mysterious_man
21-06-2007, 00:04
السلام عليكم
السبب الرئيسي في تأخر الأمة الإسلامية في كل الميادين هو عدم تبنيها للإسلام كمحور حياة. وعدم تبني الإسلام ليس بالضرورة أن يكون ترك الدين بالكلية أو تهميشه ولكنه يمكن أيضاً أن يكون الفهم الخاطئ لللإسلام وحقائقه. ومن ضمن هذه المفاهيم الخاطئة تناقضات موهومة بين أشياء من الدين وبين أشياء أخرى ضرورية جداً للنجاح في الحياة وهي من الدين أيضاً لأن ديننا دائماً وأبداً يدعو إلى النجاح في الحياة الدنيا والآخرة. ولكن ياللأسف فإن الخطاب الإعلامي الديني الموجه للمسلمين لا يركز إلا على الشق الأول من المتناقضات وبذلك أقصد بعدم توضيح إسلامية الشق الثاني وأنه لا تعارض بينهما في ديننا. ونتيجة لهذا, ينشأ التعارض تلقائياً في عقل المسلم البسيط فتكون الكارثة التي نعيشها اليوم ونتجرع مرارتها. ويمكن إعطاء أمثلة لهذه المتناقضات الموهومة كالآتي
ملحوظة: البند الأول في كل زوج من المتناقضات هو مايتم التركيز عليه عادة في إعلام المسلمين اليوم
الرضا بالقضاء والقدر والرضا عن النفس
عندما تحدث لي مصيبة يوجد نوعان من الرضا: الرضا بقضاء الله وقدره والرضا عن النفس فإن كان لي يد في هذه المصيبة يجب ألا أرضي عن نفسي وابحث عن الخطأ الذي ارتكبته حتى لا أكرره وذلك لا يتعارض مطلقاً مع رضاي بقضاء الله فلله مقاليد الأمور كلها
قال تعالى في سورة القيامة - آية 2
ولا اقسم بالنفس اللوامة
الرضا بالرزق والطموح
تقال كثيراً هذه العبارة "أرض بقليله ولا تطمع" وهذه العبارة لا تصح إلا لو بذلت أقصى ما في وسعي من السعي الحلال وبالرغم من ذلك لم يأتني من رزق الله إلا القليل فالرضا هاهنا يحميني من النظر لغيري نظرة الحقد والحسد. ولكن يوجد شئ مهم أن هذا الرضا برزق الله فيما مضي لا يمنعني من أن أطبق الشق الآخر من المعادلة وهو الطموح في أن يكون لدي عائد أكبر وذلك عن طريق التغيير من نمط حياتي وتعلم مهارات حظي قليل منها بل والسفر والتجوال للبحث عن رزق الله في أرض الله
قال الله تعالى في سورة الملك -آية 15
هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور
يقول الإمام الشافعي في فضل السفر للبحث عن الرزق من قوت ومن علم وخاصةً إذا كان موطنك قليل الرزق والحرية
ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بهـا.........ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث فـي مواطنـه........... وفي التغرب محمولُ على العنـق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره......... في أرضه وهو مرمي على الطرق
لما تغرب حـاز الفضـل أجمعـه........... فصار يحمل بين الجفـن والحـدق
الزهد والثراء
كثيراً ما يُدعى إلى الزهد وقد اُسئ فهم معنى الزهد وظنه الناس معارضاً لامتلاك الثروة فالزهد ليس ألا يكون لك من المال إلا اليسير ولكن الزهد هو أن تمتلك الدنيا ولا تمتلك. هو أن تكون عبداً لله فيصير الله الدنيا خادمة لك؟ هو أن تكون الدنيا بين يديك وتحت قدميك ولا تكون في قلبك أو أن تكون أنت خادماً لها تحت قدميها
والثراء له شرطان إذا حققتهما فامتلك من الثروة ما شئت
أولاً: إخراح حق الفقراء في ثروتك من زكاة وصدقات
ثانياً: عدم الإسراف من المال وإن كان حلالاً
قال تعالى في سورة الأعراف - آية 31
يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين
الدعاء والسعي
هناك الكثير من الناس يقصر في بذل الجهد ويدعو الله بالنجاح. يالها من سخرية من الدين واتخاذه هزوا. إن الدعاء يكون موازياً لعمل جاد كادح ولو لم يتحقق ذلك لا يكون للدعاء فائدة فإن الله لا يلتفت إلى دعاء من يستهزأ بسننه التي وضعها في الكون. فعلى الإنسان بذر البذور ورعايتها مع دعاء الله بإنشائها وخلقها من موت إلى حياة لكي يبارك الله له في محصوله . يقول الله تعالى في سورة الواقعة آية 63 و 64
أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ
وقد كفل الله نتيجة للسعي لكل من المستعين بالله وغير المستعين ولكنه كفل نتائج أكبر وأجل سواءاً في الدنيا والآخرة لمن يؤمن بالله ويستعين به
قال تعالى في سورة فصلت - آية 10
وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين
ويمكن تلخيص نتيجة السعى والدعاء في معادلة بسيطة ساذجة ولا تعبر عما يحدث حقيقةً على سبيل الدقة ولكنها مجرد تقريبٌ المعنى لأولى الباع في علم الرياضيات
النتيجة= (السعي المستطاع)× (1+الدعاء) فلو أن السعي المستطاع = صفر أدعُ كما تشاء فلن تحصل على شئ بينما لو سعى الكافر بوجود الله أصلاً بدون دعاء (الدعاء=صفر) فسيحصل على نتيجة وهذا ما يحدث في بلاد الكفار
الإحساس بالأمان والتخطيط للمستقبل
إن الإيمان يكفل للإنسان الإحساس بعدم القلق لأن الله تعالى لن يتخلى عنه في الدنيا والآخرة لأنه مؤمن به متبع لشرائعه ولكن هذا لا يدعو إلى أن ينتظر الإنسان الغد دون تخطيط لهذا الغد, فالتخطيط أساس النجاح في هذه الدنيا وقد نصح رسول الله الله صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة الكرام ألا يتصدق بكل ماله احتساباً لمستقبل عياله حتى لا يتكففوا الناس
الصبر والتغيير
ومن المغالطات المشهورة والتي تدعو الناس إلى السبات العميق هو أن الصبر يتعارض مع التغيير فالصبر هوا فيما مضى من مصائب وفيما هو جار من ابتلاء لا يستطيع الإنسان رفعه ولكن هذا لا يدعو مطلقاً إلى السكوت على الظلم وعدم مقاومته فهذا مع ذاك جنباً إلى جنب. يقول الله تعالى في سورة الشعراء - آية 227
الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
وفي سورة الشورى - آية 41
ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل
وهذا على سبيل المثال لا الحصر من المتناقضات الموهومة في عقل المسلم المعاصر والتي زُرعت فيه زرعاً حتى يغفو ولا يكاد يفيق
والله أعلم
السبب الرئيسي في تأخر الأمة الإسلامية في كل الميادين هو عدم تبنيها للإسلام كمحور حياة. وعدم تبني الإسلام ليس بالضرورة أن يكون ترك الدين بالكلية أو تهميشه ولكنه يمكن أيضاً أن يكون الفهم الخاطئ لللإسلام وحقائقه. ومن ضمن هذه المفاهيم الخاطئة تناقضات موهومة بين أشياء من الدين وبين أشياء أخرى ضرورية جداً للنجاح في الحياة وهي من الدين أيضاً لأن ديننا دائماً وأبداً يدعو إلى النجاح في الحياة الدنيا والآخرة. ولكن ياللأسف فإن الخطاب الإعلامي الديني الموجه للمسلمين لا يركز إلا على الشق الأول من المتناقضات وبذلك أقصد بعدم توضيح إسلامية الشق الثاني وأنه لا تعارض بينهما في ديننا. ونتيجة لهذا, ينشأ التعارض تلقائياً في عقل المسلم البسيط فتكون الكارثة التي نعيشها اليوم ونتجرع مرارتها. ويمكن إعطاء أمثلة لهذه المتناقضات الموهومة كالآتي
ملحوظة: البند الأول في كل زوج من المتناقضات هو مايتم التركيز عليه عادة في إعلام المسلمين اليوم
الرضا بالقضاء والقدر والرضا عن النفس
عندما تحدث لي مصيبة يوجد نوعان من الرضا: الرضا بقضاء الله وقدره والرضا عن النفس فإن كان لي يد في هذه المصيبة يجب ألا أرضي عن نفسي وابحث عن الخطأ الذي ارتكبته حتى لا أكرره وذلك لا يتعارض مطلقاً مع رضاي بقضاء الله فلله مقاليد الأمور كلها
قال تعالى في سورة القيامة - آية 2
ولا اقسم بالنفس اللوامة
الرضا بالرزق والطموح
تقال كثيراً هذه العبارة "أرض بقليله ولا تطمع" وهذه العبارة لا تصح إلا لو بذلت أقصى ما في وسعي من السعي الحلال وبالرغم من ذلك لم يأتني من رزق الله إلا القليل فالرضا هاهنا يحميني من النظر لغيري نظرة الحقد والحسد. ولكن يوجد شئ مهم أن هذا الرضا برزق الله فيما مضي لا يمنعني من أن أطبق الشق الآخر من المعادلة وهو الطموح في أن يكون لدي عائد أكبر وذلك عن طريق التغيير من نمط حياتي وتعلم مهارات حظي قليل منها بل والسفر والتجوال للبحث عن رزق الله في أرض الله
