مشاهدة النسخة كاملة : فكر بطريقة فوز - فوز .. " الحياة مائدة ... "
ما الذي نعيش من أجله إن لم يكن هو أن نجعل الحياة أقل صعوبة على أحدنا الآخر ؟؟
جورج إليوت
.
.
.
التفكير بطريقة فوز – فوز هو موقف تجاه الحياة ، و إطار ذهني عقلي يقول : يمكنني أن أفوز ، و كذلك يمكنك أيضاً أن تفوز . ليس أنا أو أنت ، و لكن كلانا معاً .
التفكير بطريقة فوز – فوز هو الأساس في التوافق و الإنسجام جيداً مع الآخرين ، إنه يبدأ بالإيمان بأننا جميعاً متساوون ،و بأنه لا أحد أكثر دناءة أو أكثر سمواً من أي شخص آخر ، و لا أحد بحاجة حقيقية لأن يكون كذلك .
الآن ربما تقول : " كونوا واقعيين ، ليس الأمر بهذه الصورة .. إنه عالم وحشي قاسي المنافسة .. لا يستطيع كل شخص أن يفوز دائماً "
و انا أختلف معك في ذلك ، تلك ليست هي حقيقة الحياة .
الحياة ليست بحق هي المنافسة ، أو التقدم على الآخرين ، أ, تحقيق نسبة 95% ..
قد تكون الحياة بهذه الصورة في الأعمال التجارية و الرياضة و المدارس و الجامعات ، و لكن تلك هي مجرد مؤسسات صنعناها بأنفسنا ، و الحياة بكل تأكيد ليست كذلك في العلاقات ، و العلاقات هي المادة التي نعيش بها و نمارسها يومياً ..
فكر في مدى سخافة أن تقول : " من الفائز في علاقة الصداقة ، أنت أم صديقك ؟ "
لذا دعونا نستكشف تلك الفكرة العجيبة التي تسمى التفكير بطريقة فوز – فوز . و من واقع خبرتي أقول إن أفضل طريقة لنفعل ذلك هي أن نرى و نعرف ماهو التفكير بغير طريقة فوز – فوز .
و طرق التفكير الأخرى بخلاف طريقة فوز – فوز هي :
التفكير بطريقة فوز – خسارة
التفكير بطريقة خسارة - فوز
و بطريقة خسارة – خسارة
و كل تلك الطرق هي مواقف شائعة تجاه الحياة ، و لكنها رديئة ..
و الآن سأصحبكم إن أذنتم لي لنلقي نظرة على كل منها ..
.
..
.
.
.
فوز- خسارة .. العمود الرأسي
التفكير بطريقة فوز – خسارة هو موقف تجاه الحياة يقول : إن مقدار النجاح كبير و لكن محدود ، و إنك إذا حصلت على جزء كبير منه فسيبقى لي جزء أقل ، لذا سوف أحرص على أخذ نصيبي أولاً أو أن أحصل على جزء أكبر مما ستحصل عليه أنت .
أسلوب الفوز – خسارة هو أسلوب تنافسي ، و أنا أسميه العمود الرأسي : " لست أبالي بمدى جودة حالي ما دمت في مكان أعلى منك في العمود الرأسي "
العلاقات ، و الصداقات ، و الإخلاص و الوفاء كلها أمور ثانوية تأتي بعد الفوز في اللعبة ، و التفوق ، و تحقيق كل شيء بأسلوبك و كما يحلو لك .
و نوضح صورته - حيث كل شخص يخاطب من هو تحته - :
^_^ أنا أفضل منك .
@_@ حسناً أنا أفضل منها ..
*_* أنا أفضل منك على الأقل ..
-_- أنا فاااشل ..
التفكير بطريقة فوز – خسارة هو تفكير ملئ بالكبرياء ، و كما يقول سي . اس . لويس : " الكبرياء لا يحقق أي سعادة عن طريق امتلاكك شيئاً ما ، و لكن فقط عن طريق امتلاك المزيد منه أكثر من الشخص المجاور لك . إنها المقارنة التي تجعلك تشعر بالزهو و بهجة كونك تعلو الآخرين " .
