مشاهدة النسخة كاملة : الثقوب السوداء في كوننا.
ما هي الثقوب السوداء؟
الثقب الأسود عبارة عن جسم كثيف كتلته ضخمة متجمعة في نقطة صغيرة وينتج هذا عند انتهاء عمر النجم وموته كما يتميز مركزه بقوة جذب هائلة بحيث لا يستطيع أي شيء بما في ذلك الضوء-بالرغم من سرعته الكبيرة- من التحرر من قوة الجذب هذه مما يؤدي إلى سقوطه داخل هذا الثقب وامتصاصه ، ولا يمكن للضوء أن يصدر من الثقب أبدا لذلك فهو مظلم ولا يمكن رؤيته.
ولكي تستطيع الأجسام الانفلات والهروب من قوة جذب الثقب فيجب أن تمتلك سرعة كبيرة جدا تساعدها على التحرر والهروب منها.
ولدى البعض من الناس اعتقاد خاطيء عن الثقب الأسود، فيظن بعضهم أن الثقب الأسود عبارة عن فتحة تصريف كونيه كبيرة تمتص كل ما يحيط بها، و هذا ليس صحيح فقوة الجذب النابعة من مركز الثقب تعمل خلال مجال معين بحيث تؤثر فقط على الأجسام التي تعبر هذا المجال بينما النجوم والأجرام الأخرى البعيدة عنها بما فيه الكفاية فإنها لا تؤثر فيها أبدا و إلا لامتص الكون بأكمله داخل فتحة التصريف هذه.
ومما يجدر ذكره إن الزمن ينعدم تماما عند الثقب الأسود ، قد يكون من الصعب علينا أن نتخيل أن هناك نقطة في الفضاء لا يمر فيها الوقت ولكن هذا ما يحدث فعلا في مركز الثقوب السوداء.
كيف ينشأ الثقب الأسود؟
تكون الثقب الأسود عن موت وانتهاء عمر بعض النجوم الكبيرة الضخمة التي تصل كتلتها إلى 20 ضعف كتلة الشمس ، والتي تعرف بالنجوم العملاقة (giant stars) ، وبهذه الطريقة تتكون أكثر الأنواع شيوعا من أنواع الثقوب السوداء.
ومن المعروف أنه خلال حياة النجم الاعتيادية هناك سلسلة من الصراع الشديد والمتوازن بين قوتين متضادتين قوة الجذب لداخل النجم وقوة الضغط المندفعة للخارج ،ونتيجة للتفاعلات النووية التي تحدث في قلب النجم والتي تعزز قوة الدفع للخارج مما يجعلها تتغلب على قوة الجذب إلى الداخل بحيث تتساوى القوتين في معظم النجوم ولهذا تبقى النجوم ثابتة ومستقرة لتساوى القوتين. ولكن عندما يطلق النجم ويفقد بعضا من طاقته النووية المساعدة على اتزان القوتين تصبح اليد العليا الآن لقوة الانجذاب للداخل التي تفوق القوة المضادة لها فإن هذا يؤدي إلى انجذاب مكونات النجم إلى مركزه وانهياره على بعضه البعض بحيث تتركز كتلته الهائلة في نقطة صغيرة جدا حجمها الفعلي يساوي الصفر ، وعند المعالجة الرياضية للكتلة الضخمة والحجم الصفري ، نجد أن الكثافة عند هذه النقطة التي تعرف بـ المتفردة ( singularity ) تصل إلى مالا نهاية .
وللتغلب على قوة الجذب وعدم السقوط داخل الثقب فإن الجسم يحتاج لسرعة هروب أو انفلات( escape velocity ) كبيرة جدا تفوق سرعة الضوء ، وليس هناك أي جسم يحمل هذه السرعة ؛ لذا فإن كل ما يقترب من الثقب بما في ذلك الضوء فإنه يتعرض لقوة جذب عظيمة تسقطه في داخله. وتعرف المنطقة المحيطة بالثقب والتي عندها سرعة الهروب تساوي سرعة الضوء -أي أن الضوء بإمكانه الهروب من الانجذاب-بـ أفق الحدث (event horizon) .
كيف يبدو الثقب الأسود وكيف يتم رصده؟
من الصعب جدا رؤية الثقب الأسود ، لأن الضوء لا يصدر منه أبدا بل ينجذب إليه ويسقط فيه نتيجة الجذب الهائل لذا فهو مظلم ولا يمكن رؤيته.
إذاً إذا كنا لا نستطيع رؤيته ، فكيف عرفنا بوجوده وكيف يتم رصده في الفضاء؟
يعمد الفلكيون عند رصد الثقوب السوداء والتعرف إليها إلى طرق غير مباشرة وذلك بملاحظة ومراقبة تأثيرها على النجوم والغازات المحيطة بها. وإذا افترضنا أن هناك نظام مكون من نجمين قريبين من بعضهما البعض بحيث ينهار أحد هما وينتهي عمره متحولا إلى ثقبا أسودا ، فإن الآخر ينجذب إليه فتتكون مجموعة من الغازات والأتربة التي تحيط بمنطقة الثقب الأسود وتتحول الطاقة الحركية لهذه الغازات والأتربة إلى حرارة كما تنطلق أشعة اكس أيضا. وبهذا يستطيع العلماء قياس كلا من درجة الحرارة المنبعثة وسرعة الأجسام المتحركة حول الثقب وبالتالي يمكن رصده ومعرفة مكانه.
ويعرف الجزء المتوقد والساخن المحيط بـ أفق الحدث(event horizon) بالقرص المتنامي(accretion disk) .
--------------------------------------------------------------------------------
أنواع الثقوب السوداء
تصنف الثقوب السوداء تبعا لحجمها إلى ثلاث أنواع:
النجمية (stellar).
الضخمة الثقيلة(super-massive)
الصغيرة(miniature)
وهذه الأنواع تختلف أيضا في طرق نشأتها وتكونها.
وتتواجد الثقوب السوداء الضخمة (supermassive) في مراكز معظم المجرات بما فيها مجرتنا مجرة درب التبانة(Milky Way) وكتلتها تكافئ أضعاف كتلة الشمس ببلايين المرات.
