المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اكتشاف سديم راس الحصان


نووي1426
04-11-2005, 15:30
بسم الله الرحمن الرحيم

إن المقدمة في اكتشاف السماء تبدأ من خلال النظر بالعين المجردة إليها , ورؤية النجوم وهي تتلألأ في السماء كانت الطريقة الوحيدة لمعرفة ما في تخفي السماء من عجائب وبدائع خلقها الله في أجمل صورة , ومع تطور العلم وتسارع عجلته كانت السماء في كل مرة تظهر لنا ما يمتع العقل والبصر معا وما يأسر الألباب بجماله وروعة خلقه , ويتمثل هذا الجمال في الأجرام السماوية المختلفة من مجرات وسدم ونجوم لونها الخالق عز وجل بأجمل الألوان وكونها بأروع شكل مما دعى الإنسان إلى التفكر فيها ومحاولة فهم سبب تكونها وتشكلها على هذا النحو , وان من أجمل ما تم مشاهدته من هذه الأجرام السماوية سحابة تسمى رأس الحصان أغرت العديد من علماء الفلك وهواته إلى رصدها وإجراء الأبحاث عنها ومحاولة حل بعض أللغاز هذا السديم العظيم , وأحاول في السطور القليلة التالية أن القي الضوء عليها .

اكتشاف سديم راس الحصان :

يسمى أيضا هذا السديم باسم بارنارد 33 ( B 33 ) , وكان اكتشافه عن طريق الصدفة في مرصد كلية هارفرد فقد كان شكله غريبا من خلال صور فوتوغرافية أخذت خلال 1800 ثانية , ثم شوهد خلال كوكبة الجبار عام 1889 م , وقد شاهده إسحاق روبرت عام 1900م , وأخيرا فقد أدرك بارنارد انه على شكل راس حصان في عام 1910م , وقام بنشر صورته الأولى لسديم راس الحصان عام 1913م ثم صنفها عام 1919 م , وقد سميت باسمه , وتعد الآن من أعظم الأجسام الفلكية .



كوكبة الجبار

معلومات عن سديم راس الحصان :
الطالع المستقيم / 00ث 41 د 5 س
الميل / 4' 28" 2 ْ ( سالب )
الابعاد / الظاهري / 4' × 6' 1 و الحقيقي / 1,8 × 2,7 سنة ضوئية
افضل رؤية / شهر يناير



البداية من كوكبة الجبار :

قبل الحديث عن سديم راس الحصان والغوص في أعماقه يستلزم معرفة موقعه في السماء , وفي الحقيقة فان جمال هذا السديم يعود إلى جمال الكوكبة التي تحتضنه , إن كوكبة الجبار من أجمل الكوكبات المشاهدة في سماء الشتاء , ويستطيع أي مراقب للسماء معرفتها من خلال النجوم الثلاثة التي تشكل حزام الجبار , وتقع نجوم هذه الكوكبة عند خط الاستواء للنصف الشمالي من الكرة السماوية ( جنوب كوكبة التوأمان وكوكبة الثور ) , ويطلق على هذه الكوكبة عدة أسماء منها الصياد والجوزاء والجبار , وتشمل عدة نجوم مهمة اشهرها منكب الجبار و رجل الجبار , وتسمى النجوم الثلاثة المتقاربة على الرأس الهقعة والثلاثة التي في الوسط نطاق ونظام ومنطقة الجوزاء على التوالي ( تسمى أيضا الملوك الثلاثة ) , قد لا تكون هذه الكوكبة اكبر الكوكبات في السماء ولكنها تحوي آلاف السدم والسحب الغبارية , ومنها سديم الجبار المعروف وسديم راس الحصان , ولكن وقبل الانطلاق إلى هذه المنطقة يجب الأخذ بعين الاعتبار ما يسمى الوسط البينجمي .

مابين النجوم :

الوسط البينجمي ( بين النجوم ) هو المادة والإشعاع اللذان يتخللان النجوم وهي في الغالب اقل كثافة من الهواء في مناطق الفراغ المتولدة على الأرض والمادة البينجمية لها أهمية خاصة لأنها تمثل المادة الأولية للنجوم والكواكب البعيدة , وتنقسم إلى قسمين هما الغاز والغبار البينجميان , ونسبة الغاز فيها تصل إلى 99 % في المئة من تركيبها ( 75 في المئة هيدروجين و 23 في المئة هيليوم ) .
أما الغبار البينجمي هو عبارة عن جسيمات صلبة في غاية الدقة تمثل نسبة 1 في المئة من الوسط البينجمي و الجدير بالذكر هنا أن معظم الغبار والغاز البينجمي في مجرتنا متركز في اذرعها اللولبية حيث تتكون أحدث النجوم .
إن المادة التي البينجمية التي تطلقها المستعرات الفائقة والرياح النجمية تعزز تكون السحب الغازية والغبارية وهنالك منطقتان من السحب تم تقسيماهما بناء على الحرارة وحالة الهيدروجين , الأولى تسمى منطقة ( H I ) وهي سحابة متوسطة الحرارة ذات هيدروجين ذري محايد , والثانية تسمى ( H II ) وهي سحابة متأينة الهيدروجين قرب النجوم الحارة جدا .
وقد رصد أكثر من 120 جزيء بينجمي إضافة إلى الهيدروجين في بعض السحب الجزيئية العملاقة الكثيفة و القاتمة الباردة .