لا تشعر بالإستياء الشديد إذا كنت تفكر بأسلوب فوز – خسارة في بعض الأحيان ، لأننا قد تدربنا على ذلك منذ نعومة أظفارنا .
نحن جميعاً ننشأ على رؤية الحياة كمنافسة و اعتبار أن الفوز كل شيء .. هل هناك أي عجب في أننا كثيراً ما نجد أنفسنا ننظر في ما حولنا لنرى مدى ارتفاعنا في العمود الرأسي و تفوقنا على الآخرين ؟ ..
و من حسن الحظ أنه لا أنت و لا أنا ضحايا
إن لدينا القوة لكي نكون مبادرين ، و نرتفع فوق مستوى التفير بأسلوب فوز – خسارة
.
.
.
موقف الفوز خسارة له العديد من الوجوه . و فيما يلي بعضها :
- استغلال الآخرين – سواء كان شعورياً أو مادياً – من أجل أغراضك الأنانية الشخصية .
- محاولة التقدم و التفوق على حساب شخص آخر .
- نشر الشائعات عن شخص آخر ( كما لو أن هدم شخص آخر هو ما يبنيك أنت ) .
- الإصرار الدائم على السير في طريقك دون أن تبالي أو تشغل نفسك بمشاعر الآخرين .
- أن تصبح غيوراً و حاقداً عندما يحدض شيء جيد لشخص قريب إليك .
و في النهاية ، عادة ما سيكون للتفكير بطريقة فوز – خسارة أثر سلبي معاكس . قد ينتهي بك الأمر على قمة العمود الرأسي ، و لكنك ستكون هناك وحدك و بدون أصدقاء ، تقول إحدى الممثلات : " مشكلة سباق الفئران هي أنك حتى لو فزت فيه ، فإنك ستظل فأراً " .
.
.
.يتبع ...
عادل الثبيتي
29-04-2007, 18:22
يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك الله خيـــــــــراً ،،،
kingstars18
29-04-2007, 20:19
شكرا لك وبارك الله فيك،،
ايومي
قرأت الموضوع قبل دخولي
أبداع أبداع أبداع منقطع النظير
ورائع كروعة صاحبته
الله يعطيك العافية
أشكرك جزيل الشكر
تقبل خالص الود والتقدير
واصل ..... وصلك الله بطاعته و توفيقه
شكراً لك
ـــــغــــــــــاليـــتيــ إـيوـميـ:
أتلذذ دائما" بالمرور على صفحاتك........
ثمت شيء يجذبني بشدة كما لو أنني قطعة حديد تنجذب نحو مغناطيس؟؟
هنـــــــــاك سبب ؟؟؟
.
.
.
أيضا" توقيعـــك دااائمــــــــا" يبهجني لا أعلم لما ؟؟
هنـــــــــاك سبب؟؟
.
.
.
بارك الله فيك وأجزل لك العطاء..
الكلمات لن تفي موضوعك حقه فعلا قرأته ثلاث مرات فهو يحتاج مني برهة للتأمل لكل سطر منه ويش تقولين مزاج غريب اعرف ان ردي ليس وافي لجمالياته شكرا ايومي وبارك الله فيك
أ. عادل
.
.
الشكر لك لمرورك
كينج ستار
.
.
الشكر لك لمرورك
بيرو
.
.
الروعة تتجسد بمرورك الرائع
دمت بود
الغالية احساس
.
.
أتلذذ دائما" بالمرور على صفحاتك........
ثمت شيء يجذبني بشدة كما لو أنني قطعة حديد تنجذب نحو مغناطيس؟؟
هنـــــــــاك سبب ؟؟؟
و أعشق ردودك .. و انتظر حضورك دوماً لتعطري صفحاتي ..
.
.
