احساس
18-06-2008, 03:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله : ( إنما المومنون الذين إذا ذكرالله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون *الذين يقمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون *أولئك هم المؤمنون حقاً*)
قوله : (إذا ذكرالله ) إذا ذكرت عظمته وجلاله وسلطانه خافت القلوب ووجلت وتأثر الإنسان حتى إن بعض السلف إذا تليت عليه آيات الخوف مرض أياماً حتى يعوده الناس.
أما نحن فقلوبنا قاسية نسأل الله أن يلينها فأنه تتلى علينا آيات الخوف فلا نتأثر بذلك ولا نتعظ إل من رحم الله..
لكن المؤمن هو الذي إذا ذكر الله وجل قلبه وخاف.
كان السلف إذا قيل له : اتق الله ارتعد حتى يسقط مافى يده ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً)
إذا سمعوا كلام الله عز وجل ازدادوا إيماناً من وجهين :
الوجه الأول : التصديق بما أخبر الله به من أمور الغيب الماضية والمستقبلة.
الوجه الثاني : القول والإذعان لأحكام الله فيمثلون ما أمر الله به فيزداد بذلك إيمانهم ، وينتهون عما نهى الله عنه تقرباً إليه وخوفاً منه فيزداد إيمانه ، فهم إذا تليت عليهم آياته ازدادوا إيماناً من هذين الوجهين .وهكذا إذا رأيت من نفسك أنك كلما تلوت القرآن ازددت إيماناً فإن ذلك من علامات التوفيق ؟
أما إذا كنت تقرأ القرآن ولا تتأثر به فعليك بمدواة نفسك ، لا أقول أن تذهب إلى المستشفى ؛ لتأخذ جرعه من حبوب أو مياه أو غيرها ولكن بمدواة القلب ،فإن القلب إذا لم بنتفع بالقرآن ، ولم يتعظ به فإنه قلب قاسٍ مريض نسأل الله العافية.
فأنت طبيب نفسك ، لا تذهب إلى الناس ، اقرأ القرآن ، فإن رأيت أنك ازددت به إيماناً وتصديقاً وامتثالاً فهنيئا لك وأنت مؤمن ، وإلا فعليك بالدواء قبل أن يأتيك موت لاحياة بعده وهو موت القلب ، وأما موت الجسد بعده حياة وبعده بعث وجزاء وحساب .
وقوله : ( وعلى ربهم يتوكلون ) على ربهم فقط يتوكلون ، أي : يفوضون أمورهم كلها إلى مالكهم ومدبرهم خاصه لا إلى احد سواه كما يدل عليه تقديم المتعلق على عامله والجملة معطوفة على الصلة ، إشارة إلى الاختصاص والحصر وأنهم لا يتوكلون إلا على الله عز وجل ؛
لأن غير الله إذا توكلت عليه فإنما توكلت على شخص مثلك ولا يحرص على منفعتك كما تحرص على منفعة نفسك ، ولكن اعتمد على الله عز وجل في أمور دينك ودنياك ..
( الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينققون ) يقيمون الصلاة يأتون بها مستقيمة بواجباتها وشروطها وأركانها ويكملونها بمكملاتها ، ومن ذلك أن يصلوها في أوقاتها ، ومن ذلك أن يصلوها مع المسلمين في مساجدهم ؛ لأن صلاة الجماعة كان الناس لا يتخلفون عنها إل منافق أو معذور.
قال ابن مسعود رضي الله عنه : " لقد رأيتنا ـ يعني مع الرسول عليه الصلاة والسلام ـ وما يتخلف عنها إلا منافق أو مريض ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف " لا يثنيهم عن الحضور إلى المساجد حتى المرض رضي الله عنهم .
أما كثير من الناس اليوم فإنهم على عكس من ذلك فتراهم يتكاسلون ويتأخرون عن صلاة الجماعة.
ولهذا لو قارنت بين الصلوات النهارية وصلاة الفجر لرأيت فرقاً بيناً لأن الناس لحقهم الكسل في صلاة الفجر من نوم ولا يهتمون بها كثيراً.
( ومما رزقناهم ينفقون) أي : ينفقون أموالهم في مرضاة الله وحسب أوامر الله وفي لحل المناسب
( أولئك هم المؤمنون حقاً) حقاً: توكيد للجملة التي قبلها أي أحق ذلك حقاً.
( لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) نسأل الله أن يجعلنا وأياكم منهم بمنه وكرمه إنه جواد كريم ..
.من كتاب شرح رياض الصالحين . لاِبن عثيمين رحمه الله .
