kingstars18
31-03-2007, 14:23
غسان افيوني ابن الثلاثين عاماً عالِم لبناني اكتشف مادة كيميائية تمنع الاحتراق
"اريد ان اترك بصمة خاصة لي في هذا العالم"
سيكتب التاريخ العلمي ان اللبناني غسان فاروق افيوني (30 عاما) هو اول من اكتشف مادة كيميائية تمنع الاحتراق، محققا بذلك "سبقا علميا" على العلماء الاجانب الذين لم يتوصلوا، رغم تجاربهم الكيميائية الكثيرة وامكاناتهم العلمية والمادية الضخمة، الا الى تركيب مادة تؤخر الاشتعال لدقائق معدودة، ولا تمنعه اطلاقا. ويمكن المادة التي اكتشفها افيوني ان تستخدم في معالجة الخشب والورق على انواعه والقماش... للحؤول دون ان تلتهمها النيران. الامر الذي من شأنه ان يحدث انقلاباً في مفهوم الصناعات الخشبية والورقية... في العالم. فمن هو هذا الشاب اللبناني المميز؟ وكيف توصل الى اكتشافه هذا؟ وما تفاصيل هذا الاكتشاف.
في الوقت الذي كانت فيه ألسنة كثير من اللبنانيين تتداول "كذبة اول نيسان" عام ،1972 كان قلب المهندس فاروق افيوني يخفق فرحا بـ"الحقيقة" الحلوة التي شهدها في ذلك اليوم، عندما وضعت زوجته السيدة احلام عابدين طفلا ذكرا جميلا اسمياه: غسان.
لكن ذلك الطفل الذي كان "املا كبيرا" بالنسبة الى والديه، لم يُكتب له ان يعيش طفولته في لبنان. ففي سن الرابعة (عام 1976) قرر والده الذي كان يعمل في شركة طيران الشرق الاوسط (الميدل ايست)، ان يحزم حقائب العائلة متوجها الى الكويت، بعدما ضاق ذرعا بالحرب الاهلية اللبنانية التي كانت اندلعت قبل حوالى عام. كان الخيار مرا، لكن للحرب احكامها!
وكان في مدرسة عربية
في الكويت، درس غسان المرحلة الابتدائية في مدرسة خاصة تابعة للسفارة الاميركية وذات يوم طلبت المعلمة من تلاميذها الصغار ان يحضروا معهم في اليوم التالي "مسطرة" خشب او بلاستيك بغية استعمالها في الدرس. لكن التلميذ غسان نسي ذلك في اليوم التالي. وبينما كانت المعلمة تتفقد التلاميذ للتأكد من انهم احضروا معهم "المساطر" ادرك غسان انه لم يحضرها معه. وقبل ان تصل المعلمة اليه بثوان اخرج ورقة بيضاء من محفظته واستعار "مسطرة" من زميله فوضعها فوق الورقة ليرسم عليها خطا مستقيما ويحدد بالقلم السنتيمترات الثلاثين الموجودة على "المسطرة". ولما تقدمت منه المعلمة وسألته عن "مسطرته" قدم اليها الورقة المرقمة، فبُهرت بها وبتلميذها ذي البديهة العلمية. ثم اثنت عليه امام زملائه وشجعته على مزيد من الابتكار. فكانت تلك الحادثة اولى امارات التفرد عند غسان يقول: "لو كنت في مدرسة لبنانية (او عربية)، لكانت المعلمة أنبتني وعاقبتني على نسياني "المسطرة" في البيت، متجاهلة الفكرة الابداعية التي استنبطتها في دقائق قليلة. وبالتالي كان لتلك الواقعة ابلغ الاثر في تحفيزي على اعمال عقلي في اسلوب علمي نافع في المستقبل".
اما والده الذي عمل هناك في "الخطوط الجوية الكويتية"، فكان يحضر لابنه الوحيد بعض الآلات المعطلة (كالراديو...) طالبا منه اصلاحها. كما كان يطلب من ابنه ان يراقبه وهو يصلح سيارة العائلة عند تعطلها... فنمى بذلك لدى غسان الصغير حب المعرفة والاطلاع وزرع في نفسه المهارات الاولى للاكتشاف... والاختراع. ثم بدأ يبتكر اشياء صغيرة من "لا شيء" تقريبا. وشيئا فشيئا، تبلورت طموحات غسان المستقبلية: "كنت احلم بأن اصبح انسانا مهما في هذه الحياة. وان اترك اثرا لي، او حتى بصمة في هذا العالم. فلا احب ان اكون مجرد رقم عادي، او مجرد رأس ضمن "قطيع" من البشر".
