المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البروفسير يوسف مروه


نووي1426
08-11-2005, 02:34
من مجلة العربي الكويتيه نقلت لكم هذا الحوار مع البروفسير المسلم الذي لم يعطى حقه كعالم فيزيائي على المستوى العربي أعده محمد رباح


في مشواره الطويل قطع الدكتور يوسف مروة أشواطاً بعيدة في مجالات العلم والفلسفة والدين والأدب. أدخل نظريات جديدة في هندسة الأوضاع (الطبولوجيا), والجاذبية الكونية, والاندماج البارد ثم تفاعلات التلاؤم النووي وغيرها. وحصل على براءة باختراع محرك لتوليد القوة المحركة بواسطة التفاعلات الحرارية بين الأوكسجين والآزوت في الهواء. إنه عالم وفيلسوف من لبنان أغنى المكتبة العربية والمهجرية بكثير من الكتب والدراسات عن كثير من المواضيع التي لها علاقة مباشرة بالكيان الإنساني. شغلته قضية الارتباط الوثيق بين ثلاثية الحس والنفس والعقل أو العلم والدين والفلسفة فأسهب في الكتابة عنها محاولاً رصد وإثبات أهلة الشهور القمرية للمساعدة في توحيد يوم العيد. مفكر لا يهدأ, كتاباته منشورة في معظم الصحف والمجلات العربية في الوطن وبلاد المهجر. المهرجانات والاحتفالات في كندا لا تعتبر ناجحة إذا لم يكن محاضراً فيها. والجمعيات الثقافية لا يكتمل عقدها إذا لم يكن عضواً فيها. الدكتور يوسف مروة المفكر والعالم اللبناني الذي يعيش في مدينة تورنتو الكندية منذ سنوات عديدة يلتقيه هنا محمد رباح الكاتب والباحث اللبناني المهاجر إلى كندا.

عبارة (لا غالب إلا الله) مازالت محفورة على مئذنة بناها العرب الأقدمون في المكسيك

العلم وحده ـ لا الشعر والأدب ـ هو الطريقة الناجعة للمساعدة على حل كل المشاكل

بعض المغتربين يحملون رواسب الماضي ويتصرفون بعقلية المواطن الشرقي الخائف من السلطة

كيف نطلب من الأجنبي الوقوف إلى جانب القضايا العربية إذا لم نؤثر في انتخاباتهم?

بذلتم الكثير من الجهد والوقت بحثاً وتحقيقاً حول وصول الفينيقيين والمسلمين إلى القارة الأمريكية قبل كولومبوس بمئات السنين. فما الذي توصلتم إليه?

ـ توصلنا إلى نتائج تاريخية غاية في الأهمية تثبت صحة النظرية القائلة إن كولومبوس كان آخر الواصلين إلى القارة الجديدة عام 1492م, وإنه كان بحاراً مغموراً على ظهر سفينة عربية في عام 1467 (وكان عمره 16 سنة) حيث أبحر من ميناء طنجة إلى السويرة وطرفاية والعيون (المغرب) ومن ثم إلى معبور (السنغال) وسليمي (سيراليون) ودابوه (شاطئ العاج) والمينا (غانا) ومنها أبحرت السفينة إلى الرصيفة (البرازيل) دون أن يعرف أنه وصل إلى قارة جديدة, وبعد عودة السفينة إلى طنجة سرح من عمله. ولم يلبث أن ظهر, بعد ربع قرن من التسكع, على المسرح السياسي فجأة ونال تشجيع الملكة إيزابيلا, ملكة إسبانيا, من أجل إيجاد طريق بحري جديد للوصول إلى أفاويه وطيوب وتوابل الهند التي كانت صعبة المنال, نظراً لسيطرة العرب المسلمين (المماليك والأتراك) على طريق الهند الشرقي وفرضهم ضرائب عالية على تلك السلع. ولما أبحر كولومبوس من ميناء بالوس في 3 أغسطس 1492 على ظهر السفن بنتا ونينا وسانتاماريا, ووصل إلى شاطئ كوبا, لم يتجرأ على النزول في تلك المنطقة عندما شاهد قبة مسجد بالقرب من الشاطئ, فحول اتجاهه إلى جزيرة صغيرة نزل على شاطئها خوفاً من أن يكتشف العرب حقيقة أمره. وكان ثلث بحارته من بقايا العرب في إسبانيا.

