تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تخصيب اليورانيوم.. أزمة بين السلمي والعسكري


أسعد الحربي
18-11-2007, 03:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجدت هذه المقاله في احد المنتديات فاحببت ان انقلها لكم لكي تعم الفائدة الجميع...

مصطلح "تخصيب اليورانيوم" هو واحد من المصطلحات التي أصبحت تطالعنا به الصحف بشكل دائم، جاعلة منه مشكلة المشاكل، تقوم لأجله الحروب وتفرض بسببه العقوبات على الدول.
ومع تفجر الأزمة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي؛ بات العديد من الاستفسارات في حاجة ملحة إلى إجابة. فما هو تخصيب اليورانيوم؟ وهل هو عملية تعني بما لا يدع مجالا للشك إنتاج أسلحة نووية؟ وهل الهلع منه له أسباب منطقية؟.
بداية يتزود العالم باحتياجه من اليورانيوم الخام من عدد محدود من الدول، وهي كندا والولايات المتحدة الأمريكية وجنوب إفريقيا وأستراليا ونيجيريا؛ فهو عنصر نادر في الطبيعة، حيث يتواجد في القشرة الأرضية بنسبة 3 جرامات فقط في الطن، وفي ماء البحر بنسبة 3 ملليجرامات في الطن.
اليورانيوم هو خليط من نظيرين مشعّين موزعين بنسبة 99.3% يورانيوم238 و0.7% يورانيوم235. وتعبر الأرقام 238 و235 هي مجموع البروتونات والنيوترونات في نواة النظير، وتسمى بالوزن "الكتلة" الذرية.
ولإحداث الانشطار النووي يتم قذف اليورانيوم بالنيترونات داخل المفاعل النووي المعتمد على استخدام الماء H2O؛ الأمر الذي يولد طاقة هائلة. ويحدث الانشطار النووي فقط لليورانيوم235 القابل للانشطار، ولإحداث انشطار لا بد من زيادة يورانيوم235 في اليورانيوم الطبيعي بنسبة تتفاوت بين 3% و5%، تبعا لنوع المفاعل النووي المنتج للطاقة، غير أنها ترتفع إلى ما بين 20% و90% في حال إنتاج أسلحة نووية تبعا لنوع السلاح النووي، وهذه الزيادة في نسبة اليورانيوم 235 هي ما يحدث فيما يسمى بتخصيب اليورانيوم. لذلك فإن مصانع تخصيب اليورانيوم هي النقطة الحساسة التي تفصل بين الاستخدام السلمي والعسكري للطاقة النووية.
واليورانيوم238 أثقل من اليورانيوم235 بنسبة بسيطة تبلغ 0.85%، هذا الفرق البسيط في الكتلة يستخدم لفصل النظيرين عن بعضهما. وتتعدد طرق الفصل التي يعتلي عرشها طريقة الفصل بالطرد المركزي، وهي الأكثر انتشارا في العالم لأسباب اقتصادية.


يأخذ التخصيب بالطرد المركزي عدة خطوات، أولها يحّول خلالها اليورانيوم الطبيعي إلى غاز في شكل اليورانيوم سداسي الفلور؛ ولأن فرق الكتلة بين جزيئات غاز النظيرين بسيط، يتم تخصيب اليورانيوم في خطوات متتالية، في كل خطوة يتم زيادة نسبة اليورانيوم235 حتى الوصول للنسبة المطلوبة.
ويتكون جهاز الطرد المركزي من غلاف أسطواني مفرغ من الهواء يدور بداخلة أسطوانة بسرعة كبيرة، هذه الأسطوانة تدور تقريبا بدون أي نوع من الاحتكاك بواسطة محرك كهربائي من أسفل، ومغناطيس قوي من أعلى. بعد ذلك يدخل غاز اليورانيوم الطبيعي هذه الأسطوانة ويأخذ سرعة دورانها.