وفي الجزء الخارجي من المجرة- حيث وجود النظام الشمسي - هناك مسافات واسعة جدا بين النجوم والكواكب ، بينما في مركز المجرة تتراص النجوم وتتلاصق فيما بينها مكونة كتلة ضخمة لديها قوة جذب هائلة مثلها مثل أي ثقب أسود. وتزداد الكتلة بزيادة عدد النجوم التي تدور في منطقة أفق الحدث (event horizon) وهذا يؤدي إلى انجذابها وسقوطها في مركز الثقب.
كما تظهر مجموعتين من الغازات المتعامدة على القرص المتنامي من الثقب الأسود والتي يصل طولها إلى الملايين من السنوات الضوئية والناتجة عن تفاعل جزيئات الغازات مع المجال المغناطيسي المحيط بالثقب الأسود.
هل جميع النجوم يمكنها التحول إلى ثقوب سوداء؟
النجوم التي تتميز بكبر كتلتها والتي تساوي على الأقل 20 ضعف كتلة الشمس هي فقط التي يمكنها التحول إلى ثقباً أسوداً عند موتها.
فالشمس مثلا لا يمكنها التحول إلى ثقبا أسودا نظرا لصغر كتلتها ، ولكنها عندما تتعرض للفقد في طاقتها النووية والناتجة عن سلسلة التفاعلات التي تحدث في باطنها ،فإنها ستتحول إلى قزم أبيض ( white dwarf) مثلها مثل النجوم ذات الكتل الصغيرة وذلك لوجود قوة تنافر بين الإلكترونات داخل القزم المتكون حديثا وهذه القوة كافية لتعاكس وتقاوم قوة الجذب فلا يتم انهياره كليا كما يحدث في الثقب الأسود.
متى تم اكتشاف الثقوب السوداء ومتى وصفت نظريا؟
في عام 1790 استطاع كلا من الإنجليزي (John Michell) والفرنسي (Pierre Laplace) وباستخدام قوانين نيوتن من اكتشاف والتنويه عن وجود ما يعرف بالنجوم غير المرئية ، كما استطاع كل منهما وبشكل مستقل عن الآخر من قياس حجم وكتلة المنطقة المحيطة بالثقب(event horizon) والتي عندها سرعة الانفلات تساوي سرعة الضوء.
وفي العام 1967 وضع الأمريكي (John Wheeler) مصطلح الثقب الأسود للنجم المنهار على بعضه والمتجمع في نقطة صغيرة.
جميع الحقوق محفوظة Copyright©2003-2004 , makphys.com
أنس فهمي
24-04-2009, 12:30
جزاك الله خيرا ً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا قرات عن هذا الموضوع في منتى فيزيائي
حيث ذكر ذلك في القران الكريم سورة التكويرفلا اقسم بالخنس ,الجوار الكنس )
الخنس_التي لاترى
الجوار_التى تجري
الكنس_التى تكنس بفعل الجاذبية
ولكم مني الشكر.:smile_71:
الأخ أنس,الأخت زمردا شكرا لمروركما الطيب ولا أنسى التعقيب على هذه المعلومة من الأخت زمردا
ولا نستغرب أن كل الخفايا الكونية والعلمية مذكورة في القرآن الكريم . أليست من صنع الخالق العظيم
والسلام
جزيتم كل خير على هذا الطرحـ المخصر والرائع
تقبلوا مـ روريـ
ولكم مني كل الشكر والتـ قديـ ر
[NEO [The Legend
25-04-2009, 15:25
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
معلومات جميله ALFA
بارك الله فيكِ وجزاكِ خيرا
الأخوة
mngh
[NEO [The Legend
bero
شكرا لمروركم الطيب
فيزيائي مجد
02-05-2009, 10:40
شكرا على هذه المعلومات الرائعة
abdo1612
05-05-2009, 15:33
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
أي شخص عايز يتوسع بمجال الثقوب السوداء يقرا لستيفن هوكن نصيحة
(بامكانك تحميل كتاب الكون بقشرة جوز من احد مواضيعي)
nuha1423
09-05-2009, 15:37
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان خالق الأكوان
بارك الله فيك وجزاك خيراً
* * * * * * *
abdo1612
09-05-2009, 22:29
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
المثنى1421
09-05-2009, 22:48
أشكرك على الطرح الجميل والمعلومات المفيدة .. مع أن الثقوب السوداء ما زالت محل عدة تساءلات والموضوع ما زال فيه متسع للأخذ والرد .
أولا سأشكر الاخوة اللذين شاركوا بالرد
وأنوه لكلام الأخ المثنى بأن الموضوع فعلا واسع وهناك الكثير من الأسئلة حوله وهذا المقال مختصر جدا
وسأترك مهمة طرح الأسئلة للأخوة في المنتدى والسلام
abdalhakeem
01-06-2009, 17:34
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين [QUOTE=abdo1612;317616]شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
أي شخص عايز يتوسع بمجال الثقوب السوداء يقرا لستيفن هوكن نصيحة
(بامكانك تحميل كتاب الكون بقشرة جوز من احد مواضيعي)اريدكل الاصدارات عن الثقوب السوداء موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
عوض الشيخ
26-06-2009, 07:32
هناك نوع اخر من الثقوب السوداء الدقيقة جدا وتظهر عند بداية الكون وتسمي primordial black holes ولكنها لا تعيش لفترات طويلة وذلك بسبب ما يعرف باشعاع هوكينز الذي يؤدي الي تبخرها
الله اعلم ,لم أسمع بها ممكن معلومات أكثر عنها
عمر الريسوني
02-08-2009, 16:07
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
بارك الله فيك أخي الفاضل alFa
على طرحكم العلمي المتعلق بالثقوب السوداء
فهذا الكون زاخر بالآيات العظيمة الشاهدة لعظمة الخالق
وقدرته الجلية في هذا الخلق البديع والمتماسك
وهو معمار مشيد بعلم مكين يفوق كل تصور
