ربانة
18-03-2007, 03:56
http://www.alriyadh.com/Contents/10-03-2004/Mainpage/images/T8.jpg
أبو زيد الهلا لي الشاعر والفارس .................. سيرة رجل وعلم من اعلام السيرة الهلالية الحافلة بالبطولات فإليكم سيرته
ابو زيد الهلالي شخصية غريبة غامضة لم يذكر المؤرخون شيئاً تفصيلياً واضحاً عنها سوى بعض الشذرات في بطون الكتب.
ابو زيد الهلالي عاش في القرن الخامس الهجري وهو من قبيلة هلال ونسب اليها فقيل هلالي.
وهلال هذه كانت قبيلة كبيرة بدوية تسكن نجداً يجاورهم في مسكنهم قبيلة اخرى اسمها سليم وكانت هلال وسليم يخرجون من ديارهم فيغيرون على اطراف الشام والعراق حتى ضجت منهم الدولة العباسية وارسلت في ايام الواثق سنة 230ه حملة بأمر القائد التركي (بفا الكبير) لتأديبهم على ما ارتكبوا من فساد في المدينة وهاجر قوم من هلال وسليم الى مصر ونزلوا اولاً في الوجه البحري ولكنهم ساروا سيرتهم الاولى في سلب ونهب حتى ضج منهم الناس فأمر الخليفة الفاطمي العزيز بالله 365-386ه بطردهم الى الصعيد ولكنهم فعلوا في الصعيد كما فعلوا في كل مكان في سلب ونهب وتخريب.
وكان في بني هلال هؤلاء فروع مختلفة منهم زغبة وربيعة وعدي فعم ضررهم واستغاث اهل البلاد من شرهم وفي خلافة المستنصر الفاطمي ثارت بلاد المغرب عليه فنصحه بعض مشيريه ان يبعث الى المغرب هؤلاء العرب في هلال وسليم فإن ظفروا بالثائري، فقد كسب تلك البلاد واخضع الثورة وظفر بالخصوم وان انهزموا وقى الله مصر شرهم، فأرسلهم سنة 441ه واعطى لكل واحد منهم بعيراً ودينارين، وقال لهم قد اعطيتكم المغرب، ففرحوا بذلك وجازوا النيل الى برقة ببلاد المغرب ونزلوا بها وافتتحوا امصارها واستباحوها وكتبوا لإخوانهم في مصر يدعونهم الى السفر اليهم ويصفون لهم ماهم فيه في خير ونعيم فأرادوا الرحيل فمنعهم المستنصر حتى يأخذ من كل واحد دينارين فعوض بذلك ما دفعه لمن قبلهم.
وسارت سليم وفروع هلال في دياب وزغب الى تونس كالجراد المنتشر لايمرون بشيء الا اتوا عليه حتى وصلوا تونس وقسموا البلاد بينهم وبين قبيلة سليم فأخذت سليم شرق تونس وهلال الغرب ووقعت بين هؤلاء العرب وبين سكان البلاد الأصليين من البربر كقبيلة زنانه وصفاجه حروب يطول ذكرها.
كما وقعت الفتن والحروب بين بعض العرب وبعض البربر وكان ذلك فيما بين سنة 440ه وسنة 460ه واشتهر في هذه الحروب رجال كثيرون منهم دياب بن غانم وابوزيد الهلالي.
كانت هذه الحروب في القرن الخامس الهجري في بلاد المغرب هي ميدان مسيرة أبي زيد.
قصة ابي زيد الهلالي تنقس الى ثلاثة اقسام:
القسم الأول: يصف تاريخ بني هلال في بلاد السرو (وهي منازل حمير بأرض اليمن) وكان من اعيان الهلالية جابر وجبير ابنا المنذر الهلالي وقد رحل جبير بأمه الى نجد وصار فيما بعد سلطانها.
وكان اتى في نسل جابر الأمير حازم والاميررزق وكانا يحكمان في بلاد السرو وقد تزوج الامير رزق "خضراء" من بنت شريف مكة وولدت منه ولداً اسمر اللون اسمه بركات، وهو الذي لقب فيما بعد بأبي زيد.
وقد تعاون ابوزيد وعمه حسن بن سرحان ابن حازم على فتح الهند في ذلك حديث يطول.
اما القسم الثاني فتدور حوادثه حول رحلة بني هلال الى نجد وقد ألجأهم الى هذه الرحلة من السرو الى نجد مجاعة عظيمة في بلاد السرو باليمن.