هناك سبب .....!؟؟
يمكن تغير مركز الجاذبية الأرضية .. :rolleyes: ;) :)
أيضا" توقيعـــك دااائمــــــــا" يبهجني لا أعلم لما ؟؟
هنـــــــــاك سبب؟؟
أتعلمين ..؟!! ..
الشعور متبادل ........ صدقاً ..:p
.
.
لك كل شكري و تقديري
ربانة
.
.
أبسط كلمة منك تكفيني ..
و يكفيني توقيعك الكريم في صفحتي المتواضعة ..
دمت بود غاليتي ..
خسارة – فوز .. ممسحة الأرجل ..
كتب أحد المراهقين يقول : " كنت لفترة ما صانع سلام كبير . كنت أفضل كثيراً أن أتلقى اللوم عن أي شيء يحدث تقريباً على أن أخوض مناقشة للدفاع عن نفسي . و كنت دائماً أقول انني أحمق ... "
هل تجد هذه العبارة تنطبق عليك ؟
إذا كان الأمر كذلك فلقد سقطت في مصيدة التفكير بأسلوب خسارة – فوز . يبدو التفكير بهذه الطريقة أكثر جمالاً في الظاهر ، و لكنه في نفس خطورة التفكير بطريقة فوز – خسارة . إنه عرض ممسحة الأرجل ، التفكير بطريقة خسارة – فوز يقول : " افعل بي ما يحلو لك ، امسح قدميك في .. الجميع يفعلون ذلك "
التفكير بأسلوب خسارة فوز هو ضعف، من السهل أن يخطو الجميع فوقك ، من السهل أن تكون الفتى الطيب ، من السهل أن تستسلم و كل ذلك في سبيل أن تكون صانع سلام ، من السهل أن تسمح لوالديك أن يفعلا بك ما يحلو لهما بدلاً من أن تحاول شرح مشاعرك لهما .
و باتخاذك موقف خسارة – فوز ، سوف تجد نفسك تضع توقعات منخفضة ، و تساوم على معاييرك مرة وراء الأخرى . الإستسلام لضغط الرغبة في محاكاة النظراء هو موقف خسارة – فوز . ربما لا ترغب في الإنقطاع عن المدرسة و لكن المجموعة تريد منك أن تفعل . لذا فإنك تستسلم .
ماذا حدث ؟ .. حسناً ، لقد خسرت و فازوا هم .. و هذا هو ما يسمى خسارة – فوز .
إذا تبنيت التفكير بأسلوب خسارة – فوز على أنه موقفك الأساسي تجاه الحياة فإن الآخرين سوف يمسحون أقدامهم القذرة عليك ، و هذا امر بغيض بحق . سوف تضطر أيضاً إلى إخفاء مشاعرك الحقيقية داخل أعماق نفسك ، و هذا ليس صحيحاً .
هناك وقت للخسارة بالطبع . موقف خسارة – فوز هو موقف مناسب تماماً إذا لم يكن الموضوع ذا أهمية بالنسبة لك ، مثلاً دع الآخرين يفوزون في الموضوعات الصغيرة البسيطة ،
فقط كن حريصاً على أن تأخذ موقفاً في الأمور المهمة .
.
..
خسارة – خسارة .. الهبوط الحلزوني ..
التفكير بطريقة خسارة – خسارة يقول : " إذا كنت سأفشل ، فسوف تفشل معي " ، على أية حال ، المعاناة تستمتع بالصحبة ، الحرب هي مثال ممتاز على التفكير بطريقة خسارة - خسارة ، فكر في الأمر .. الطرف الذي يقتل أكثر يربح الحرب ، و لا يبدو ان أحداً ينتهي به الأمر إلى الفوز في الحرب .
الإنتقام أيضاً تفكير بطريقة خسارة – خسارة ، ربما تفكر أنك تفوز عن طريق الإنتقام ، و لكنك بحق تؤذي نفسك فحسب .