وكل جزء فيه يحقق تكاملا في المنظومته المسطرة بعناية محكمة
في أصغر جزئيات المادة المتماسكة وما دونها بعناصرها المختلفة
ان هذا الخلق أخي العزيز ليعد حقا أكبر من أي بعد تقديري حسمه العقل
في نطاق المادة وما بينها ، والعلم في جزئياتها لا يناقض علمها الأوسع
وهذا يشكل علما من الحقائق الكاملة والشاملة وبديع الصنع في ملكوت عظيم
فلا تفاوت في هذا الخلق المحكم ، وكل شيء بقدر موزون وبحسبان
وكل شيء مقدر تقديرا بقدر معلوم في أدنى تركيب المادة وما دونها في محيطها
فالنجوم لها دورة حياتية وتحولات عميقة في عناصرها الذرية
وتفاعلات وفق غايات مسطرة ، فالنجم عند بداية حياته يكون غنيا بالهيدروجين
ونتيجة للظغط الهائل والكبير في مركز النجم تزداد الطاقة الحرارية فتندمج ذرات
الهيدروجين لتكون الهيليوم والطاقة الحرارية الناتجة عن هذا التفاعل يجعل النجم
مشعا
والأمر المثير حقا والذي يدعو الى التساؤل العميق عن هذه الثقوب السوداء
رغم أن لي تحفظ على هذا المصطلح العلمي فما هو ما حقيقة سرها ودورها العميق في مركز المجرة؟
فهي لم تكن بهذه الكتلة في بداية عمر المجرة لكنها نمت مع المجرة
وهنا لا بد من الاشارة الدقيقة في قوله تعالى : فلا أقسم بالخنس
وهو قسم عظيم لهول هذه الحقيقة المتعلق بهذا النجم
خلال السبعينات والثمانينات استغرب عدد من العلماء من وجود أشعة سينية منبعثة من نجم
في مجرتنا درب التبانة وتم تفسير ذلك بوجود ثقب أسود قريب منه
وفي عام 1994 م من خلال رصد تلسكوب هابل للمجرة البيضاوية المسماة M 87
ثم رصد قرص من المادة والغبار الذي يدور بسرعة هاءلة في مركز تلك المجرة
ومن خلال رصد الأطياف الواردة من ذلك القرص ثم قياس سرعة دوران تلك المواد ما جعل الباحثين
يقدرون كتلة الجرم في مركز القرص بحوالي 4.2 بليون مرة كتلة الشمس مما جعلهم وضعوا تعريف
الثقب الأسود منطبقا على هذه الظاهرة الكونية الا أنها لا تقترب الى حقيقة ما نستجليه بعمق من هذه
الظاهرة ما لم يجليها لنا منشئها وخالق هذه الظاهرة الفريدة والمرعبة الخبير العليم الذي أحاط
بكل شيء علما ، فقد أتاحت صور المرصد شاندرا بدقة صوره تقدير حجم ثقب أسود بقطر يزيد على 150 مليون كيلومتر
أي المسافة بين الأرض والشمس ، وقال أحد الباحثين : ربما نرى الآن مولدا كهربائيا لأول مرة في الثقب الأسود
فالطاقة تقتلع من الثقب الأسود وتنتقل الى الجزء الداخلي من القرص الملتحم الدوار لتجعله أكثر سخونة وأكثر لمعانا
بالأشعة السينية ..
وكاستنتاج أولي أن هناك ثقوب سوداء - الخنس- دوارة من خلال رصد أطيافها ، وهذه النجوم الفريدة لها تأثير جذب قوية
وهي ما جاء في سياق الآية الكريمة والجليلة بعد القسم *فلا أقسم بالخنس - الجوار الكنس* الآية .
وهذا النجم - الخنس - يصدر طاقة مما يوافق القوانين الفيزيائية للميكانيك الحرارية ، التي تشير الى أن الطاقة المتحررة يجب امتصاصها -الكنس-من الغاز المحيط .
ان هذا النجم -الخنس- وهذه الظاهرة الفريدة استعصت كثيرا على العلماء وتعد أكثر الأفكار الفلكية غموضا ، فتركز الكتلة بدرجة مخيفة بدرجة تصبح فخا للجاذبية يجعل
يجعل كل المواد غير قابلة على الافلات منه حتى الضوء وكلمة -الخنس- تقترب أكثر من حقيقة هذه الظاهرة الكونية العجيبة وما يحيط بها من الأسرار المودعة في هذه النشأة الكونية البديعة .
تحياتي الخالصة لك أخي الفاضل
ولي نقاش موسع مع الاخوة الكرام
حول هذا المصطلح - الثقوب السوداء - الذي لا يقربنا الى حقيقة هذه الظاهرة الكونية الفريدة
محبكم : عمر الريسوني / الرباط
أهلا بك أخي ,أوافقك على أن" الخنس" مصطلح أبلغ من "الثقب الأسود" فليس في الوجود أبلغ من كلام الخالق تبارك وتعالى
وأود أن أسأل عن المثال الذي ذكرته حضرتك هل هو "كوكبة الدجاجة" ؟؟
كما أن الثقوب السوداء لاتطلق أي أشعة _على حد علمي_ فالفوتونات لا تستيع الافلات من الجاذبية العظيمة للثقب الأسود _الخنس_ أما أشعة هوكنغ فهي ناشئة من بعض الأشعة الدوارة في حدود أفق الحدث ...وإن كان في كلامي خطأ أرجو التصحيح.
mustafaabuahmed
03-08-2009, 16:22
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزى الله الكاتب خيرا
هل هنالك علاقه بين الثقب الاسود و الاسراء والمعراج ؟....
عمر الريسوني
03-08-2009, 18:34
أخي المحترم alfa
بارك الله فيك أخي العزيز وتحية طيبة خالصة
بالنسبة لسؤالك أخي الفاضل :
نعم هذا المثال عن هذا النجم هو في مركز كوكبة الدجاجة ، فلقد أشارت الأرصاد من المركبتين
شاندرا و XMM -نيوتن- الى تأكيد أن النجم في مركز كوكبة الدجاجة CYGNUS النجمية
هو ثقب أسود -الخنس- بينما كانت الأرصاد السابقة تجعل منه متأرجحا بين كونه ثقبا أسود -الخنس-
أو نجما نيوترونيا - طارقا - أي نابضا وهو ما عنته الآية الكريمة في قوله تعالى : (النجم الثاقب) .
ففي عام 1999 م تم اطلاق مركبتي رصد فضائيتين بالأشعة السينية تتمتع بامكانيات متفوقة عن سابقاتها
الأولى هي المرصد الفضائي الأمريكي شاندرا ، والثانية هي المرصد الفضائي الأوربي XMM -نيوتن- .