أما أول من وصل إلى القارة الأمريكية فهو الملاّح الفينيقي ماتو عشتروت عام 508 ق.م, وبعد أن وصل الملاح القرطاجي ووتان عام 504 ق.م في سفن تجارية مع مجموعة من البحارة والتجار إلى شاطئ البرازيل الشمالي الشرقي في مكان ما على الشاطئ الممتد بين ناثال شمالاً إلى الرصيفة جنوباً في ولاية براييبا حيث اكتشف آثارهم في أماكن متعددة من تلك الولاية. الإضافة إلى أماكن أخرى في ولايات مينا جيراس ومارنيون وبياواي.

وقد اكتشفت الآثار الفينيقية في كل المناطق القريبة من الشواطئ الشرقية في القارة الأمريكية كندا في الشمال إلى الولايات المتحدة والمكسيك وبهاما وبيليز وكوبا وهايتي وجامايكا والدومينيك وبورتوريكو وترينيداد وجواتيمالا وهوندوراس ونيكاراجوا وكوستاريكا وبنما وفنزويلا وجيانا وسورينام والبرازيل وأورجواي والأرجنتين. وتوجد في كل متاحف الآثار من هذه البلدان بعض الآثار الفينيقية.

أما العرب المسلمون فقد وصل أول ملاح منهم وهو خشخاش بن سعيد بن الأسود القرطبي إلى جزر البحر الكاريبي عام 889م ثم وصل بعده الملاح بن فروخ الأندلسي إلى جزيرة جامايكا عام 999م. كما أن كتب التاريخ الإسلامي تنقل أحاديث موثقة عن رحلة قام بها الشيخ زين الدين علي بن فاضل المازندراني عام 1291 من دمشق إلى ميناء الجزيرة الخضراء في جامايكا بعد أن زار القاهرة أيام حكم السلطان الأشرف صلاح الدين خليل ثامن سلاطين المماليك. إن آثار العرب المسلمين قبل كولومبوس ما زالت متوافرة في المكسيك (مدينة لاريدو) حيث توجد آثار مئذنة محفور على أحجارها من جهاتها الأربع عبارة (لا غالب إلا الله). وتوجد في مدينة آزوا في الدومينيكان آثار مسجد تحول إلى كنيسة بعد وصول كولومبوس والإسبان وما زالت الكتابات العربية على الجدران مقروءة حتى اليوم ومنها عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله). ويوجد في مدينة أوستن ولاية تكساس الأمريكية حجر قديم يرجع إلى القرن الثامن عشر الميلادي منقوش عليه عبارة (بسم الله الرحمن الرحيم) ولمجرد التنويه نقول إن البحوث التاريخية قد أثبتت أن الخرائط التي استعان بها كولومبوس كانت عربية وكذلك كانت الأدوات (الإسطرلاب والسدسية والبوصلة).

وقد أقمنا الكثير من الاحتفالات وألقيت الكثير من الخطب والمحاضرات حول هذه القضية لإبراز الحقائق التاريخية وإزالة الانطباعات السلبية التي ارتسمت في مخيلة الإنسان الغربي العادي حول العرب والمسلمين في العقود الأخيرة نتيجة للأخطاء التي وقعنا فيها عن قصد أو عن غير قصد, ونتيجة للإعلام الغربي الحاقد والمتصهين الذي اتبع أسلوب التعتيم على كل مآثرنا ومنجزاتنا وركز على المساوئ والأخطاء. كذلك فإن هذه الاحتفالات ستكون حافزاً للمغتربين إلى مزيد من الثقة بالنفس, وستدفع الكتاب والباحثين العرب والأجانب إلى الكتابة عن تاريخ الأقطار العربية القديمة, وإلى تسليط الضوء على هذه القضية المنسية.

وقد اعتمدت في دراساتي ومحاضراتي على بعض المراجع العالمية مثل: كتاب (ملاحظات حول تاريخ كوبا) للباحث المؤرخ الإسباني د. فرانسيسكو ألبرتي. وكتاب (الفينيقيون في جزيرة هايتي والقارة الأمريكية) للباحث المؤرخ الفرنسي فيكونت أونوفروي. وكتاب (الفينيقيون في البرازيل) للباحث المؤرخ الألماني لودفيغ شفينهايغن. وكتاب (إفريقيا واكتشاف أمريكا) للباحث المؤرخ الأمريكي د. ليو وينر. بالإضافة إلى مئات المصادر الأخرى التي أشارت إلى وصول الفينيقيين إلى القارة الأمريكية.