التفكير بطريقة خسارة – خسارة ينتج عادة عندما يصطدم اثنان ممن يفكرون بطريقة فوز – خسارة بأحدهما الاخر ، إذا كنت ترغب في الفوز مهما كان الثمن و الطرف الآخر يرغب في الفوز مهما كلف الأمر ، فإن كليكما سوف ينتهي إلى الفشل .
و التفكير بطريقة خسارة – خسارة يمكن أن ينتج أيضاً عندما يتسلك شخص على آخر على نحو سلبي غير سوي .
و من المحتمل أن يحدث هذا بصفة خاصة مع أقرب الناس إلينا
" لست أبالي بما سيحدث لي طالما أن أخي سوف يخفق "
" إذا لم أستطع الفوز بصداقة محمود فإنني سوف أكون في غاية الحرص على ألا أسمح لصديقي عمرو بالفوز بصداقته "
إذا لم تكن حريصاً ، فإن علاقات الصداقة يمكن أن تتحول إلى علاقة خسارة – خسارة . لقد رأيت ذلك من قبل و لا شك : شخصان لطيفان يبدآن علاقة صداقة و تسير الأمور على ما يرام في البداية ، و لكنهما تدريجياً يعتمد كل منهما على الآخر و يستغله ، و تبدأ علاقة تسلط مشترك و غيرة و حقد ، و في النهاية فإن هذا الإستغلال و التسلط يخرج أسوأ ما فيهما و يبدآن في العراك و الشجار و المجادلة و اتهام كل منهما الآخر ،
مما ينتج عنه هبوط حلزوني نحو موقف خسارة – خسارة .
.
.
.يتبعــ .. :)
فوز - فوز .. مائدة ما لذ و طاب للجميع ..
التفكير بأسلوب فوز – فوز هو اعتقاد بأن كل شخص يمكنه أن يفوز .
إنه تفكير جميل و عسير في نفس الوقت ، إنني لن أخطو فوقك و لكنني لن أكون ممسحة لقدميك أيضاً ، بهذا التفكير فإنك تهتم بالآخرين و تحب لهم النجاح ، و لكنك أيضاَ تهتم بنفسك و ترغب في النجاح بدورك .
التفكير بطريقة فوز – فوز تفكير غني ، إنه الإعتقاد بأن هناك الكثير من النجاح للجميع . ليس لك وحدك ، و لا لي وحدي ، و لكن لنا معاً .
الأمر ليس هو من يحصل على أكبر جزء من الوليمة ، هناك ما يكفي و يزيد من الطعام للجميع .
إنه مائدة ما لذ و طاب للجميع
.
.
.
ها قد رأيت ، التفكير بأسلوب فوز-فوز دائماً ما يضيف المزيد ، مائدة بلا نهاية ، و ان رغبتك في أن يفوز شخص آخر تملؤك بالمشاعر الرائعة .
إنك على الأرجح تفكر بأسلوب فوز – فوز بأكثر مما تعتقد و بأكثر مما تسمح لنفسك .
و فيما يلي أمثلة على موقف فوز – فوز :
- حصلت مؤخراً على ترقية في المطعم الذي تعمل فيه ، و أشركت الآخرين من العاملين معك و الذين ساعدوك في الحصول على الترقية في تلقي الثناء و التقدير .
- تم انتخابك لتوك لمنصب مهم في مدرستك ، و عقدت عزمك على عدم بناء " عقدة عظمة " ، إنك تعامل الجميع بنفس الطريقة التي كنت تعاملهم بها قبل ذلك .
- تم قبول أفضل أصدقائك في الكلية التي كنت ترغب في الإلتحاق بها و لم يتم قبولك انت ، و برغم أنك تشعر بحزن شديد من أجل موقفك الشخصي إلا أنك سعيد بحق و صدق من أجل صديقك .
- ترغب في الخروج لتناول العشاء في أحد المطاعم الأنيقة ، بينما أحد أصدقائك يرغب في مشاهدة فيلم سينمائي ، و تقرران بالإتفاق معاً استئجار فيلم مسجل و شراء الطعام لمشاهدة الفيلم و تناول الطعام في المنزل في الوقت نفسه .