وكما هو معلوم أخي العزيز أن الرصد بالأشعة السينية غير ممكن من سطح الأرض نظرا لانحجاب هذا
النوع من الطيف الكهرومغناطيسي من الغلاف الجوي - السقف المحفوظ - .
لذا فالرصد يتم بواسطة مركبات فضائية تدور بمدارات- أفلاك - بعيدة عن الأرض وعن الأحزمة المشعة المحيطة بنا .
والثقب الأسود -الخنس- في أحدث التعاريف العلمية لمختصين في الفيزياء النظرية هو الجرم الذي لا يمكن للضوء الافلات منه
فهناك حقل شديد من الجاذبية .
وبناءا على هذا التعريف يجب النظر والجزم بالدلائل عن التأثير المباشر والهائل للثقب الأسود - الخنس - على ما يحيط به من غبار وغاز ونجوم .
والثقب الأسود- الخنس- يشع مقدارا هائلا من الضوء في المراحل الأولى من عمر المجرة بما يعرف بالكوازار كما بينت بعض الدراسات
وهناك دلائل حديثة تؤكد وجود الحديد في القرص الدوار المحيط بالثقب الأسود -الخنس- للمجرة الحلزونية المسماة MCG30-15 على بعد 100 مليون سنة ضوئية
ومن تحليل وجود الحديد استنتج الفريق العلمي أن الطيف الواسع من الأشعة السينية يأتي من الجزء الأكثر داخلية من القرص الدوار قبل أن تختفي المادة فيه
وهناك شيئا ما يزيد طاقة الحديد لتشع بهذا القدر الكبير من الأشعة السينية .
مع تحياتي الخالصة لك أخي العزيز
عمر الريسوني
عمر الريسوني
03-08-2009, 19:40
أخي المحترم alfa
كاضافة على استفسارك :
فعندما أجرى ستيفن هوكنغ حساباته ظهرت له نتيجة مزعجه وهي أنه حتى الثقوب السوداء-الخنس- غير الدوارة تبث جسيمات وهذه النتيجة كان يعتقد ستيفن أنها ناتجة عن اعتماده تقديرا خاطئا وأخيراً أكد له طيف هذه الجسيمات هو بالضبط ما قد يصدر عن جسم حار.
كيف يبدو أن الثقب الأسود -الخنس- يمكنه بث جسيمات مادمنا نعرف أن لا شي يمكنه الإفلات من أفق الحدث ، الجواب : كما تفيد نظرية الكم هو إن الجسيمات لا تصدر من داخل الثقب الأسود -الخنس- بل من (الفراغ) الفضاء الفارغ خارج أفق الحدث للثقب الأسود-الخنس- مباشرة وكي تتضح الصورة لابد من إعادة فكرة : إن ما نخاله فضاءا فارغا لا يمكن أن يكون فراغا تماماً لأن ذلك يعني أن جميع الحقول من الجاذبية وكهرومغنطيسيه سوف تكون صفرا بالضبط إلا أن قيمة الحقل ومعدل تغيره مع الزمن يشبهان موقع وسرعة الجسم: فمبدأ الارتياب يحتم أنه كلما عرفنا بالضبط واحدة من هاتين الكميتين تناقصت الدقة في الأخرى وهكذا ففي فضاء فارغ لا يمكن تحديد الحقل صفرا بدقه لأنه تكون له قيمه صفر ومعدل تغير صفر إذا لابد أن تكون هناك جسيمات في الفضاء تظهر تاره وتختفي تارة وتلغي بعضها تارة (ومن هنا ظهرت فكرة طاقة الصفر).
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/videos/newsid_7364000/7364882.stm
(مع تحفظ على هذا التقرير)
عمر الريسوني
04-08-2009, 00:56
أخي الفاضل محمد أبومصطفى
لقد تفضلتم بسؤالكم هل هناك علاقة بين الثقوب السوداء والاسراء والمعراج؟
وكجواب على تساؤلكم :
فالاسراء والمعراج آية من آيات الله تعالى *سبحان الذي أسرى بعبده* الآية
ويأتي في سياق الآية * لنريه من آياتنا * وأعرج بالرسول صلى الله عليه وسلم في السماوات العلا
حتى كان *قاب قوسين أو أدنى *
ولله آيات لا يحصيها العلم وهي بحر لا ساحل له ، وهذا الكون أخي العزيز له طبيعة مادية مخلوقة وكل ما يتم في نطاق هذا الخلق المحكم
والبديع قد لا نرى ما وراء أبعاده من أسرار، وكل الأسئلة التي يطرحها العقل هي في نطاق حدوده المادية كالأينية والمكانية والزمانية والنسبية والقبلية والبعدية والأحجام والمقادير ، وهذا من أهم ميزات المعرفة العقلية ، فكل محدود هو مخلوق متناهي مقهور للحدود ومتسم بالفقدان والعجز والانعدام والنقص والحاجة .
عندما سأل نبي الله موسى عليه السلام عن الرؤية ؟ قال الله عز وجل لموسى : لن تراني ولم يقل له سبحانه اني لا أرى أو لا تجوز رؤيتي وذلك لحكمة جلية وهي :
أن سمات الضعف المخلوقة في موسى وهو القادر أن يجعله يراه لكن الحكمة العادلة أن الرؤية لا تكون الا في الدار الآخرة .
وهو سبحانه لما تجلى للجبل جعله دكا وهذا أكبر برهان أن الله تعالى هو المحيط والمهيمن على كل خلقه ، وهو الذي أحاط بكل شيء رحمة وعلما وهو على كل شيء قدير
فالله سبحانه هو الأول والآخر والظاهر والباطن ، والعرش خلق الله وآية من آياته العظيمة ومن أعتى خلقه ، قال سبحانه وتعالى :* الرحمان على العرش استوى* وكلمة استوى علمها مطلق فهو سبحانه المحيط الجامع المهيمن على كل خلقه .
وقرب الله تعالى من عباده ليس قرب مسافات وهو الخالق العليم المحيط بكل خلقه بل هو قرب تحكمه أبعاد ما وراء المادة وهي جامعة ومهيمنة وعلمها عند الله عز وجل
قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي
وعندما تقدم علم الجسيمات الأساسية تبين أن ما وراء الكواركات لا يمكن أن يفسر الا بأنه طاقة وتقدمت الكشوفات وفق معادلات higgs وما يعرف بجسيمات higgs
وهذه الجسيمات تخترق كل شيء، لكن يبقى نطاقها المعرفي لا يتعدى المجال النظري وبحاجة الى اثباث ، وأسرار المادة لا تنتهي الى حد أو نظرية أو ما شابه في عوالم لا متناهية من الأسرار البديعة حيت يتبدد الزمان والمكان والمحدود وتتجلى قدرة الله تعالى جلية في آياته البديعة التي لا تعد ولا تحصى في خلقه وهوسبحانه بكل خلق عليم .
