ربانة
31-01-2009, 16:31
تمهيد
((ثق أيها المترنح في كينونتك أنني سابحة في الحقيقة التي لم يسطع خوفك من الموت أن ينكرها ,وقم بتصفية موجة رادارك الذي يستقبل كل غريب من عقل لم يسمع بالحقيقة التي تعرفها أنت أوأنه تكبر على سماعهاوبسرعة قبل فوات الآوان )) ....
قد أسأل سؤالا غبيا ما هيته تدور حول من أنا ؟!
من أنا داخل نفسي أو كيف أشبه نفسي الذاتيه كصورة متصارعة أمامها ؟؟؟؟
أتخيلني بعض المرات كأيقونة تدلف في شفرات برنامج إلكتروني فأصبح صورة هولوجرامية داخل عنابره ..كل الذي أراه عالم ممتد مكون من أعمدة وصفوف بينها تقاطعات إحداثية ,هي بالنسبة لي تجسيد لكينونتي الحركية, أصبحت عيناي في هذا الكون كمحددات لهذه الحركة الصادرة مني لكن هناك خيوط تتجاذبني تدعوني للسير في طريق لا أعود بعده للوراء فكل شيء خلفي أصبح واقعا متحجرا.... ولا أستطيع استجلابه إلا بواسطة الذاكرة .
..وكل نقطة تنتمي لي تتقاطع مع الأرض المكونة من مكعبات متراصة لتشتمل كل ما يحيط بي ..كما في نظرية الأوتار الفائقة فأصبح منسوجة نسجا ربانيا . وكنت كلما مشيت ولامست موطئا بعينه شعرت أنني لن أحيد عنه بتاتا ..تنتابني هذه الحالة دوما, وكل من في الطريق العام حيث مرتع بيئة حياتية متكاملة أرى خلالها ...أطفال .. .. رجال... نساء ...ألوان ... شعوب من قطط الشوارع المتوحشة وحتى الذباب .. شجر ..كل شيء حولك يوحي بحركة منسوجة ومرصوفة رصفا وكل العناصر السابقة تتكامل مع صورة عالم أعيشه وأتعايش فيه لِيُكوّن لي خبرة فاشلة أو ناجحة المهم أنني سألتزم رسما معينا فيه وسأحاول أن أبدوا بشكل أفضل فهو مليء بالدوافع التي تحفزني على أن أتغير إما لقمة أو لقاع ..
كل هذا معتمدة على حالة عصفي الذهني لإيجاد الحلول لكل تجربة تمر بي و إن كنت في مركز التفكير السليم ولست في عالم" الدلوخ "..وقتها ستنجح مرونتي في خروجي من التجربة بنجاح
ووقتها سأبدوا أكثر ذكاءا لعبور نفق "من أكون أنا " وسط كل شيء أعيش فيه لأنني سأكون هي لا غيرها .
والذاكرة دليل على زخم إما مفرح أو سيئ ....أتذكر مرة وأنا أمشي ببطئ داخل ذاكرتي وفي طريق عظيم المسافة وجدتني قد وصلت إلى النهاية لكن مسافة الذاكرة كانت أطول...وقتها لم أحتمل لهذا التواصل بيني وبين الماضي عندما تذكرت شيئا أغضبني لذا على الفور وقفت جانبا لأوقف سيارة أجرة ولكنني لم أجد أيا من العابرين ليقلوني معهم فرحلت وحدي سادرة إلى حلم في ذاكرتي نفسها... لأستيقظ داخل عوالم كنت فيها على الهواء مباشرة لكن الصورة ينقصها شيء من الكهرباء فقد انقطعت عنها كل ألوان الطاقة ...ومرة تلو مرة أجدني في كون بلا حافة تشعرني أنني وصلت لنهاية محمودة... أوآن لي أن أتكئ , لكن الأمر مفيد لي إلى درجة قصوى يبقى في ذاكرتي كعِرق ينبض و من المفترض أن أبقى بلا تكتل نفسي يشي بمصيبة حالت دوني ودون أن أكون بخير لذا أغير موجة الأخبار الطافحة بألم الفشل ولكن لابد أن يكون بذكاء حيث لا أطيح بكل ما مررت به من تجربة هي في دستوري كانت فاشلة .
