خالد الغامدي
06-06-2007, 18:05
بسم الله الرحمن الرحيم
تاريخ الترسانة النووية الصهيونية الفجوة العلمية النووية بين العرب والكيان الصهيوني
ان سياسة " اسرائيل " هي منع ظهور خطر حصول العرب علي سلاح نووي، وقد نجحنا في ذلك علي مدي 38 عاما، وليس هناك سبب يدعونا للتخلي عن هذا الجهد، فالمسألة تتطلب نشاطا استخباراتنا.
هذا ما قاله ذات يوم يوفال نئمان وزير العلوم" الاسرائيلي".. "فإسرائيل" تزيد كل يوم من حجم ترسانتها النووية فيما تمنع علي العرب بمساعدة حلفاء غريبين امتلاك مفاعلات لهدف البحث العلمي أو توليد الطاقة.
واكبر خطر من الاسلحة النووية "الاسرائيلية" علي حد تقديري ليس حجم ترسانتها، وانما تكريس الشعور بالانسحاق والدونية لدي المواطن العربي البسيط، فحتي لو امتلك العرب قنابل نووية تعادل ما هو موجود بالفعل من الترسانة" الاسرائيلية" لا يحدث ذلك توازنا ما دام أغلب ما في الترسانات العربية مستورد بينما اغلب ما في الترسانة العسكرية الصهيونية مصنوع محليا، وعبر تكنولوجيا مؤهلة وليست مشتراة من الخارج مع ما يعنيه ذلك من امكانات تطوير مستقبلية.
الفجوة العلمية اذن هي اكبر ما يقلق في الصراع العربي ـ "الاسرائيلي"، وهذه الفجوة يقدرها البروفيسور بركمان رئيس هيئة الطاقة الذرية سابقا بنحو 50 سنة فيما يخص المستوي التكنولوجي والأداء، فكثير من الانجازات تحققت للكيان الصهيوني يرجع الفضل فيها للتقدم العلمي "الاسرائيلي"، كما أن كثيرا من الاخفاقات العربية كان سببها ـ في المجالين العسكري والمدني ـ التخلف في فروع العلم والتكنولوجيا.
هدف "اسرائيل"من التركيز علي التقدم العلمي والتكنولوجي والذي كان احد عنصرين اساسيين لبقاء الدولة (العنصر الثاني هو الدعم الخارجي) استهدف بالاضافة الي قوة "اسرائيل"العسكرية.. زيادة سمعتها الدولية واحراز ثقة العالم الغربي بها.. فالعلم، في رأي وايزمان مؤسس الدولة، هو سلاح "اسرائيل"الجبار.. هو شريان القوة ومصدر الدفاع.. ويوضح عاموس بيير لموثر العضو السابق في مؤسسة الطاقة الذرية "الاسرائيلية" ذلك بالقول في "اسرائيل"كان العلم دائما مرتبط بقوة مع الأمن، فمنذ عام 1947 نظمت الهاجانا فروعا علمية ضم خيرة العلماء، وورث جيش "اسرائيل"هؤلاء العلماء الذين اصبحوا جزءا من العاملين في وزارة الحرب وطوروا البحوث في المجالات العسكرية والنووية.
ولعب الدعم الخارجي دوراً كبيراً في حفاظ "اسرائيل"علي تفوقها المطلق مع تكبيل الدول العربية وابقائها رهن تخلفها.. وهذا ما يتضح من قصة حصول "اسرائيل"علي الاسلحة النووية.
في الاسبوع نفسه الذي اعلنت فيه الدولة الصهيونية كانت هناك دراسة جاهزة قام بها العالمان ارنست بيرجمان و"اسرائيل"دوسترو فسكي لاستخراج اليورانيوم من الفوسفات الموجود في البحر الميت وصحراء النقب، وبدأ ديفيد بن جوريون يرفع شعار ان "اسرائيل"تعيش في سجن كبير من الخوف، وأنه اذا ما قرر العرب القضاء عليها فلابد من ان تنتصر لخيار شمشون.. وهدم المعبد فوق رؤوس الجميع.