كذبة يهودية

وماذا عن القدس وحائط المبكى? أنت تعرف أن اليهود يحاولون حالياً بناء الهيكل الثالث, فما هي حقيقة الأمر?

ـ يقدر عمر مدينة القدس, حسب الوثائق والأحداث التاريخية, بعشرة آلاف سنة. خضعت للحكم اليهودي مدة 385 سنة فقط (قبل المسيح وبعده), بينما خضعت للحكم الإسلامي مدة 1225 سنة. وقد تعرضت المدينة خلال عمرها الطويل لكثير من التقلبات والتدمير وتغير الحكام.

ومن المحتمل أن يكون الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عند زيارته للمدينة سنة 638م قد بنى مسجداً بسيطاً جعله من الخشب والآجر على جبل الموريا بالقرب من هيكل سليمان القديم. والظاهر أنه قام على أنقاض هيكل سليمان القديم هيكل روماني للوثنية, ثم بنيت على أنقاض الأخير كنيسة القيامة. ولما رأى الخليفة عبد الملك بن مروان عظمة قبة القيامة وروعتها خشي أن تعظم في عيون المسلمين فنصب على الصخرة القبة (عام 691م), المعروفة خطأ بمسجد عمر, وبنى على بعد يسير من القبة المسجد الأقصى. وقد هدم المسجد زلزال فأعاد الخليفة العباسي المنصور بناءه سنة 771م.

ويطلق اسم المسجد الأقصى بوجه عام على مجموع الأبنية المقدسة ومنها القبة والمدافن وتكايا الطرق الصوفية والسبل التي أنشأها الخلفاء منذ عهد عبد الملك حتى زمن السلطان سليمان القانوني العثماني وهي منتشرة على مساحة تبلغ مساحتها 136 ألف متر مربع (34 فداناً) إلا أن المسجد الأقصى على التخصيص هو المسجد الذي بناه عبد الملك بن مروان.

نستنتج مما تقدم عرضه أن الحائط الذي يدعي اليهود أنه من بقايا الهيكل القديم إنما هو أحد جدران الأقصى القديم الذي بناه عبد الملك وعندما أعاد المنصور بناء المسجد ترك ذلك الجدار تذكاراً تاريخياً من أعمال سلفه وبنى المسجد الجديد, بالقرب منه.

وإن الهيكل القديم قد تهدم كلياً وقام على أنقاضه هيكل روماني للوثنية. من هنا فإن حائط المبكى كذبة يدعيها اليهود للسيطرة على القدس بكاملها وإزالة كل ما له علاقة بالعرب والمسلمين.

هل نالت هذه الإنجازات الكبيرة تقديراً عند المسئولين في الدول العربية أو في كندا?

ـ لقد حصلت على العديد من الجوائز التقديرية ورسائل التنويه بالأعمال التي قمت بها من حكومة إنثاريو ومن بعض نواب البرلمان فيها, أهمها:

- رسالة تهنئة وتقدير من حاكم أونثاريو بمناسبة احتفالات درب الحرير.

ـ رسالة تقدير ومباركة من حاكم أونثاريو بمناسبة تأسيس اتحاد الكتّاب باللغة العربية فرع كندا.

ـ جائزة تقدير للإنجازات من الحاكم العام في أونثاريو تقديراً للتفاني في خدمة المجتمع دون عنصرية أو تمييز.

ـ جائزة الفنون والثقافة من بلدية بكرينغ للمساهمة في إنماء المجتمع.

ـ جائزة رجل العام 2000 من مؤسسة السيرة الذاتية الأمريكية في الولايات المتحدة.

ـ جائزة تقدير من مجلس الصحافة الإثنية في كندا.

ـ جائزة العمل التطوعي من رئيس حكومة أونثاريو.

ـ جائزة تقدير للعمل الثقافي الإسلامي من جمعية المسلمين التقدميين.

ـ جائزة الإنجازات المميزة من مركز التراث العربي.

وغيرها الكثير من رسائل التهنئة والشكر من بعض المراكز الثقافية والعلمية في كندا ومن جميع الصحف العربية الصادرة في المنطقة.

وأد التطور

نووي1426
08-11-2005, 02:35
كونك مهتماً بالقضايا الدينية, كيف ترى تأثير الدين على المجتمع العربي, وهل توافق أو تعارض القائلين بأنه سبب من أسباب التخلف?