يتحرك الغاز في اتجاهين، الثقيل بتركيز أكبر ليورانيوم238 يدفع إلى الخارج في اتجاه جدار الأسطوانة، والخفيف بتركيز أقل ليورانيوم235 يبقى في مركز الأسطوانة. وبعمل فارق حراري على الأسطوانة يمكن فصل الغازين في اتجاه قمة وقاع الأسطوانة، حيث يتم امتصاصهما عن طريق أنابيب موصلة بالخطوة التالية للتخصيب.
وتوصل أسطوانات الطرد المركزي بالتوالي والتوازي مع بعضها البعض، حتى تصل درجة تركيز يورانيوم235 للدرجة المطلوبة، ويصل عدد تلك الأسطوانات إلى مئات عدة، توضع داخل ما يسمى محطة الطرد المركزي.

طاقة سلمية تعكرها النفايات:

يستخدم يورانيوم235 المخصب في صناعة وقود المفاعل النووي لإنتاج الطاقة. والمعتمد على مبدأ الانشطار النووي، فبانشطار نواة الذرة تنطلق طاقة حرارية هائلة.
وبالنسبة لذرات اليورانيوم فبإطلاق النيوترونات عليها يحدث الانشطار النووي لذراتها، وبانشطار بعض الذرات تطلق بدورها النيوترونات، واصطدام هذه النيوترونات مع ذرات أخرى يسبب انشطارها فيتم تحرير المزيد من النيوترونات، وهكذا يستمر رد الفعل المتسلسل مسببا لتوليد كمية هائلة من الطاقة الحرارية.
ويتم التحكم بمعدل الانشطار النووي في المفاعل باستخدام قضبان تحكم من مادة الكادميوم التي تقوم بامتصاص بعض النيوترونات المتحررة؛ فهي تسمح بتنظيم الانشطار النووي والتحكم الآمن به. كما يتم استخدام نظام تبريد مائي للتخلص من الحرارة المفرطة التي تنتج في أثناء العملية، ويستخدم البخار الذي يتم توليده لتدوير التوربينات التي تولد الطاقة الكهربائية. وبذلك فلإنتاج 133 ميجا وات يحتاج المفاعل إلى 25 طنا من اليورانيوم المخصب تنتج من 210 أطنان يورانيوم طبيعي.
يوجد حاليا 443 مفاعلا نوويا سلميا على مستوى العالم و24 آخرون قيد الإنشاء. حيث تزود الطاقة النووية دول العالم بأكثر من 16% من الطاقة الكهربائية، ملبية على سبيل المثال ما يقرب من 35% من احتياجات دول الاتحاد الأوربي. ففرنسا وحدها تحصل على 77% من طاقتها الكهربائية من المفاعلات النووية.

التخزين النهائي للنفايات النووية:

وهنا نأتي لمشكلة مهمة تثير الجدل حول مدى أمان الطاقة النووية ألا وهي كيفية التخلص من النفايات النووية المتبقية من المفاعل ومخلفات مصانع تخصيب اليورانيوم، حيث تجمع كلتاهما، وتنقل للتخزين النهائي عادة في تجاويف عميقة بمواصفات محددة تحت سطح الأرض.
وتشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لنهاية عام 1997 إلى أن كمية النفايات النووية التي يتم تخزينها عالميا تزيد عن 130 ألف طن سنويا، تحتوي على عناصر ذات إشعاعية عالية، وعلى الرغم من السبل المختلفة لتأمين عملية الدفن التي تتبعها معظم الدول فإنه لا يوجد حتى الآن نظام آمن للتخلص من هذة النفايات؛ لذا يشكل خطر تسرب تلك المواد المشعة للمياه الجوفية وبالتالي مياه الشرب تهديدا ضخما.