ويجب أن أقف بعد كل هذا الشريط لِلحظة لإستعادة النظام الذي أصابته فوضى من جراء ضغط أيقونة خاطئة ومن ثم أتمطى ...وأعود من بعد ذلك إلى حيث أنا وأشتري لي شراب البيرة البارد جدا بطعم التوت ــ بدون كحول طبعا لا أحد يفهمني غلط ــ وأشربه بسرعة فهي طريقة للإنتعاش وبعدها أعود بمزاج "عال العال" لأكون بعد ذلك في أحد منعطفات الحياة مرة أخرى ... أعلم مليا أنني سوف لن يخطئني أي منعطف كتب لي أنا دون غيري لذا أعلق على المشجب الأسود كل طيف موجع .. قبل أن أمضي في طريقي...ووقتها ألملم كلمات تعتمر رأسي مفادها "أن ما حصل قد حصل" ..فتنفرج أساريري غير مبالية بكل شيء خلفي .....رغم أنني أكثر خلق الله حرصا على أن أضع الأمور في مواضعها لذا أخطئ كثيرا بإختصار قلقة تجاه انجاز أي أمر ..
مرة من المرات تأخرت على أحد المعابر التي كان مستوجب علي أن ألجها ,فوصلت وأنا أقدم اعتذاري لكن ابتسم الطريق طلقا في وجهي وهو يقول لا أبدا قد وصلت في وقتك تماما ..لم تتأخري مطلقا ولاحتى بأقل من الثانية التي تعرفين والتي لا تعرفين .
بكل بساطة حركتنا الدؤبة تسير على منحنى قُدّر لنا أن نمشي فيه بكل ما فيها حياتنا الماضية والمستقبلة ....
لتكّون نقاط وهاجة نابضة في كل عمرنا متضمنة لخبراتنا ولسلوكنا البشري الذي يتصف بالخطأ غالبا ومبتعدة عن نقطة الأصل ... لإنجاز هذا المنحنى العملاق في وجودنا البشري إلى أن ينكسرفينحدر بسرعة البرق كخفوت نبضة قلب مات للتو على شاشة الجهاز الموكل لمراقبته .
ولنضع أنبوبة نرى في نهايتها شيء واضح قد قمنا بإختزاله من تجاربنا وحقائق بين أيدينا .... بعيدا عن تصورات الآخرين وبالنسبة لتهتهتهم في فهم إلى أي منقلب ينقلبون وأفواههم فاغرة لاتشي بعقلانية تجاه تصنيفاتنا فلضعها في كبسولة مقلمة حتى لا ننسى خطوطها ونقوم بحفر حفرة لانهائية كثقب أسود يمتص كل شيء يطفو حوله ,ثم الانصراف في شؤننا بعد ذلك .
ثم هل تعتقدون أن الكون حقيقي وذو مقاسات مثالية ؟؟ أوأننا حينما نفسر أمرا بأننا قادرين عليه بشكل قاطع كأن تكون مذنبا في حدث ما % ....إن كنت تظن ذلك فانت لم تعرف شيئا .....
..فالكون غريب ينقلب على عقبه لو بينت له وجوهه ليجعلك كاذب ..أو لنقل أنك لم تفهمه أصلا وهذا أكثر دقة رغم أنه لادقة في الكون تأكد أن كلامي مبني على أسس علمية ,
فالحقيقة هي ليست من عندك ولا من عند أحد من البشر أنت تعرف من أين هي لذا فإن التغابي هنا يعد غباء مدقع في الوحلية .
