التخلف وشظف العيش في الكثير من بلاد الدنيا وأرض الله تعالى ؟؟؟

ثم أتراجع عن تساؤلي وأقنع نفسي بأن جنة الكفار هي في الأرض

ولكن : ما الذي يعيق أو يمنع أن يعيش المسلمون في راحة ورخاء وعافية

لم هم متخلفون ؟ تنتشر عندهم الأمراض والجهل ويتعلقون بالكثير من الخرافات التي لم ينزل الله بها من سلطان

ثم أعود لأجد أنهم ابتعدوا عن حبل الله المستقيم



النصر الفكري :
الآن بعد هذه التوطئة أعد قراءة الجزء الأول من المقالة المتعلقة بمقومات النصر تجد عجباً. تجد أنه يمكن تطبيق هذا المبدأ العام على ما أسميه النصر الفكري والذي يشحذ الإيمان فيه عقول المؤمنين كما يشحذ قلوبهم وأن المؤمن بالله حقاً يمده الله تعالى بالعلم والفكر والإبداع مداً ولا يتحدد ذلك بمقدار المجهود العقلى الذي يبذله طالب العلم المؤمن فقط بل يمده الله بمدد من الأفكار والإبداع بلا حدود وكل ما هو مطلوب من طالب العلم المؤمن عدة أشياء مهمة
شروط النصر الفكري
أ- أن يؤمن بالله حق إيمانه
ب-أن يثق في نصر الله وألا ييأس من فرج الله وأن يصبر حتى يأتيه وأنه هو الأعلى بإيمانه
وقد قال الله تعالى فيما يخص الشرطين الأول والثاني في سورة آل عمران - آية 139
ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين
صدق الله العظيم
ج- أن يبذل ما في وسعه من تحصيل العلم والتفكير- فقد قال الله تعالى في سورة محمد - آية 7
يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم
صدق الله العظيم
فلم يشترط الله الكم هنا ولكن اشترط أن ننصر الله حق نصرته بإن نبذل كل ما في وسعنا
فإن حقق العالم المؤمن هذه الشروط صدق فيه قول الله تعالى في سورة الأنفال - آية 60
واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم وانتم لا تظلمون
صدق الله العظيم
واستحق نصر الله بجدارة وبلا منازع. ولا يخفى على مفكر أن القوة في عصرنا الحالي هي في المرتبة الأولى القوة العقلية والتي بها تنتج كل أنواع القوة . فإن بذل المؤمن في مجال العقل كل ما يستطيع. ضمن النصر بإذن الله مهما اتسعت الهوة العلمية بينه وبين غيره من غير المؤمنين بالله
د-وأخيراً وليس آخراً ألا يغتر بقوة الفكر عندما ينعم الله بها عليه وإلا لذكره الله بأن هذه القوة ليست من عنده وإنما من عند الله وذلك بنزعها منه. قال تعالى في سورة التوبة - آية 25
لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين
صدق الله العظيم
الاستنتاج
الفكر كغيره من المجالات يتفوق المؤمنون فيه بما يمدهم الله به من جلاء في الأفهام وقوة في القرائح وهذا وعد من الله الذي لا يخلف وعده

أشكرك جزيل الشكر على هذه المناقشة الرائعة


وهي زبدة الكلام تختصر في هذه الآية الكريمة :

يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم

لا حرمنا الله منك




وحشتني مواضيعك أستاذ أحمد أين أنت ؟

أسأل الله تعالى أنك بخير

وتقبل الله منا ومنك الصيام والقيام وكل عام وأنت بخير

دقدقه
24-08-2010, 15:16
رائع جدا


بارك الله فيك وجزاك خيرا

+ تقيم