المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى أفغانستان ، العراق، السودان،...إلى كل المسلمين، من الجزائر عبر غزة


تغريـد
07-03-2009, 01:06
المسلمون يعرفون الكثير عن الأسلام و لكنهم لا يزالون يجهلونه،

و مع ذلك فحين يتحدث الغربيون عن انتشار الإسلام يعللونه ببساطتة القريبة المنال من عقول بدائية،
هذه الحجج القاصرة التي ألفناها تعبر عن روح الإدعاء الوقح،
ليس من شأنها أن تقنعنا بل إنها تدفعنا إلى أن نتبين جهلنا بمشكلات الإسلام تبينا أفضل

فكيف يتأتى إذن ، أننا نحن المسلمين ذوي الأصول العريقة ، لم يبق لنا من الإسلام إلا وشائج عاطفية عائمة تأخذ لدى بعض الناس صورة الإكراه؟؟؟

سبب هذا أننا درجنا أن نعرف الاسلام من خلال منظورين كلاهما مخيب للآمال
إما عن طريق ما يقوله عنا مؤلفون من الأجانب لا يشاركونا عقيدتنا و لا مطامحنا
و إما عن طريق ما يقوله المسلمين أنفسهم ، سواء كانوا ممثلين للشعائر أو علماء دينممن يتفاوت حظهم من التمسك بتقاليد فلسفية متحجرة من قرون عديدة من الانحطاط السياسي و العقلي

و لما كانت الطبيعة الإنسانية تفزع من الفراغ ، فإننا نستعيض عن جهلنا بفلسفات مستوردة يتهافتون على تلقيننا إياها، و يعرضوها علينا متشحة بوشاح العصرية التي تفتننا بجدتها ، و نجعل لها من أنفسنا مكانا، دون أن نصطنع قدرا كبيرا من الحس النقدي.

ذلك أن الدراما التي يعيشها شبيبتنا، و يعيشها على وجه الخصوص مثقفونا ،
هي أنهم وقفوا ، على غير وعي منهم،
تحت تأثير عمل بارع يهدف إلى تجريدهم من شخصيتهم، لقد تعلموا على نمط أوروبا
و تمثلوا منهج تفكير و فلسفة لا يتجاوبان مع واقعهم القومي ،
و سواء أخذوا بها أم لم يأخذوا فقد وجدوا أنفسهم غرباء عن تاريخهم و عن ثقافتهم،

تبلبلت أذهانهم فسعوا إلى أن يتكيفوا مع الواقع من جديد
و هم يحاولون بين قوى ماض كثير ما يحتقرونه و قوى حاضر غالبا ما يفلت منهم
أن يصوغوا لأنفسهم شخصية تأليفية
و ينسون أنهم لن يجدوا ازدهارا حقيقيا إلا إذا غاصوا إلى الأعماق في روح شعبهم
لا ليذوبوا في عالم ساكن

و لكن لكي يفهموه و يخدموه على نحو أفضل

و كثيرا مايكون الشعب أكثر وعيا بذلك من بعض قياداته
لانه يعلم ان العودة إلى الينابيع التي يحلو للبعض أن يصفها بالرجعية
يعني السير للأمام و اليقين و النصر


و نوع جديد من الشعوذة الأيديولوجية ينزع إلى إقناعنا بأنه لا يوجد في العالم الحاضر إلا
فلسفتان ممكنتان تقفان جنبا إلى جنب و يتعين علينا أن نحصر فيهما اختيارنا
إما المادية و لواحقها
و إما المثالية و لواحقها
أما الشتراكية العلمية و إما الليبرالية الرأسمالية

(و ما أشد الشبه بين ما يخيرونا بين منهج الاعتدال الأمريكي و بين منهج إيران غير الواضح )

تغريـد
07-03-2009, 01:13
ما الذي نستطيع أن نفعله. أونبيع أنفسنا لمن يغلي ثمثها في مقابل حمايتها؟

ليست هذه مع الأسف نظرة من نظرات الذهن.
و حيث أن الناس جميعا لا يتفقون على بيعها لزبون واحد
فأنه ينشأ التناحر بين الأخوة يؤدي إلى القتل باسم مبادئ أيديولوجية بلغت من الإبهام مبلغا كبيرا

لماذا هذا القصور في الخيال؟
ليس السبب عقما وراثيا بل هو تضافر الضغوط الضخمة التي تعمد في أساليب بارعة و في صور متغايرة إلى إبقاء البلاد الإسلامية في تخلف اقتصادي و عقلي لا سبيل إلى القضاء عليه في ظاهر الأمر.