ـ جاء الدين لتحرير العقل من كل القيود والأوهام التي علقت به منذ العصور الجاهلية القديمة. فالعقل أحد الدعائم الأساسية التي تعتمد عليها كثير من المذاهب والمدارس الفكرية الإسلامية. وقد ظل الأمر كذلك طوال الفترة التي كان العرب ينعمون فيها بنهضة فكرية وفلسفية مميزة, والتي ما زال الغرب يعيش على نتاجها حتى اليوم. وعندما جاء الخليفة المأمون إلى الحكم صادر حرية الفكر عندما أراد أن يفرض على المسلمين والمثقفين منهم خاصة, فكر المعتزلة. فتم اضطهاد الإمام أحمد بن حنبل لإجباره على تبني بعض المعتقدات المستحدثة. كان ذلك بمنزلة ضربة موجعة للتطور الفكري الذي حققه العرب المسلمون في الفترة التي سبقت هذه الحادثة. بعد مائة سنة انتصر الأشاعرة فضربوا المعتزلة وقضوا على معتقداتهم وطرق تفكيرهم وآرائهم, وحطموا كل ما بناه الإسلام والمسلمون في تلك الفترة.

الدين برأيي قيمة اجتماعية وجد لخدمة البشر, وكل دين يسيء للإنسان وتراثه وحضارته لا يكون ديناً. وقد كان الإسلام من أكثر الأديان تحريضاً على طلب العلم وعلى ضرورة استعمال العقل وذلك في مواضع كثيرة من القرآن الكريم وفي عدد من الأحاديث النبوية. فعندما طبّقت هذه الدعوات والتعاليم استطاع المسلمون أن يبنوا أعظم حضارة في العالم ما زالت آثارها ماثلة أمامنا حتى اليوم, استفاد منها الغربيون بعد الغزوات الصليبية على بلادنا فبنوا حضارتهم العتيدة, ولم يستفد منها العرب فأهملوها وبقيت حبراً على صفحات المجلدات المنسية. الخلل الأساسي حصل مع حادثة المأمون الأولى, أضيف إليها تحريم بعض العلوم من قبل بعض الحكام. حكم الأتراك المتخلفين حضارياً ساهم في فترة التراجع الفكري الإسلامي, لأنهم أوقفوا حركة التطور الفكري بظلمهم, وعطّلوا المدارس, ومنعوا التجمعات على أشكالها, فكانت الكارثة الفكرية التي جرّت العرب إلى عصور الظلام والجهل. ثم وجد الشرخ بين رجال الدين والعمل الفكري الصحيح, والسبب ما زال مجهولاً.

الدين ليس سبباً في التخلف, إنما القيّمون عليه هم السبب. مبدأ القدرية والجبرية الذي فرضه الأتراك خلال حكمهم جعل الناس يستسلمون للقدر أحياناً كثيرة ويعتبرون أن ما يصيبهم هو من عند الله ولا طاقة لهم على تغييره, ومما زاد الأمر سوءاً تخاذل رجال الدين ورجال الفكر في العمل على تصحيح مثل هذه المعتقدات المشبوهة التي لا غرض لها إلا خدمة الحاكم وتثبيت سلطته. كذلك عمل الأتراك على تهميش وتهشيم اللغة العربية في وسائل الإعلام, ثم ترجموا القرآن إلى اللغة التركية وحاولوا جعلها اللغة الرسمية الوحيدة للدين والدولة, فساهم ذلك في إحكام القيد على الفكر العربي في محاولة للقضاء عليه. وأقول لك الآن أن لا أمل في النهضة والتطور إذا بقي العقل مقيّداً وأسيراً, وإذا بقي الإعلام أسيراً وفقيراً ومسيّراً, وإذا استمر العرب في عداوتهم للتخطيط الهادف.

العلم والفلسفة

المعروف أنك تحمل عدة شهادات علمية أهمها دكتوراه علوم في فيزياء الإشعاع, مَن هو يوسف مروة وما الذي دفعك إلى الفيزياء النووية?