.
..
كيف تفكر بأسلوب فوز – فوز ؟؟
إذاً كيف تفعلها ؟؟
كيف يمكنك أن تسعد من أجل صديقك عندما يتم قبوله في كلية لم يتم قبولك أنت فيها ؟
كيف يمكنك أن تجد حلولاً للمشكلات بحيث تستطيع أنت و الطرف الأخر الفوز .
هلا اقترحت عليك فكرتين : اربح النصر الخاص اولاً ، و تجنب التوأم الخبيث ..
.
.
.
* اربح النصر الخاص أولاً ..
الأمركله يبدأ بك أنت ..!!
إذا كنت تشعر بشدة بعدم الأمان و لم تدفع ثمن الفوز بالنصر الخاص فسوف يكون من الصعب عليك أن تفكر بأسلوب فوز – فوز ، سوف تكون مهدداً من جانب الآخرين . سوف يكون من العسير أن تشعر بالسعادة تجاه نجاحاتهم ، سوف يكون من الصعب أن تشركهم في الثناء و التقدير معك .
هؤلاء الذين يصابون بالغيرة و الحقد بسهولة ، الأمان الشخصي هو الأساس في التفكير بأسلوب فوز – فوز .
.
.
.
* تجنب التوأم الخبيث ..
هناك عادتان يمكن لهما – مثل الأورام السرطانية الخبيثة – أن تدمرانك ببطء داخلياً .
إنهما توأم ، و هما : المنافسة و المقارنة .
من المستحيل تماماً أن تفكر بأسلوب فوز – فوز مع وجود هاتين العادتين .
.
.
.
المنــــافسة
يمكن أن تكون أمراً صحياً تماماً ، إنها تقودنا إلى التحسن ، و الإنجاز ، و تطوير قدراتنا . بدون المنافسة لن نعرف أبداً ماهي حدود قدراتنا . في عالم الأعمال ، المنافسة تجعل الإقتصاد مزدهراً ، و المجد في الألعاب الأولمبية يتعلق تماماً بالتميز و التفوق و المنافسة .
و هذه كلمات من تأليف الكاتب تيم جالواي تعبر عن ذلك ببراعة ، كتب يقول :
عندما تستخدم المنافسة كوسيلة لبناء صورة ذاتية مرتبطة بالآخرين ، يخرج أسوأ ما في الإنسان ؛ و من ثم تصبح المخاوف و الإحباطات العادية مبالغاً فيها بصورة هائلة . يبدو و كأن البعض يعتقدون انه فقط عن طريق أن يكونوا الأفضل ، فقط عن طريق ان يكونوا فائزين يمكنهم أن يستحقوا الحب و الإعجاب و التقدير الذي يريدونه ، و الأطفال الذين يتم تربيتهم و تعليمهم قياس أنفسهم بهذه الطريقة غالباً ما يصبحون كباراً يقودهم دافع قهري لتحقيق النجاح يغطي على كل شيء آخر و يحجبه .
دعونا نستخدم المنافسة كعلامة نقيس أنفسنا عليها ، و لكن دعونا نتوقف عن المنافسة من اجل المال ، او المنصب ، او الأصدقاء أو الشهرة او الوظيفة أو الإهتمام ، و كل ما شابه ذلك .
و دعونا نستمتع بالحياة ^^
.
.
.
المــــقارنة
المقارنة هي توأم المنافسة ، و لها نفس التأثير السرطاني الخبيث . إن مقارنة نفسك مع الاخرين لا تعني شيئاً أكثر من أخبار سيئة . لماذا ؟ لأننا جميعاً لدينا جداول تطور زمنية مختلفة اجتماعياً ، و ذهنياً ، و جسدياً . و لأننا جميعاً نطهو الطعام بطرق مختلفة ، فلا يجب ان نداوم على فتح الفرن لنرى مدى جودة طهو طعامنا بالمقارنة بطعام جيراننا ، و الا فإن طعامنا لن ينضج على الإطلاق . و بالرغم من ان البعض منا يشبه شجرة الحور التي تنمو مثل الأعشاب الضارة في اللحظة التي تزرع فيها ، فإن آخرين يشبهون شجرة الخيزران التي لا تبدي أي دلالة على النمو لدة أربع سنوات ، و لكنها تنمو بعد ذلك ليصل طولها إلى تسعين قدماً في العام الخامس .