فالأخطاء مثلا نحن لا نراها إلا من زاويه واحدة ونحملها تبعات الكارثة التي نجمت عنها ..فحينما تكون في حال سبيلك وتأتيك سيارة قاطعة طريقك أنت لتصدمك فيرفع في وجهك شرطي المرور.. ببزته الكاكية ... وفي وسط هوجك على ما أصابك بعدما كنت مسترخيا في عد حفر شوارع جدة ومستمتعا لذلك
فيعطيك جذاذة بها مقدار خطأك بنسبة 25%... والذي يتمثل بكونك اعترضت طريق المخطئ ....عموما يتمثل الخطأ في كونك لم تتفاداه ..أو ربما أخطأت في عد الحفرة الأخيرة فوقعت في فخ المرور ...وقد يكون هذا مثالا غير مقنع لكن نحن كبشر نهتم دوما بتركيز الصورة على النسبة الأعلى في الخطأ لذا نتجاهل أخطأ الآخرين الصغيرة التي ساعدت في وخامة الحدث .نعم هذا قدرنا لكن الطرق لن تجعلنا فيها إلا حينما نفعل ذلك بكل إرادتنا الواعية وكل تكامل زخمنا تجاه بناء أدوارنا في الحياة .
كل هذه الأمور الحياتية التي تعبرنا تقود لنا حقيقة أننا لسنا طيورا هائمة على وجهها حتى الطيور ليست كذلك ...هل رأيتم مثلا طيرا يطرق عليكم زجاج نافذة المنزل ليقول لكم من أين أذهب لأمريكا الجنوبية حيث أنه من المفترض أن أكون هناك ؟؟ وحتى لو تخلف عن سربه أقول لكم فتشوا عن جرح ألم به لابد أنه مصاب بشيء ما أو أصيب بخلل في دماغه فتخلف عن جماعته ,فلكل منا وجهة هو موليها لن يحيد عنها في الحياة ومستقيمة لمن استقام وكذا من الأفضل ألا نكتل لكل تجاربنا الفاشلة بل حريا بنا أن نهتم لمستقبلنا القادم وبيدنا تجارب الماضي .. لنجد بعد ذلك أن هذه الكينونة التي تحملنا بداخلها قد أصبحت ناصعة بيضاء لاشية فيها .. ووقتها سنكون قادرين على التحسن و هذا يتطلب منا إيجاد حالة استنفار ...لنضع ورقة منصوص فيها من نحن وماذا نريد وما هدفنا ؟؟؟؟
قد يكون هذا التصور غربي بحت لكن أنا كمسلمة سأرسم هدفا إسلاميا لابد لابد ... بكل بساطة نبتسم ونحيا فالكون ليس هو غاية بحد ذاتها....ولا غرابة من أن أكثر الفلاسفة ما أصبحوا كذلك إلا لكونهم باحثون عن الحقيقة فغرقوا في ذواتهم أو وقفوا أمام جدران صلبة لذا آمنوا بصدفة كل شيء وبحثهم الحثيث جعلهم في قلق رهيب موتورين وأرواحهم غير متناسقة ..
ومن أجمل ما قاله نتشيه وهو رجل باحث عن الحقيقة ... هو أن تجعل الحقيقة نصب عينيك ولاتتعصب بشأن آراءك للوصول لها , لكن أمثال هؤلاء غير مدركين لها ....ببساطة قتلوا فطرية ذواتهم ورهنوا أنفسهم لمنطق العقل الوجودي وتصوراته هو لا غيره بعيدا عن تفسير الكون المحيط .
.
