ربانة
02-09-2007, 23:04
يوم ليس كغيره من الأيام
طلعت شمس ذاك اليوم وكأنها اغرب شمس لم يتعرف على ضوئها الذى بدى في نظره شاحب ولم تزهر الطرقات الا اشواك رغم انها يانعة مع الصباح تفوح من مياسمها الروائح الذكية .
لكنها بدت شوكا في نظره المكان الشوارع الدكاكين كل شيء يمر عليه يشعر بأنه شيء اخر غير الذي اعتاد عليه .
بدأ يصور صورا ويدلفها الى ألبومه من يومه ذاك لكل مايمر حوله فالطريق اليوم اعسر مايكون لموعد قد اقترب منه
يقترب.. وهو يحاول ان يبعده يجري نحوه وهو يهرب منه
لحظات توقفت سيارته الفارهة أمام الوزارة الذائعة الصيت ...
وهو متوشح بذته التي طالما ارتدى امثالها وهوفي ابهى حلة وصفحة صدريته عبئت اوسمة ونياشين وعلى كتفيه علقت تيجان عمره وليس خبرته ,عمره الذي كلما طال ههنا زادت معه النجوم .
ترجل من سيارته وقد اعتلته غيمة سوداء رغم انه يحاول ان يبددها لكي يرى طريقه بوضوح فهو اليوم الأخير الذي ترفع له التحيات في كل نقطة تمر به يمشي وكانه يمشي على هاوية تهوي وتعرقل قدمه يحاول التصالب ولكن فرط الزعزعة التي ملئته اخلت توازنه لكنه حريص هذا اليوم اكثر من أي يوم ان يجعله يمر بأدق الدقة نفسها .
دلف باحة الوزارة وعيناه تلتف حول المكان وفي كل الزوايا يرى شريط ذكرياته هناك وقعت اوراقي وهنا قابلت فلان وهنا كان مكتب صديقي ابو فاضل وهنا وهنا الخ الخ ..
هكذا اصبح يمشي بهدوء وبأقل خطوات بل بنصف الخطوة يمشي يتأمل اليوم الأخير
ولم يلبث هنيهة من الزمن الا وقد قرعه ألم بابه المؤصد ياه اول مرة ارى فيه باب مكتبي وقد أُغلق في وجهي فلا المكتب مكتبي ولا الوقت وقتي و لا الزمان زماني فقد ذهبت ايامي .
ولم يخرجه من توهته هذه الا صوت سكرتير مكتبه ابو محمد وهو يقول مرحباطال عمرك كيف حالك لقد
اشتقنا لكم وان المكان ليفتقدكم وقتها استجمع قواه ولأول مرة يتخلى عن جفوته وقسوته المعروفة التي احتاجها عمله فلقد ادبه على التجبر ولم يكن مختارا ابدا وقال :
والى متى سأبقى , فالعمل عمل ياولدي ولابد ان تجري دماء جديدة فيه حتى يتطور اما نحن لابد ان نرتاح وابو محمد لا يدري ان هذا المتقاعد لم يتكلم من قلبه انما من وراءه فهو اولع الناس بعمله وأشدهم فقد له.
قاطعه ابو محمد مرة اخرى وقال: طال عمرك أوراق نهاية الخدمة على مكتب نائب الوزير وطلب مني وقت حضورك ان اعلمك ان تذهب اليه .
قال :المتقاعد حسنا سأذهب
ذهب واستلم اوراقه ودروعه وأوسمته التي تتحدث عن مرحلة حافلة بالمجد وووو اشياء كثيرة في حياته
لحظات سلم عليه الجميع وودعوه .
مشى قافلا الى بيته يحمل معه تضاريس حياته
يمشي على اطراف ذاكرته ويتكلم ويحدث نفسه ويوغل في التفكير ويالها من لحظات عصيبة فأحشاءه تغلي من فراق كل شيء .
ايظل في لحظة على هوامش الزمن يقف بينما يمشي الأخرون انها فعلا نهاية
لحظات عاد الى منزله استقبلته زوجته وهي تقول مرحبا بك وأخيرا سترتاح من هم العمل
وستبدأ حياة اخرى .
لم يعرها اهتمامه بل ذهب الى غرفته وأقفل على نفسه الباب
وهو يقول لا احد يطرق علي الباب وبادره هاجسه يهاتفه ويقول متحدثا عنه هذا ليس يومي
اذا استيقظت سيكون لي يوم ليس كغيره من الأيام
بقلم / ربان
اتمنى انها تعجبكم
طلعت شمس ذاك اليوم وكأنها اغرب شمس لم يتعرف على ضوئها الذى بدى في نظره شاحب ولم تزهر الطرقات الا اشواك رغم انها يانعة مع الصباح تفوح من مياسمها الروائح الذكية .