العوامل المؤثرة :

عند اقترابنا من نجم نطاق تتضح لنا الصورة أكثر ويظهر لنا عدة نجوم وسدم كما في الشكل , و لهذه المنطقة بالتأكيد دور مهم في تكوين سديم رأس الحصان , ونجد خلف سديم الحصان سحابة وردية اللون تسمى IC 434 وهي عبارة عن سديم إصدار ساطع يقوم بامتصاص الضوء والأشعة فوق البنفسجية القادمة من النجم الفتي سجما الجبار الحار جدا والقريب من هذا السديم لذلك نشاهد اضطراب كبير مع العديد من العروق الدخانية والغبار ( المنطقة H II ), وهذا الغاز المتأين وهو عبارة عن فوتونات متأينة تتحرك داخل السحابة , ناشرة الغبار والجزيئات والحرارة ومأينة الغاز مما أعطى اللون الزهري للسديم ومن ثم يقوم بإصدار الضوء والأشعة من جديد إلى سديم راس الحصان ( وهو عبارة عن تجمع كثيف بارد من الغاز والغبار ) والذي بدوره يقوم بامتصاص الضوء والأشعة القادمة من السديم IC 434 , ثم بعثرتها وتشتيتها مما يخفي ضوء النجوم التي خلفه فلا نراها ويعطيه اللون الداكن كما هو مشاهد .
وهذه السحابة الجزيئية تمتد مسافة 8 سنوات ضوئية بحيث تصل إلى سديم الإصدار ( NGC 2024 ) وتطوقه بسحابة داكنة شديدة الكثافة , والأكثر غرابة في الصورة ذلك السديم المضيء المسمى بـ ( NGC 2023 ) والذي يظهر أسفل سديم راس الحصان وهو محل أبحاث حاليا من قبل العلماء . ورغم الضوء الشديد لنجم النطاق إلا انه ليس له أي علاقة بالضبابية الموجودة في السدم حيث يبعد عنا حوالي 817 سنة ضوئية , بينما تبعد السدم 1500 سنة ضوئية



حاضنة النجوم :

إن الاقتراب أكثر من سديم راس الحصان يعطي صورة في غاية الجمال لظاهرة كونية أبدعها الخالق ألا وهي ولادة النجوم , و النجوم تمر بمراحل تطورية من ولادة إلى شباب ثم شيخوخة وموت , وولادة النجوم كانت محيرة لكثير من علماء الفلك والفيزياء الفلكية إلى وقت قريب ولكن ومن خلال دراسة العديد من النجوم ومقارنة بعضها البعض من عدة أمور تمكنوا من الحصول على بعض المعلومات الدالة على ولادتها , ووصلوا إلى أن النجوم تمر بشكل عام بثلاث مراحل رئيسية لولادة النجوم وهي : مرحلة التقلص ضمن سحابة الغاز والغبار ثم مرحلة ارتفاع درجة الحرارة الداخلية والضغط الداخلي وأخيرا مرحلة الاندماج النووي .
وبالنسبة للمرحلة الأولى والتي تعد أهم مرحلة فان السحابة التي تتكاثف وتتقلص على بعضها وتسبب ولادة النجم لها شروط معينة , وليست كل سحابة كثيفة تولد فيها النجوم , هذه الشروط منها أن تكون السحابة الغازية ( معظم تركيبها من الهيدروجين ) كثيفة جدا , وان تكون درجة حرارتها منخفضة جدا ( وقد تصل إلى 250 تحت الصفر ) , وان لا تتماثل في كتلتها أو توزيع العناصر الكيميائية فيها , وقد حققت سحابة رأس الحصان هذه الشروط فكانت حاضنة للعديد من النجوم , والصورة التالية تبين ولادة احد النجوم على راس الحصان .
وقد أخذت لهذا السديم منذ اكتشافه آلاف الصور الجميلة والرائعة , واذكر هنا انه قدم في الانترنت أكثر من 5000 آلاف صورة للعديد من المراصد العالمية وغيرها , ولكن الترشيحات أظهرت شعبية الصورة التي التقطها تسلكوب هابل الفضائي والتي ظهر فيها ولادة احد النجوم , وقد كان المصوتون من الطلاب والمدرسين والعلماء وهاوين الفلك والتصوير الفلكي .

الصورة التي التقطها التلكسوب الفضائي هابل



أخيرا :

إن الحديث عن سديم الحصان كبير جدا وأبحاث بعض العلماء حاليا منكبه عليه ويعتقدون انه آخذ في التمدد والانتشار في الفضاء مما يسهل عملية ولادة النجوم أكثر فأكثر ويعطي فكرة عن كيفية تكون النجوم , وقد يجيب عن أسئلة اكبر عن نشأة الكون , ومهما حدث فقد كان ولا يزال هذا السديم يأخذ مكانا خاصا بين السدم الأخرى في السماء , بسبب جماله الباهر الذي يسلب الألباب .

قال تعالى ﴿ أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج ﴾ . الآية 6 سورة ق


مستور الاحمري

المراجع /
introductory astronomy and astrophysics للمؤلف zeilik و gregory
كتاب علم الفلك للمؤلفة دانيال . موشيه

---------------------------------

نووي1426
04-11-2005, 15:41
انظر للصور

نووي1426
04-11-2005, 15:43
انظر للصوره

نووي1426
04-11-2005, 15:49
انظر للصوره

نووي1426
04-11-2005, 15:54
انظر للصورة

خلف الجميلي
04-11-2005, 20:24
بارك الله فيك

الهَياء
02-07-2010, 13:27
بآرك الله فيك ~