أسعد الحربي
20-02-2008, 17:56
لا يمكن لموهبة بشرية أن تنمو وتصقل دون تشجيع، وإن العقلاء ليحرصون في أحلك الأوقات على صقل مواهب النابغين من أولادهم، وفي هذا من الحكمة والحزم ما ينفع الله به العباد والبلاد.
حينما كان الملك خوارزم شاه يواجه عنفوان التتار وطغيانهم في هجماتهم الشرسة على بلاده في مناطق خراسان لم يكن غافلاً برغم ظلام الأحداث عن ذلك الطفل الصغير الذي يحبو في
منزله وهو ابن أخته الذي أطلق هو عليه اسم "محمود" ولا غافلاً عن تلك الصغيرة التي كانت تحبو في منزله مع ابن عمتها وهي ابنته التي أطلق عليها اسم"جهاد" ولذلك فقد حرص
على تربيتهم تربيتاً فيها حزم وشده،تحسباً لطوارق الأيام ، وحينما رأى مخايل النجابه تظهر على "محمود" زادت عنايته به ورعايته له وأوصى به رجلاً ثقة من رجاله وأمره أن يربيه على
الشجاعة والفروسية وركوب الخيل وبعد أن عصف التتار بخوارزم شاه وبملكه وعصفت به الحروب مع بعض أمراء وملوك المسلمين في تلك البلاد بقي له من ذريته هذان الصغيران
محمود وجهاد وجرى لهما من ضروب العناء والمتاعب والتحول من حياة الملك والسلطان والحرية الى حياة الرق والعبودية، مازادهما صقلاً وصبراً وقدرة على التحمل خاصة وأنهما قد
ربيا على الصلة بالله عز وجل والتعلق به منذ الصغر.
وكانت النتيجة بعد رحلة العناء الطويلة أن ذلك الطفل محمود ترقى في مدارج الهمة والشجاعة والفروسية حتى أصبح ملك مصر وأصبح اسمه من أبرز الأسماء المنقوشة في التاريخ وهو
معروف عالمياً باسم" الملك المظفر قطز" قائد المسلمين في معركة"عين جالوت" الشهيرة التي أوقف الله بها طوفان التتار الجارف وقضى بها على جيشهم الغاشم فلم تقم لهم بعدها
قائمة .
إن اليقين والاستبشار الدائم بما عند الله عز وجل والأمل المشرق في نصر الله وتأييده هي التي تجعل الانسان بعيداً عن ظلام اليأس والقنوط، قادراً على عمل مايستطيع لتحقيق المراد ناجحاً
في نقل الشعور بالتفاؤل واليقين والثبات إلى نفوس من يربيهم من أبنائه وبناته.
وهذا عمل عظيم له نتائج عظيمه كما رأينا في تربية الملك المظفر قطز.
المصدر:
بشروا ولا تنفروا
للدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي الشاعر المعروف.
حينما كان الملك خوارزم شاه يواجه عنفوان التتار وطغيانهم في هجماتهم الشرسة على بلاده في مناطق خراسان لم يكن غافلاً برغم ظلام الأحداث عن ذلك الطفل الصغير الذي يحبو في
منزله وهو ابن أخته الذي أطلق هو عليه اسم "محمود" ولا غافلاً عن تلك الصغيرة التي كانت تحبو في منزله مع ابن عمتها وهي ابنته التي أطلق عليها اسم"جهاد" ولذلك فقد حرص
على تربيتهم تربيتاً فيها حزم وشده،تحسباً لطوارق الأيام ، وحينما رأى مخايل النجابه تظهر على "محمود" زادت عنايته به ورعايته له وأوصى به رجلاً ثقة من رجاله وأمره أن يربيه على
الشجاعة والفروسية وركوب الخيل وبعد أن عصف التتار بخوارزم شاه وبملكه وعصفت به الحروب مع بعض أمراء وملوك المسلمين في تلك البلاد بقي له من ذريته هذان الصغيران
محمود وجهاد وجرى لهما من ضروب العناء والمتاعب والتحول من حياة الملك والسلطان والحرية الى حياة الرق والعبودية، مازادهما صقلاً وصبراً وقدرة على التحمل خاصة وأنهما قد
ربيا على الصلة بالله عز وجل والتعلق به منذ الصغر.
وكانت النتيجة بعد رحلة العناء الطويلة أن ذلك الطفل محمود ترقى في مدارج الهمة والشجاعة والفروسية حتى أصبح ملك مصر وأصبح اسمه من أبرز الأسماء المنقوشة في التاريخ وهو
معروف عالمياً باسم" الملك المظفر قطز" قائد المسلمين في معركة"عين جالوت" الشهيرة التي أوقف الله بها طوفان التتار الجارف وقضى بها على جيشهم الغاشم فلم تقم لهم بعدها
قائمة .
إن اليقين والاستبشار الدائم بما عند الله عز وجل والأمل المشرق في نصر الله وتأييده هي التي تجعل الانسان بعيداً عن ظلام اليأس والقنوط، قادراً على عمل مايستطيع لتحقيق المراد ناجحاً
في نقل الشعور بالتفاؤل واليقين والثبات إلى نفوس من يربيهم من أبنائه وبناته.
وهذا عمل عظيم له نتائج عظيمه كما رأينا في تربية الملك المظفر قطز.
المصدر:
بشروا ولا تنفروا
للدكتور عبد الرحمن صالح العشماوي الشاعر المعروف.