مع تحياتي الخالصة
عمر الريسوني
شكرا لك أخي لاغنائك الموضوع بمعلومات مفيدة
ولكن هل تم الجزم بأن هذا الجرم في كوكبة الدجاجة هو ثقب أسود_خنس_ فالكتب التي قرأتها تعود لأكثر من أربع سنوات وتشير إلى أن العلماء يقدرون وليسوا متأكدين أنه ثقب أسود_خنس_
عمر الريسوني
04-08-2009, 15:53
حفظكم الله أخي العزيز alfa
لقد كانت الثقوب السوداء -الخنس- حدسا علميا ، وأصبحت بعدها افتراضا تثبته النظريات ، لكن التطور الحاصل قي العلوم خصوصا ميكانيكا الكم-علم فرعي من علم الفيزياء- أصبحت حقيقة لا غبار عليها .
والأرصاد الأخيرة بالأشعة السينية ASCA مكنت من معلومات دقيقة للجرم المسمى CYG 7404 في المجموعة النجمية المسماة كوكبة الدجاجة أظهرت أن هذا الجرم يشفط
المادة من النجم الثنائي والغاز المتعجل تصل حرارته الى مليون مليون درجة مطلقة وكان الباحثون قبل هذه الأرصاد يشكون في أن الجرم المقصود هو نجم نيوتروني -الطارق- لكن هذه الأرصاد بينت بالدلائل والاستدلال أنه ثقب أسود-خنس- لعدم قدرة النجم النيوتروني - الطارق- على ايصال درجة الحرارة الى هذا المستوى .
والثقوب السوداء -الخنس- هو نجم ضخم تقلص الى حجم صغير (خنس)، مقارنة بحجمه السابق ، وهو ذو كتلة ضخمة تجعله يمنع حتى الضوء من الافلات ومغادرة مجال الجاذبية له فهو يجري ودوار يكنس كل شيء ، كما تتحول المادة المنجذبة اليه الى مقدار هائل من الطاقة .
-والخنس- ليس وحشا كاسرا سسيلتهم مجرة درب التبانة كما جاء في التقرير الغربي بل هو قدرة الله القوي العزيز في خلقه ، وكما سأل أحد الملوك بعض العلماء بعدما ضايقته ذبابة : لماذا خلق الله الذباب ؟؟؟ فأجابه العالم : ليذل بها الجبابرة . ، فسبحان من خلق وتبارك الله أحسن الخالقين ..
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/videos/newsid_7364000/7364882.stm
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لك أخي على التوضيح الجميل
سأبين الآن للأعضاء الكرام لماذا فضلنا مصطلح الخُنس على الثقب الأسود
إن مصطلح الخنس هو مصطلح بليغ يجمع صفات الثقب الأسود في كلمة واحدة
الخُنس هو جمع كلمة خنوس
خنوس: صفة مشبهة باسم الفعل وهذا يعني أن هذه الصقة ثابتة في الموصوف
ونجد أن خنوس أصلها الفعل الثلاثي خَنَس
خَنَس: تعني انقبض - تأخر - وأحيانا تأتي بمعنى تواري أي اختبأ و اختفى _المرجع معجم لسان العرب المحيط_
ونجد هنا أن الانقباض يشير الى انهيار المادة في كتلة النجم ليشكل الثقب الأسود أي أن الثقب الأسود نجم منقبض
والانقباض يعني أن تبقى الكتلة ثابتة مع نقصان الحيز الذي تشغله
التأخر هنا يشير إلى تمدد الزمن في الثقب الأسود
التواري أو الاختفاء يعني أننا لايمكننا رؤيته وهذه إشارة إلى عدم قدرة الأشعة الضوئية على الافلات من الجاذبية العظيمة للثقب الأسود
فبرأيكم أي المصطلحين أبلغ وأكثر دلالة إلى المعنى
الثقب الأسود أم الخُنس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
عمر الريسوني
06-08-2009, 18:59
حفظكم الله أخي العزيز وأحسنتم والله
وعلى الغرب أن يعي هذه الحقيقة العلمية الدامغة
وهي وان دلت على شيء فانها تدل على من منشئها
وخالقها ومبدعها المحيط بأسرارها العليم بخفاياها
والمتجلية في دقائق الاشارة في أوجز عبارة
وهو مصطلح دقيق في بحر هذا العلم
معك حق أخي ولكن أخشى أن أكون قد وقعت بمغالطة لغوية في مفرد كلمة _الخنس_ لأنني أوردت الافراد بالقياس فان كان بكلامي خطأ أرجو ممن لديه الدراية التصحيح فما كتب بالأعلى هو اجتهاد مني:)
عمر الريسوني
08-08-2009, 00:23
أخي العزيز alfa
هذه الكلمة وردت حقيقة في اشارة عظيمة بدأت بقسم عظيم *فلا أقسم بالخنس * الآية
وكل ما يرد بقسم في آيات كتاب الله عز وجل يحمل حقائق وآيات من عجيب الخلق وعلى العبد المؤمن تدبرها محفزا معارفه
وكلمة - الخنس- ليست مجهولة المعنى فيصح القياس حقيقة لا مجازا على هذه الظاهرة الكونية البرهانية
عمر الريسوني/ الرباط
زيد كاظم
08-08-2009, 05:26
سبحان الله ربي العظيم..