والكون حولنا ليس هو الحقيقة للمطامح النهائية لكنّ الإستقرار هو الحقيقة التي يجب بناء كل شيء عليها فالكون غير مستقر فهو في حالة اشعاع لمادته ويضمحل يوما بعد يوم .. لذا فالجنة هي الغاية وهي لاتستقبل إلا من أذن له ربه بولوجها, فلندعوا الله أن نكون من سكانها,و على بني الإسلام اعمال هذا في كتاباتهم لا أن ينجرفوا بإتجاه عقول لم تنضج بالنسبة لمكمن الحقيقة لكن نأخذ الحكمة لهم التي ولدت من رحم آلامهم لتعيننا على سلوك دربنا الأخضر ـ درب وليس الكتاب الأخضر مو تروحون تستلفونه من معمر ـ ونترك حقائقهم التي ظنوا أنهم وصلوا لها ولا نكن كشاة عرجاء ضيعت طريقها..فهم قد ضاعوا بسبة أن هناك إرهاصات ضغطت على أدمغتهم إلى أن أنستهم إنسانيتهم وتجرجروا إلى نحية وباءها عضال وفيها أعلنوا أنهم أسياد أنفسهم وأنهم أعظم بشر عرفهم التاريخ ..
قال أرسطوا طاليس "إن الإنسانية أفق والإنسان متحرك إلى أفقه بالطبع"..فمن سار خارج إطار الطبيعة الإنسانية فقد صار إلى أرذل من البهيمية ..وهذا تأييدا إلى أنه من المجحف أن أهضم كل تاريخي وكينونتي البيئية لأخصف على رأسي أقوالا دون أن أزنها على معياري الإسلامي فلابد أن نكون انتقائيين تجاه فكر الوجوديين حتى لا أُعجب بهم إلى أن أصبح مثلهم قلبا وقالبا.
فالكون لازال يعلمنا أن كثير من النظريات التي ولدت سابقا ماتت فلم تعد تفي بمتطلبات العقل البشري ..لذا اقلب الشريط يا من انبهرت بالوجوديين وكن أنت لا هم ولاتنسى أن الحكمة تؤخذ ولو من أفواه مجانين الوجودية فهي ضالة المؤمن أنى كانت فخذها وانطلق بسرعة حتى لايصبك من تلوثهم شئ.
بقلم / ربانة ((أماني حرب ))
((ثق أيها المترنح في كينونتك أنني سابحة في الحقيقة التي لم يسطع خوفك من الموت أن ينكرها ,وقم بتصفية موجة رادارك الذي يستقبل كل غريب من عقل لم يسمع بالحقيقة التي تعرفها أنت أوأنه تكبر على سماعهاوبسرعة قبل فوات الآوان )) ....
قد أسأل سؤالا غبيا ما هيته تدور حول من أنا ؟!
من أنا داخل نفسي أو كيف أشبه نفسي الذاتيه كصورة متصارعة أمامها ؟؟؟؟
أتخيلني بعض المرات كأيقونة تدلف في شفرات برنامج إلكتروني فأصبح صورة هولوجرامية داخل عنابره ..كل الذي أراه عالم ممتد مكون من أعمدة وصفوف بينها تقاطعات إحداثية ,هي بالنسبة لي تجسيد لكينونتي الحركية, أصبحت عيناي في هذا الكون كمحددات لهذه الحركة الصادرة مني لكن هناك خيوط تتجاذبني تدعوني للسير في طريق لا أعود بعده للوراء فكل شيء خلفي أصبح واقعا متحجرا.... ولا أستطيع استجلابه إلا بواسطة الذاكرة .
..وكل نقطة تنتمي لي تتقاطع مع الأرض المكونة من مكعبات متراصة لتشتمل كل ما يحيط بي ..كما في نظرية الأوتار الفائقة فأصبح منسوجة نسجا ربانيا . وكنت كلما مشيت ولامست موطئا بعينه شعرت أنني لن أحيد عنه بتاتا ..تنتابني هذه الحالة دوما, وكل من في الطريق العام حيث مرتع بيئة حياتية متكاملة أرى خلالها ...أطفال .. .. رجال... نساء ...ألوان ... شعوب من قطط الشوارع المتوحشة وحتى الذباب .. شجر ..كل شيء حولك يوحي بحركة منسوجة ومرصوفة رصفا وكل العناصر السابقة تتكامل مع صورة عالم أعيشه وأتعايش فيه لِيُكوّن لي خبرة فاشلة أو ناجحة المهم أنني سألتزم رسما معينا فيه وسأحاول أن أبدوا بشكل أفضل فهو مليء بالدوافع التي تحفزني على أن أتغير إما لقمة أو لقاع ..
