مشاهدة النسخة كاملة : خاطرة
الفرق بعيد.. جدآ بعيد..: بين أن نفهم الحقائق، وأن ندرك الحقائق..
إن الأولى:
العلم..
والثانية هى:
المعرفة!..
في الأولى:
نحن نتعامل مع ألفاظ ومعان مجردة..
أو مع تجارب ونتائج جزئية...
وفي الثانيه:
نحن نتعامل مع استجابات حية،
ومدركات كلية...
في الأولى:
ترد إلينا المعلومات من خارج ذواتنا، ثم تبقى في عقولنا متحيزة متميزة..
وفي الثانية: تنبثق الحقائق من أعماقنا. يجري فيها الدم الذي يجري في عروقنا وأوشاجنا، ويتسق إشعاعها مع نبضنا الذاتي!...
في الأولى: توجد " الخانات " والعناوين: خانة العلم، وتحتها عنواناته وهي شتى.. خانة الدين وتحتها عنوانات فصوله وأبوابه.. وخانة الفن وتحتها عنوانات مناهجه واتجاهاته!...
وفي الثانية: توجد الطاقة الواحدة، المتصلة بالطاقة الكونية الكبرى.. يوجد الجدول السارب، الواصل إلى النبع الأصيل!...
من كتاب "أفراح الروح"
لسيد قطب
أحيانأ تتخفى العبودية في ثياب الحرية فتبدو انطلاقا من جميع القيود:
انطلاقأ من العرف والتقاليد،
انطلاقآ من تكاليف الإنسانية في هذا الوجود!.
إن هنالك فارقا أساسيا بين الانطلاق من قيود الذل والضغط والضعف،
والانطلاق من قيود الإنسانية وتبعاتها،
إن الأولى معناها التحرر الحقيقى،
أما الثانية فمعناها التخلي عن المقومات التى جعلت من الانسان إنسانا وأطلقته من قيود الحيوانية الثقيلة!.
إنها حرية مقنعة لأنها في حقيقتها خضوع وعبودية للميول الحيوانية،
تلك الميول التى قضت البشرية عمرها الطويل وهى تكافحها للتخلص من قيودها الخانقة إلى جو الحرية الإنسانية الطليقة...
لماذا تخجل الانسانية من إبداء ضروراتها؟
لأنها تحس بالفطرة أن السمو مع هذه الضروريات هو أول مقومات الانسانية،
وأن الانطلاق من قيودها هو الحرية، وأن التغلب على دوافع اللحم والدم وعلى مخاوف الضعف والذل كلاهما سواء في توكيد معنى الإنسانية!.
المبتدئة منار
10-10-2007, 19:35
ما هذا استاذتنا الفاضلة!!!!!!!!!!!!!!
هل من الممكن ان يصل الابداع الى هذا الحد
بصراحة انت تفاجئيننا كل يوم بموضوعات لهى من صميم واقعنا وتصف حالنا
ما اجمل الاسلوب وما ابلغه
حقا انت رائعة رائعة رائعة
سلمت اناملك استاذتى واروى عطشنا من هكذا موضوعات
بوركت
كل التحية لك
أشكرك كثيرا أختي منار
و أحب أن أؤكد أن الخاطرتين السابقتين
لسيد قطب
من كتاب أفراح الروح
و ليس لي أي يد فيهما
يسرني كثيرا أنها لاقت إعجابا منك بارك الله فيك
لذا سأهديك خاطرة ثالثة له
لست ممن يؤمنون بحكاية المباديء المجردة عن الأشخاص لأنه ما المبدأ بغير عقيدة حارة دافعة؟
وكيف توجد العقيدة الحارة الدافعة في غير قلب إنسان؟.
إن المباديء والأفكار في ذاتها - بلا عقيدة دافعة- مجرد كلمات خاوية أو على الأكثر معان ميتة!
والذي يمنحها الحياة هي حرارة الإيمان المشعة من قلب إنسان!
لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لا في قلب مشع.
آمن أنت أولا بفكرتك، آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار!
عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون !
وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة !...
لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان،
ولم تصبح كائنا حيا دب على وجه الأرض في صورة بشر!..
كذلك لا وجود لشخص - في هذا المجال- لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص...
إن التفريق بين الفكرة والشخص كالتفريق بين الروح والجسد أو المعنى واللفظ،
عملية - في بعض الأحيان- مستحيلة، وفي بعض الأحيان تحمل معنى التحلل والفناء!.
كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان!
أما الأفكار التى لم تطعم هذا الغذاء المقدس فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبرا واحدا إلى الأمام !.
سيد قطب
أفراح الروح
المبتدئة منار
10-10-2007, 21:50
يااااااااه
كلمات رائعة جدا
اشكرك عليها
اعجبتنى منها
لن يؤمن الآخرون بمبدأ أو فكرة تنبت في ذهن بارد لا في قلب مشع.
آمن أنت أولا بفكرتك، آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار!
عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون !
وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة !...
لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان،
ولم تصبح كائنا حيا دب على وجه الأرض في صورة بشر!..
انا عن شخصى
اعجبتنى هذه المقطوعة ........هذا ما نحتاجه لنصل
شكرا جزيلا لك
جزاك الله خيرا وبارك فيك
مبدع ذلك السيد رحمه الله تعالى
وله كتاب في ظلال القران من اجمل كتب التقسير فهو يبحر بك في ضوء الايات القرانية بشكل فريد
أشكركم كثيرا أختي منار و أختي نازك
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا
و كل عام و أنتم بألف خير
لحظة لحظة
.
.
مريت من هنا كثيرا كنت اريد ان املئ عقلي من معاني الكلمات واتشربها وخوفا من ان لايتحمل رأسي الابعاد كلها فتضطرب بداخلها المعاني اصبحت اتردد كثيرا على الموضوع علي اساير تدرج عقلي في استلامه لجميع ما طرح هنا
الان سأذهب من هنا وانا معي تباصيريك يا سيدا الذي انتزعوك منا قبل ان نعرف اكثر عن مداك
ولا اعتراض القدر هو القدر رحمك الله واسعه
استاذتي الهوائية شكرا لك على صفحتك هذه
mysterious_man
11-10-2007, 13:17
رحم الله الأستاذ سيد قطب فقد كان عالماً أديباً مبدعاً
وعلى من عذبوه وقتلوه من الله ما يستحقون
وأهدي للأخت هوائية ولجميع أعضاء الملتقى قصيدة ألفها سيد قطب قبل اعدامه
قصيدة سيد قطب قبل اعدامه...(رحمه الله)
أخي أنـت حـرٌ وراء السـدود....................أخي أنـت حـرٌ بتلـك القيـود
إذا كـنـت بالله مستعصـمـا .....................فمـاذا يضيـرك كيـد العبـيـد
أخي ستبيد جيـوش الظـلام ......................و يشرق في الكون فجر جديـد
فأطلـق لروحـك إشراقهـا ....................ترى الفجر يرمقنـا مـن بعيـد
أخي قد أصابـك سهـم ذليـل .....................و غـدرا رمـاك ذراعٌ كلـيـل
ستُبتـرُ يومـا فصبـر جميـل....................و لم يَدْمَ بعـدُ عريـنُ الأسـود
أخي قد سرت من يديك الدمـاء....................أبـت أن تُشـلّ بقيـد الإمـاء
سترفـعُ قُربانهـا ... للسمـاء..................... مخضبـة بـدمـاء الخـلـود
أخي هل تُراك سئمـت الكفـاح.................... و ألقيت عن كاهليك السـلاح
فمن للضحايا يواسي الجـراح ...................... و يرفع راياتهـا مـن جديـد
أخي هل سمعت أنين التـراب ...................... تدُكّ حَصاه جيـوشُ الخـراب
تُمَـزقُ أحشـاءه بالـحـراب ...................... و تصفعهُ و هو صلب عنيـد
أخي إنني اليوم صلب المراس ......................أدُك صخـور الجبـال الـرواس
غدا سأشيح بفأس الخـلاص ......................رءوس الأفاعي إلـى أن تبيـد
أخي إن ذرفت علىّ الدمـوع ......................و بللّت قبري بها فـي خشـوع
فأوقد لهم من رفاتي الشمـوع ...................... و سيروا بها نحو مجـد تليـد
أخي إن نمُتْ نلـقَ أحبابنـا ......................فروْضـاتُ ربـي أعـدت لنـا
و أطيارُهـا رفرفـت حولنـا ......................فطوبى لنا فـي ديـار الخلـود
