تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثم أغلق عينيك حتى تراني ...!!!


ربانة
26-07-2007, 09:50
ثم أغلق عينيك حتى تراني.....


هناك فرق كبير بين "السمع" و"الاستماع" و"الإصغاء" و"الإنصات".. ف"السمع" حاسة التقاط الصوت عفويا بدون قصد المستمع (مثل سماعك صوت موسيقى تنبعث من السيارة بقربك). أما "الاستماع" ففعل يقصد منه استراق السمع وتمييزه جيدا (كأن تفتح نافذة سيارتك كي تستمع للموسيقى السابقة). وفي حال أعجبك الصوت ستدخل مرحلة "الإصغاء" حيث التركيز وتفاعل القلب والمشاعر.. أما "الإنصات" فشرط للإصغاء الجيد يتطلب إلغاء الضوضاء وإسكات بقية الأصوات (كأن تطلب من الأطفال السكوت حتى تستمع بشكل أفضل)!
... وهذه الحالات الأربع فرق بينها القرآن بطريقة بليغة ودقيقة ومناسبة للموقف... فحالة السمع العفوي مثالها (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) وحالة الاستماع بقصد (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن) أما الإصغاء التام فمثاله (وإن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) أما طلب الصمت بغرض الاستماع والإصغاء فمثاله (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)!

... وإذا تأملت هذه الحالات الأربع تجد أن "السمع" هو الحالة العفوية الوحيدة بينها كون ذبذبات الصوت تدخل أذنك بلا استئذان وتهز طبلتك بلا مقدمات.. أما الحالات الثلاث المتبقية فأفعال إرادية مقصودة يمكن التحكم بها أو كسر ترتيبها (بإغلاق نافذة السيارة مثلا)..

... وما يدهشني بحق هو أن الكفيف تغلب عليه حالة "الإصغاء" ويصبح لديه "الاستماع" حالة عفوية دائمة (بعكس المبصر الذي يبقى في دائرة الاختيار).. بل يمكن القول إن الكفيف تتطور لديه حاسة السمع بمرور الزمن (وتتحول الى إصغاء مستمر) فيرى من خلال الصوت مالا يراه معظم البشر..
.. ويكمن السر هنا في أن حاسة الإبصار تشترك مع حاسة السمع في تقديم صورة مجسمة لما يحدث حولنا. ولكن حين تختفي حاسة الإبصار - بمجرد إغماض العينين - يتحمل السمع كامل العبء ويستعين بالخيال لتعويض فقد البصر.. وتستطيع التأكد من هذه الحقيقة بنفسك إن أغلقت عينيك في شارع مزدحم وحاولت (الإنصات) لحركة السيارات والمارة فيه.. ففي هذه الحالة لن تسمع فقط بشكل أفضل؛ بل سيتدخل خيالك ليعطيك صورة أعمق لما يجري حولك..

وحين يصبح إغماض العينين قدرا دائما (لدى الأعمى) تتطور لديه حالة الإصغاء لدرجة قدرته على تحديد وجهات الصوت وحركة السيارات ومعرفة الأشخاص من وقع أقدامهم.. وبمرور الزمن يتمكن الكفيف فعليا من (رؤية) ما حوله من خلال مزج الصوت بالخيال، والإصغاء بالخبرة..

وهذا المزيج الرائع يفسر كيف أن أشهر "بيت" في وصف الحرب قاله شاعر أعمى لم يشاهد معركة في حياته:

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا

وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

(لبشار بن بُرد، ومثار النقع العاصفة الهوجاء)..

وحين يغلب على الشاعر المبصر كثرة الإغماض والتخيل لا يعجز عن إبداع بيت مماثل :

فادنُ مني وخذ إليك حناني

ثم أغمض عينيك حتى تراني

(للشاعر اللبناني جورج جرداق)

- أيها السادة لنتعلم كيف نغمض أعيننا ونرى العالم بشكل مختلف..



فهد عامر الأحمدي....



اتمنى لكم اتم الصحة والعافيةوأيام سعيدة .... أختكم ربانة

الفجر
26-07-2007, 15:06
يعطيك العافية اختي ربانة ويجزاك خير على الموضوع الرائع...

جمـــــانة
26-07-2007, 16:52
غاليتى ربانه

عند اغماض عيوننا نرى كل شئ جميل لاننا نريد ذلك لاننا نريد الابتعاد ولو قليلا عن واقعنا الذى انقلبت فيه الموازين

اتعلمين ماالمهم؟؟؟ هو عند فتح اعيننا لابد ان نحاول تغير مانجده حولنا وتلوينه بذلك اللون الزهرى الحالم

والاهم من ذلك قناعتنا التامه باننا نستطيع كما استطاع الاعمى ان يطور حاسة السمع لديه بما يناسبه وبما يدعم حياته

ربانه موضوع مبدع كعادتك وقد اكون خرجت عن صياغ المووضع لكن تلفتنى عادة عبارات باى موضوع واحب ان اعلق عليها :)

تقبلى منى كل الشكر والتقدير

Aratype
26-07-2007, 17:34
ويبدو بحسب علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) أن للحواس ارتباط بالأصول العرقية وبالأديان

عندنا نحن الساميين السمع أهم من الرؤية وأيضاً في القرآن السمع أهم من الرؤية...

بينما الشعوب الأوربية النصرانية فهي تميل إلى وضع الرؤية قبل السمع وهذا ملحوظ خاصة عند الشعوب الشمالية...

والله أعلم

kingstars18
26-07-2007, 20:50
بارك الله فيك

النارية
26-07-2007, 22:24
موضوع حلووووووووو
وجميل
سلمت يداكي

عادل الثبيتي
26-07-2007, 23:41
يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك الله خيـــــــــراً ،،،