في عام 1949 اوفدت الجامعات "الاسرائيلية" بتشجيع مباشر من الحكومة طلابا الي بلدان اوروبا واميركا، ووضع الملف النووي تحت اشراف وزارة الأمن التي كان يتولاها رئيس الوزارة بن غوريون.
وقبيل حلول عام 1950 اقامت هذه الوزارة فرعا للبحوث النووية في معهد وايزمان بتل ابيب، والذي اصبح فيما بعد أحد المراكز الرئيسية للأبحاث النووية.
وفي يونيو 1952 تأسست لجنة الطاقة الذرية "الاسرائيلية" التي رأسها الدكتور ارنست بيرغمان في عام 1953 اصبح لدي "اسرائيل"القدرة علي انتاج الماء الثقيل واليورانيوم المخصب، وقام علماء الذرة "الاسرائيليون "باجراء العديد من البحوث علي معالجة الفوسفات واستعمال فلوريد النشادر وتخصيب اليورانيوم بأشعة الليزر.
وفي 12 يوليو 1955 وقعت "اسرائيل"اتفاقية خاصة مع الولايات المتحدة حصلت بمقتضاها علي مفاعل نووي للابحاث (مفاعل ناحال سوريك) وسافر بموجبها 56 عالما اسرائيليا للتدرب في وكالة الطاقة الذرية الأميركية، كما حصلت "اسرائيل"علي مكتبة ابحاث نووية كاملة تضم اكثر من ستة آلاف كتاب وبحث متخصص. اثر ذلك بدأت "اسرائيل"تبني مفاعلات صغيرة لتدريب اكبر عدد من علمائها استعداداً للحصول علي مفاعل كبير يمكنه انتاج قنبلة نووية. لم تكن العلاقات الاميركية ـ "الاسرائيلية" في ذلك الوقت قد وصلت الي حد التحالف الاستراتيجي، كما أن اميركا كانت تفرض حظراً صارماً علي تصدير مفاعلات من هذا النوع، بل ظلت متمسكة ببرنامج روزفلت الشهير ذرة من اجل السلام والذي اعلنه بداية ديسمبر عام 1953.
قبل ان تحصل "اسرائيل"علي مفاعل ناحال سوريك الاميركي والتي كانت قوته 5 ميجاواط بدأت التفاوض سرا مع فرنسا، فباريس كانت في ذلك الوقت تواقة للحصول علي القنبلة النووية بأي شكل لكنها كانت تفتقد الي تكنولوجيا الكمبيوتر التي منعتها عنها واشنطن ومن ثم فإن صفقة ما تمت تحصل بموجبها فرنسا علي هذه التكنولوجيا التي سرقها علماء "اسرائيليون" من الولايات المتحدة وتحصل كذلك علي طريقة استخلاص اليورانيوم من الفوسفات (التي طورها العلماء الصهاينة) مقابل ان تقدم لـ"اسرائيل"مفاعل ديمونة والذي كانت قوته 25 ميجاواط، وذلك قبل ان تفجر فرنسا قنبلتها النووية الأولي في صحراء الجزائر نهاية الخمسينيات.
وعام 1957 وقعت فرنسا اتفاقها مع "اسرائيل "، وبناء عليه بدأت شركة سان جوبيان الفرنسية التي تملك الحكومة ثلثي اسهمها في بناء المفاعل الذي يشبه مفاعل سافانا ريفر الأميركي في ساوث كارولينا. في الوقت الذي كان فيه علماء "اسرائيل"يتدربون في مختبر ارغون الوطني وفي مركز البحوث في اوكريدج علي ادارة المفاعلات النووية، كانت السلطات "الاسرائيلية" تحاول بطرق شرعية وغير شرعية الحصول علي اليورانيوم من الولايات المتحدة وافريقيا الوسطي والجابون والنيجر وكندا والارجنتين، ووصلت اجهزة الاستخبارات "الاسرائيلية" الي حد السطو علي سفن تحمل اليورانيوم والاستيلاء علي شحناتها، كما أن الولايات المتحدة لم تقصر في منح "اسرائيل"اليورانيوم اللازم، وفي الفترة ما بين 1960 و1966 حصلت "اسرائيل"علي نحو 50 كيلو غراماً من اليورانيوم 235 من اميركا بالطرق الشرعية وحدها.
