المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة المرأة السعوديه والبائع اليمني....


نازك
07-01-2008, 19:02
مررت ليلة البارحة بأحد أسواق مدينة ينبع بصحبة إحدى بناتي الصغار لغرض شراء حاجيات المدرسه....دلفت إلى أحد المحلات القريبة من ناصية الشارع وبادرت صاحب المحل من الجنسية اليمنية عن نوع من أنواع الصوف يستخدمنه البنات في أحدى مواد الدراسه...عرضه علي وسألته عن قيمته فوجدته لم يقل بأي حال من الأحوال عن أبناء عمومته من الألبان والأرز وغيرها...فالسباق محموم بين كل التجار للحرص على أن يبقى المواطن نظيفاً.عفواً أقصد جيب المواطن.


بادرته سريعاً بالأمس مررت أحد الأسواق وكان السعر أقل من ذلك بكثير رد علي قائلاً مثل هذه وعرض علي نوع آخر فقلت نعم وعرضها علي بسعر أقل من أختها بعد أن دفعت له الثمن وتوجهت للباب سمعت صوت البائع من ورائي يناديني....التفت للخلف ورأيت الرجل قد أوكل البيع لأحدهم وتوجه تلقائي..أخذني بجانب الباب وقال لي....أتتني اليوم إمرأة مع أثنتين من بناتها سألتني عن صوفية معينه ( هي أردى الأنواع في السوق ) إن كانت متوفرة فقلت نعم ياأختي وتوجهت لإحضارها وعند رجوعي لمحتها من بعيد وهي تربت على رأس بنياتها وتأخذ من أيديهن بعض الأغراض وترجعها لمكانها وقد بدا التأثر واضحاً عليهن...أقتربت من المرأة وعرضت عليها الصوفية ونظرت للأرض....ثواني من الصمت مرت

نظرت لليمين ثم لليسار...وعرفت أن المرأة لديها شيء تود قوله،وكان هناك ثمة شيء يردها عن قوله....قلت لها سأذهب للكاشير لمحاسبة أحد الزبائن وسأرجع،ماإن قطعت خطوتين حتى قالت لو سمحت ألتفت لها ووجدتها قد فتحت شنطتها وقالت...بُنياتي في المدرسة وقد طلبت منهن معلمة المادة هذه الصوفية وقد كررت عليهن الطلب اياماً عديده وأنا أتململ عليهن وأسوف لهن حتى بكين اليوم بعد رجوعهن من المدرسة....فرحمت بكائهن والله وحده العالم بحالي فظللت أطيب من خاطرهن وقلبي يبكي من الداخل فعزمت أن أخرج لأول مرة بعد أن كفاني أهل الخير مؤنة الخروج ردحاً من الزمن....ووالله إني لاأملك ثمن هذه الصوفية " على الرغم من رخصها وثمنها البخس" وهذه حقيبتي أدفعها معي تمنعني من رفع كفي للناس على الرغم من أنها خاوية.

هذه الصوفية بين يديك إن شئت فخذها أو أعطيني إياها وأعدك بسداد المال حال توفره لدي ووالله لم يجبرني على القدوم سواء بكاء صغيراتي...يخبرني الأخ البائع أنه كان ينظر للصغيرات وهن يكدن يرقصن فرحاً من الصوفية وأمهم تتحدث إليه وهي مطرقة الرأس...حتى سمعت نشجيها ولم تكمل وجفلت بناتها حينما سمعن ببكاء أمهن...ويكمل الأخ قوله حينها لم أجد ماأقول ذرفت الدموع وقلت لها ياأختي خذي ماشئتي وسددي متى مارزقك الله وإن لم يتيسر لكي ذلك فأنتي في حل....خرجت المرأة مباشرة من المحل بعد أن أرجعت بعض الأغراض اللاتي قد أخذهن البنات كبعض الأقلام وممحاة ومرسمة ولم تأخذ معها سوى الصوفية....سمعت همهمة منها وهي خارجة ونظرها للأعلى وإني لأرجوا من الله أن يغفر لي ذنوبي بدعوة هذه المرأة....

