المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفتنة


هوائية
30-05-2007, 11:58
لقد عشنا هنا في غزة أيامأً مريرة، ملئت قلوبنا يأساً، ما أقسى ذلك الشعور الذي ينتابك و أنت ترى بلدك قد استحالت خراباً بأيدي أبنائها! أولئك الذين هم من بني جلدتنا و يتكلمون بلغتنا، ما أغربه من منطق ذلك الذي يتعاملون به. و ما أشقاها من حياة تلك التي يحيونها،
و تذكرت قول الحبيب المصطفى المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم و هو يضع يده على الجرح يشير إلى الحدث و يعلمنا كيف نتعامل معه، و ما أحوجنا إلى هدي رسول الله
‏عن ‏ ‏أبي ذر رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم "‏ ‏كيف أنت يا ‏ ‏أبا ذر ‏ ‏وموتا يصيب الناس حتى يقوم البيت بالوصيف ‏ ‏يعني القبر ‏ ‏قلت ما ‏ ‏خار ‏ ‏الله لي ورسوله ‏ ‏أو قال الله ورسوله أعلم ‏ ‏قال تصبر قال كيف أنت وجوعا يصيب الناس حتى تأتي مسجدك فلا تستطيع أن ترجع إلى فراشك ولا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك قال قلت الله ورسوله أعلم ‏ ‏أو ما ‏ ‏خار ‏ ‏الله لي ورسوله ‏ ‏قال عليك بالعفة ثم قال كيف أنت وقتلا يصيب الناس حتى تغرق حجارة الزيت بالدم قلت ما ‏ ‏خار ‏ ‏الله لي ورسوله قال الحق بمن أنت منه قال قلت يا رسول الله أفلا آخذ بسيفي فأضرب به من فعل ذلك قال شاركت القوم إذا ولكن ادخل بيتك قلت يا رسول الله فإن دخل بيتي قال إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك ‏ ‏فيبوء ‏ ‏بإثمه وإثمك فيكون من أصحاب النار (ِ
فهل يدرك المسلمون ذلك، فأين نحن من أبي ذر، و هل عملنا بهدي سيدنا محمد، أم أن الجرح يغوص عميقاً فينا حتى نملك الدواء و لا نحسن أن نتداوى به!
في الفترة الأخيرة عايشنا نفس هذا الجرح أكثر من مرة، و قبل حوالي عشر سنوات أبتلينا بنفس المأساة، و أذكر أن أختي كتبت يومها
" دقائق معدودة …للضحية و القاتل
كل شيء معد له، في الدقيقة و بالثانية في الموقع، تخرج الفريسة بريئة، تناوش تضايق ثم تلتهم، لا يهم كم العدد، واحد ، اثنان، عشرة، عشرون، مئة. حقاً لا يهم.
هذه سياسة، و الذي يدفع الثمن هو كائن لا يستحق حياته، معادلة صعبة، و لكنها متبعة في أكثر الدول فقراً إلى نفسها، إلى حقها، إلى ربها.
قد ينام الناس و تخمد جراحهم، و تذوي ذاكرتهم المنهكة، قد يتجرأ ذئب على أحلامهم البريئة…
قد يعبث السجان بالجرح الدافئ و الروح المزهقة ...قد تتجرد الحياة من أسمها و تصبح شكلاً من أشكال الموت، قد ينام القاتل ، و يسند بكفه- التي أطلقت الرصاص- رأسه و يغط في النوم عميقاً.
و كما قتل عمر و عثمان و علي، و لم يتأثر لدمهم المهدر أبناؤهم. نظل نتعلم أن الحياة جسر قد يطول و يقصر، و لكنما هو موصل لأحد السبيلين، إما للنوم على جثث الضحايا، وإما تقبيل مثواهم و النوم على جراحهم رغم دموعهم الملتهبة و يأسهم في أمل قريب، نتلو قول الله تعالى
"أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم، مستهم البأساء و الضراء و زلزلوا زلزالاً شديداً حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب."

فما أشبه اليوم بالبارحة، و ما أحوجنا أن نعي ديننا، و نسير وفق منهج لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه عسى أن يمن الله علينا برحمة منه .

عادل الثبيتي
30-05-2007, 12:03
يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك الله خيـــــــــراً ،،،

الفجر
30-05-2007, 20:57
الله يعطيك العافية ويجزاك خير....

ربانة
31-05-2007, 01:50
أختي الحبيبة هوائية غزة لابل بنت فلسطين المغتصبة والتي بإذن الله ستعود .................

اتعرفين كم اتعجب من هكذا منطق ان اجد شخص يجلد نفسه لابل يطعن نفسه فهو في كل الاعراف منتحر عجباً ان نجد فلسطين ثغر الاسلام يفعل ابنائها ذلك
الاخ يطعن اخيه ولايتوانى الاخر عن الايذاء

بدل ان يكونوا عصبة في وجه طغيان الشر الإسرائيلي

ولكن ليس لدي الا الدعاء لهم بأن يهديهم المولى الى سواء السبيل وينير بصائرهم المغشي عليها بظلامية من دسوا السم بينهم

ولتعلمي أخية ان الصبح لأتي ان الصبح لأتي وسيغادر الظلام ...........عجل الله الفرج لكربتكم