وقد استقبل الهلاليون في نجد استقبالاً حسناً في الملك غانم وابن دياب (وكان دياب في فرع جبير) ومن بني رغبة وقد وقعت الحرب بين دياب ابن غانم وابي زيد الهلالي لأسباب نسائية يطول شرحها وانتهت بانتصار ابي زيد وخضوع دياب.
والقسم الثالث تدور حوادثه حول رحلة الهلالية الى الغرب فإن ابا زيد ذهب مع اتباعه الى تونس ليبحث عن ارض خضبة لما حلت المجاعة بنجد فلما حلوا بتونس واتصلوا بالبربر حدث ان وقعت "سعدة" بنت الزناتي خليفة وهي في البربر في حب "مري" احد اصحاب ابي زيد وقد وقعت حروب بني الهلالية والزناتية بسبب ذلك انتهت بقتل الزناتي خليفة ثم اختلف الهلاليون فيما بينهم على قسمة املاك الزناتي خليفة وثارت الحرب بين أبي زيد ودياب وانتهت بقتل دياب لأبي زيد.
فاجتمع قوم للأخذ بثار أبي زيد منهم بريقع والجازية لبنت الحسن وانتقموا من دياب وقتلوه وقد قتلت الجازية ايضاً في هذه المعارك.
هذا موجز مختصر جداً لقصة طويلة تقرأ في أيام تدور حوادثها بين البدو في الأعراب.. وكان لهذه القصة صدى شعبي كبير ارتقت فيه إلى سيرة عنترة بن شداد وسيف بن زي يزن والزير سالم فقد كانت القصة سمراً لذيذاً للأوساط الشعبية في ليلهم وحديثاً طريفاً في نهارهم .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ولكم احدى قصصه الغريبة .....
هذه الحكاية ينسبها الرواة إلى (( أبو زيد الهلالي سلامه )) الفارس والشاعر المعروف . . . مر على بني هلال حين من الدهر أصابهم فيه الجوع , فقد شحت المراعي وقل الكلأ والمرعى , فمات أكثر حلالهم وأصاب القبيلة كلها الجوع والعطش فاقترحوا إرسال شخص يستكشف لهم الأراضي ويبحث لهم عن الأرض الطيبة فترحل لها كل القبيلة , وبالفعل نال هذا الاقتراح إجماع كل القبيلة إلا أنهم حاروا فيمن يرسلون وكان بالقبيلة شخص مسنّ - وقيل إنها عجوز - هذا الشخص يؤخذ رأيه فاستشاروه فيمن يرسلون فاشترط عليهم شرطاً قبل أن يقترحون من يرسلون وكان شرطه أن ترحل القبيلة كلها مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعدها يعلمهم من هو الشخص المناسب , وبالفعل رحلت القبيلة مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعد أن نزلوا بالمكان المحدد رجعوا له وسألوه عن الشخص فقال لهم هو أبو زيد الهلالي سلامه . . . فسألوه عن سبب اختياره له فقال أثناء رحيلنا لاحظت كل أبناء القبيلة يراوحون بالركوب بين ورك وورك أثناء الركوب على المطية إلا أبا زيد فقد كان ركوبه على ورك واحد حتى نزل وهذا دليل صبره وجلادته . . . واختاروه فعلا وأرسلوه , وقد طلب أن يرافقه اثنان من أبناء القبيلة ورحل هو ورفاقه يبحثون عن المرعى للقبيلة كلها . . . وطال بهم المسير دون جدوى , وتقطعت مطاياهم , وأصابهم الجوع فكانوا قرب قرية فنزلوا بسوقها ولم يجدوا من يطعمهم , كما لم يوفقوا إلى عمل يرتزقون منه . . . فاحتاروا بأمرهم , وكان أبو زيد واسع الحيلة داهية فاقترح على رفاقه أن يبيعوه في سوق المدينة على أنه عبد لهم , فقد كان أسمر اللون . . . وأما إلحاحه وافقوه على أن يبيعوه ويشتروا بثمنه مطايا وزاداً لهم , ويواصلوا البحث . . . أما هو فقد قال لهم أنه سيستطيع تخليص نفسه , على شرط أن يواصلوا هم البحث عن المراعي للقبيلة