نقلا
قال الله : ( إنما المومنون الذين إذا ذكرالله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون *الذين يقمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون *أولئك هم المؤمنون حقاً*)
قوله : (إذا ذكرالله ) إذا ذكرت عظمته وجلاله وسلطانه خافت القلوب ووجلت وتأثر الإنسان حتى إن بعض السلف إذا تليت عليه آيات الخوف مرض أياماً حتى يعوده الناس.
أما نحن فقلوبنا قاسية نسأل الله أن يلينها فأنه تتلى علينا آيات الخوف فلا نتأثر بذلك ولا نتعظ إل من رحم الله..
لكن المؤمن هو الذي إذا ذكر الله وجل قلبه وخاف.
كان السلف إذا قيل له : اتق الله ارتعد حتى يسقط مافى يده ( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً)
إذا سمعوا كلام الله عز وجل ازدادوا إيماناً من وجهين :
الوجه الأول : التصديق بما أخبر الله به من أمور الغيب الماضية والمستقبلة.
الوجه الثاني : القول والإذعان لأحكام الله فيمثلون ما أمر الله به فيزداد بذلك إيمانهم ، وينتهون عما نهى الله عنه تقرباً إليه وخوفاً منه فيزداد إيمانه ، فهم إذا تليت عليهم آياته ازدادوا إيماناً من هذين الوجهين .وهكذا إذا رأيت من نفسك أنك كلما تلوت القرآن ازددت إيماناً فإن ذلك من علامات التوفيق ؟
أما إذا كنت تقرأ القرآن ولا تتأثر به فعليك بمدواة نفسك ، لا أقول أن تذهب إلى المستشفى ؛ لتأخذ جرعه من حبوب أو مياه أو غيرها ولكن بمدواة القلب ،فإن القلب إذا لم بنتفع بالقرآن ، ولم يتعظ به فإنه قلب قاسٍ مريض نسأل الله العافية.
فأنت طبيب نفسك ، لا تذهب إلى الناس ، اقرأ القرآن ، فإن رأيت أنك ازددت به إيماناً وتصديقاً وامتثالاً فهنيئا لك وأنت مؤمن ، وإلا فعليك بالدواء قبل أن يأتيك موت لاحياة بعده وهو موت القلب ، وأما موت الجسد بعده حياة وبعده بعث وجزاء وحساب .
وقوله : ( وعلى ربهم يتوكلون ) على ربهم فقط يتوكلون ، أي : يفوضون أمورهم كلها إلى مالكهم ومدبرهم خاصه لا إلى احد سواه كما يدل عليه تقديم المتعلق على عامله والجملة معطوفة على الصلة ، إشارة إلى الاختصاص والحصر وأنهم لا يتوكلون إلا على الله عز وجل ؛
لأن غير الله إذا توكلت عليه فإنما توكلت على شخص مثلك ولا يحرص على منفعتك كما تحرص على منفعة نفسك ، ولكن اعتمد على الله عز وجل في أمور دينك ودنياك ..
( الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينققون ) يقيمون الصلاة يأتون بها مستقيمة بواجباتها وشروطها وأركانها ويكملونها بمكملاتها ، ومن ذلك أن يصلوها في أوقاتها ، ومن ذلك أن يصلوها مع المسلمين في مساجدهم ؛ لأن صلاة الجماعة كان الناس لا يتخلفون عنها إل منافق أو معذور.
قال ابن مسعود رضي الله عنه : " لقد رأيتنا ـ يعني مع الرسول عليه الصلاة والسلام ـ وما يتخلف عنها إلا منافق أو مريض ، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف " لا يثنيهم عن الحضور إلى المساجد حتى المرض رضي الله عنهم .
أما كثير من الناس اليوم فإنهم على عكس من ذلك فتراهم يتكاسلون ويتأخرون عن صلاة الجماعة.
ولهذا لو قارنت بين الصلوات النهارية وصلاة الفجر لرأيت فرقاً بيناً لأن الناس لحقهم الكسل في صلاة الفجر من نوم ولا يهتمون بها كثيراً.
( ومما رزقناهم ينفقون) أي : ينفقون أموالهم في مرضاة الله وحسب أوامر الله وفي لحل المناسب
( أولئك هم المؤمنون حقاً) حقاً: توكيد للجملة التي قبلها أي أحق ذلك حقاً.
( لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) نسأل الله أن يجعلنا وأياكم منهم بمنه وكرمه إنه جواد كريم ..
.من كتاب شرح رياض الصالحين . لاِبن عثيمين رحمه الله .
نقلا