لكنها بدت شوكا في نظره المكان الشوارع الدكاكين كل شيء يمر عليه يشعر بأنه شيء اخر غير الذي اعتاد عليه .
بدأ يصور صورا ويدلفها الى ألبومه من يومه ذاك لكل مايمر حوله فالطريق اليوم اعسر مايكون لموعد قد اقترب منه
يقترب.. وهو يحاول ان يبعده يجري نحوه وهو يهرب منه
لحظات توقفت سيارته الفارهة أمام الوزارة الذائعة الصيت ...
وهو متوشح بذته التي طالما ارتدى امثالها وهوفي ابهى حلة وصفحة صدريته عبئت اوسمة ونياشين وعلى كتفيه علقت تيجان عمره وليس خبرته ,عمره الذي كلما طال ههنا زادت معه النجوم .
ترجل من سيارته وقد اعتلته غيمة سوداء رغم انه يحاول ان يبددها لكي يرى طريقه بوضوح فهو اليوم الأخير الذي ترفع له التحيات في كل نقطة تمر به يمشي وكانه يمشي على هاوية تهوي وتعرقل قدمه يحاول التصالب ولكن فرط الزعزعة التي ملئته اخلت توازنه لكنه حريص هذا اليوم اكثر من أي يوم ان يجعله يمر بأدق الدقة نفسها .
دلف باحة الوزارة وعيناه تلتف حول المكان وفي كل الزوايا يرى شريط ذكرياته هناك وقعت اوراقي وهنا قابلت فلان وهنا كان مكتب صديقي ابو فاضل وهنا وهنا الخ الخ ..
هكذا اصبح يمشي بهدوء وبأقل خطوات بل بنصف الخطوة يمشي يتأمل اليوم الأخير
ولم يلبث هنيهة من الزمن الا وقد قرعه ألم بابه المؤصد ياه اول مرة ارى فيه باب مكتبي وقد أُغلق في وجهي فلا المكتب مكتبي ولا الوقت وقتي و لا الزمان زماني فقد ذهبت ايامي .
ولم يخرجه من توهته هذه الا صوت سكرتير مكتبه ابو محمد وهو يقول مرحباطال عمرك كيف حالك لقد
اشتقنا لكم وان المكان ليفتقدكم وقتها استجمع قواه ولأول مرة يتخلى عن جفوته وقسوته المعروفة التي احتاجها عمله فلقد ادبه على التجبر ولم يكن مختارا ابدا وقال :
والى متى سأبقى , فالعمل عمل ياولدي ولابد ان تجري دماء جديدة فيه حتى يتطور اما نحن لابد ان نرتاح وابو محمد لا يدري ان هذا المتقاعد لم يتكلم من قلبه انما من وراءه فهو اولع الناس بعمله وأشدهم فقد له.
قاطعه ابو محمد مرة اخرى وقال: طال عمرك أوراق نهاية الخدمة على مكتب نائب الوزير وطلب مني وقت حضورك ان اعلمك ان تذهب اليه .
قال :المتقاعد حسنا سأذهب
ذهب واستلم اوراقه ودروعه وأوسمته التي تتحدث عن مرحلة حافلة بالمجد وووو اشياء كثيرة في حياته
لحظات سلم عليه الجميع وودعوه .
مشى قافلا الى بيته يحمل معه تضاريس حياته
يمشي على اطراف ذاكرته ويتكلم ويحدث نفسه ويوغل في التفكير ويالها من لحظات عصيبة فأحشاءه تغلي من فراق كل شيء .
ايظل في لحظة على هوامش الزمن يقف بينما يمشي الأخرون انها فعلا نهاية
لحظات عاد الى منزله استقبلته زوجته وهي تقول مرحبا بك وأخيرا سترتاح من هم العمل
وستبدأ حياة اخرى .
لم يعرها اهتمامه بل ذهب الى غرفته وأقفل على نفسه الباب
وهو يقول لا احد يطرق علي الباب وبادره هاجسه يهاتفه ويقول متحدثا عنه هذا ليس يومي
اذا استيقظت سيكون لي يوم ليس كغيره من الأيام
بقلم / ربان
اتمنى انها تعجبكم