يتبــــــــــــــــــــــــع,,,,,,,,,,,
تاريخ الترسانة النووية الصهيونية الفجوة العلمية النووية بين العرب والكيان الصهيوني
ان سياسة " اسرائيل " هي منع ظهور خطر حصول العرب علي سلاح نووي، وقد نجحنا في ذلك علي مدي 38 عاما، وليس هناك سبب يدعونا للتخلي عن هذا الجهد، فالمسألة تتطلب نشاطا استخباراتنا.
هذا ما قاله ذات يوم يوفال نئمان وزير العلوم" الاسرائيلي".. "فإسرائيل" تزيد كل يوم من حجم ترسانتها النووية فيما تمنع علي العرب بمساعدة حلفاء غريبين امتلاك مفاعلات لهدف البحث العلمي أو توليد الطاقة.
واكبر خطر من الاسلحة النووية "الاسرائيلية" علي حد تقديري ليس حجم ترسانتها، وانما تكريس الشعور بالانسحاق والدونية لدي المواطن العربي البسيط، فحتي لو امتلك العرب قنابل نووية تعادل ما هو موجود بالفعل من الترسانة" الاسرائيلية" لا يحدث ذلك توازنا ما دام أغلب ما في الترسانات العربية مستورد بينما اغلب ما في الترسانة العسكرية الصهيونية مصنوع محليا، وعبر تكنولوجيا مؤهلة وليست مشتراة من الخارج مع ما يعنيه ذلك من امكانات تطوير مستقبلية.
الفجوة العلمية اذن هي اكبر ما يقلق في الصراع العربي ـ "الاسرائيلي"، وهذه الفجوة يقدرها البروفيسور بركمان رئيس هيئة الطاقة الذرية سابقا بنحو 50 سنة فيما يخص المستوي التكنولوجي والأداء، فكثير من الانجازات تحققت للكيان الصهيوني يرجع الفضل فيها للتقدم العلمي "الاسرائيلي"، كما أن كثيرا من الاخفاقات العربية كان سببها ـ في المجالين العسكري والمدني ـ التخلف في فروع العلم والتكنولوجيا.
هدف "اسرائيل"من التركيز علي التقدم العلمي والتكنولوجي والذي كان احد عنصرين اساسيين لبقاء الدولة (العنصر الثاني هو الدعم الخارجي) استهدف بالاضافة الي قوة "اسرائيل"العسكرية.. زيادة سمعتها الدولية واحراز ثقة العالم الغربي بها.. فالعلم، في رأي وايزمان مؤسس الدولة، هو سلاح "اسرائيل"الجبار.. هو شريان القوة ومصدر الدفاع.. ويوضح عاموس بيير لموثر العضو السابق في مؤسسة الطاقة الذرية "الاسرائيلية" ذلك بالقول في "اسرائيل"كان العلم دائما مرتبط بقوة مع الأمن، فمنذ عام 1947 نظمت الهاجانا فروعا علمية ضم خيرة العلماء، وورث جيش "اسرائيل"هؤلاء العلماء الذين اصبحوا جزءا من العاملين في وزارة الحرب وطوروا البحوث في المجالات العسكرية والنووية.
ولعب الدعم الخارجي دوراً كبيراً في حفاظ "اسرائيل"علي تفوقها المطلق مع تكبيل الدول العربية وابقائها رهن تخلفها.. وهذا ما يتضح من قصة حصول "اسرائيل"علي الاسلحة النووية.
في الاسبوع نفسه الذي اعلنت فيه الدولة الصهيونية كانت هناك دراسة جاهزة قام بها العالمان ارنست بيرجمان و"اسرائيل"دوسترو فسكي لاستخراج اليورانيوم من الفوسفات الموجود في البحر الميت وصحراء النقب، وبدأ ديفيد بن جوريون يرفع شعار ان "اسرائيل"تعيش في سجن كبير من الخوف، وأنه اذا ما قرر العرب القضاء عليها فلابد من ان تنتصر لخيار شمشون.. وهدم المعبد فوق رؤوس الجميع.
في عام 1949 اوفدت الجامعات "الاسرائيلية" بتشجيع مباشر من الحكومة طلابا الي بلدان اوروبا واميركا، ووضع الملف النووي تحت اشراف وزارة الأمن التي كان يتولاها رئيس الوزارة بن غوريون.
