أسعد الحربي
12-02-2008, 22:16
مر مضلل كبير بقهوة فيها العمال والصناع والطائفة الساذجه من المسلمين، فابتسم ابتسامة الرضى والإبتهاج، ومنى نفسه بصيد ثمين، فجلس إلى منضده وطلب شراباً وأخذ يستمع إلى أحاديث القوم ليجد فرصه تمكنه من الوثوب والجولان في ميدان يظنل نفسه النصر المحقق فيه.
فلما ترجح له سنوح الفرصة خاطب من بجواره مرحباً ومسلماً، فردو تحيته بأحسن منها، وعند ذلك قال لهم:
المضلل: هل أنا موجود؟
القوم: نعم.
المضلل: ماهو الدليل على ذلك؟
القوم: أنت الآن أمامنا نراك ونسمع صوتك.
المضلل: إذن فالموجود لابد أن يكون له مكان ويُرى.
القوم: (بسذاجه وبساطه) نعم.
المضلل: لا شك في هذا.
المضلل: إذن فأين مكانه ولم لم نراه.
فسكت القوم ولم ينبسوا ببنت شفة ففرح المضلل وحسب أنه غلب، وظهر منه الإستعداد للتضليل الذي هو حرفته وصنعته، وفي هذه اللحظة قام رجل من العامة ذكي الفؤاد ذو تفكير
قوي وأخذ يناظره فقال:
العامي: ياخواجه.
المضلل: نعم.
العامي: هل لك أخ؟
المضلل: نعملي أخي!
العامي: وهو موجود.
المضلل: نعم موجود.
العامي: لكني لا أراه.
المضلل: ذلك لأنه في أمريكا.
العامي: إذن ياخواجه ليس من الازم أن يكون كل موجود مرئياً، فسكت المضلل طويلاً وفي هذه الأثناء قال العامي؟
العامي: هل تعرف الكهرباء؟
المضلل: نعم.
العامي: هل رأيتها؟
المضلل: لا
العامي: إذن كيف عرفتها؟
المضلل: من آثارها وفوائدها.
العامي: إذن أنت مخطئ ياخواجه في قولك أن الموجود لازم أن يرى. فعرق وخجل.
العامي: حضرتك تقول إن الموجود لابد أن يكون في مكان.
المضلل: نعم هو كذلك ولابد.
العامي: حضرتك في جسمك روح؟
المضلل: طبعاً. فهي التي تدبر جسدي.
العامي: أين مكانها في بدنك ياخواجه؟
لم يتكلم المضلل ودهش وبهت من سؤال العامي له.
العامي: رد ياخواجه يافهيم ياعالم يا متفلسف فازداد دهشة وسكوتاً وبهتاناً وأراد الانصراف.
العامي: أين تذهب؟ قف وجاوب قبل ان تمشي هو انت تعمل علينا وتتفلسف ثم تهرب فاعتذر وقال عندي ميعاد وأنا مسرور منكم جداً وحقاً أنتم عيال خالص تستحقون الحمد،
فضحكوا عليه وشيعوه بألفاظ التهكم وما شابهها، وحمدوا لأخيهم موقفه المشرف الذي ناله على المضلل المدعي.
أما المضلل فقد انهزم ففر لا يلوي على أحد وعرف أن الحصن الاسلامي بعيد المنال!!
المصدر:
طرائف ونوادر(ملح علميه ونوادر عربيه)
د\عبود بن علي بن درع.
فلما ترجح له سنوح الفرصة خاطب من بجواره مرحباً ومسلماً، فردو تحيته بأحسن منها، وعند ذلك قال لهم:
المضلل: هل أنا موجود؟
القوم: نعم.
المضلل: ماهو الدليل على ذلك؟
القوم: أنت الآن أمامنا نراك ونسمع صوتك.
المضلل: إذن فالموجود لابد أن يكون له مكان ويُرى.
القوم: (بسذاجه وبساطه) نعم.
المضلل: لا شك في هذا.
المضلل: إذن فأين مكانه ولم لم نراه.
فسكت القوم ولم ينبسوا ببنت شفة ففرح المضلل وحسب أنه غلب، وظهر منه الإستعداد للتضليل الذي هو حرفته وصنعته، وفي هذه اللحظة قام رجل من العامة ذكي الفؤاد ذو تفكير
قوي وأخذ يناظره فقال:
العامي: ياخواجه.
المضلل: نعم.
العامي: هل لك أخ؟
المضلل: نعملي أخي!
العامي: وهو موجود.
المضلل: نعم موجود.
العامي: لكني لا أراه.
المضلل: ذلك لأنه في أمريكا.
العامي: إذن ياخواجه ليس من الازم أن يكون كل موجود مرئياً، فسكت المضلل طويلاً وفي هذه الأثناء قال العامي؟
العامي: هل تعرف الكهرباء؟
المضلل: نعم.
العامي: هل رأيتها؟
المضلل: لا
العامي: إذن كيف عرفتها؟
المضلل: من آثارها وفوائدها.
العامي: إذن أنت مخطئ ياخواجه في قولك أن الموجود لازم أن يرى. فعرق وخجل.
العامي: حضرتك تقول إن الموجود لابد أن يكون في مكان.
المضلل: نعم هو كذلك ولابد.
العامي: حضرتك في جسمك روح؟
المضلل: طبعاً. فهي التي تدبر جسدي.
العامي: أين مكانها في بدنك ياخواجه؟
لم يتكلم المضلل ودهش وبهت من سؤال العامي له.
العامي: رد ياخواجه يافهيم ياعالم يا متفلسف فازداد دهشة وسكوتاً وبهتاناً وأراد الانصراف.
العامي: أين تذهب؟ قف وجاوب قبل ان تمشي هو انت تعمل علينا وتتفلسف ثم تهرب فاعتذر وقال عندي ميعاد وأنا مسرور منكم جداً وحقاً أنتم عيال خالص تستحقون الحمد،
فضحكوا عليه وشيعوه بألفاظ التهكم وما شابهها، وحمدوا لأخيهم موقفه المشرف الذي ناله على المضلل المدعي.
أما المضلل فقد انهزم ففر لا يلوي على أحد وعرف أن الحصن الاسلامي بعيد المنال!!
المصدر:
طرائف ونوادر(ملح علميه ونوادر عربيه)
د\عبود بن علي بن درع.