شكرا على هذه المشاركه الممتعه ووفقك الله لمزيد من العلم
الأستاذ عمر والأستاذ كاظم , سعدت بمروركما الذي عطر صفحتي فلكم مني جزيل الشكر
هذا موضوع صغير أتمنى أن يثير أعجابكم
بعد ثلاثة ايام على فوزه بجائزة نوبل للفيزياء في 2006، كان جورج سموت يتحدث عن الكون في مكتبه بجامعة كاليفورنيا مع العالم الكوني سول بيرلموتر ومرشح للفوز بالجائزة في المستقبل
وكان الحديث يدور حول بساطة الكون، واعتباره كونا للمبتدئين والاغبياء!ولكن سموت وبيرلموتر يعلمان انه ايضا كون الفائزين بنوبل، وكان اكثر تعقيدا في العقد الماضي. فمنذ اختراع التلسكوب قبل اربعة قرون اصبح الفلكيون قادرين على اكتشاف وظائف الكون ببساطة من خلال مراقبة السماء وتطبيق بعض الرياضيات والعكس صحيح. وعند الاخذ بعين الاعتبار اكتشاف الاقمار والكواكب والنجوم والمجرات وتطبيق قوانين نيوتن سنمتلك كونا يعمل مثل الساعة. وعند اخذ تعديلات اينشتاين لنيوتن وتطبيق اكتشاف الكون المتوسع سنحصل على الانفجار الكبير. يعتبر عمل سموت وبيرلموتر جزءاً من ثورة اجبرت زملاءهما على مواجهة الكون كله على خلاف ما كانوا يعرفونه سابقا، كونه خلق من 4% فقط من احدى المواد التي افترضناها دائما لتكون المادة التي كونت كل شيء من الانسان الى الكواكب والنجوم في مجرتنا وفي 125 مليار مجرة مكتشفة حتى الان. والباقي 96% من الكون هي ... من يعلم ؟
ويسميها الكونيون " المادة السوداء " وهي سوداء ليس لانها بعيدة او غير مرئية، ولكنها سوداء لانها غير معروفة حتى الان، وربما للابد.
واذا صح ذلك، هكذا تطور من المفترض انه لن يكون بدون نتائج فلسفية لتنوع التبدل الحضاري. ويشير الكونيون عادة الى هذه الاحتمالية كثورة كوبرنيكسية نهائية: ليس لان الارض لا تشكل مركزا لاي شيء فقط وانما لاننا لم نخلق من نفس المادة التي خلق منها معظم كل شيء. العلم مليء باستقراءات مبسطة للانسان الحديث. ولكن التناوب على تلك الدروس بتفاهة كان دائما بحيث اننا الان على الاقل نمتلك فهما اعمق وابسط للكون. ولذلك كلما ازدادت مراقبتنا كلما ازدادت معرفتنا. ولكن ماذا عن الاشياء الاصغر التي نستطيع مراقبتها؟ ماذا سيحدث للمعرفة الجديدة عندئذ؟ انه سؤال طرحه الكونيون على انفسهم حديثا، وربما سيصبح سؤالا سنوجهه الى انفسنا قريبا، لانهم اذا كانوا على صواب، عند ذاك سيحين الوقت لاعادة التفكير بافتراض جوهري: عندما ننظر الى السماء ليلا، سنرى الكون.
في 1963، اكتشف عالمان من مختبرات بل في نيوجيرسي اشارة مايكروفية اتت من كل اتجاه في السماء. وادرك المنظرون من جامعة برينستون قريبا ان تلك الاشارة ربما تكون الصدى من بداية الكون، كما توقعته فرضية الانفجار الكبير. عند اخذ فكرة ولادة الكون في كرة نارية بدائية وبدات تبرد منذ ذلك الحين، وتطبيق اكتشاف الاشارة الميكروفية بدرجة حرارة تنسجم بدقة مع درجة توقعها المنظرون ـ 2.7 درجة فوق الصفر ـ سنجد كونا كما نعرفه. ليس كون نيوتن مع فخامته والتقدم الابدي للاشياء اللطيفة، ولكنه كون اينشتاين، العنيف والمتطور والمليء بالولادات والوفيات مع الولادة الاكبر وربما الوفاة العائدة الى الكون نفسه.
ولكن في السبعينيات، بدأ الفلكيون بملاحظة شيء لم يبدو ملائما لقوانين الفيزياء. وجدوا ان المجرات اللولبية مثل مجرتنا كانت تدور حول نفسها بمعدل يجب ان يجعلها منذ القدم تتذبذب خارجة عن السيطرة وتتمزق طوليا وتطرح النجوم في كل اتجاه. وكانت المجرات تعيش بسرعة ولكن لا تموت فتية. ويبدو هذا مفارقة قادت المنظرين للتساؤل اذا كانت هالة اي شيء افتراضي اخر قد تكون غطاء لكل مجرة وتصغر كل قرص مسطح لولبي من النجوم والغاز الى حد نسبة الكتلة لتبقيه سليما جاذبيا. وعند استعارة مصطلح من الفلكي فريتز زويكي الذي استبان نفس المسألة بحركات مجموعة كاملة من المجرات بالعودة الى الثلاثينيات، عقودا قبل قيام اي شخص اخر باخذ الوضع بجدية، ويطلق الفلكيون على هذا اللغز الشائع " المادة السوداء ".
لذلك هناك في الكون اكثر مما تراه العين. ولكن اكثر بكم ؟ كان هذا السؤال الذي اراد فريق سول بيرلموتر الاجابة عليه في نهاية الثمانينيات. وارادوا فعليا تسوية قضية كانت تزعج الفلكيين منذ اكتشاف ادوين هابل في 1929 ان الكون يبدو متوسعا. واعتقدوا ان الجاذبية ستبطئ التوسع، وكلما ازدادت المادة كلما كبر تاثير الجاذبية. ولكن هل كانت كمية المادة في الكون كافية لابطاء التوسع حتى توقف في نهاية الامر، وهو سياق معاكس وتم افشاله في الانفجار الكبير؟ او اكانت كمية المادة ليست كافية تماما للقيام بذلك، وفي هذه الحالة سيتجه الكون للتوسع للابد ؟ مجرد كم تباطأ وتوسع الكون؟ وكانت الاداة التي استخدمها الفريق هي نوع محدد من النجم المنفجر، او النجم المستعر الضخم، والذي يمد سطوعا منتظما تقريبا ولذلك يعمل كما يسميه الفلكيون بشمعة قياسية. ومن خلال مقارنة كيفية ظهور هذا النجم ومقدار التغير الذي احدثه التوسع على ضياء النجم، سعى الكونيون الى تحديد معدل التوسع. وفي عام 1997 قام فريق بيرلموتر وفريق منافس بتجميع بيانات من اكثر من 50 نجماً مستعراً بينها ـ بيانات تكشف غرابة اخرى في الكون. لاحظ بيرلموتر ان هذا النجم لم يكن اسطع مما كان متوقعا ولكن اكثر عتمة. وتساءل ما اذا كان قد ارتكب خطا في ملاحظاته. وبعد اشهر قليلة، لاحظ ادم ريس من الفريق الدولي المنافس نفس المعنى العام في حساباته وتعجب من الشيء نفسه. ومع بداية 1998 اعلن الفريقان ان كلا منهما توصل الى نفس الاستنتاج، وكان على عكس ما توقعاه. لم يتعرض معدل توسع الكون الى الابطاء. وبدلا من ذلك، بدا انه يتسارع.