- ولدت في مدينة النبطية بالجنوب اللبناني في السابع من أكتوبر سنة 1934 ونشأت في بيت مولع بالعلم والثقافة. أنهيت دراستي الابتدائية في مدارس المدينة الصغيرة, والثانوية في الجامعة الوطنية في مدينة (عالية) الجبلية المشهورة. أما دراستي الجامعية فكانت في بريطانيا (لندن, ليفربول) وألمانيا (كارلسروه), والولايات المتحدة (لوس أنجلوس/رينو) وكندا (تورنتو), حصلت على درجة بكالوريوس علوم في الفيزياء الهندسية, وماجستير علوم في هندسة الطاقة, ودكتوراه علوم في فيزياء الإشعاع (جامعة جاكسون - الولايات المتحدة 1973) أعجبني الاختصاص فتابعت عدة دراسات عالية في مواضيع التطبيقات الصناعية والتقنية للنظائر المشعّة ولأشعة الليزر وفيزياء الانشطار والاندماج النووي والحماية ضد تأثير الإشعاع, والطرق التقنية لقياس وضبط الإشعاع النووي في عدد من معاهد ومراكز البحوث العلمية في إنجلترا وألمانيا وإيطاليا والنمسا.

ملت منذ طفولتي إلى العلوم وإلى تاريخ العلوم, ووجدت أن الرياضيات والفيزياء علمان متممان لبعضهما, ومهمان جداً لفهم الكون والبرهان على أن للكون خالقاً يديره ويهتم بأمره. ونظراً لتربيتي الدينية سعيت للتوفيق بين العلم والدين, وفي فترة لاحقة بين العلم والدين والفلسفة نظراً للارتباط القائم بين الحس والنفس والعقل, ولأن الإنسان خليط من العلم والدين.

من هنا كانت محبتي للفلسفة والفلاسفة العرب القدماء الذين وضعوا نظريات فلسفية مازالت قائمة حتى اليوم, ونشأت عندي رغبة في متابعة مثل هذه المواضيع فأجريت حواراً مطوّلاً مع الدكتور ألبير نادر سنة 1999 عن فلسفة ابن رشد وعن سبب الاهتمام الغربي بتراثه وغياب الاهتمام العربي بذلك, وقد أقمنا بالتعاون مع مركز التراث العربي في تورنتو مهرجاناً خاصاً سنة 1999 لإحياء ذكرى مرور ثمانية قرون على وفاة ابن رشد تخليداً لفكره وأعماله.

وقد وضعت عدة دراسات وألقيت عدة محاضرات تعرضت فيها لبحث الفلسفة بشكل عام والفلسفة (المدرحية) بشكل خاص. و(المدرحية) هي فلسفة أنطون سعادة التي تقوم على التوفيق بين المادة والروح وبمعنى أوضح بين العلم والدين, لأنني وجدت كما وجد الفلاسفة قبلي, أن لا انفصال بين العقل والدين, وإن الدين جاء لتحرير العقل وخدمة البشر, وهذا واضح في آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم, ووضعت كذلك عدة دراسات في المجال الديني يدور معظمها حول قضية الخلاف القائم بين المسلمين في شمال أمريكا على تعيين اتجاه القبلة أثناء الصلاة وعند دفن الموتى. وفي هذا الصدد وجهت رسالة مقرونة ببحث علمي إلى الجامع الأزهر في مصر بعد أن أصدر علماؤه فتوى في هذا المجال كانت مخالفة للأصول العلمية. وقد أخذ الأزهر الشريف بالبحث الذي وضعته ونشرته عام 1990 ومازال معتمداً حتى اليوم. ولي أيضاً دراسة أخرى تضع حلاً علميا فقهياً للخلاف على تعيين أهلة الشهود القمرية وخاصة هلال شهري رمضان وشوال لوضع حد للخلاف القائم على تعيين يوم عيد الفطر. وقد اعتمدت هذه الدراسة في السنوات الأخيرة عند مجموعة من الفقهاء في لبنان والعراق وإيران والبحرين والكويت.

نشاطات عدة

نشاطاتك كثيرة وأعرف أنك تنتسب إلى كثير من الجمعيات المتنوعة والنوادي, وأنك تلقي المحاضرات في كل المجالات وأغلب الندوات. هل لك أن تحدّثنا عن أهم الجمعيات التي تنتمي إليها ودورك في كل منها, وعن النشاطات التي تقوم بها?