لقد سمعت مرة ما يفيد هذا المعنى بهذه الطريقة : الحياة مثل طريق كبير ممتلئ بالعقبات ، و لكل انسان طريقه الخاص منفصلاً عن كل طريق آخر بجدران مرتفعة ، ان طريقك جاهز و معد و مزود بعقيات موضوعة و مصممة خصيصاً من اجل نموك الشخصي . لذا ، ما الفائدة في أن تتسلق الجدار لترى كيف يسير جارك في طريقه أو لترى عقباته و تقارنها بعقباتك لخاصة ؟
إن بناء الحياة على أساس مدى تقدمك مقارنة بالآخرين ليس أبداً بالوسيلة الجيدة ، إذا كنت أنا مثلاً أستمد شعوري بالأمان من حقيقة أنني أكثر قوة منك ، أو أن أصدقائي أكثر شهرة من أصدقائك ، فما الذي يحدث إذاً عندما يكون هناك شخص أكثر قوة مني ،و لديه أصدقاء أكثر شهرة ؟
إن مقارنة انفسنا بالآخرين تجعلنا نشعر و كأننا موجة تتقاذفها الرياح ذهاباً و إياباً ، إننا نصعد و نهبط و نشعر بالوضاعة في لحظة ما و بالسمو في اللحظة التالية ، و نشعر بالثقة في لحظة ما و بالفزع و الرعب في اللحظة التالية مباشرة ، و المقارنة الصالحة الوحيدة هي مقارنة نفسك بأفضل ما يمكن ان تصل إليه .
.
..
ثمار التفكير بروح فوز – فوز :
لقد تعلمت ألا أقلل أبداً من شأن ما يمكن ان يحدث عندما يفكر شخص ما بطريقة فوز – فوز .
صدقني ، إن أداة فوز – فوز هذه معدية ، إذا طان قلبك كبيراً و كنت ملتزماً بمساعدة الآخرين على النجاح ، و مستعداً لإشراكهم في تلقي الثناء و التقدير فإن سوف تجذب أصدقاءك أيضاً ، فكر في الأمر . ألا تحب هؤلاء الذين يهتمون بنجاحك و يريدون لك الفوز ؟ إن ذلك يجعلك ترغب في مساعدتهم بدورك ، أليس كذلك ؟
أحيـــــاناً ، و أياً كان ما تبذل من جهد في المحاولة لن يكون في استطاعتك العثور على حل فوز – فوز ، أو قد يكون الطرف الآخر مصمماً على موقف فوز – خسارة حتى أنك لا تستطيع أن تتناقش معه .
إن ذلك يحدث ، في مثل هذه المواقف لا تكن قبيحاً بدورك ( فوز – خسارة ) ، أو تصبح ممسحة أرجل ( خسارة- فوز ) . و بدلاً من ذلك ، إما ان تصل لموقف فوز – فوز ، و إما ان ترفض الإتفاق .و بعبارة أخرى إذا لم تستطع العثور على حل يناسب الطرفين معاً ، فاتخذ قراراً بعدم اللعب . ارفض الإتفاق .
.
.
.
لاحظ كيف يجعلك تشعر ..
اكتساب موقف فوز – فوز ليس بالأمر السهل ، و لكن يمكنك ان تفعلها . إذا كنت تفكر بطريقة فوز – فوز بنسبة 10 % فقط من الوقت حالياً ، فابدأ كذلك بنسبة 20 % من الوقت ، قم 30 % ، و هكذا . في النهاية سوف يصبح ذلك عادة ذهنية و لن يكون عليك حتى أن تفكر فيها ، سوف تصبح تلك العادة جزءاً من كينونتك .