من السلم إلى آلات الحرب:

ونأتي للوجه الآخر من العملة وهو سباق التسلح النووي؛ فالدول السبع المنتجة للأسلحة النووية اليوم بترتيب أسبقية الإنتاج هي: الولايات المتحدة وروسيا وإنجلترا وفرنسا والصين والهند وباكستان. ومن المعروف دوليا أن إسرائيل تمتلك الأسلحة النووية رغم عدم وجود اعتراف رسمي من ناحيتها. وحاليا يوجد بعض التشكك من ناحية الوكالة الدولية للطاقة الذرية في البرنامج النووي لكل من كوريا الشمالية وإيران بأنه ليس فقط لإنتاج الطاقة ولكن أيضا لإنتاج الأسلحة النووية.

فحتى يستخدم اليورانيوم المخصب في إنتاج الأسلحة النووية يجب أن تتراوح نسبة اليورانيوم 235 بين 20% و90% اعتمادا على نوع السلاح النووي. وحيث إن تخصيب اليورانيوم هو العملية الفاصلة بين الاستخدام السلمي والحربي للطاقة النووية؛ لذا يتطلب الأمر الرقابة والتفتيش الدائمين من ناحية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذا أراد العالم منع انتشار الأسلحة النووية، ولكن هذا يحتّم أن تشمل الرقابة والتفتيش الجميع، وإلا صارت هناك ازدواجية تبيح للبعض ما لا تسمح للآخرين.
وتخضع الدول ذات المنشآت النووية إلى رقابة مشددة، تفرض عليها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي منظمة مستقلة تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة، تأسست عام 1957 بهدف تكثيف وتوسيع استخدام الطاقة الذرية في الأغراض السلمية، وعمل رقابة على الدول الموقعة على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، كي لا تنتج يورانيوم مخصبا صالحا لإنتاج الأسلحة النووية.
ورغم هذا الدور الرقابي الذي تلعبه عمليات التفتيش فإنها ما زالت غير كافية، فبوسع مشغّل مصنع التخصيب أن يقلل من تقدير قدرة منشآته أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن ينتج اليورانيوم عالي التخصيب بصورة سرية بين زيارات مفتشي الوكالة ويحوّله لأغراض عسكرية دون أن يتم اكتشاف ذلك. ولهذا السبب ونتيجة للقلق حول انتشار هذة التكنولوجيا، اقترحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فرض قيود على بناء مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم.
ربما تستطيع الدول التي تمتلك الأسلحة النووية اليوم أن تبدأ خطوة بخطوة في الاستغناء عن هذة الأسلحة كقدوة للبلاد الأخرى، وبذلك يصبح منع انتشار الأسلحة النووية ساريا على الجميع وتختفي أسلحة الدمار الشامل من عالمنا.. لكن هل يمكن أن يتحقق هذا الحلم على أرض واقعنا الحالي!.

منقوووووول .

الأسطووورة
18-11-2007, 11:05
لا أدري تهدر مثل هذه الطاقة الهائلة في إفساد بدلا من إعمارها.. لا أظن أن إعمار الأرض أصعب من إفسادها ,, لكن!!
( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد)

ثم هل كل من يمتلك تقنية نووية يوضع في القائمة السوداء لمحور الشر ..

من حق الجميع أن يمتلك الطاقة ويستفيد منها فإلى متى تستمر سياسة,,

الكيل بمكيالين,,
شكرا أخي الحربي على نقلك,,

عادل الثبيتي
18-11-2007, 12:29
يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك الله خيـــــــــــراً ،،،

خلف الجميلي
18-11-2007, 16:08
بارك الله فيك

خالد الغامدي
18-11-2007, 19:42
شكرا لك,,,,وجزيت خيرا..

kingstars18
19-11-2007, 14:57
بارك الله فيك

أسعد الحربي
19-11-2007, 17:57
أخي الاسطوره.... المشكلة الكبرى التي وقعنا فيها هو تركنا العلم وتمسكنا بالتخلف وشهوات الدنيا والتقليد الاعمى لما هو سلبي، من هنا اتت هذه المشكلة بأن وضعنا تحت قرارات وكالة الطاقة الذرية وغيرها التي تبيح للبعض وتمنع البعض.... ، لو تتخيل معي لو اننا كما في عصر الاسلام الذهبي هل سيحدث هذا الفساد في الارض واهدار الطاقه ام اننا سنطبق تعليمات القرآن الكريم في اعمار الارض...

