تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أضحكني .. أبكاني


هوائية
28-10-2007, 20:12
عيني جامدة لا تعرف البكاء، و ليست هذه مزية فأزهى بها و أتيه،
و إنما هي بلية، كما يعرف كل من كتب الله عليه أن يعاني احتباس الدمع...

و قد قلت لنفسي : إذا كنت يا مولانا لا تستطيع أن تبكي و ترفه عن نفسك ، فما قولك أن تضحك؟

و كان هذا الخاطر نفسه خليقا أن يضحكني ، إن الفكرة مضحكة
و قد تبدو للبعض سخيفة.
فأما أنها مضحكة فنعم، و هذا ما أعني و أبغي.
و إن امرءاً يستطيع أن يضحك – و حقه أن يبكي- لرابح!

أما أنها سخيفة فلا ، لأنه ليس من السخافة أن تعفي نفسك من الهم ، و أن تعتاض عنه سرورا و طربا.
ثم إن البكاء فائدته أن يخفف وطأة الشعور، فهو منفذ يتسرب منه ما كان خليقا لو بقي حبيسا أن يضغط و يؤلم.
و الضحك يفعل هذا أيضا، و لكن على نحو آخر ، لأنه يحول الشعور إلى حركة.

هوائية
28-10-2007, 20:14
و اضرب مثلا يقرب هذا إلى الأذهان فأقول :

أن فصلا باردا اضطرني مرة إلى الاستقالة من عملي،
و لولا جمود عيني لبكيت من الغيظ و الألم.
و لم يكن في جيبي و لا بيتي سوى ستة مليمات، أي و الله ستة مليمات ،

و ما غناء ستة مليمات حتى لمن ليس له أهل و لا ولد
فكيف بمن يعول بيتا طويلا يزخر بالخلق ؟

و كنت فوق هذا مريضا محتاجا إلى التداوي، و لعل المرض هو الذي جعل الفصل البارد أوجع حزا،
فأويت إلى مكتبتي و ارتميت على كرسي و رأسي دائر، ونفسي كالخضم. و ألفيت نفسي أفكر في عمل أقابل به "الفصل البارد" الذي آلمني و أحنقني،

و أفكر كذلك فيما عسى أن أصنع لكسب رزقي، فما يسعني أن أقعد و أفتح فمي لعل الملائكة تحشوه سكرا و ذهبا.

و طال جلوسي و أنا حائر مرتبك، و ناقم متلهب النفس ، فلم يعجبني من نفسي هذا الحال،
و شق علي أن يبلغ بي الاضطراب هذا المبلغ، و تذكرت مقالا قديما لي،

فانطلقت كالصاروخ إلى المرآة ، و أخرجت لساني لخيالي فيها، و ما كدت أفعل حتى أضحكني منظري و أنا أفعل ذلك،

فقهقهت !

.

.


.
و إذا بالدنيا تغيرت بعد ثواني!

هوائية
28-10-2007, 20:17
الفصل البارد؟

ما قيمته؟

و لماذا يسوء وقعه إلى هذا الحد في نفسي؟

إن كل إنسان يستطيع أن يسيء إلى أي إنسان آخر بفصل بارد

و كون اهانة لحقت بي ، عفوا أو عمدا ليس معناه أني مستحق لها،
أو أني صرت من أجل هذا شخصا مهينا محتقرا.

و الذي أهانني أولى بأن يندم مني أنا .
و أنا بعد الاهانة ما زلت كما كنت قبلها،


فلننس هذا إذا ، و لنعد عنه إلى سواه.



و ما سواه هذا؟

هو أني بلا عمل، و أني مفلس!

و لكن كثيرا ما أفلست و أنا أزاول عملي، فلا جديد في هذا، فلنضمه إلى الكثير القديم من أمثاله.

و أما العمل فنسعى له سعيه في غير لهفة و لا اضطراب. و كل عمل صالح،

و أنا أستطيع أن أؤدي أعمالا كيرة:

أستطيع أن أظل أزاول الصحافة،

و أن أنفض يدي منها

و أنقطع للتأليف و الترجمة ، و حبذا لو فعلت!

و أستطيع أن أكون سائق سيارة خاصة أو عامة، بل أستطيع في ساعات أن أحول سيارتي و لا يكلفني هذا سوى بضعة ساعات في قلم المرور و بضعة جنيهات.


و من أين أجيء بالجنيهات ؟

سبحان الله العظيم!

و هذه الكتب على رفوفها ، ما خيرها إذا لم أفرج ببعضها أزمتي؟

و أي غضاضة على أديب من هذا؟

أيمنعه كونه سائق تاكسي أن يؤلف الكتب و يترجمها أو يكتب إلى الصحف مقالات طنانة رنانة ، و أن يظل هو فلانا الذي عرفه قراءه؟

كلا! و لماذا نحتقر عملا ليس فيه ما يحتقر؟ و ما لنا نستكبرمن عمل ليس فيه ما يعاب؟

هوائية
28-10-2007, 20:19
و هكذا صارت الدنيا غير الدنيا، لا لسبب سوى أني ضحكت،
فلما بعث إلى صاحب العمل يعتذر و يرجو أن أعود إلى عملي رفضت.

