جـــــــود
23-09-2005, 00:34
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقولون أن للقطة سبعة أرواح..
وأنا أميل إلى الاعتقاد بأن ذلك ممكناً ..
حيث انني اعيش بالروح الثالثة..
مع أني لست قطة ..!!!
بدأت حياتي الأولى ..في يوم بارد في نوفمبر 1904
عندما ولدت باعتباري السادس بين ثمانية اطفال لأسرة ريفية..
وتوفي والدي وأنا في سن الخامسة عشرة..
وكان كفاحنا من اجل كسب العيش عملاً شديد الصعوبة..
وبمرور السنين توفيت والدتي وكبر الأطفال وتزوجوا..
وتزوجت أنا كذلك..
كنت سعيداً وراضياً
وأنجبت انا وزوجتي فتاتين جميلتين..
وكانت لي وظيفة ممتازة في ( سان جوزيه )
ومنزل جميل في شبه الجزيرة في ( سان كارلوس )
وتحولت احلامي الجميلة إلى كوابيس مرعبه
توقظني في منتصف الليل وأنا اتصبب عرقا..
فلقد ابتليت بمرض يتقدم ببطء في الجهاز العصبي..
وأول تأثير له كان في ذراعي الأيمن
وساقي الأيمن..
ثم في الجانب الآخر..
رغم ذلك كنت اقود سيارتي للذهاب للعمل والعودة منه
بمساعدة جهاز خاص تم تركيبه في سيارتي..
وحاولت جاهداً ان احافظ على صحتي وتفاؤلي..
بسبب أربع عشرة خطوة..!!!!!
ليس هذا جنوناً على الاطلاق..
كان منزلنا مكوناً من طابقين..
بينهما أربع عشرة درجة سلم...
تؤدي من المرآب إلى باب المطبخ...
لقد كانت درجات السلم هي محك التحدي لأبقى حياً..
لقد شعرت بأنه إذا اقترب ذلك اليوم
الذي لا أستطيع فيه ان ارفع احد قدماي خطوة ( درجة )
ثم أجر القدم الأخرى بعدها بطريقة مؤلمة..
وأكرر هذه العملية أربع عشرة مرة حتى أدخل منزلي..
ساعتها..
سوف أعترف بالهزيمة وأموت....
وهكذا ..
كلما زاد عمري ..
زادت خيبة أملي أكثر...
وهكذا كانت حياتي الأولى والثانية...
عشتها على هذه الأرض...
وفي ليلة مظلمة في أغسطس 1971
((( بدأت حياتي الثالثة )))..!!!
كانت السماء تمطر عندما بدأت العودة إلى المنزل في ذلك المساء..
لقد كانت الرياح تعصف..
والمطر ينزل على السيارة وأنا أقودها ببطء في أحد الطرق
التي يقل تواجد المسافرين عليها..
وفجأة...
اهتزت عجلة القيادة في يدي وانحرفت السيارة بعنف إلى اليمين..!!
في نفس اللحظة سمعت صوت انفجار رهيب..
إنه انفجار اطار السيارة..
حاولت أن أوقف السيارة لأنتظر المساعدة..
فمن المستحيل أن أقوم بتغيير الاطار..
مستحيل تماما ..!!!!!!
ولم يمر أحد...
حركت السيارة ببطء إلى أن وصلت إلى منزل أنواره مضاءة..
فأطلقت بوق السيارة..
فتح الباب ووقفت فتاة صغيرة تحملق في..
أنزلت زجاج النافذة وقلت بصوت عالٍ:
إن الاطار انفجر وأحتاج إلى شخص يغيره لي..
لأنني اسير على عكاز ..
ولا استطيع ان اقوم بذلك بنفسي..
دخلت الفتاة ثم خرجت بعد فترة وهي ترتدي معطف المطر
وقبعة..
ويتبعها رجل..
كنت اجلس هناك مستريحاً وملابسي جافة..
وهما يعملان في العاصفة..
سمعت اصوات أشياء معدنية..
وكان صوت الفتاة الصغيرة واضحاً وهي تقول:
إليك يد الرافعة ياجدي..
وبعد مدة..
أخيراً تم تغيير الاطار..
وكانا يقفان عند نافذة السيارة..
كان رجلا كبير السن..
أخرجت من جيبي ورقة فئة خمسة دولارات وقلت له:
أنا أشكرك.. وأريد أن أدفع لك أجر ذلك...
فرد العجوز:
لا تكلفة على الاطلاق..
