nuha1423
24-04-2009, 09:27
بسم الله الرحمن الرحيم
نحن العرب قساة جفاة
للدكتور: عايض القرني
اكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين
وأخشى أن أُتَّهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف
ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أحبُ إليّ من أمريكا وأوربا مجتمِعَتين،
ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني يقول تعالى:
(( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ ))[آل عمران:113]،
وقد أقمت في باريس أُراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وانظر إلى تعاملهم
فأجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر،
أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة،
أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة،
وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي،
ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى،
ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر،
نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله.
فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق وتصحّر في النفوس
حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر،
الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس،
من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء،
من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى،
من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء
حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له،
وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه،
الشرطي صاحب عبارات مؤذية،
الأستاذ جافٍ مع طلابه،
فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق
وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع،
وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس،
وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية،
المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا،
في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة،
من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق،
ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة،
لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين.
يتبع
نحن العرب قساة جفاة
للدكتور: عايض القرني
اكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين
وأخشى أن أُتَّهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف
ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أحبُ إليّ من أمريكا وأوربا مجتمِعَتين،
ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني يقول تعالى:
(( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ ))[آل عمران:113]،
وقد أقمت في باريس أُراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وانظر إلى تعاملهم
فأجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر،
أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة،
أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة،
وأنا أفخر بأني عربي؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي،
ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى،
ولكننا لم نزل نحن العرب من الجفاء والقسوة بقدر ابتعادنا عن الشرع المطهر،
نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله.
فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق وتصحّر في النفوس
حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر،
الجندي يمارس عمله بقسوة ويختال ببدلته على الناس،
من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته وخارج البيت نعامة فتخاء،
من الزوجات زوجة عقرب تلدغ وحيّة تسعى،
من المسؤولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء
حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له،
وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه،
الشرطي صاحب عبارات مؤذية،
الأستاذ جافٍ مع طلابه،
فنحن بحاجة لمعهد لتدريب الناس على حسن الخُلُق
وبحاجة لمؤسسة لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع،
وبحاجة لمركز لتدريس العسكر اللياقة مع الناس،
وبحاجة لكلية لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية،
المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا،
في البلاد العربية يلقاك غالب العرب بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة،
من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق،
ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة،
لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين.
يتبع