المتفيزق
01-06-2007, 10:05
الحق أن الفتنتة يصطلي بها الناس جميعاً وربما كانت من العقابات التي يبدأ فيها بالصالحين قبل غيرهم ...
نتمنى أن ييسر الله لنا سبيل الرشاد لنتخذ سبيل الله نبراساً ... ونعتمده منهجاً لا يضل من سار عليه ولا يذل من عمل به والتجأ إلى حكمه ...
في الواقع الحليم حيران ... خاصة عندما تضع نفسك مكان من تظنهم أقرب إلى الحق ويتربص بهم الآخرون الدوائر... وحين تنظر كذلك فيما كان من مقاتل أو وقائع بين المسلمين على مر الأزمان ... فتحت أي بند نضع ذلك ؟ وماذا نقول عند الحديث عن الافتيات على الحاكم أو الخروج عليه أو البغي ونحو ذلك؟
الأمر جد يدور الرأس معه ويحار العقل ولا نملك إلا أن ندعو الله أن يجنبنا الفتن ... وربما كان إقفال الباب على أحدنا خيرا له من مجرد الحديث في هذه المواضيع الإسفينية التي كلما طرقت عليها كلما انغرزت أكثر وصعب الأمر على الجراح!!! لعل الصمت وعدم الخوض في المسائل هو السيد اليوم ... الحق ...لست أدري ...
الآية الكريمة من البقرة ليس فيه زلزالاً شديدا إنما آية الأحزاب هي ذات الزلزال الشديد ففي البقرة " وزلزلوا حتى يقول الرسول" وفي الأحزاب " هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً" ...

ربانة ... في كل الدنيا هناك مخلصون ومعوقون ... وفلسطين للمسلمين ... وحق على كل مسلم أن يكون له شأن في الصراع ولو بكلمة ... فالأصل أن وجودنا في حد ذاته بفلسطين هو ثبات على الأرض وكان على الجوار جميعا أن يعمل على فك رقابنا من الغاصبين... قبل أن تمتد يد الغاصب إلى نحورهم هم تحديدا ...ألا إن وجودنا في الأرض وذودنا عنها هو ذود عن الجوار كله ... لقد حق لنا أن يمدنا إخواننا بكل ما يملكون إذ ندفع عن حياض الأمة ... أريد أن أقول ...لسنا وحدنا الذين يجب أن يقفوا في وجه اليهود...
والسلام

هوائية
02-06-2007, 13:50
الأخوة و الأخوات: عادل الثبيتي، الفجر شكراً لمروركم الكريم، أختي ربانة أشكر لك مشاعرك الفياضة، و بارك الله فيكم جميعاً،
و أنا آسف لتأخر استجابتي الدائم لظروف تمنعني من دوام التواصل معكم فأرجو أن تلتمسوا لى العذر.
في تلك الفترة أحسست كأن الزمان و المكان استحالا و كأنني أشهد المدينة المنورة - عند استشهاد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه- و هي تموج بالفتنة، يعيث فيها المغرضين الحاقدين على الإسلام الذين يتميزون غيظاً بمجرد أن يروا أناساً يتطهرون، نرجو من الله أن يحيق المكر السيئ بأهله و يرد الله الذين كفروا بغيظهم ، و أن يشف صدور المؤمنين.

ربانة
02-06-2007, 14:17
أستاذنا المتفيزق لا بل دكتورنا المتفيزق لم اعبر بكلمتي الا عن مايدور من محنة في الاراضي الفلسطينية في الوقت الراهن وليس مقصدي ان افك يدي عن كل هذه القضية اتعلم نحن منذ طفولتنا في ارجاء العالم الاسلامي نردد اناشيد فلسطين ولكأنها منا ونحن منها وتجذرت قضيتها في اعماقنا

واما ان اشارك بكلمة فهذا موضوع وكلمات كتبتها لهذه القضية والتي اعتبرها قضيتي وقضية كل مسلم

http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=14590

وعفواً اختي هوائية انني تطفلت على صفحتك ولكن اردت ان اوضح مرادي فقط ولك الف شكر

هوائية
02-06-2007, 14:25
شكرًا أخي المتفيزق لتصحيحك للآية و أعتذر عن الخطأ ، حقاً إن هكذا فتنة يحتار لها عقل الحليم، و قد نبهنا رسولنا الكريم بقوله عن أحداث آخر الزمان "لأتيحن لهم فتنة يصير فيها الحليم حيران". لذا كان لزاماً علينا التفكير و التخطيط بكل ما أوتينا من قوة،

و لكنني أعتقد أننا هنا اهتممنا بالكم على حساب الكيف، أصلح الله حالنا و حال المسلمين جميعاً و الذين هم بالفعل مسئولين أمام الله عن الدفاع عن كل شبر مغتصب من بلاد المسلمين كما تشير الآية في سورة الأنفال، و لكن الواقع العربي بعمومه صعب فلسنا الشعب الوحيد المستهدف و إنما كل مسلم مستهدفة عقيدته و كبريائه، أما بالنسبة لقولك
"خاصة عندما تضع نفسك مكان من تظنهم أقرب إلى الحق ويتربص بهم الآخرون الدوائر... وحين تنظر كذلك فيما كان من مقاتل أو وقائع بين المسلمين على مر الأزمان ... فتحت أي بند نضع ذلك ؟ وماذا نقول عند الحديث عن الافتيات على الحاكم أو الخروج عليه أو البغي ونحو ذلك؟ "
فاعتقد أننا بحاجة ماسة لأن يجتهد مفكرينا و كتابنا المسلمين في مناقشة ذلك، و اعتقد أن هذه الخطوة بدأها أبو الأعلى المودودي من خلال كتابه " الخلافة و الملك" ولا زالت تحتاج المزيد.