كل هذا معتمدة على حالة عصفي الذهني لإيجاد الحلول لكل تجربة تمر بي و إن كنت في مركز التفكير السليم ولست في عالم" الدلوخ "..وقتها ستنجح مرونتي في خروجي من التجربة بنجاح
ووقتها سأبدوا أكثر ذكاءا لعبور نفق "من أكون أنا " وسط كل شيء أعيش فيه لأنني سأكون هي لا غيرها .
والذاكرة دليل على زخم إما مفرح أو سيئ ....أتذكر مرة وأنا أمشي ببطئ داخل ذاكرتي وفي طريق عظيم المسافة وجدتني قد وصلت إلى النهاية لكن مسافة الذاكرة كانت أطول...وقتها لم أحتمل لهذا التواصل بيني وبين الماضي عندما تذكرت شيئا أغضبني لذا على الفور وقفت جانبا لأوقف سيارة أجرة ولكنني لم أجد أيا من العابرين ليقلوني معهم فرحلت وحدي سادرة إلى حلم في ذاكرتي نفسها... لأستيقظ داخل عوالم كنت فيها على الهواء مباشرة لكن الصورة ينقصها شيء من الكهرباء فقد انقطعت عنها كل ألوان الطاقة ...ومرة تلو مرة أجدني في كون بلا حافة تشعرني أنني وصلت لنهاية محمودة... أوآن لي أن أتكئ , لكن الأمر مفيد لي إلى درجة قصوى يبقى في ذاكرتي كعِرق ينبض و من المفترض أن أبقى بلا تكتل نفسي يشي بمصيبة حالت دوني ودون أن أكون بخير لذا أغير موجة الأخبار الطافحة بألم الفشل ولكن لابد أن يكون بذكاء حيث لا أطيح بكل ما مررت به من تجربة هي في دستوري كانت فاشلة .
ويجب أن أقف بعد كل هذا الشريط لِلحظة لإستعادة النظام الذي أصابته فوضى من جراء ضغط أيقونة خاطئة ومن ثم أتمطى ...وأعود من بعد ذلك إلى حيث أنا وأشتري لي شراب البيرة البارد جدا بطعم التوت ــ بدون كحول طبعا لا أحد يفهمني غلط ــ وأشربه بسرعة فهي طريقة للإنتعاش وبعدها أعود بمزاج "عال العال" لأكون بعد ذلك في أحد منعطفات الحياة مرة أخرى ... أعلم مليا أنني سوف لن يخطئني أي منعطف كتب لي أنا دون غيري لذا أعلق على المشجب الأسود كل طيف موجع .. قبل أن أمضي في طريقي...ووقتها ألملم كلمات تعتمر رأسي مفادها "أن ما حصل قد حصل" ..فتنفرج أساريري غير مبالية بكل شيء خلفي .....رغم أنني أكثر خلق الله حرصا على أن أضع الأمور في مواضعها لذا أخطئ كثيرا بإختصار قلقة تجاه انجاز أي أمر ..
مرة من المرات تأخرت على أحد المعابر التي كان مستوجب علي أن ألجها ,فوصلت وأنا أقدم اعتذاري لكن ابتسم الطريق طلقا في وجهي وهو يقول لا أبدا قد وصلت في وقتك تماما ..لم تتأخري مطلقا ولاحتى بأقل من الثانية التي تعرفين والتي لا تعرفين .
بكل بساطة حركتنا الدؤبة تسير على منحنى قُدّر لنا أن نمشي فيه بكل ما فيها حياتنا الماضية والمستقبلة ....