فاتفق الثلاثة ونزلوا سوق المدينة . . وباعوه . . وقبضوا الثمن كما تم الاتفاق واشتروا بثمنه المطايا والمتاع . . . وقد كان ينوي الهرب من سيده الذي استراه , إلا أن هذا السيد كان نبيلاً وطيباً , أولاه ثقته وجعله وكيلاً على أمواله فصعب على أبو زيد أن يخون الأمانة ويهرب . . . ومن هنا كانت معاناته واستمر في خدمته فتره . . . وذات مرة كانوا جالسين بمجلس هذا السيد وأبو زيد بالقرب من الدلال يصنع القهوة . . . فتمنى السيد من يجيد العزف على الربابة ليحلوا لهم السمر فعرف أبو زيد أنها فرصته فنهض مسرعاً وأخذ الربابة وأنشد يقول
يقـول الهـلالي والهـلالي سـلامـه=شـوف الفجـوج الخاليـات تــروع
يقـول الهـلالي والهـلالي سـلامـه=يبغـي الطمـع وهـو وراه طمــوع
لابد عقـب الوقـت من لايـح الحيـا=مـن بارقـن يوصـي سنـاه لمـوع
لابـرقـن إلا فـي حجـا مستهلــه=ولا طـرقـي إلا مـن وراه نجــوع
ولا ضحـك إلا البكـا مـردفـن لـه=ولا شبعــة إلا مقتفيهــا جـــوع
ولا يــدن إلا يــد الله فـوقهــا=ولا طـايــرات إلا وهـن وقــوع
ألا يا حمامتيـن فوق نبنـوب دوحـة=وراكـن فرقـن والحمــام ربــوع
حمـامتيـن جعـل تبلــن بنــادر=حـر قطـوع وجـاري لـه جــوع
وراكـن مـا تبكـن عليـا مظنتــي=لو كـان مـا يجـري لكـن دمـوع
أبكي عليهـا ليـن حفيـت نواظـري=ولانـي بمـن تدبيـر الإلـه جـزوع
حشى ما لاق غير الجـازي أم محمـد=عليهـا ثويـب الطيلســان لمــوع
تنفـق كمـا نفـق الوغيـد مـع أمـه=وتحـط الهـوى في قلـب كل ولـوع
قد يستغرب القارئ من تكرار اسم الشاعر بالبيت الأول والثاني ولكن ذلك لتأكيد أنه الهلالي وليس عبداً وقد بين للسيد أنه جاء يبغي الطمع فصار الطمع برأسه . . . عرفه السيد وأنَّبه على ما عمل وأطلق سراحه وأغدق عليه الهدايا وعاد أبو زيد لقبيلته
واتمنى لكم اخوتي الاكارم امتع الاوقات مع السيرة الهلالية
ربانة تحييكم
أعلى الصفحة (http://www.alriyadh.com/Contents/10-03-2004/Mainpage/Thkafa_10688.php#TopPage)
أبو زيد الهلا لي الشاعر والفارس .................. سيرة رجل وعلم من اعلام السيرة الهلالية الحافلة بالبطولات فإليكم سيرته
ابو زيد الهلالي شخصية غريبة غامضة لم يذكر المؤرخون شيئاً تفصيلياً واضحاً عنها سوى بعض الشذرات في بطون الكتب.
ابو زيد الهلالي عاش في القرن الخامس الهجري وهو من قبيلة هلال ونسب اليها فقيل هلالي.
وهلال هذه كانت قبيلة كبيرة بدوية تسكن نجداً يجاورهم في مسكنهم قبيلة اخرى اسمها سليم وكانت هلال وسليم يخرجون من ديارهم فيغيرون على اطراف الشام والعراق حتى ضجت منهم الدولة العباسية وارسلت في ايام الواثق سنة 230ه حملة بأمر القائد التركي (بفا الكبير) لتأديبهم على ما ارتكبوا من فساد في المدينة وهاجر قوم من هلال وسليم الى مصر ونزلوا اولاً في الوجه البحري ولكنهم ساروا سيرتهم الاولى في سلب ونهب حتى ضج منهم الناس فأمر الخليفة الفاطمي العزيز بالله 365-386ه بطردهم الى الصعيد ولكنهم فعلوا في الصعيد كما فعلوا في كل مكان في سلب ونهب وتخريب.
وكان في بني هلال هؤلاء فروع مختلفة منهم زغبة وربيعة وعدي فعم ضررهم واستغاث اهل البلاد من شرهم وفي خلافة المستنصر الفاطمي ثارت بلاد المغرب عليه فنصحه بعض مشيريه ان يبعث الى المغرب هؤلاء العرب في هلال وسليم فإن ظفروا بالثائري، فقد كسب تلك البلاد واخضع الثورة وظفر بالخصوم وان انهزموا وقى الله مصر شرهم، فأرسلهم سنة 441ه واعطى لكل واحد منهم بعيراً ودينارين، وقال لهم قد اعطيتكم المغرب، ففرحوا بذلك وجازوا النيل الى برقة ببلاد المغرب ونزلوا بها وافتتحوا امصارها واستباحوها وكتبوا لإخوانهم في مصر يدعونهم الى السفر اليهم ويصفون لهم ماهم فيه في خير ونعيم فأرادوا الرحيل فمنعهم المستنصر حتى يأخذ من كل واحد دينارين فعوض بذلك ما دفعه لمن قبلهم.