الأمّ ..."الشعلة"
في العام 1986 عادت العائلة الى لبنان بعدما استقال الوالد من عمله بسبب مرض ألمّ به. فالتحق غسان بصف "البريفيه" في "مدرسة طرابلس الانجيلية للبنين والبنات" (الاميركان)، وتابع دراسته فيها حتى نال شهادة البكالوريا اللبنانية في العلوم الاختبارية عام .1990 وبسبب ميوله العلمية نحو الكيمياء، قرر غسان الالتحاق بالجامعة الاميركية في بيروت. لكن الوالد لم يُكتب له ان يرى وحيده طالبا جامعيا متفوقا. اذ توفي في العام نفسه بعدما تحكّم المرض فيه. ففردت الام "جناحيها" واحتضنت ابناءها الثلاثة (غسان واختيه) وتابعت المسيرة بكل اخلاص وعزم وامل وتضحية وتفان. فكانت الام والاب معا. يقول غسان: "لعبت امي دورا اساسيا في اعطائي الامل في الحياة. فقد كانت شعلة تنير لي درب المستقبل وتشحذني بكثير من الطموح والارداة والمثابرة... للوصول الى غايتي". واذا كان وراء كل رجل عظيم امرأة، فان وراء كل شاب مبدع والدة عظيمة تكون لابنها قبسا وهاجا...
تفوق دراسي
تخرّج غسان من الجامعة الاميركية في بيروت في العام ،1993 حائزا اجازة في الكيمياء. وفي مطلع العام ،1994 سافر الى الولايات المتحدة لمتابعة دراساته العليا متخصصا في الكيمياء الصناعية في جامعة "اورلاندو" في ولاية فلوريدا. ونظرا الى تفوقه وألمعيته بين زملائه الاميركيين والاجانب، نال غسان شهادة الماجستير في سنة وفصل واحد (1995)، في حين ان برنامج الماجستير (في اختصاصه) يستغرق بين ثلاث سنوات حدا ادنى وسبع سنوات حدا اقصى. فكان بذلك، اول طالب ينال الماجستير في تلك الفترة الوجيزة، في تاريخ الجامعة. ولم يمنعه ذلك من العمل في "جلي الصحون" في احد المطاعم الصينية في المدينة، وكذلك في غسل السيارات وتنظيفها... بغية تأمين كلفة الدراسة. لكن ذلك لم يدم طويلا، فبسبب تفوقه تمكن غسان من الحصول على وظيفة في قسم الابحاث في الجيش الاميركي، مقابل تأمين مصاريف الماجستير. كما منحته الجامعة "جائزة ماكنتاير" للطلبة المميزين... وحُفر اسمه على صفيحة ذهبية في الجامعة.
"اريد ان اترك بصمة خاصة لي في هذا العالم"
سيكتب التاريخ العلمي ان اللبناني غسان فاروق افيوني (30 عاما) هو اول من اكتشف مادة كيميائية تمنع الاحتراق، محققا بذلك "سبقا علميا" على العلماء الاجانب الذين لم يتوصلوا، رغم تجاربهم الكيميائية الكثيرة وامكاناتهم العلمية والمادية الضخمة، الا الى تركيب مادة تؤخر الاشتعال لدقائق معدودة، ولا تمنعه اطلاقا. ويمكن المادة التي اكتشفها افيوني ان تستخدم في معالجة الخشب والورق على انواعه والقماش... للحؤول دون ان تلتهمها النيران. الامر الذي من شأنه ان يحدث انقلاباً في مفهوم الصناعات الخشبية والورقية... في العالم. فمن هو هذا الشاب اللبناني المميز؟ وكيف توصل الى اكتشافه هذا؟ وما تفاصيل هذا الاكتشاف.
في الوقت الذي كانت فيه ألسنة كثير من اللبنانيين تتداول "كذبة اول نيسان" عام ،1972 كان قلب المهندس فاروق افيوني يخفق فرحا بـ"الحقيقة" الحلوة التي شهدها في ذلك اليوم، عندما وضعت زوجته السيدة احلام عابدين طفلا ذكرا جميلا اسمياه: غسان.
لكن ذلك الطفل الذي كان "املا كبيرا" بالنسبة الى والديه، لم يُكتب له ان يعيش طفولته في لبنان. ففي سن الرابعة (عام 1976) قرر والده الذي كان يعمل في شركة طيران الشرق الاوسط (الميدل ايست)، ان يحزم حقائب العائلة متوجها الى الكويت، بعدما ضاق ذرعا بالحرب الاهلية اللبنانية التي كانت اندلعت قبل حوالى عام. كان الخيار مرا، لكن للحرب احكامها!
