mysterious_man
27-06-2007, 16:51
السلام عليكم
شأن الإنسان داخل الكون بين الوضاعة والعظمة
فكرت في نظرة البعض أننا (الجنس البشري) لا نساوي شيئاً في الكون وأن كرتنا الأرضية هي نقطة في بحر يصعب تخيل حجمه فوجدت هذه النظرة مجحفة لأسباب منها :
أولاً:
أن الحجم الكبير للكون بالمقارنة بحجم كرتنا الأرضية يمكن النظر إليه أننا في قصر كبير وأن هذا القصر ملكه الله لنا وسخره لنا فتخيل أنك طفل صغير وأن كل من في هذا القصر من عمالقة يقومون على خدمتك والسعي إلى حفظ حياتك واستمرارها. أفيكون ظنك أنك وضيع الشأن أم أنك عظيم الشأن؟! ثم تفكر في غرفتك التي جهزت لك في هذا القصر الفسيح ستجد أنها جهزت بعناية فائقة وحظيت باهتمام شديد من خالق الكون لتكون مرتاحاً سعيداً فيها. تأمل في قوله تعالى في سورة الأعراف - آية 54
ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين
ثم تأمل قوله تعالى في سورة فصلت من آية 9 إلى آية 12
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ *وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ *ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ *فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
صدق الله العظيم
إذن خلق الأرض و تسويتها وتقدير أقواتها لتكون صالحة لحياتنا استمر ثلثي عملية الخلق وهذا دليل على العناية الفائقة التي حظيت بك غرفتك صغيرة الحجم عظيمة الشأن
ثانياً:
تأمل في ثوابت الطبيعة وقوانينها تجدها مضبوطة تماماً لكي يكون الكون مكاناً صالحاً لحياة خليفة الله وهو الإنسان. تأمل معي بعض ثوابت الطبيعة وعلاقتها بحياة الإنسان
أ- سرعة الضوء:
لو كانت كبيرة جداً مقارنة بالرقم المختار من لدن الحكيم الخبير وبفرض أننا نستخدم نفس الأطوال الموجية لرؤية ماحولنا لأنها تتناسب مع حجمها ستكون النتيجة أن تردد الموجات التي نرى به كبير جداً وهذا بدوره (عندما نضرب هذا التردد في ثابت بلانك) سيؤدي إلى طاقة فوتونات عالية جداً تمزق كل ما يعترضها وتنتهي الحياة
أما لو كانت سرعة الضوء صغيرة جداً عما نراه ستظهر مشاكل جمة, منها أن طاقة الفوتونات التي نرى بها ستكون غاية في الصغر ولن تؤثر في شبكية أعيننا ولن نرى إلا السواد الحالك ليل نهار!! , ومنها أن التغيرات النسبية للزمن ستكون واضحة بشكل كبير فسيكون من الصعب جدا ضبط أوقاتنا ومواعيدنا على وجه الأرض لأنه كلما يركب أحد منا قطاراً تتغير ساعته عن ساعة من ينتظره على المحطة وسيصعب جداً تنظيم أوقاتنا على كوكب الأرض
ب- ثابت بلانك:
لو كبر عما اختاره الله تعالى سيؤدي ذلك إلى ظهور الخصائص الموجية بشده على أجسامنا والبيئة المحيطة بنا وسيصعب جداً أن تتحكم في البيئة المحيطة أو أن تجد أصدقاءك وعشيرتك بسهولة فأن تجدهم في المكان التي اتفقت معهم عليه أصبح مجرد احتمال!! وستكون ظاهرة القفز النفقي المعروفة في ميكانيكا الكم واضحة جداً بحيث تجد أنك حتى لا تستطيع الجلوس على كرسي لأنك ستمر من خلال مادته وتسقط أرضاً ,فضلا عن أن طاقة الفوتونات ستكون عالية جداً بالنسبة لطاقة أجسامنا وستصبح الفوتونات التي نراها بمثابة الرصاص المترامي علينا من كل صوب ... ياللهول!! إنه لشئ مفزع
ولو صغر عما اختاره الله كثيراً للصغر معه نصف قطر بور الذي يتناسب معه ولأدى ذلك إلى سقوط الالكترونات في النواة كما تتوقع نظرية ماكسويل ولانتهي التكوين الذري وانتهى الكون وانتهينا جميعاً
ج- ثابت الجذب العام: لو فرضنا ثبوت سرعتنا الزاوية حول الشمس
لو كبر عما اختاره الله لاقتربنا من الشمس أكثر من ذلك وأدي ذلك إلى احتراق من في الأرض جميعاً
ولو صغر عما اختاره الله لنا لبعد مدارنا عن الشمس ولمتنا جميعاً من شدة الصقيع
ويوجد الكثير من الأمثلة ولكن لايتسع المقام لذكرها
الاستنتاج
يا أيها الإنسان أنت لست وضيعاًفي الكون. لقد خلق الله الكون لك ليخدمك ولتكون سيده ولكن لاتنسى أن الله الذي خلقك و جعل الكون مناسباً لحياتك يستحق شكرك ويستحق طاعتك له. فاستحي من مالك الكون الذي أورثه إياك ولا تفعل ما يغضبه في كونه فإن شئت أن تفعل ما يغضبه فلا تفعله داخل كونه الذي أسكنك أياه ولا تفعل المعصية بجوارحك التي خلقها لك لتعبده وتطيعه بها.... فتأمل