انه يوم سيء بالنسبة لمشاكل السيارات..
ولكن بقيت مده وانا ممسك النقود انتظره يمد يده..
ولكنه لم يبذل أي جهد لكي يأخذ النقود..
واقتربت الفتاة من النافذة وقالت بصوت هادئ:
إن جدي لا يرى..!!!
اخترق عقلي شعور بالخجل والرعب والغثيان..
وهو مالم يسبق أن حدث لي من قبل..
رجل كفيف.. وطفلة صغيرة.. يبحث..
ويتحسس بأصابع مبللة باردة بحثاً عن الأدوات
في ظلام لا نهاية له حتى الموت!!!
قاما بذلك في المطر والرياح من أجلي..
وأنا مستريح في السيارة ومعي العكاز!!!
لا أتذكر كم من الوقت ظللت جالساً بعد أن ألقيا علي التحية ثم غادرا..
ولكن كان ذلك الوقت كافياً لكي ابحث عن السمات المزعجة في داخلي..
أدركت أنني افيض بمشاعر الحسرة والأنانية والأسى..
وعدم الاكتراث بحاجات الآخرين..
وعدم التفكير فيهم..
جلست وحيداً..
ودعوت الله في تضرع ليمنحني القوة والقدرة على الفهم
بشكل أكبر
وقدت سيارتي مبتعداً وقد تغيرت طريقة تفكيري..
وروحي أصبحت متواضعة..
( يجب أن تفعل للآخرين ما تحب أن يفعلوه لك )
بعد شهور
أصبح هذا القول ليس مجرد كلام..
إنه أسلوب حياة..
ولا يعد ذلك سهلاً..
فأحياناً ما يكون محبطاً..
وأحياناً يكون مكلفاً
سواء في المال.. أو الوقت..
ولكن قيمته لا تضيع....
أنا الآن أحاول فقط صعود الأربع عشرة درجة من السلم كل يوم
ولكن أحاول مساعدة الآخرين قدر استطاعتي المتواضعة
فربما استطيع في احد الأيام أن أغير اطار السيارة لرجل كفيف..
نعم..
رجل كفيف.. مثلما كنت أنا من قبل...!!!
( هال مانوا رنج )
(( عملت جاهده على اختصارها أرجو أن تصل العبرة ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقولون أن للقطة سبعة أرواح..
وأنا أميل إلى الاعتقاد بأن ذلك ممكناً ..
حيث انني اعيش بالروح الثالثة..
مع أني لست قطة ..!!!
بدأت حياتي الأولى ..في يوم بارد في نوفمبر 1904
عندما ولدت باعتباري السادس بين ثمانية اطفال لأسرة ريفية..
وتوفي والدي وأنا في سن الخامسة عشرة..
وكان كفاحنا من اجل كسب العيش عملاً شديد الصعوبة..
وبمرور السنين توفيت والدتي وكبر الأطفال وتزوجوا..
وتزوجت أنا كذلك..
كنت سعيداً وراضياً
وأنجبت انا وزوجتي فتاتين جميلتين..
وكانت لي وظيفة ممتازة في ( سان جوزيه )
ومنزل جميل في شبه الجزيرة في ( سان كارلوس )
وتحولت احلامي الجميلة إلى كوابيس مرعبه
توقظني في منتصف الليل وأنا اتصبب عرقا..
فلقد ابتليت بمرض يتقدم ببطء في الجهاز العصبي..
وأول تأثير له كان في ذراعي الأيمن
وساقي الأيمن..
ثم في الجانب الآخر..
رغم ذلك كنت اقود سيارتي للذهاب للعمل والعودة منه
بمساعدة جهاز خاص تم تركيبه في سيارتي..
وحاولت جاهداً ان احافظ على صحتي وتفاؤلي..
بسبب أربع عشرة خطوة..!!!!!
ليس هذا جنوناً على الاطلاق..
كان منزلنا مكوناً من طابقين..
بينهما أربع عشرة درجة سلم...
تؤدي من المرآب إلى باب المطبخ...
لقد كانت درجات السلم هي محك التحدي لأبقى حياً..
لقد شعرت بأنه إذا اقترب ذلك اليوم
الذي لا أستطيع فيه ان ارفع احد قدماي خطوة ( درجة )
ثم أجر القدم الأخرى بعدها بطريقة مؤلمة..
وأكرر هذه العملية أربع عشرة مرة حتى أدخل منزلي..
ساعتها..
سوف أعترف بالهزيمة وأموت....