قال الله تعالى في سورة الملك -آية 15
هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور
يقول الإمام الشافعي في فضل السفر للبحث عن الرزق من قوت ومن علم وخاصةً إذا كان موطنك قليل الرزق والحرية
ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بهـا.........ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث فـي مواطنـه........... وفي التغرب محمولُ على العنـق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره......... في أرضه وهو مرمي على الطرق
لما تغرب حـاز الفضـل أجمعـه........... فصار يحمل بين الجفـن والحـدق
الزهد والثراء
كثيراً ما يُدعى إلى الزهد وقد اُسئ فهم معنى الزهد وظنه الناس معارضاً لامتلاك الثروة فالزهد ليس ألا يكون لك من المال إلا اليسير ولكن الزهد هو أن تمتلك الدنيا ولا تمتلك. هو أن تكون عبداً لله فيصير الله الدنيا خادمة لك؟ هو أن تكون الدنيا بين يديك وتحت قدميك ولا تكون في قلبك أو أن تكون أنت خادماً لها تحت قدميها
والثراء له شرطان إذا حققتهما فامتلك من الثروة ما شئت
أولاً: إخراح حق الفقراء في ثروتك من زكاة وصدقات
ثانياً: عدم الإسراف من المال وإن كان حلالاً
قال تعالى في سورة الأعراف - آية 31
يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين
الدعاء والسعي
هناك الكثير من الناس يقصر في بذل الجهد ويدعو الله بالنجاح. يالها من سخرية من الدين واتخاذه هزوا. إن الدعاء يكون موازياً لعمل جاد كادح ولو لم يتحقق ذلك لا يكون للدعاء فائدة فإن الله لا يلتفت إلى دعاء من يستهزأ بسننه التي وضعها في الكون. فعلى الإنسان بذر البذور ورعايتها مع دعاء الله بإنشائها وخلقها من موت إلى حياة لكي يبارك الله له في محصوله . يقول الله تعالى في سورة الواقعة آية 63 و 64
أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ
وقد كفل الله نتيجة للسعي لكل من المستعين بالله وغير المستعين ولكنه كفل نتائج أكبر وأجل سواءاً في الدنيا والآخرة لمن يؤمن بالله ويستعين به
قال تعالى في سورة فصلت - آية 10
وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين
ويمكن تلخيص نتيجة السعى والدعاء في معادلة بسيطة ساذجة ولا تعبر عما يحدث حقيقةً على سبيل الدقة ولكنها مجرد تقريبٌ المعنى لأولى الباع في علم الرياضيات
النتيجة= (السعي المستطاع)× (1+الدعاء) فلو أن السعي المستطاع = صفر أدعُ كما تشاء فلن تحصل على شئ بينما لو سعى الكافر بوجود الله أصلاً بدون دعاء (الدعاء=صفر) فسيحصل على نتيجة وهذا ما يحدث في بلاد الكفار
الإحساس بالأمان والتخطيط للمستقبل
إن الإيمان يكفل للإنسان الإحساس بعدم القلق لأن الله تعالى لن يتخلى عنه في الدنيا والآخرة لأنه مؤمن به متبع لشرائعه ولكن هذا لا يدعو إلى أن ينتظر الإنسان الغد دون تخطيط لهذا الغد, فالتخطيط أساس النجاح في هذه الدنيا وقد نصح رسول الله الله صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة الكرام ألا يتصدق بكل ماله احتساباً لمستقبل عياله حتى لا يتكففوا الناس
الصبر والتغيير
ومن المغالطات المشهورة والتي تدعو الناس إلى السبات العميق هو أن الصبر يتعارض مع التغيير فالصبر هوا فيما مضى من مصائب وفيما هو جار من ابتلاء لا يستطيع الإنسان رفعه ولكن هذا لا يدعو مطلقاً إلى السكوت على الظلم وعدم مقاومته فهذا مع ذاك جنباً إلى جنب. يقول الله تعالى في سورة الشعراء - آية 227
الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
وفي سورة الشورى - آية 41
ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل
وهذا على سبيل المثال لا الحصر من المتناقضات الموهومة في عقل المسلم المعاصر والتي زُرعت فيه زرعاً حتى يغفو ولا يكاد يفيق
والله أعلم