وفي نفس العام، نشر مايكل تورنر من جامعة شيكاغو وثيقة اطلق فيها على هذه القوة الجاذبية اسم " الطاقة السوداء " وكان الغرض من تسميتها سوداء كما فسرها مؤخرا هو لتسليط الضوء على التشابه مع المادة السوداء. والغرض من " الطاقة " هو صنع فارق. وفي هذه الحالة كان الادعاء اكثر استثنائية: بزوغ كون جديد.
ولم يحصل هذا للمرة الاولى. كنا نعتقد ان السماء مكونة من عدة الاف من الاشياء نستطيع رؤيتها بالعين المجردة. ولكن اختراع التليسكوب كشف انه لم يكن كذلك، وانه كلما راينا لمسافة ابعد كلما راينا اشياء اكثر: كواكب ونجوم ومجرات. واعتقدنا بعد ذلك ان السماء مكونة فقط من اشياء تستطيع العين رؤيتها بمساعدة التلسكوبات التي وصلت الى اولى النجوم وميضا في الحياة. ولكن اكتشاف الاطوال الموجية ما فوق المرئية كشف انه لم يكن كذلك، وانه كلما رأينا بالراديو او الاشعة تحت الحمراء او اجزاء اشعة اكس من الطيف الالكترومغناطيسي كلما اكتشفنا اكثر: دليل على الثقوب السوداء والانفجار الكبير وابعاد النجم الضخم كبدايات.
والصفة المميزة " للمادة السوداء " انها لا تقع فقط خارج مدى الرؤية ولكن ايضا ما وراء الطيف الالكترومغناطيسي الكلي. ومن كل الدلالات، فهي تتكون من بيانات لا تستطيع حواسنا الخمس كشفها الا بشكل غير مباشر. لا تصنع حركات المجرات احساسا ما لم نستدل على وجود المادة السوداء. ولا يصنع سطوع النجم الضخم احساسا ما لم نستدل على وجود الطاقة السوداء. انه ليس ذلك الاستدلال الذي لا يكون اداة قوية: تسقط تفاحة على الارض، فنستنتج الجاذبية. ولكن قد يكون ايضا اداة غير مكتملة: الجاذبية هي ...؟
المادة السوداء هي ... ؟ خلال ثلاثة عقود منذ موافقة معظم الفلكيين بشكل بات على مضض على وجود المادة السوداء، اهمل الملاحظون جوابا واضحا: تلك المادة السوداء صنعت من مادة طبيعية بعيدة جدا او معتمة جدا بحيث لا يمكن رؤيتها من سطح الارض. وينبغي ان تكون هذه المادة ضخمة جدا ووافرة جدا بحيث لا يتوقع فقداننا لها.
سيترك هذا المجال امام المادة الشاذة، او ما يسميه الفيزيائيون المادة اللاباريونية وتعني انها لا تتكون من بروتونات ونيوترونات مثل المادة الطبيعية. وهي لا تتفاعل عموما مع الكهرباء او المغناطيسية، ولذلك لا يمكننا رؤيتها، وتتفاعل نادرا حتى مع البروتونات والنيوترونات، ولهذا ربما تمر ترليونات من هذه الجزيئات من خلال الانسان كل ثانية بدون ان يعرفها المرء. وقلص المنظرون البحث عن جزيئات المادة السوداء الى مرشحين اثنين افتراضيين: الاكسيون و النيوترالينو. ولكن مساعي تكوين احدى هاتين الجزيئيتين الشبحيتين في المعجلات، والتي تقلد المستويات العالية من الطاقة في اول جزء من الثانية بعد ولادة الكون، اصبحت عديمة الجدوى. وكذلك مساعي الامساك باحدهما في مكشافات عالية التحسس، والتي يصل عددها الى بضعة عشرات حول العالم.
ويعلق فيزيائيو المادة السوداء امالهم على الجيل الاخير من معاجل الجزئ دون الذري. ويعتقد الكثير من الكونيين ان هذا المعاجل قد صنع جزيء المادة السوداء كما قال جورج سموت. ولكن احدى اوائل الفلكيين الذين حققوا في المادة السوداء في السبعينيات وهي فيرا روبن تقول انها توقعت في عام 1980 بان المادة السوداء ستعرف خلال عقد. مع ان عدة علماء يقولون ان وجود الاكسيون سيثبت او ينفى في غضون العشرة اعوام المقبلة، كنتيجة لعمل مختبر لورنس، فان كشف النيوترالينو هو بطريقة او باخرى اقل تحديدا. ونتيجة سلبية من اية تجربة قد تعني فقط ان المنظرين لم يفكروا بامعان كاف او ان الملاحظين لم ينظروا بعمق كاف. والتحدي مع الطاقة السوداء، مقارنة بالمادة السوداء، هو حتى اكثر صعوبة. الطاقة السوداء هي التي تجعل توسع الكون معجلا، ولكن، على سبيل المثال، هل ستتغير عبر الزمان والمكان؟ اذا كانت كذلك، حينها سيكون لدى الكونيون اسما لها: الجوهر. وان لم تتغير؟ في تلك الحالة، سيسمونها الثابت الكوني، وهو وجه لعامل رياضي ادرجه اينشتاين في معادلاته النسبية لتفسير لماذا لم يوسع الكون او يقلص نفسه خارج الوجود.