و خير من ذلك أنه وسعني (بفضل تلك الضحكة) أن أرفض في لطف و أدب،
و أن أصون نفسي عما يدنس نفسي في رأيي و تقديري
و كان الله كريما فأغناني عن العودة إلى ذلك العمل ، فلم أعد قط!

!

!

!

انشرحت نفسي لما ضحكت فأعفاني هذا من هم كان خليقا أن يساورني ساعات أو يوما أو أياما ،
و من اضطراب يجعل التفكير ملتويا غير قويم،
و من جزع كان من الممكن أن يسري مني إلى أهلي ، فينغص عيشهم،
و يقلقهم على أنفسهم و علي.

أن سر النعيم في الحياة أن يتلقى المرء كل ما تجيء به الحياة بضحكة، فإذا كل شيء على ما يرام. و ليس معنى هذا أن يتناول المرء الحياة بخفة ، و إنما معناه أن تتناولها بما تستحق –لا أكثر و لا أقل – و هي –مهما بلغ من أمرها – لا تستحق أن يقطع المرء قلبه حسرات عليها

هوائية
28-10-2007, 20:32
كان هذا المقال للكاتب

ابراهيم عبد القادر المازني

و قد وجدته في أحد الكتب التي كان يحتفظ بها أبي فأحببت أن أنقلها إليكم
لما وجدت فيها من فائدة و من تسلية للنفس.
و من فكرة جميلة على بساطتها،
و أسلوب خفيف الظل لطيف .


و ربما كنت أنا أحوج إليها من غيري

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

المبتدئة منار
28-10-2007, 22:08
أن سر النعيم في الحياة أن يتلقى المرء كل ما تجيء به الحياة بضحكة، فإذا كل شيء على ما يرام. و ليس معنى هذا أن يتناول المرء الحياة بخفة ، و إنما معناه أن تتناولها بما تستحق –لا أكثر و لا أقل – و هي –مهما بلغ من أمرها – لا تستحق أن يقطع المرء قلبه حسرات عليها



يا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
يا سلام استاذة هوائية
وضعت يدك على الوتر الحساس
جملتك السابقة تلخص حال الكثييرين وانا منهم ممن يتصفون بالحساسية الزائدة كما يقال
هذا الامر الذى قد يجعل امرا او موقفا طبيعيا او عاديا يولد ضغط على الشخص مايفقده توازنه ويزيد من توتره

بصراحة استاذة هوائية موضوعاتك فى قمة قمة قمة الروعة
انت تريحينى كثييرا على فكرة

بارك الله فييييييييييييك

هوائية
29-10-2007, 17:28
بارك الله فيك أختي منار
شكرا جزيلا لك
و أتمنى أن أكون دوما عند حسن ظنك

ربانة
08-11-2007, 08:18
فعلا يااااااااااااااااااااااااااااه يالهذا المقال من روعة و نسق فذ

لقد أدهشني حقا ان تنقلب لحظة الكأبة الى لحظة الضحك تلك

اتعرفين استاذتي الغالية

والله انني محتاجة لمثل هذا المقال وبشدة

كثيرا ماتمر بي مواقف تجعلني اصل لحد البكاء مع روحي فقط ولا اجد التنفيس عنها الا لوحدي لأنني حتى لو مررت بفصل بارد من اي انسان لا استطيع ان اصارح لأنني بصدق والله لا اعرف الأذية للأخرين لو بكلمة والله اقولها لك وليس مفاخرة ولكن اشعر ان هذا يتعبني كثيرا فقد يجرحني الاشخاص ويعبرون دون ان يطلقوا اي كلمة اعتذار وانا لا استطيع ان اعبر لهم عن كونهم أذوني ببساطة لأنني لا استطيع جرحهم
ولذى تجديني امر بمصاعب دورية ولكن سرعان ماتنجلي هذه اللحظة بعد بكاء واخراج عبرتي وانتهى كل شي ء ولذى دوما ما اكثر من اعتذاراتي اذا لمست اي خطأمني تجاه اي شخص لأنني تلمست الم الجرح دون اعتذار وعرت كم هو مؤلم

لكن أ ريد ان انفض هذا الامر من حياتي وان استبدله ببكاء يتبعه ضحك

صدقيني قد أجرح وانسى بسرعة البرق لكن الاثر يبقى في القلب لا يحتاج الا فقط لموقف اخر حتى يثار الذي مضى ووالله ليس من باب الكراهية او الحقد فقلبي لايعرف هذان اللونان انما من باب العتب الذي اتسأل عن سبب الأذية من اي انسان اي بمعنى لماذا فعلت هذا ما الذي اخطأت به عليك وليس تذكر لكره ابدا
وبطبعي اعيش في دوامة من التساؤلات ولكن فعلا اريد ان احول تساؤلاتي وتفكيري بشكل افضل