غير أن الثورة الأصيلة هي التي تتفجر من الواقع العميق،
واقع العالم الإسلامي و من الإيمان الكامن فيه .

و ما من ثورة يمكن أن يكون لها فاعلية و استمرار إذا كان لا بد لها من أن تقصر اعتمادها على ما يأتيها من الخارج من مدد أيديولوجي و مادي

و لو أن الصين ظلت معتمدة على المعونة الأجنبية، و إن تكن شيوعية
لبقيت زمنا طويلا و برغم انتصارها السياسي دولة صغرى،
و لكنها أرادت الحفاظ على شخصيتها على الرغم من تطرفها،
قنجحت في أن تفرض نفسها على حلفائها الطبيعين و أعدائها السافرين على حد سواء.

و مهما يكن من شدة احتياجنا التقنية و العقلية من البلاد المتقدمة
فإن أي تغيير لن يكتب له النجاح في العالم الإسلامي إذا لم يتم في الإطار اللميز لرسالته الروحية و التاريخية.

و يجب علينا أن نحقق من المعرفة و القدرة ما يتيح لنا أن نكتشف في أنفسنا الطريق الأمثل و الأسرع للتعجيل ببناء بلادنا
و تثبيت دعائم بنياتها الاقتصادية ة الاجتماعية و التأسيسية .

إن قوى غامضة و متنوعة ليست قصيرة النظر،
تحاول المضاربة على ما يواجهنا من صعوبات لكي تؤخر و تعوق و تحرف اتجاه مسيرتنا.
لذا فنحن في حاجة إلى تعبئة حقيقية لجميع الطاقات الحيوية المخبوءة في بلادنا

و إن من الممكن قطعا أن يقال دائما إن بلادنا المتواضعة تنقصها الكادرات و الفنيون و الموارد الاقتصادية و العقلية القادرة على تحقيق هذا الطموح المجاوز للحدود.
و هذا خطأ في فهم القوة المبدعة للأيديولوجية حين تعبر عن إيمان و تصميم شعب عظيم

تغريـد
07-03-2009, 01:18
هذه الكلمات صاغها
الدكتور الجزائري
د. أحمد عروة رحمه الله
و ترجمها للعربية
د. عثمان أمين
ضمن الكتاب الرائع "الإسلام على مفترق الطرق "

و الذي حدثتكم عنه قبلا ضمن موضوع
"ولقد نصحت قومي بمنعرج اللوى * * * فلم يتبين لهم نصحي الا ضحى الغدِ!
"
http://www.phys4arab.net/vb/showthread.php?t=18107

و اليوم تتعاظم المؤامرة على العالم الإسلامي
و لكننا رغم السواد الكالح على يقين بأن الفجر قادم لا محالة
و نرجو أن نكون بالفعل نرى بوادره
و لعل الأزمة التي تعصف بالسودان حاليا تكون القشة التي ستقصم ظهر البعير
نرجو أن تكون البوادر التي نلمسها بوادر حقيقية لفجرنا الآتي

ربانة
09-03-2009, 15:14
الله يا غالية تغريد اتعرفين لي يومين وأنا اقرا في كتب للمفكر الاسلامي روجيه جارودي الذي دافع عن حياض الدين والذي اسلم لما رأه من روعة هذا الدين في كتابه حفاروا القبور اورد نصوصا كبيرة عن استهداف الدول الكبيرة في تحجيمها لقوى الدول النامية من استهداف شخصيتها وتمميها وهذا ما يحدث لنا بالفعل وبالتالي جعلها دول تابعة لهم ولاتستطيع ان تنفك عنها

جميل وقدير ورائع ما كتبته من هذا الكتاب دمت بخير

تغريـد
09-03-2009, 18:30
أشكرك ربانة بارك الله فيك و يسر لك سبل الخير