أخي إنني ما سئمت الكفـاح ......................و لا أنا أقيـت عنـي السـلاح
و إن طوقتني جيوشُ الظـلام ...................... فإني على ثقـة ... بالصبـاح
و إني على ثقة من طريقـي ......................إلى الله رب السنـا و الشـروق
فإن عافني السَّوقُ أو عَقّنِـي ......................فإنـي أميـن لعهـدي الوثيـق
أخي أخـذوك علـى إثرنـا ......................وفوج علـى إثـر فجـرٍ جديـد
فإن أنـا مُـتّ فإنـي شهيـد ...................... و أنت ستمضي بنصر جديـد
قـد اختارنـا الله ف دعوتـه ...................... و إنا سنمضـي علـى سُنتـه
فمنا الذيـن قضـوا نحبهـم ......................ومنـا الحفيـظ علـى ذِمـتـه
أخي فامض لا تلتفت للـوراء ...................... طريقك قـد خضبتـه الدمـاء
و لا تلتفت ههنـا أو هنـاك ......................و لا تتطلـع لغـيـر السـمـاء
فلسنا بطير مهيـض الجنـاح ...................... و لن نستذل .. و لن نستباح
و إني لأسمع صوت الدمـاء ......................قويـا ينـادي الكفـاحَ الكفـاح
سأثأرُ لكـن لـربٍ و ديـن ......................و أمضي على سنتي في يقيـن
فإما إلى النصر فـوق الأنـام ......................وإما إلـى الله فـي الخالديـن.
رحم الله سيداً
أختي ربانة
كل الشكر لك ،
فعلا هذا الأنسان الأديب المبدع كلماته مليئة بالمعاني ،
و هي تصل للقلب لأنها نابعة منه ،
أو كما قال
"كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان!"
أشكرك كثيرا بارك الله فيك و كل عام و أنتم بألف خير
إخوتي و أخواتي أنقل لكم كلمات سيد قطب رحمه الله رحمة واسعة و هي تتحدث عن نفسها و لا تحتاج إلى تعليق
" إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكا للاخرين،
و نحن بعد أحيأء.
إن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح – و لو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض- زادا للاخرين وريا،
ليكفى لأن تفيض قلوبنا بالرضى والسعادة والاطمئنان!. "
فبارك الله فيكم جميعا
أخي أحمد
أشكرك كثيرا على هذه القصيدة الجميلة
فها هو يتحدث عن نفسه
"أخي إن نمُتْ نلـقَ أحبابنـا ......................فروْضـاتُ ربـي أعـدت لنـا
و أطيارُهـا رفرفـت حولنـا ......................فطوبى لنا فـي ديـار الخلـود"
و من عذبوه و قتلوه لم يعلموا أنهم لم يفعلوا إلا رفع مكانته في الجنه و تيسير تحقيق حلمه بالشهادة إلى جانب أن روحه التي أزهقوها كانت وقودا للأجيال المسلمة فأنقلب مكرهم عليهم
نسأل الله أن يرحم أمة محمد رحمة عامة
و لك خالص شكري و تقديري بارك الله فيكم و جزاك خير الجزاء و كل عام و أنتم بخير.
المبتدئة منار
11-10-2007, 21:17
قصيدة رائعة ومفعمة بالمعانى الجميلة
مشكور عليها استاذ احمد
والشكر كل الشكر لك استاذة هوائية على هذه الدرر المكنونة
بارك الله فيك
وكل عام وانتم بخير
mysterious_man
12-10-2007, 01:02
قصيدة رائعة ومفعمة بالمعانى الجميلة
مشكور عليها استاذ احمد
والشكر كل الشكر لك استاذة هوائية على هذه الدرر المكنونة
بارك الله فيك
وكل عام وانتم بخير
عفواً أختي منار
كل عام وانتي بخير
إنه إذا كان هناك من يحتاج للدفاع والتبرير والاعتذار فليس هو الذي يقدم الإسلام للناس. وإنما هو ذاك الذي يحيا في هذه الجاهلية المهلهلة المليئة بالمتناقضات وبالنقائض والعيوب، ويريد أن يتلمس المبررات للجاهلية. وهؤلاء هم الذين يهاجمون الإسلام ويلجئون بعض محبيه الذين يجهلون حقيقته إلى الدفاع عنه، كأنه متهم مضطر للدفاع عن نفسه في قفص الاتهام!