- الوقت فعلاً لا يكفي للمساهمة في كل المعاهد والجمعيات التي نتمي إليها. فأنا عضو كامل وعامل في المعاهد العلمية التالية: معهد المهندسين النوويين, المعهد الدولي للتقنية, معهد مهندسي الطاقة, المعهد الأمريكي للمهندسين الصناعيين, الجمعية النووية الأمريكية, الجمعية النووية الكندية, جمعية أبحاث الإشعاع الأمريكية, الجمعية الكندية للحماية من الإشعاع, الجمعية الأمريكية للفحوصات غير الإئتلافية, الجمعية الأمريكية للفحوصات والمواد, الأمريكية للمعادن, الأمريكية لضبط النوعية, جمعية مهندسي التصنيع الأمريكية, الجمعية الدولية للطاقة الشمسية, وغيرها. وقد شاركت باسم لبنان في كثير من المؤتمرات والندوات العلمية في العالم مثل:

- المؤتمر الدولي حول التحليل الطيفي في مانشستر إنجلترا (11 و 12 يناير 1968).

- الملتقى الدولي حول تطبيقات النظائر المشعة في ليفربول إنجلترا (28 فبراير و 1 مارس 1968).

وفي ستة مؤتمرات أخرى يضيق المجال لذكرها.

اشتغلت أستاذاً للرياضيات والفيزياء والكيمياء في لبنان وسوريا والبحرين والمغرب والجزائر. وعملت رئيساً لمختبر الإشعاع النووي في الجزائر مدة ثلاث سنوات. ورئيساً لمختبر الاختبارات والفحوصات غير الائتلافية. وفي السنوات العشرين الماضية اشتغلت كمهندس خبير في ضبط النوعية النووية في كندا في محطات بيكرنغ ودارلنغتون وبروس لتوليد الطاقة الكهربائية.

هذا في الجانب العلمي, أما عن الجانب الإعلامي والثقافي فقد ترأست تحرير جريدة (الرائد العربي) في تورنتو من أول عام 1977 حتى نهاية عام 1979. وأنشأت في بداية عام 1980 مركز (الدراسات العربية الإسلامية) وكان أبرز نشاطاته في الثمانينيات مجموعة من الاحتفالات والندوات والمعارض حسب برامج سنوية مدروسة.

بدأت بمهرجان الاحتفال بنهاية القرن الرابع عشر للهجرة حيث قدمت مجموعة من الدراسات بالإنجليزية حول العلوم (الطب والصيدلة والكيمياء والفيزياء والفلك والرياضيات والجغرافيا) التي نقلها علماء العرب إلى أوربا, وقد وزعت هذه الدراسات على أعضاء البرلمان في مقاطعة أونتاريو. ثم تبعه سنة 1982 الاحتفال بمناسبة مرور 650 سنة على ولادة ابن خلدون, ومرور 750 سنة على وفاة الفلكي بن يونس, و 1050 سنة على وفاة الطبيب الرازي وكان آخر هذه الاحتفالات عام 1990 بمناسبة مرور 1050 سنة على ولادة الرياضي أبو الوفا البوزجاني ومرور 1215 سنة على ولادة الجاحظ.

نووي1426
08-11-2005, 02:36
أشارك حالياً في الكتابة في مجموعة من الصحف والمجلات اللبنانية والكندية وفي بعض المغتربات الإفريقية. منها مجلتا إيمان والمهاجر في أوتاوا, والمرآة والمستقبل في مونتريال, ومواهب والصفاء والمغترب وعرب ستار وصدى المشرق في تورنتو, والمدار والوطن في ديترويت/الولايات المتحدة بالإضافة إلى الصياد والبلاد والأنوار والسفير والبناء والديار في بيروت. أضف إلى ذلك أنني رئيس لمركز الدراسات العربية الإسلامية, ورئيس للاتحاد العالمي للكتاب باللغة العربية/فرع كندا, وعضو مجلس الأمناء في الأكاديمية الثقافية العربية. وعضو مجلس البحوث الاستشاري في المعهد الأمريكي للسيرة الذاتية (ABI) وعضو مؤسس وعامل في مركز التراث العربي وجمعية الهدى الإسلامية وجمعية المسلمين التقدميين في أونتاريو.

وضع مزر

ما رأيك في الوضع العربي الراهن على كل الأصعدة: الشعبية والرسمية والسياسية والفكرية? وكيف تنظر إلى المستقبل?