بعد أن أنهى هذا الرجل حديثه نظر إلي وقال ياعبدالله مثل هذه المرأة كثير...فإن كانت حاجتها مع أغراض المدرسة هكذا فماذا عساها أن تفعل في ظل الظروف التي نعيشها والغلاء الذي تصاعدت وتيرته في الأسبوعين الماضية!

أرجوك ياعبدالله أخبر من بيده الأمر أن كثير من العوائل السعودية....

قطعت عليه حديثه وأكملت عنه تعاني الفقر والعوز الشديد وبها من الحال مالايعلمه إلا الله وقد وقفت على هجر كثيرة لدينا في ينبع أخرها قرية ابو شكير ووالله إن قلوب الرجال الصلب تتفتت مما رأيت...لكن ماذا عسانا أن نعمل؟

قصة حدثت معي ولعل الكثير من الإخوة مر بها في الفترة الأخيرة...بدأ الفقر ينتشر ويتوسع على حساب الطبقة المتوسطة والغلاء يدب في كل نواحي الحياة...على الرغم من أن دولتنا تُعتبر من مصاف أغنى الدول إلا أننا لانشعر بهذا الأمر..ولانعلم مالسبب! بل أصبح وبالاً علينا ويوماً اسودا إن سمعنا بتصاعد أسعار البترول....

بيوت كثيرة تزخر بأخواتنا المطلقات والأرامل والعانسات ليس لهن إلا الله...والسؤال الذي يطرح نفسه وتعقبه ألف علامة أستفهام لما لاتقوم الدولة بإستحداث نظام توفر لهن متطلباتهن عبر صرف معونة مقطوعة تصرف لهن شهريا..وليس ذلك بالأمر الصعب على دولة أستظلت دولاً كثيرة بكرم عطائها فمن باب أولى أن تحفظ كرامة من هم بالداخل.

خادم الحرمين أبومتعب...يبارك لك الشعب السعودي حصولك على جائزة الملك فيصل والجائزة بلا شك تفخر بك...

ونتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي ترفع فيه أيادي أخواتنا أكف الدعاء لك بطيب الحياة وحُسن الختام ومجاورة حبيب الفقراء والمساكين محمد صلى الله عليه وسلم.

فأحفظ كرامتهن يحفظك الله في حياتك وبعد مماتك.

منقوووووووول والله المستعان

ربانة
07-01-2008, 23:39
القضية بقدر ما هي مبكية لكنها تفتح ابواب مرعبة حول تجليات المستقبل ماذا سيحدث وماذا سينبثق عن مايحدث من كوارث اقتصادية تجاه امتنا

نعم لنعلنها صراحة الجميع يشترك في كل هذا


هاهي رائحة العولمة والتغير الكارثي في التضخم ستزداد وستظهر جزر وستختفي اخرى


القضية هنا لابد ان تصبح قضية مجتمع

هوؤلاء امثال هذه المرأة ومثلها كثر اين الموسسات عنهن في تعريفهن بفلسفة صقل المهارات واكسابهن اي مهارة تكفل لها العيش الكريم واعطاءهن ما يبدأن به

لابد ان نتحرك من هذا الجمود


حتى لانكون كمن يعطي سمكة ليسد جوع يوم بل لنصبح علمني كيف اصطاد هنا هو المكمن

الانباء الجوية لاتنبئ بتحسن

والجري نحو الاسهم والهوس المالي مرعب وعقارات تتصاعد بشكل مفجع

اتكلم بناء على حقائق وليس شيء من باب الخيال



لابد ان نغير طريقة تفكيرنا المجتمع لابد ان يتكافل مع بعضه في انجاح مشروع التحضر لمطلب السوق الان


الدول الكبيرة لم تخسر شيئ ابدا بسبب ارتفاع البترول

فنحن دول مستهلكة بالدرجة الاولى لذى فلأسعار ارتفعت بشكل مخيف في كل شيء


القصة مؤلمة جدا والله مرعب جدا ان ارى امرأة لاتجد قوت ابنائها وبالتأكيد هناك الكثير ممن هم في مثل حالها


استاذ نازك شكرا جزيلا