والله أعلم
شأن الإنسان داخل الكون بين الوضاعة والعظمة
فكرت في نظرة البعض أننا (الجنس البشري) لا نساوي شيئاً في الكون وأن كرتنا الأرضية هي نقطة في بحر يصعب تخيل حجمه فوجدت هذه النظرة مجحفة لأسباب منها :
أولاً:
أن الحجم الكبير للكون بالمقارنة بحجم كرتنا الأرضية يمكن النظر إليه أننا في قصر كبير وأن هذا القصر ملكه الله لنا وسخره لنا فتخيل أنك طفل صغير وأن كل من في هذا القصر من عمالقة يقومون على خدمتك والسعي إلى حفظ حياتك واستمرارها. أفيكون ظنك أنك وضيع الشأن أم أنك عظيم الشأن؟! ثم تفكر في غرفتك التي جهزت لك في هذا القصر الفسيح ستجد أنها جهزت بعناية فائقة وحظيت باهتمام شديد من خالق الكون لتكون مرتاحاً سعيداً فيها. تأمل في قوله تعالى في سورة الأعراف - آية 54
ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين
ثم تأمل قوله تعالى في سورة فصلت من آية 9 إلى آية 12
قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ *وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ *ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ *فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
صدق الله العظيم
إذن خلق الأرض و تسويتها وتقدير أقواتها لتكون صالحة لحياتنا استمر ثلثي عملية الخلق وهذا دليل على العناية الفائقة التي حظيت بك غرفتك صغيرة الحجم عظيمة الشأن
ثانياً:
تأمل في ثوابت الطبيعة وقوانينها تجدها مضبوطة تماماً لكي يكون الكون مكاناً صالحاً لحياة خليفة الله وهو الإنسان. تأمل معي بعض ثوابت الطبيعة وعلاقتها بحياة الإنسان
أ- سرعة الضوء:
لو كانت كبيرة جداً مقارنة بالرقم المختار من لدن الحكيم الخبير وبفرض أننا نستخدم نفس الأطوال الموجية لرؤية ماحولنا لأنها تتناسب مع حجمها ستكون النتيجة أن تردد الموجات التي نرى به كبير جداً وهذا بدوره (عندما نضرب هذا التردد في ثابت بلانك) سيؤدي إلى طاقة فوتونات عالية جداً تمزق كل ما يعترضها وتنتهي الحياة
أما لو كانت سرعة الضوء صغيرة جداً عما نراه ستظهر مشاكل جمة, منها أن طاقة الفوتونات التي نرى بها ستكون غاية في الصغر ولن تؤثر في شبكية أعيننا ولن نرى إلا السواد الحالك ليل نهار!! , ومنها أن التغيرات النسبية للزمن ستكون واضحة بشكل كبير فسيكون من الصعب جدا ضبط أوقاتنا ومواعيدنا على وجه الأرض لأنه كلما يركب أحد منا قطاراً تتغير ساعته عن ساعة من ينتظره على المحطة وسيصعب جداً تنظيم أوقاتنا على كوكب الأرض
ب- ثابت بلانك:
لو كبر عما اختاره الله تعالى سيؤدي ذلك إلى ظهور الخصائص الموجية بشده على أجسامنا والبيئة المحيطة بنا وسيصعب جداً أن تتحكم في البيئة المحيطة أو أن تجد أصدقاءك وعشيرتك بسهولة فأن تجدهم في المكان التي اتفقت معهم عليه أصبح مجرد احتمال!! وستكون ظاهرة القفز النفقي المعروفة في ميكانيكا الكم واضحة جداً بحيث تجد أنك حتى لا تستطيع الجلوس على كرسي لأنك ستمر من خلال مادته وتسقط أرضاً ,فضلا عن أن طاقة الفوتونات ستكون عالية جداً بالنسبة لطاقة أجسامنا وستصبح الفوتونات التي نراها بمثابة الرصاص المترامي علينا من كل صوب ... ياللهول!! إنه لشئ مفزع
ولو صغر عما اختاره الله كثيراً للصغر معه نصف قطر بور الذي يتناسب معه ولأدى ذلك إلى سقوط الالكترونات في النواة كما تتوقع نظرية ماكسويل ولانتهي التكوين الذري وانتهى الكون وانتهينا جميعاً
ج- ثابت الجذب العام: لو فرضنا ثبوت سرعتنا الزاوية حول الشمس
لو كبر عما اختاره الله لاقتربنا من الشمس أكثر من ذلك وأدي ذلك إلى احتراق من في الأرض جميعاً
ولو صغر عما اختاره الله لنا لبعد مدارنا عن الشمس ولمتنا جميعاً من شدة الصقيع
ويوجد الكثير من الأمثلة ولكن لايتسع المقام لذكرها
الاستنتاج
يا أيها الإنسان أنت لست وضيعاًفي الكون. لقد خلق الله الكون لك ليخدمك ولتكون سيده ولكن لاتنسى أن الله الذي خلقك و جعل الكون مناسباً لحياتك يستحق شكرك ويستحق طاعتك له. فاستحي من مالك الكون الذي أورثه إياك ولا تفعل ما يغضبه في كونه فإن شئت أن تفعل ما يغضبه فلا تفعله داخل كونه الذي أسكنك أياه ولا تفعل المعصية بجوارحك التي خلقها لك لتعبده وتطيعه بها.... فتأمل
والله أعلم