ربما كانت الفائدة المدهشة للتفكير بأسلوب فوز – فوز هي الشعور الرائع الذي يجلبه .
إحدى القصص المفضلة لدي و التي توضح فعالية و قوة التفكير بأسلوب فوز – فوز هي القصة الحقيقية لجاكوز لوزيران ، و هي قصة حياته ملخصة و جاءت كالتالي :
" كان جاكوز – الذي ولد في باريس 1924 _ في الخامسة عشر من عمره في وقت الإحتلال الألماني لفرنسا ، و في السادسة عشر قام بتكوين و تزعم حركة مقاومة تحت أرضية داخل انفاق المترو ، و التي بدات بــ 52 صبياً ، وصلت خلال سنة واحدة إلى 600 . ذلك يبدو شيئاً مميزاً للغاية ، و لكن أضف إليه حقيقة أن جاكوز منذ سن الثامنة ، كان اعمى تماماً " .
و برغم العمى التام ، كان جاكوز يستطيع ان يرى و لكن بطريقة مختلفة ، و كما قال هو : " لقد رأيت نوراً و سرت على هذاه رغم كوني اعمى ، كنت أشعر بالنور يرتفع ، و ينتشر ، و يسقط على الأشياء ، فيمنحها هيئتها ثم يتركها ، لقد كنت أعيش في فيض من النور "
و لقد كان يدعو هذا الفيض من النور الذي كان يعيش فيه : السر الخاص بي .
و مع ذلك كانت هناك أوقات كان نور جاكوز يتركه فيها و يصبح هو اعمى بحق ، كان ذلك يحدث في أي وقت يفكر فيه بطريقة فوز – خسارة ،
و كما يقول هو :
" عندما كنت ألعب مع رفاقي الصغار ، و إذا أصبحت فجأة شغوفاً بالفوز و بأن اكون الأول بأي ثمن ، فإنني و في لحظة واحدة أفقد نوري و لا أستطيع رؤية أي شيء ، لقد كنت أخوض في ضباب و دخان .
و لم أستطع احتمال دفع ثمن الغيرة أو القسوة بعد ذلك ، لأنه و بمجرد أن كنت أشعر بالغيرة كانت عصابة تهبط على عيني ، و تقيد يداي و قدماي ، و أنعزل بعيداً .
و تنفتح فوراً هوة سوداء عميقة و ألقى فيها يائساً بلا امل .
و لكن عندما كنا سعيداً و مخلصاً و هادئاً ، وأتعامل مع الناس بثقة و احسان نية بهم ، كنت انال مكافأتي من هذا النور . إذا ، هل من المدهش أني تعلمت حب الصداقة و الإنسجام و التعاون عندما كنت صغيراً جداً " .
و الإختبار الحقيقي لما إذا كنت تفكر بأسلوب فوز – فوز أم بأحد الأساليب البديلة الخرى هو كيفية شعورك . التفكير بأسلوب فوز – خسارة ، أو خسارة – فوز ، أو خسارة – خسارة سوف يعتم عقلك و حكمك الصائب و يملؤك بالمشاعر السلبية التي ببساطة لن تستطيع احتمالها .
و من الناحية الأخرى ، و تماماً كما اكتشف جاكوز ، فإن التفكير بأسلوب فوز – فوز سوف يملؤ قلبك بمشاعر و أفكار السعادة و الصفاء و الهدوء .
سوف يمنحك الثقة . بل ، و يملؤك بالنور .
.
.
.
.
.الموضوع للكاتب : شين كوفي ..
إذا وصلتم هنا و ما زلتم تقرؤون ، فلكم كل شكري و تقديري
و حتى عن لم تقرؤوا ، يكفيني التشرف بمروركم الكريم ..
و عذراً على الإطالة ..
تحياتي ... ^^
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir
diamond