لتكّون نقاط وهاجة نابضة في كل عمرنا متضمنة لخبراتنا ولسلوكنا البشري الذي يتصف بالخطأ غالبا ومبتعدة عن نقطة الأصل ... لإنجاز هذا المنحنى العملاق في وجودنا البشري إلى أن ينكسرفينحدر بسرعة البرق كخفوت نبضة قلب مات للتو على شاشة الجهاز الموكل لمراقبته .
ولنضع أنبوبة نرى في نهايتها شيء واضح قد قمنا بإختزاله من تجاربنا وحقائق بين أيدينا .... بعيدا عن تصورات الآخرين وبالنسبة لتهتهتهم في فهم إلى أي منقلب ينقلبون وأفواههم فاغرة لاتشي بعقلانية تجاه تصنيفاتنا فلضعها في كبسولة مقلمة حتى لا ننسى خطوطها ونقوم بحفر حفرة لانهائية كثقب أسود يمتص كل شيء يطفو حوله ,ثم الانصراف في شؤننا بعد ذلك .
ثم هل تعتقدون أن الكون حقيقي وذو مقاسات مثالية ؟؟ أوأننا حينما نفسر أمرا بأننا قادرين عليه بشكل قاطع كأن تكون مذنبا في حدث ما % ....إن كنت تظن ذلك فانت لم تعرف شيئا .....
..فالكون غريب ينقلب على عقبه لو بينت له وجوهه ليجعلك كاذب ..أو لنقل أنك لم تفهمه أصلا وهذا أكثر دقة رغم أنه لادقة في الكون تأكد أن كلامي مبني على أسس علمية ,
فالحقيقة هي ليست من عندك ولا من عند أحد من البشر أنت تعرف من أين هي لذا فإن التغابي هنا يعد غباء مدقع في الوحلية .
فالأخطاء مثلا نحن لا نراها إلا من زاويه واحدة ونحملها تبعات الكارثة التي نجمت عنها ..فحينما تكون في حال سبيلك وتأتيك سيارة قاطعة طريقك أنت لتصدمك فيرفع في وجهك شرطي المرور.. ببزته الكاكية ... وفي وسط هوجك على ما أصابك بعدما كنت مسترخيا في عد حفر شوارع جدة ومستمتعا لذلك
فيعطيك جذاذة بها مقدار خطأك بنسبة 25%... والذي يتمثل بكونك اعترضت طريق المخطئ ....عموما يتمثل الخطأ في كونك لم تتفاداه ..أو ربما أخطأت في عد الحفرة الأخيرة فوقعت في فخ المرور ...وقد يكون هذا مثالا غير مقنع لكن نحن كبشر نهتم دوما بتركيز الصورة على النسبة الأعلى في الخطأ لذا نتجاهل أخطأ الآخرين الصغيرة التي ساعدت في وخامة الحدث .نعم هذا قدرنا لكن الطرق لن تجعلنا فيها إلا حينما نفعل ذلك بكل إرادتنا الواعية وكل تكامل زخمنا تجاه بناء أدوارنا في الحياة .