بشكل يشعرني بحالة تجعلني اضحك من قلبي من المواقف ذاتها وليس من امور بخلافها اي احول النظارة ذاتها من سوداء الى بيضاء بعمل سحري دون ان انتزعها لأحضر اخرى بيضاء بدل عن السوداء

هذا هو الفن الذي تعلمته بصدق من مقالة هذا الرائع




شكرا لك شكرا ملء الارض ان فتحت عينايا على بحر الضحك علني اغير من طريقتي في تخطي الصعوبات

هوائية
12-11-2007, 23:31
فعلا يااااااااااااااااااااااااااااه يالهذا المقال من روعة و نسق فذ

لقد أدهشني حقا ان تنقلب لحظة الكأبة الى لحظة الضحك تلك

اتعرفين استاذتي الغالية

والله انني محتاجة لمثل هذا المقال وبشدة

كثيرا ماتمر بي مواقف تجعلني اصل لحد البكاء مع روحي فقط ولا اجد التنفيس عنها الا لوحدي لأنني حتى لو مررت بفصل بارد من اي انسان لا استطيع ان اصارح لأنني بصدق والله لا اعرف الأذية للأخرين لو بكلمة والله اقولها لك وليس مفاخرة ولكن اشعر ان هذا يتعبني كثيرا فقد يجرحني الاشخاص ويعبرون دون ان يطلقوا اي كلمة اعتذار وانا لا استطيع ان اعبر لهم عن كونهم أذوني ببساطة لأنني لا استطيع جرحهم
ولذى تجديني امر بمصاعب دورية ولكن سرعان ماتنجلي هذه اللحظة بعد بكاء واخراج عبرتي وانتهى كل شي ء ولذى دوما ما اكثر من اعتذاراتي اذا لمست اي خطأمني تجاه اي شخص لأنني تلمست الم الجرح دون اعتذار وعرت كم هو مؤلم

لكن أ ريد ان انفض هذا الامر من حياتي وان استبدله ببكاء يتبعه ضحك

صدقيني قد أجرح وانسى بسرعة البرق لكن الاثر يبقى في القلب لا يحتاج الا فقط لموقف اخر حتى يثار الذي مضى ووالله ليس من باب الكراهية او الحقد فقلبي لايعرف هذان اللونان انما من باب العتب الذي اتسأل عن سبب الأذية من اي انسان اي بمعنى لماذا فعلت هذا ما الذي اخطأت به عليك وليس تذكر لكره ابدا
وبطبعي اعيش في دوامة من التساؤلات ولكن فعلا اريد ان احول تساؤلاتي وتفكيري بشكل افضل

بشكل يشعرني بحالة تجعلني اضحك من قلبي من المواقف ذاتها وليس من امور بخلافها اي احول النظارة ذاتها من سوداء الى بيضاء بعمل سحري دون ان انتزعها لأحضر اخرى بيضاء بدل عن السوداء

هذا هو الفن الذي تعلمته بصدق من مقالة هذا الرائع




شكرا لك شكرا ملء الارض ان فتحت عينايا على بحر الضحك علني اغير من طريقتي في تخطي الصعوبات

ياه يا ربانة، أنت لا تعلمين كيف أسعدني مرورك، الله يبارك فيك و يسعدك و" يعطيك على قدر نيتك"،


نعم يشقى الإنسان برقة قلبه و صدق عاطفته في هذه الدنيا و لكنها كما يقول الكاتب

" و هي –مهما بلغ من أمرها – لا تستحق أن يقطع المرء قلبه حسرات عليها"

و لكن يحزن المرء لوجود أناس لا يشعرون بآلام الآخرين و لا يعلمون كم أن أقوالهم و أفعالهم تجرح كانت بقصد أو بغير قصد .

أتمنى أن تنجحي في أن تتمثلي

"أن سر النعيم في الحياة أن يتلقى المرء كل ما تجيء به الحياة بضحكة، فإذا كل شيء على ما يرام."

مع خالص شكري و تقديري لك ، دمت في رعاية الله و أمنه .

nuha1423
25-12-2010, 05:55
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتساءل ؟

كيف لموضوع بهذه الروعة أن يختفي بين صفحات الاستراحة القديمة

رائع

وسأعود

amaal
13-06-2011, 13:46
أن سر النعيم في الحياة أن يتلقى المرء كل ما تجيء به الحياة بضحكة، فإذا كل شيء على ما يرام. و ليس معنى هذا أن يتناول المرء الحياة بخفة ، و إنما معناه أن تتناولها بما تستحق –لا أكثر و لا أقل – و هي –مهما بلغ من أمرها – لا تستحق أن يقطع المرء قلبه حسرات عليها


نعم يشقى الإنسان برقة قلبه و صدق عاطفته في هذه الدنيا

مقال قمة في الروعة

شكرا لك هوائية يارائعة

بارك الله فيك

معلمه طموحه
13-06-2011, 23:05
بارك الله فيك