وقبيل حلول عام 1950 اقامت هذه الوزارة فرعا للبحوث النووية في معهد وايزمان بتل ابيب، والذي اصبح فيما بعد أحد المراكز الرئيسية للأبحاث النووية.
وفي يونيو 1952 تأسست لجنة الطاقة الذرية "الاسرائيلية" التي رأسها الدكتور ارنست بيرغمان في عام 1953 اصبح لدي "اسرائيل"القدرة علي انتاج الماء الثقيل واليورانيوم المخصب، وقام علماء الذرة "الاسرائيليون "باجراء العديد من البحوث علي معالجة الفوسفات واستعمال فلوريد النشادر وتخصيب اليورانيوم بأشعة الليزر.
وفي 12 يوليو 1955 وقعت "اسرائيل"اتفاقية خاصة مع الولايات المتحدة حصلت بمقتضاها علي مفاعل نووي للابحاث (مفاعل ناحال سوريك) وسافر بموجبها 56 عالما اسرائيليا للتدرب في وكالة الطاقة الذرية الأميركية، كما حصلت "اسرائيل"علي مكتبة ابحاث نووية كاملة تضم اكثر من ستة آلاف كتاب وبحث متخصص. اثر ذلك بدأت "اسرائيل"تبني مفاعلات صغيرة لتدريب اكبر عدد من علمائها استعداداً للحصول علي مفاعل كبير يمكنه انتاج قنبلة نووية. لم تكن العلاقات الاميركية ـ "الاسرائيلية" في ذلك الوقت قد وصلت الي حد التحالف الاستراتيجي، كما أن اميركا كانت تفرض حظراً صارماً علي تصدير مفاعلات من هذا النوع، بل ظلت متمسكة ببرنامج روزفلت الشهير ذرة من اجل السلام والذي اعلنه بداية ديسمبر عام 1953.
قبل ان تحصل "اسرائيل"علي مفاعل ناحال سوريك الاميركي والتي كانت قوته 5 ميجاواط بدأت التفاوض سرا مع فرنسا، فباريس كانت في ذلك الوقت تواقة للحصول علي القنبلة النووية بأي شكل لكنها كانت تفتقد الي تكنولوجيا الكمبيوتر التي منعتها عنها واشنطن ومن ثم فإن صفقة ما تمت تحصل بموجبها فرنسا علي هذه التكنولوجيا التي سرقها علماء "اسرائيليون" من الولايات المتحدة وتحصل كذلك علي طريقة استخلاص اليورانيوم من الفوسفات (التي طورها العلماء الصهاينة) مقابل ان تقدم لـ"اسرائيل"مفاعل ديمونة والذي كانت قوته 25 ميجاواط، وذلك قبل ان تفجر فرنسا قنبلتها النووية الأولي في صحراء الجزائر نهاية الخمسينيات.
وعام 1957 وقعت فرنسا اتفاقها مع "اسرائيل "، وبناء عليه بدأت شركة سان جوبيان الفرنسية التي تملك الحكومة ثلثي اسهمها في بناء المفاعل الذي يشبه مفاعل سافانا ريفر الأميركي في ساوث كارولينا. في الوقت الذي كان فيه علماء "اسرائيل"يتدربون في مختبر ارغون الوطني وفي مركز البحوث في اوكريدج علي ادارة المفاعلات النووية، كانت السلطات "الاسرائيلية" تحاول بطرق شرعية وغير شرعية الحصول علي اليورانيوم من الولايات المتحدة وافريقيا الوسطي والجابون والنيجر وكندا والارجنتين، ووصلت اجهزة الاستخبارات "الاسرائيلية" الي حد السطو علي سفن تحمل اليورانيوم والاستيلاء علي شحناتها، كما أن الولايات المتحدة لم تقصر في منح "اسرائيل"اليورانيوم اللازم، وفي الفترة ما بين 1960 و1966 حصلت "اسرائيل"علي نحو 50 كيلو غراماً من اليورانيوم 235 من اميركا بالطرق الشرعية وحدها.
يتبــــــــــــــــــــــــع,,,,,,,,,,,