كل هذه الأمور الحياتية التي تعبرنا تقود لنا حقيقة أننا لسنا طيورا هائمة على وجهها حتى الطيور ليست كذلك ...هل رأيتم مثلا طيرا يطرق عليكم زجاج نافذة المنزل ليقول لكم من أين أذهب لأمريكا الجنوبية حيث أنه من المفترض أن أكون هناك ؟؟ وحتى لو تخلف عن سربه أقول لكم فتشوا عن جرح ألم به لابد أنه مصاب بشيء ما أو أصيب بخلل في دماغه فتخلف عن جماعته ,فلكل منا وجهة هو موليها لن يحيد عنها في الحياة ومستقيمة لمن استقام وكذا من الأفضل ألا نكتل لكل تجاربنا الفاشلة بل حريا بنا أن نهتم لمستقبلنا القادم وبيدنا تجارب الماضي .. لنجد بعد ذلك أن هذه الكينونة التي تحملنا بداخلها قد أصبحت ناصعة بيضاء لاشية فيها .. ووقتها سنكون قادرين على التحسن و هذا يتطلب منا إيجاد حالة استنفار ...لنضع ورقة منصوص فيها من نحن وماذا نريد وما هدفنا ؟؟؟؟
قد يكون هذا التصور غربي بحت لكن أنا كمسلمة سأرسم هدفا إسلاميا لابد لابد ... بكل بساطة نبتسم ونحيا فالكون ليس هو غاية بحد ذاتها....ولا غرابة من أن أكثر الفلاسفة ما أصبحوا كذلك إلا لكونهم باحثون عن الحقيقة فغرقوا في ذواتهم أو وقفوا أمام جدران صلبة لذا آمنوا بصدفة كل شيء وبحثهم الحثيث جعلهم في قلق رهيب موتورين وأرواحهم غير متناسقة ..
ومن أجمل ما قاله نتشيه وهو رجل باحث عن الحقيقة ... هو أن تجعل الحقيقة نصب عينيك ولاتتعصب بشأن آراءك للوصول لها , لكن أمثال هؤلاء غير مدركين لها ....ببساطة قتلوا فطرية ذواتهم ورهنوا أنفسهم لمنطق العقل الوجودي وتصوراته هو لا غيره بعيدا عن تفسير الكون المحيط .
.
والكون حولنا ليس هو الحقيقة للمطامح النهائية لكنّ الإستقرار هو الحقيقة التي يجب بناء كل شيء عليها فالكون غير مستقر فهو في حالة اشعاع لمادته ويضمحل يوما بعد يوم .. لذا فالجنة هي الغاية وهي لاتستقبل إلا من أذن له ربه بولوجها, فلندعوا الله أن نكون من سكانها,و على بني الإسلام اعمال هذا في كتاباتهم لا أن ينجرفوا بإتجاه عقول لم تنضج بالنسبة لمكمن الحقيقة لكن نأخذ الحكمة لهم التي ولدت من رحم آلامهم لتعيننا على سلوك دربنا الأخضر ـ درب وليس الكتاب الأخضر مو تروحون تستلفونه من معمر ـ ونترك حقائقهم التي ظنوا أنهم وصلوا لها ولا نكن كشاة عرجاء ضيعت طريقها..فهم قد ضاعوا بسبة أن هناك إرهاصات ضغطت على أدمغتهم إلى أن أنستهم إنسانيتهم وتجرجروا إلى نحية وباءها عضال وفيها أعلنوا أنهم أسياد أنفسهم وأنهم أعظم بشر عرفهم التاريخ ..
قال أرسطوا طاليس "إن الإنسانية أفق والإنسان متحرك إلى أفقه بالطبع"..فمن سار خارج إطار الطبيعة الإنسانية فقد صار إلى أرذل من البهيمية ..وهذا تأييدا إلى أنه من المجحف أن أهضم كل تاريخي وكينونتي البيئية لأخصف على رأسي أقوالا دون أن أزنها على معياري الإسلامي فلابد أن نكون انتقائيين تجاه فكر الوجوديين حتى لا أُعجب بهم إلى أن أصبح مثلهم قلبا وقالبا.
فالكون لازال يعلمنا أن كثير من النظريات التي ولدت سابقا ماتت فلم تعد تفي بمتطلبات العقل البشري ..لذا اقلب الشريط يا من انبهرت بالوجوديين وكن أنت لا هم ولاتنسى أن الحكمة تؤخذ ولو من أفواه مجانين الوجودية فهي ضالة المؤمن أنى كانت فخذها وانطلق بسرعة حتى لايصبك من تلوثهم شئ.
بقلم / ربانة ((أماني حرب ))