- مع الأسف الشديد, الوضع - كما أراه حالياً - زري ومؤلم على الصعيد الشعبي, فالوعي الوطني غير متوافر ولم يصل بعد إلى المستوى المطلوب, كأن يعرف المواطن مثلاً مسئولياته وواجباته الوطنية, فلا يعتدي على حقوق غيره ولا يتلاعب بما أوكل إليه من عمل لخدمة الوطن, ولا يستزلم لأي فريق أجنبي على حساب أرضه وشعبه, وينتخب بمسئولية قصوى.

أما على الصعيد الرسمي, فالمسئول ليس في مستوى المسئولية الموكلة إليه, يجمع حوله المحاسيب والمرتزقين من أصحاب المصالح الشخصية للحفاظ على منصبه أطول مدة ممكنة, وإذا احتاج الأمر استعان بالشيطان ضد أبناء قومه. وقد يكون المغتربون أكثر وعياً ومسئولية من المقيمين, والسبب في ذلك يعود إلى الحرية الفكرية وحرية القول والإعلام والعمل السياسي المتوافرة في بلاد الغرب, وهي غير متوافرة في عالمنا العربي.

حتى أن بعض المغتربين في كندا مازالوا يحملون رواسب الماضي ويتصرّفون بعقلية المواطن الشرقي الخائف من السلطة. كانت نسبة المشاركين في الانتخابات قليلة جداً منذ عشرين سنة بين المغتربين العرب, أما في الفترة الأخيرة, ونتيجة للإعلام والدعوات المتكررة لضرورة المشاركة والتعبير عن الرأي, فقد شارك أكثر من 49% من العرب والمسلمين في الانتخابات الفيدرالية الأخيرة, بزيادة 17% عن الانتخابات السابقة.

وتكوين الشخصية السياسية في كندا لا ينتج إلا من فئة المشاركين الذين يعود لمشاركتهم تقرير مصير السياسة في السنوات المقبلة, وأصوات العرب والمسلمين هنا تشكل 4% من مجموع الناخبين في كندا (900 ألف ناخب).

وأظن أن الأمر نفسه ينطبق على الناخبين في العالم العربي.

أما المستقبل فقد يكون مختلفاً نظراً للتغيرات التي طرأت في السنوات الأخيرة, فانتصار المقاومة اللبنانية في الجنوب, ووجود الانتفاضة في الأرض المحتلة, عاملان يجددان الأمل في الواقع العربي وفي نفوس اليائسين. فالطاقات متوافرة, وإذا توافرت الوحدة وأزيلت الحواجزبين الأقاليم, وتمت صيانة الحريات الفردية والعامة فإن الوضع سيختلف تماماً عما هو عليه, وسيحقق العالم العربي قفزة هائلة نحو التقدم المطلوب. كيف نطلب من الأجنبي أن يقف إلى جانب القضية العربية إذا كان العرب لا يفعلون.

كونك مهتماً بالفسلفة, كيف ترى مستوى الفلسفة العربية في العصر الحاضر, وهل هناك فلاسفة من رتبة ابن رشد والفارابي والغزالي?

- في العالم العربي حالياً محاولات فلسفية من غير فلسفة أو فلاسفة, أنطون سعادة هو الفيلسوف الوحيد - برأيي - في مذهبه المدرحي, يليه الدكتور مانويل يونس في الفلسفة البنيوية, هناك أساتذة فلسفة ناجحون أكاديمياً وآخرون اشتغلوا بالفلسفة من غير أن يتخصصوا بها ومن غير أن يصدر عنهم مذاهب فلسفية جديدة منهم: الدكتور شارل مالك, د. كمال الحاج, د. ألبـــير نادر, د. ناصـــيــف نصار, د. جورج عطية, د. خليل الجر في لبنان.
أما في مصر, فقد كانت الجمعيات الفلسفية أكثر نشاطاً وتطوراً نظراً لقدمها وممارستها التي تمثلت بالدكتور عبدالرحمن بدوي, والدكتور أمين الخولي, والدكتور مصطفى عبدالرازق, أضف إلى ذلك بعض المحاولات الفلسفية في سوريا والأردن, كل ذلك بقي كما ذكرت ضمن العمل الأكاديمي في الجامعات ولم يتعداه إلى نظريات أو مذاهب جديدة.

هل لك نشاطات أخرى غير التي ذكرت حتى الآن?