بعض هؤلاء كانوا يواجهوننا -نحن القلائل المنتسبين إلى الإسلام- في أمريكا في السنوات التي قضيتها هناك -وكان بعضنا يتخذ موقف الدفاع والتبرير .. وكنت على العكس أتخذ موقف المهاجم للجاهلية الغربية .. سواء في معتقداتها الدينية المهلهلة. أو في أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية المؤذية .. هذه التصورات عن الأقانيم وعن الخطيئة وعن الفداء، وهي لا تستقيم في عقل ولا ضمير .. وهذه الرأسمالية باحتكارها ورباها وما فهيا من بشاعة كالحة .. وهذه الفردية الآُثرة التي ينعدم معها التكافل إلا تحت مطارق القانون .. وهذا التصور المادي التافه الجاف للحياة .. وحرية البهائم التي يسمونها "حرية الاختلاط" .. وسوق الرقيق التي يسمونها "حرية المرأة" .. والسخف والحرج والتكلف المضاد لواقع الحياة في نظم الزواج والطلاق، والتفريق العنصري الحادّ الخبيث .. ثم .. ما في الإسلام من منطق وسمو وإنسانية وبشاشة، وتطلع إلى آفاق تطلع البشرية دونها ولا تبلغها. ومن مواجهة الواقع في الوقت ذاته ومعالجته معالجة تقوم على قواعد الفطرة الإنسانية السليمة.
وكانت هذه حقائق نواجهها في واقع الحياة الغربية .. وهي حقائق كانت تخجل أصاحبها حين تعرض في ضوء الإسلام.. ولكن ناساً -يدّعون الإسلام- ينهزمون أمام ذلك النتن الذي تعيش فيه الجاهلية، حتى ليتلمسون للإسلام مشابهات في هذا الركاب المضطرب البائس في الغرب. وفي تلك الشناعة المادية البشعة في الشرق أيضاً!
ولست في حاجة بعد هذا إلى أن أقول: إننا نحن الذين نقدم الإسلام للناس، ليس لنا أن نجاري الجاهلية في شيء من تصوراتها، ولا في شئ من أوضاعها، ولا في شئ من تقاليدها. مهما يشتد ضغطها علينا.
إن وظيفتنا الأولى هي إحلال التصورات الإسلامية والتقاليد الإسلامية في مكان هذه الجاهلية. ولن يتحقق هذا بمجاراة الجاهلية والسير معها خطوات في أول الطريق، كما قد يخيل إلى البعض منا .. إن هذا معناه إعلان الهزيمة منذ أول الطريق..
إن ضغط التصورات الاجتماعية السائدة، والتقاليد الاجتماعية الشائعة، ضغط ساحق عنيف، وبخاصة في دنيا المرأة.. ولكن لا بد مما ليس منه بد. لابد أن نثبت أولاً، ولابد أن نستعلي ثانياً، ولابد أن نُرى الجاهلية حقيقة الدرك الذي هي فيه بالقياس إلى الآفاق العليا المشرفة للحياة الإسلامية التي نريدها.
ولن يكون هذا بأن نجاري الجاهلية في بعض الخطوات، كما أنه لن يكون بأن نقاطع الآن وننزوي عنها وننعزل .. كلا، إنما هي المخالطة مع التميز، والأخذ والعطاء مع الترفع، والصدع بالحق في مودة، والاستعلاء بالإيمان في تواضع. والامتلاء بعد هذا كله بالحقيقة الواقعة. وهي أننا نعيش في وسط جاهلية، وأننا أهدى طريقاً من هذه الجاهلية، وإنها نقلة بعيدة واسعة، هذه النقلة من الجاهلية إلى الإسلام، وإنها هوة فاصلة لا يقام فوقها معبر للالتقاء في منتصف الطريق، ولكن لينتقل عليه أهل الجاهلية إلى الإسلام، سواء كانوا ممن يعيشون فيما يسمى الوطن الإسلامي، ويزعمون أنهم مسلمون، أو كانوا يعيشون في غير الوطن "الإسلامي"، وليخرجوا من الظلمات إلى النور، ولينجوا من هذه الشقوة التي هم فيها، وينعموا بالخير الذي ذقناه نحن الذين عرفنا الإسلام وحاولنا أن نعيش به .. وإلا فلنقل ما أمر الله سبحانه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقوله:
{ لكم دينكم ولي دين } 000 [الكافرون: 6]
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir
diamond