وهكذا ..
كلما زاد عمري ..
زادت خيبة أملي أكثر...
وهكذا كانت حياتي الأولى والثانية...
عشتها على هذه الأرض...
وفي ليلة مظلمة في أغسطس 1971
((( بدأت حياتي الثالثة )))..!!!
كانت السماء تمطر عندما بدأت العودة إلى المنزل في ذلك المساء..
لقد كانت الرياح تعصف..
والمطر ينزل على السيارة وأنا أقودها ببطء في أحد الطرق
التي يقل تواجد المسافرين عليها..
وفجأة...
اهتزت عجلة القيادة في يدي وانحرفت السيارة بعنف إلى اليمين..!!
في نفس اللحظة سمعت صوت انفجار رهيب..
إنه انفجار اطار السيارة..
حاولت أن أوقف السيارة لأنتظر المساعدة..
فمن المستحيل أن أقوم بتغيير الاطار..
مستحيل تماما ..!!!!!!
ولم يمر أحد...
حركت السيارة ببطء إلى أن وصلت إلى منزل أنواره مضاءة..
فأطلقت بوق السيارة..
فتح الباب ووقفت فتاة صغيرة تحملق في..
أنزلت زجاج النافذة وقلت بصوت عالٍ:
إن الاطار انفجر وأحتاج إلى شخص يغيره لي..
لأنني اسير على عكاز ..
ولا استطيع ان اقوم بذلك بنفسي..
دخلت الفتاة ثم خرجت بعد فترة وهي ترتدي معطف المطر
وقبعة..
ويتبعها رجل..
كنت اجلس هناك مستريحاً وملابسي جافة..
وهما يعملان في العاصفة..
سمعت اصوات أشياء معدنية..
وكان صوت الفتاة الصغيرة واضحاً وهي تقول:
إليك يد الرافعة ياجدي..
وبعد مدة..
أخيراً تم تغيير الاطار..
وكانا يقفان عند نافذة السيارة..
كان رجلا كبير السن..
أخرجت من جيبي ورقة فئة خمسة دولارات وقلت له:
أنا أشكرك.. وأريد أن أدفع لك أجر ذلك...
فرد العجوز:
لا تكلفة على الاطلاق..
انه يوم سيء بالنسبة لمشاكل السيارات..
ولكن بقيت مده وانا ممسك النقود انتظره يمد يده..
ولكنه لم يبذل أي جهد لكي يأخذ النقود..
واقتربت الفتاة من النافذة وقالت بصوت هادئ:
إن جدي لا يرى..!!!
اخترق عقلي شعور بالخجل والرعب والغثيان..
وهو مالم يسبق أن حدث لي من قبل..
رجل كفيف.. وطفلة صغيرة.. يبحث..
ويتحسس بأصابع مبللة باردة بحثاً عن الأدوات
في ظلام لا نهاية له حتى الموت!!!
قاما بذلك في المطر والرياح من أجلي..
وأنا مستريح في السيارة ومعي العكاز!!!
لا أتذكر كم من الوقت ظللت جالساً بعد أن ألقيا علي التحية ثم غادرا..
ولكن كان ذلك الوقت كافياً لكي ابحث عن السمات المزعجة في داخلي..
أدركت أنني افيض بمشاعر الحسرة والأنانية والأسى..
وعدم الاكتراث بحاجات الآخرين..
وعدم التفكير فيهم..
جلست وحيداً..
ودعوت الله في تضرع ليمنحني القوة والقدرة على الفهم
بشكل أكبر
وقدت سيارتي مبتعداً وقد تغيرت طريقة تفكيري..
وروحي أصبحت متواضعة..
( يجب أن تفعل للآخرين ما تحب أن يفعلوه لك )
بعد شهور
أصبح هذا القول ليس مجرد كلام..
إنه أسلوب حياة..
ولا يعد ذلك سهلاً..
فأحياناً ما يكون محبطاً..
وأحياناً يكون مكلفاً
سواء في المال.. أو الوقت..
ولكن قيمته لا تضيع....
أنا الآن أحاول فقط صعود الأربع عشرة درجة من السلم كل يوم
ولكن أحاول مساعدة الآخرين قدر استطاعتي المتواضعة
فربما استطيع في احد الأيام أن أغير اطار السيارة لرجل كفيف..
نعم..
رجل كفيف.. مثلما كنت أنا من قبل...!!!
( هال مانوا رنج )
(( عملت جاهده على اختصارها أرجو أن تصل العبرة ))