- منذ سنة 1951 حتى الآن ألقيت ونشرت أكثر من 600 محاضرة ودراسة حول مختلف المواضيع, وصدر لي ما يزيد على 5400 منشور من المقالات والمراجعات والمداخلات والتحليلات والردود واللقاءات والتقارير والنداءات والبيانات والتصاريح والخطب في الصحافة العربية الصادرة في الوطن وفي الاغتراب. أما في مركز الدراسات العربية الإسلامية الذي أرأسه فإنني أقوم بنشاطات ليست من اختصاص المركز, وخدمات للجالية العربية والإسلامية مثل:

- رسائل توصية للطلاب في الجامعات الكندية.
- مساعدة المواطنين العرب والمسلمين الذين يتعرضون للتمييز العنصري أو الديني.

- تلبية دعوات المراكز العربية والإسلامية لإلقاء المحاضرات.

- الرد على الهجمات التي يتعرض لها الإسلام من قبل بعض المسعورين.

- رسائل توصية لبعض رجال الدين الراغبين في متابعة الدراسات العليا في الجامعات الكندية.

- رسائل دعم ومساعدة للمدرسين غير الحاصلين على الجنسية الكندية.

كل ذلك دون أي مقابل وبشكل تطوعي بحت.
من نشاطاتي الأخرى أيضاً بعض المراسلات ومشاريع الاقتراحات التي تقدمت بها إلى الحكومات اللبنانية والعربية والمتعلقة بكثير من القضايا التي تهم المواطن والمغترب. منها:

- مذكرة إلى مؤتمر القمة العربية الرابعة الذي عقد في الخرطوم, تضمنت مشروعاً بإنشاء مؤسسة عربية للطاقة الذرية وأخرى للأبحاث العلمية.

- تقرير حول إصلاح التعليم المهني في السودان بناء على طلب وزير التربية السوداني في ذلك الحين, الأستاذ يحيى الفضلي.

- مشروع إنشاء مركز الصباح للأبحاث العلمية في النبطية - لبنان.

- دراسة علمية حول أهمية تطبيقات اختراعات كامل الصباح في التقنية الغربية.

- مشروع قانون حول استخدام وتطبيق النظائر المشعة في لبنان, هذا القانون لايزال في أدراج المجلس النيابي اللبناني منذ أكثر من ربع قرن, في حين أن بعض الدول العربية تبنته وأدخلته في قوانينها المرعية بعد إجراء بعض التعديلات عليه.

- تقرير إحصائي للطاقة العلمية اللبنانية الموجودة في لبنان والخارج, وكان هذا التقرير حافزاً رئيسياً للمرحوم الشيخ موريس الجميل في طرحه لمشروع بنك الأدمغة اللبنانية.
- دراسة علمية موثقة حول النشاط الذري في الجامعات ومراكز البحوث العربية.

- دراسة علمية حول الغبار الذري المتساقط في العالم العربي نتيجة للتجارب النووية الأمريكية والروسية, مع خارطة لتوزيع عنصر السترونتيوم 90 الخطير.

- اقتراح مفصل حول تدريس مادة القانون النووي في كليات الحقوق في لبنان.

- اقتراح مفصل إلى وزارة الصحة اللبنانية لاتخاذ قرار بالسماح باستهلاك المواد الغذائية المعقّمة نووياً.

- مشروع إقامة مركز لتعقيم الفاكهة والخضار والحبوب بواسطة الإشعاع النووي رفع إلى وزارة الزراعة اللبنانية.

- مشروع إقامة مختبر لقياس الغبار والتلوث النووي والنشاط الإشعاعي فوق الأراضي اللبنانية لحماية المواطن من أخطار تلوث المياه والهواء والمواد الغذائية رفع إلى وزارتي الصحة والصناعة اللبنانية.

نووي1426
08-11-2005, 02:37
صورة البروفسير الى اليسار

جـــــــود
08-11-2005, 04:22
جزيت خيـــــراً ........
ماشاء الله لاقوة إلا بالله .......
مسيرة حافلة بالإنجازات العظيمة ...

ريمي
08-11-2005, 06:06
شكرا لتعريفنا بهذا العالم الكبير ,,,

خلف الجميلي
08-11-2005, 14:23
بارك الله فيك

Abofaisal2008
02-03-2007, 15:07
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك

الفراولة22
02-03-2007, 19:19
بارك الله فيك

عادل الثبيتي
03-03-2007, 17:58
يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً ،،،

kingstars18
14-03-2007, 12:10
يعطيك العافية وبارك الله فيك....