وسارت سليم وفروع هلال في دياب وزغب الى تونس كالجراد المنتشر لايمرون بشيء الا اتوا عليه حتى وصلوا تونس وقسموا البلاد بينهم وبين قبيلة سليم فأخذت سليم شرق تونس وهلال الغرب ووقعت بين هؤلاء العرب وبين سكان البلاد الأصليين من البربر كقبيلة زنانه وصفاجه حروب يطول ذكرها.
كما وقعت الفتن والحروب بين بعض العرب وبعض البربر وكان ذلك فيما بين سنة 440ه وسنة 460ه واشتهر في هذه الحروب رجال كثيرون منهم دياب بن غانم وابوزيد الهلالي.
كانت هذه الحروب في القرن الخامس الهجري في بلاد المغرب هي ميدان مسيرة أبي زيد.
قصة ابي زيد الهلالي تنقس الى ثلاثة اقسام:
القسم الأول: يصف تاريخ بني هلال في بلاد السرو (وهي منازل حمير بأرض اليمن) وكان من اعيان الهلالية جابر وجبير ابنا المنذر الهلالي وقد رحل جبير بأمه الى نجد وصار فيما بعد سلطانها.
وكان اتى في نسل جابر الأمير حازم والاميررزق وكانا يحكمان في بلاد السرو وقد تزوج الامير رزق "خضراء" من بنت شريف مكة وولدت منه ولداً اسمر اللون اسمه بركات، وهو الذي لقب فيما بعد بأبي زيد.
وقد تعاون ابوزيد وعمه حسن بن سرحان ابن حازم على فتح الهند في ذلك حديث يطول.
اما القسم الثاني فتدور حوادثه حول رحلة بني هلال الى نجد وقد ألجأهم الى هذه الرحلة من السرو الى نجد مجاعة عظيمة في بلاد السرو باليمن.
وقد استقبل الهلاليون في نجد استقبالاً حسناً في الملك غانم وابن دياب (وكان دياب في فرع جبير) ومن بني رغبة وقد وقعت الحرب بين دياب ابن غانم وابي زيد الهلالي لأسباب نسائية يطول شرحها وانتهت بانتصار ابي زيد وخضوع دياب.
والقسم الثالث تدور حوادثه حول رحلة الهلالية الى الغرب فإن ابا زيد ذهب مع اتباعه الى تونس ليبحث عن ارض خضبة لما حلت المجاعة بنجد فلما حلوا بتونس واتصلوا بالبربر حدث ان وقعت "سعدة" بنت الزناتي خليفة وهي في البربر في حب "مري" احد اصحاب ابي زيد وقد وقعت حروب بني الهلالية والزناتية بسبب ذلك انتهت بقتل الزناتي خليفة ثم اختلف الهلاليون فيما بينهم على قسمة املاك الزناتي خليفة وثارت الحرب بين أبي زيد ودياب وانتهت بقتل دياب لأبي زيد.
فاجتمع قوم للأخذ بثار أبي زيد منهم بريقع والجازية لبنت الحسن وانتقموا من دياب وقتلوه وقد قتلت الجازية ايضاً في هذه المعارك.
هذا موجز مختصر جداً لقصة طويلة تقرأ في أيام تدور حوادثها بين البدو في الأعراب.. وكان لهذه القصة صدى شعبي كبير ارتقت فيه إلى سيرة عنترة بن شداد وسيف بن زي يزن والزير سالم فقد كانت القصة سمراً لذيذاً للأوساط الشعبية في ليلهم وحديثاً طريفاً في نهارهم .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ولكم احدى قصصه الغريبة .....