وكان في مدرسة عربية
في الكويت، درس غسان المرحلة الابتدائية في مدرسة خاصة تابعة للسفارة الاميركية وذات يوم طلبت المعلمة من تلاميذها الصغار ان يحضروا معهم في اليوم التالي "مسطرة" خشب او بلاستيك بغية استعمالها في الدرس. لكن التلميذ غسان نسي ذلك في اليوم التالي. وبينما كانت المعلمة تتفقد التلاميذ للتأكد من انهم احضروا معهم "المساطر" ادرك غسان انه لم يحضرها معه. وقبل ان تصل المعلمة اليه بثوان اخرج ورقة بيضاء من محفظته واستعار "مسطرة" من زميله فوضعها فوق الورقة ليرسم عليها خطا مستقيما ويحدد بالقلم السنتيمترات الثلاثين الموجودة على "المسطرة". ولما تقدمت منه المعلمة وسألته عن "مسطرته" قدم اليها الورقة المرقمة، فبُهرت بها وبتلميذها ذي البديهة العلمية. ثم اثنت عليه امام زملائه وشجعته على مزيد من الابتكار. فكانت تلك الحادثة اولى امارات التفرد عند غسان يقول: "لو كنت في مدرسة لبنانية (او عربية)، لكانت المعلمة أنبتني وعاقبتني على نسياني "المسطرة" في البيت، متجاهلة الفكرة الابداعية التي استنبطتها في دقائق قليلة. وبالتالي كان لتلك الواقعة ابلغ الاثر في تحفيزي على اعمال عقلي في اسلوب علمي نافع في المستقبل".
اما والده الذي عمل هناك في "الخطوط الجوية الكويتية"، فكان يحضر لابنه الوحيد بعض الآلات المعطلة (كالراديو...) طالبا منه اصلاحها. كما كان يطلب من ابنه ان يراقبه وهو يصلح سيارة العائلة عند تعطلها... فنمى بذلك لدى غسان الصغير حب المعرفة والاطلاع وزرع في نفسه المهارات الاولى للاكتشاف... والاختراع. ثم بدأ يبتكر اشياء صغيرة من "لا شيء" تقريبا. وشيئا فشيئا، تبلورت طموحات غسان المستقبلية: "كنت احلم بأن اصبح انسانا مهما في هذه الحياة. وان اترك اثرا لي، او حتى بصمة في هذا العالم. فلا احب ان اكون مجرد رقم عادي، او مجرد رأس ضمن "قطيع" من البشر".
الأمّ ..."الشعلة"
في العام 1986 عادت العائلة الى لبنان بعدما استقال الوالد من عمله بسبب مرض ألمّ به. فالتحق غسان بصف "البريفيه" في "مدرسة طرابلس الانجيلية للبنين والبنات" (الاميركان)، وتابع دراسته فيها حتى نال شهادة البكالوريا اللبنانية في العلوم الاختبارية عام .1990 وبسبب ميوله العلمية نحو الكيمياء، قرر غسان الالتحاق بالجامعة الاميركية في بيروت. لكن الوالد لم يُكتب له ان يرى وحيده طالبا جامعيا متفوقا. اذ توفي في العام نفسه بعدما تحكّم المرض فيه. ففردت الام "جناحيها" واحتضنت ابناءها الثلاثة (غسان واختيه) وتابعت المسيرة بكل اخلاص وعزم وامل وتضحية وتفان. فكانت الام والاب معا. يقول غسان: "لعبت امي دورا اساسيا في اعطائي الامل في الحياة. فقد كانت شعلة تنير لي درب المستقبل وتشحذني بكثير من الطموح والارداة والمثابرة... للوصول الى غايتي". واذا كان وراء كل رجل عظيم امرأة، فان وراء كل شاب مبدع والدة عظيمة تكون لابنها قبسا وهاجا...
تفوق دراسي
تخرّج غسان من الجامعة الاميركية في بيروت في العام ،1993 حائزا اجازة في الكيمياء. وفي مطلع العام ،1994 سافر الى الولايات المتحدة لمتابعة دراساته العليا متخصصا في الكيمياء الصناعية في جامعة "اورلاندو" في ولاية فلوريدا. ونظرا الى تفوقه وألمعيته بين زملائه الاميركيين والاجانب، نال غسان شهادة الماجستير في سنة وفصل واحد (1995)، في حين ان برنامج الماجستير (في اختصاصه) يستغرق بين ثلاث سنوات حدا ادنى وسبع سنوات حدا اقصى. فكان بذلك، اول طالب ينال الماجستير في تلك الفترة الوجيزة، في تاريخ الجامعة. ولم يمنعه ذلك من العمل في "جلي الصحون" في احد المطاعم الصينية في المدينة، وكذلك في غسل السيارات وتنظيفها... بغية تأمين كلفة الدراسة. لكن ذلك لم يدم طويلا، فبسبب تفوقه تمكن غسان من الحصول على وظيفة في قسم الابحاث في الجيش الاميركي، مقابل تأمين مصاريف الماجستير. كما منحته الجامعة "جائزة ماكنتاير" للطلبة المميزين... وحُفر اسمه على صفيحة ذهبية في الجامعة.