بعد اكتشاف الطاقة السوداء، استنتج بيرلموتر ان الجيل القادم من تلسكوبات الطاقة السوداء ستضم مرصداً فضائياً. ولكن البحث عن تمويل هكذا مشروع طموح قد يتطلب صبرا بقدر البحث عن هذه الطاقة نفسها. ومع ان بعض الكونيين بدأوا بعرض تحفظاتهم. في مؤتمر بجامعة دورهام في انكلترا العام الماضي، تساءلت لجنة مكونة من اكثر الاسماء بروزا في هذا المجال عن حكمة تخصيص اموال وقوة بشرية كبيرة لمسألة واحدة. واشاروا الى ما حصل عندما التمس فريق عمل الطاقة السوداء الممول حكوميا عن مقترحات لتجارب قبل سنوات قليلة. وكان الفريق يتوقع بضعة مقترحات، استنادا الى احد الاعضاء. وقد حصلوا على العديد منها. كان علم الكون يختار الطريقة المحفوفة بالمخاطر وليست كفوءة جدا من حيث الكلفة لتحقيق التقدم، كما ذكر احد اعضاء اللجنة.
ولكن حتى اذا اكتشف شخص ما ان الطاقة السوداء تتغير عبر الزمان والمكان ام لا، فان الفلكيين ما زالوا لا يعرفون ما هي الطاقة السوداء نفسها. الكون ليس هو قوانا على الادراك الحسي فقط والتي لم ترتق الى مستوى مهمة معرفة الكون، ولكن ايضا قوانا على الادراك. ان ادعاءات غير طبيعية مثل بزوغ كون جديد تتطلب دليلا غير طبيعي، ولكن ماذا اذا كان هذا الدليل بموضوعية فوق المعتاد؟ يدرك الفلكيون حاليا ان المادة السوداء ربما تتضمن مادة لا باريونية. وبخصوص ما تتضمنه الطاقة السوداء، نحن نعلم انها ليست طبيعية ايضا. في تلك الحالة، ربما هذه الجولة القادمة من الاثبات لن تكون ابعد من اي شئ نعرفه فقط ولكن ايضا ابعد من اي شيء نعرف كيفية معرفته.
وتزعج هذه الاحتمالية العلماء دائما ـ ما يسميه بيرلموتر " الاحساس بالتردد، ما توصلنا اليه مبني الى حد بعيد على القليل جدا". كان على الكونيين مواجهة تلك الامكانية طوال ولادة علمهم. وصمم سموت وجون ماثر من وكالة ناسا تلسكوب قمر صناعي كوني لهذا الغرض. وبحث هذا التلسكوب عن الفروقات الدقيقة بشدة في درجة الحرارة عبر الفضاء كله والذي يحمل سمة الكون عندما كان عمره اقل من ثانية. ووجد التلسكوب ان التقلبات الكمية ستلتئم في كون يتكون من 22% مادة سوداء و74% طاقة سوداء و4% مادة البشر. يمثل الجانب الاسود من الكون التمزق. وساعدت النسبية العامة في تفسير ملاحظات توسع الكون، التي ادت الى فكرة الانفجار الكبير والذي توقع ملاحظات خلفية الموجة الكهرومغناطيسية الكونية التي تؤدي الى احياء الثابت الكوني لاينشتاين والذي توقع ملاحظات النجم الضخم الذي ادى الى الطاقة السوداء. وما هي الطاقة السوداء؟
ان صعوبة الاجابة على السؤال جعلت بعض الكونيين يطرحون سؤالا اكثر عمقا: هل الطاقة السوداء موجودة؟ او هل هناك اي استدلال عليها؟ احد اكثر البراهين ثباتا لدى الكونيين عن وجود الطاقة السوداء وهو بخلاف الاستنتاجات المبكرة والذي تخلى عنه الفيزيائيون بنهاية الامر ـ الاثير الذي اعتقد فيزيائيو القرن 19 انه يعم الفضاء، على سبيل المثال ـ ويصنع هذا الاستدلال احساسا رياضيا. عند اخذ مكتشفات القرن العشرين، فهي لا تعني ان الطاقة السوداء هي اثير العصر الحالي. ولكن قد تعني ان مضامينها تمتد ابعد من علم الكون الى مسالة امضى اينشتاين 30 سنة من حياته بمحاولة لتسويتها: كيف يوحد فيزيائه الجديدة ذات الحجم الكبير جدا (النسبية العامة) مع الفيزياء الجديدة الصغيرة جدا (الميكانيك الكمية). ما الذي يجعل المتعارضين يعتبران الجاذبية.
وهذا لا يبتعد عن ملاحظة الفلكيين بان المادة والطاقة السوداويتين تتضمنان الجاذبية. استنادا الى النظرية الكمية، يمكن للجزيئات ان تندفع بقوة من وإلى الوجود. وفي هذه الحالة، ربما يكون الكون نفسه قد نشأ في هكذا اندفاع كمي. واذا تمكن كون واحد من الاندفاع داخل الوجود، حينها لماذا ليس اكوان عديدة ؟ ويقول العلماء ان العدد قد يكون 10 صعودا الى 500. ويبقى ايجاد دليل حتى وان كان استشنائيا على صحة النظريات العديدة القائلة بوجود عدة اكوان مثل الاكوان المتوازية والاكوان المتداخلة مهمة صعبة. ويأمل العلماء ان يتمكن الجيل الجديد من التلسكوبات فـي تحقيق ذلك خلال الاعوام العشرين المقبلةC:/Documents%20and%20Settings/Souhil/My%20Documents/iBالموضوعملف
أخي فتى الجحيم شكرا لك لمشاركتك ... لكن ألا ترى معي أن الكون هو ليس للمبتدئين أو الأغبياء فلو اطلعت على بداية العلوم لوجدت أنها كلها بدأت من الفلسفة وبخاصة الفلسفة الوجودية والتي بحثت بأصل الكون وإن كان الكون للمبتدئين والأغباء سنقول إن جميع الفلاسفة الذين قلبوا وجه العالم بأفكارهم أغبياء. وبهذا, الكون كله غبي لأنه تأئر بآرائهم
أنا لا أتفق معك أخي بهذا كما أن المادة المظلمة ما تزال غامضة ولا دليل أكيد على وجودها وانا معك أصدق بوجودها لكن لا أجزم بذلك وإن استطعنا أن نحل ألغاز 4% من المادة فلا بأس وإن كانت النسبة قابلة للزيادة سنرحب بذلك وعلى كلٍ أسعدني مرورك وإضافتك اللطيفة ولا بأس ان اختلفنا بالآراء
والعفو أخيsh'hk
يعطيك العافية
بارك الله فيك
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir
diamond