هذه الحكاية ينسبها الرواة إلى (( أبو زيد الهلالي سلامه )) الفارس والشاعر المعروف . . . مر على بني هلال حين من الدهر أصابهم فيه الجوع , فقد شحت المراعي وقل الكلأ والمرعى , فمات أكثر حلالهم وأصاب القبيلة كلها الجوع والعطش فاقترحوا إرسال شخص يستكشف لهم الأراضي ويبحث لهم عن الأرض الطيبة فترحل لها كل القبيلة , وبالفعل نال هذا الاقتراح إجماع كل القبيلة إلا أنهم حاروا فيمن يرسلون وكان بالقبيلة شخص مسنّ - وقيل إنها عجوز - هذا الشخص يؤخذ رأيه فاستشاروه فيمن يرسلون فاشترط عليهم شرطاً قبل أن يقترحون من يرسلون وكان شرطه أن ترحل القبيلة كلها مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعدها يعلمهم من هو الشخص المناسب , وبالفعل رحلت القبيلة مسيرة يوم كامل بدون توقف وبعد أن نزلوا بالمكان المحدد رجعوا له وسألوه عن الشخص فقال لهم هو أبو زيد الهلالي سلامه . . . فسألوه عن سبب اختياره له فقال أثناء رحيلنا لاحظت كل أبناء القبيلة يراوحون بالركوب بين ورك وورك أثناء الركوب على المطية إلا أبا زيد فقد كان ركوبه على ورك واحد حتى نزل وهذا دليل صبره وجلادته . . . واختاروه فعلا وأرسلوه , وقد طلب أن يرافقه اثنان من أبناء القبيلة ورحل هو ورفاقه يبحثون عن المرعى للقبيلة كلها . . . وطال بهم المسير دون جدوى , وتقطعت مطاياهم , وأصابهم الجوع فكانوا قرب قرية فنزلوا بسوقها ولم يجدوا من يطعمهم , كما لم يوفقوا إلى عمل يرتزقون منه . . . فاحتاروا بأمرهم , وكان أبو زيد واسع الحيلة داهية فاقترح على رفاقه أن يبيعوه في سوق المدينة على أنه عبد لهم , فقد كان أسمر اللون . . . وأما إلحاحه وافقوه على أن يبيعوه ويشتروا بثمنه مطايا وزاداً لهم , ويواصلوا البحث . . . أما هو فقد قال لهم أنه سيستطيع تخليص نفسه , على شرط أن يواصلوا هم البحث عن المراعي للقبيلة
فاتفق الثلاثة ونزلوا سوق المدينة . . وباعوه . . وقبضوا الثمن كما تم الاتفاق واشتروا بثمنه المطايا والمتاع . . . وقد كان ينوي الهرب من سيده الذي استراه , إلا أن هذا السيد كان نبيلاً وطيباً , أولاه ثقته وجعله وكيلاً على أمواله فصعب على أبو زيد أن يخون الأمانة ويهرب . . . ومن هنا كانت معاناته واستمر في خدمته فتره . . . وذات مرة كانوا جالسين بمجلس هذا السيد وأبو زيد بالقرب من الدلال يصنع القهوة . . . فتمنى السيد من يجيد العزف على الربابة ليحلوا لهم السمر فعرف أبو زيد أنها فرصته فنهض مسرعاً وأخذ الربابة وأنشد يقول
يقـول الهـلالي والهـلالي سـلامـه=شـوف الفجـوج الخاليـات تــروع
يقـول الهـلالي والهـلالي سـلامـه=يبغـي الطمـع وهـو وراه طمــوع
لابد عقـب الوقـت من لايـح الحيـا=مـن بارقـن يوصـي سنـاه لمـوع
لابـرقـن إلا فـي حجـا مستهلــه=ولا طـرقـي إلا مـن وراه نجــوع
ولا ضحـك إلا البكـا مـردفـن لـه=ولا شبعــة إلا مقتفيهــا جـــوع
ولا يــدن إلا يــد الله فـوقهــا=ولا طـايــرات إلا وهـن وقــوع
ألا يا حمامتيـن فوق نبنـوب دوحـة=وراكـن فرقـن والحمــام ربــوع
حمـامتيـن جعـل تبلــن بنــادر=حـر قطـوع وجـاري لـه جــوع
وراكـن مـا تبكـن عليـا مظنتــي=لو كـان مـا يجـري لكـن دمـوع
أبكي عليهـا ليـن حفيـت نواظـري=ولانـي بمـن تدبيـر الإلـه جـزوع
حشى ما لاق غير الجـازي أم محمـد=عليهـا ثويـب الطيلســان لمــوع
تنفـق كمـا نفـق الوغيـد مـع أمـه=وتحـط الهـوى في قلـب كل ولـوع
قد يستغرب القارئ من تكرار اسم الشاعر بالبيت الأول والثاني ولكن ذلك لتأكيد أنه الهلالي وليس عبداً وقد بين للسيد أنه جاء يبغي الطمع فصار الطمع برأسه . . . عرفه السيد وأنَّبه على ما عمل وأطلق سراحه وأغدق عليه الهدايا وعاد أبو زيد لقبيلته
واتمنى لكم اخوتي الاكارم امتع الاوقات مع السيرة الهلالية
ربانة تحييكم
أعلى الصفحة (http://www.alriyadh.com/Contents/10-03-2004/Mainpage/Thkafa_10688.php#TopPage)