ثم هل كل من يمتلك تقنية نووية يوضع في القائمة السوداء لمحور الشر

قطعاً الجواب لا ...

فإلى متى تستمر سياسة,,الكيل بمكيالين,,

الى ان نفوق من السبات صدقني ستتغير هذه السياسه والله اعلم...

مع التحية..

أسعد الحربي
19-11-2007, 18:15
عادل الثبيتي
الجميلي
فتى الاسلام
كنج ستار..

شكرا لمروركم

الأسطووورة
19-11-2007, 18:31
أخي الاسطوره.... المشكلة الكبرى التي وقعنا فيها هو تركنا العلم وتمسكنا بالتخلف وشهوات الدنيا والتقليد الاعمى لما هو سلبي، من هنا اتت هذه المشكلة بأن وضعنا تحت قرارات وكالة الطاقة الذرية وغيرها التي تبيح للبعض وتمنع البعض.... ، لو تتخيل معي لو اننا كما في عصر الاسلام الذهبي هل سيحدث هذا الفساد في الارض واهدار الطاقه ام اننا سنطبق تعليمات القرآن الكريم في اعمار الارض...

ثم هل كل من يمتلك تقنية نووية يوضع في القائمة السوداء لمحور الشر

قطعاً الجواب لا ...

فإلى متى تستمر سياسة,,الكيل بمكيالين,,

الى ان نفوق من السبات صدقني ستتغير هذه السياسه والله اعلم...

مع التحية..
وما الدور الذي يمكن أن نضطلع به نحن كأفراد عشقنا النووية وأحببناها وكل أملنا أن نوجهها للإستخدام السلمي .. نعم سنتمسك بديننا سننطلق من دستورنا ,, لكن هل هذا يكفي لتغيير سياسات ظالمة تكيل بمكيالين استسلمنا لها عدة قرون ,, كيف يغضون الطرف عن دولة تحمل ترسانة نووية ضخمة تهدد الدول المجاورة..
ويتشددون في تعنيف دول أخرى ..
ما أعرفه جيدا أن الله سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
يجب أن نتغير ,, لكن ماهو طبيعة التغير .. لا أدري,,
أو كما إعتدت أن أقول ( من كثر مدري صرت مدري)
نعــــــــــــــــم,,
نحن بحاجة إلى ضبط استخدام مثل هذه التقنية كيلا تكون وبالا علينا لكن عليه أن يكون ضبطا عادلا ..
وكل الدول تدلي بدلوها فيه,,

كلي أمل أن نكون ذلك الجيل الذي ستنهض الأمة وتستفيق على يديه ..

بارك الله فيك أخي الحربي..

..-Ghadeer-..
05-02-2008, 13:27
عطيك العافية اخي / الحربي

..-Ghadeer-..
05-02-2008, 13:27
يعطيك العافية اخي/ الحربي

فارس الفيزياء
16-02-2008, 13:27
اذا التزمنا بالمنهج النبوى فى معالجة القضايا
فاول شى انصح به هو قوله صلى الله عليه وسلم :اعمل لاخرتك كانك تموت غدا واعمل لدنياك كانك تعيش ابدا فلو كان مع وقت فراغ مثلا فلاتضيعه فى مهاترات فارغة وانما اقرا وفكر

أسعد الحربي
17-02-2008, 15:27
شكراً للجميع..

دفتر
17-02-2008, 16:50
الله يعطيك العافية اخي الحربي على هذا الموضوع القيم
الله لايحرم المنتدى منك ومن امثالك

سما15
23-02-2008, 19:08
بارك الله فيكم

Diamond
23-02-2008, 22:14
رائع حقا هذا الموضوع دمت بود