مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة وقفات مع كتاب الداء والدواء
الركن الهادئ
12-05-2009, 23:29
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعضاء ملتقى الفيزيائيين العرب سوف اقدم لكم بعون الله وقفات مع كتاب الداء والدواء لابن القيم الرائع ارجو الفائدة للجميع
الوقفة الأولى
الدعاء من انفع الأدوية
وهو عدو البلاء يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله اويخففه اذا نزل وهو سلاح المؤمن كما روى الحاكم في حديث علي بن ابي طالب
(الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض)
وله مع البلاء ثلاث مقامات
احدها: ان يكون اقوى من البلاء فيدفعه
الثاني: ان يكون اضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد ولكن قد يخففه وان كان ضعيفا
الثالث: ان يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم (لايغني حذر من قدر والدعاء ينفع ممانزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء)
وفي الحديث(لايرد القدر الا الدعاء ولايزيد في العمر الا البر وان الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)
ومن انفع الأدوية الالحاح في الدعاء
وفي الحديث (ان الله يحب الملحين في الدعاء)
قال مورق ((ماوجدت للمؤمن مثلا الارجلا في البحر على خشبة فهو يدعو يارب يارب لعل الله ان ينجيه))
nuha1423
13-05-2009, 00:56
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك خيراً
رائحة المطر
13-05-2009, 12:43
كتاب رائع جدا..
متابعين معك ...
الركن الهادئ
13-05-2009, 23:24
الوقفة الثانية
ومن الآفات التي تمنع ترتب اثر الدعاء عليه ان يستعجل العبد ويستبطئ الاجابة فيستحسر ويدع الدعاء
وهو بمنزلة من بذر بذرا او غرس غرسا فجعل يتعاهده ويسقيه فلما استبطأ كماله وادراكه تركه واهمله
وفي البخاري عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((يستجاب لأحدكم مالم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي ))
nuha1423
14-05-2009, 02:03
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
تابعي وقفاتك جزاك الله خيرا
متابعة معك لا حرمك الله الأجر
الركن الهادئ
14-05-2009, 21:38
الوقفة الثالثة
يعلمنا ابن القيم ماهي آداب الدعاء فيقول:
اذا اجتمع مع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب وصادف وقتا من اوقات الاجابة الستة(الثلث الخيرمن الليل - عند الآذان - وبين الأذان والاقامة
وعند صعود الامام يوم الجمعة على المنبر - اخر ساعة بعد عصر الجمعة ) وصادف خشوعا في القلب وانكسارا بين يدي الرب وذلا له وتضرعا ورقة واستقبل القبلة وكان على طهارة ورفع يديه الى الله وبدأ بحمدالله والثناء عليه ثم ثنى بالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثم قدم بين يدي حاجته الى التوبة والاستغفار والح عليه في المسألة وتملقه ودعاه رغبة ورهبة وتوسل اليه بأسمائه وصفاته وتوحيده وقدم بين دعائه صدقة فان هذا الدعاء لايكاد يرد ابدا
الدعاء باسم الله الأعظم
في جامع الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم (قال اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين (والهكم اله واحدلااله الاهو الرحمن الرحيم)(الم الله لااله الاهو الحي القيوم)
عن الحسن قال : ((كان رجلا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى ابا معلق وكان تاجرا يتجر بمال له ولغيره يضرب في الآفاق وكان ناسكا ورعا فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح فقال له ضع ما معك فاني قاتلك قال ماتريد من دمي فشأنك والمال قال اما المال فلي ولست اريد الادمك قال اما اذا ابيت فذرني اصلي اربع ركعات قال صل مابدا لك فتوضأ ثم صلى اربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة ان قال ((ياودودياذا العرش المجيد يافعال لماتريد اسألك بعزك الذي لايرام وبملكك الذي لايضام وبنورك الذي ملأ اركان عرشك ان تكفيني شر هذا اللص يامغيث اغثني ثلاث مرات فاذا بفارس اقبل بيده حربةقد وضعها بين اذني فرسه فلما بصر به اللص اقبل نحوه فطعنه وقتله ثم اقبل اليه فقال قم فقال من انت بأبي انت وامي فقد اغاثني الله بك اليوم فقال اناملك من اهل السماء الرابعة دعوت بدعائك فسمعت لأبواب السماء قعقعةثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي دعاء مكروب فسألت الله ان يوليني قتله ))
قال الحسن فمن توضأ وصلى اربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان اوغير مكروب
nuha1423
14-05-2009, 22:22
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رعاك الله وجزاك خيراً
الركن الهادئ
06-06-2009, 23:10
وكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه فضيعوا امره ونهيه ونسوا انه شديد العقاب وانه لايرد بأسه عن القوم المجرمين ومن اعتمد على العفو مع الاصرار على الذنب فهو كالمعاند وقال معروف رجاؤك لرحمة من لاتطيعه من الخذلان والحمق وقال بعض العلماء من قطع منك عضو في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم لا تأمن ان تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا
قيل للحسن نراك طويل البكاء فقال اخاف ان يطرحني في النار ولا يبالي
وسأل رجل الحسن فقال يابا سعيد كيف نصنع بمجالسة اقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تنقطع فقال والله لأن نصحب اقواما يخوفونك حتى تدرك امنا خير لك من ان تصحب اقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف
أنس فهمي
07-06-2009, 00:04
جزاك الله خيرا ً أيها الركن الهادئ على الوقفات الإيمانية الرائعة
بارك الله فيك
nuha1423
07-06-2009, 01:31
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقال بعض العلماء من قطع منك عضو في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة على نحو هذا
وسأل رجل الحسن فقال ياأبا سعيد كيف نصنع بمجالسة أقوام يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تنقطع فقال والله لأن نصحب أقواما ً يخوفونك حتى تدرك أمنا خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف
كتاب قيم ورائع بكل حرف فيه
بارك الله فيك وجزاك خيراً
تابعي
( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمين )
جعلنا الله وإياك منهم
الركن الهادئ
07-06-2009, 22:06
سوف اكمل السلسلة ان شاء الله وبارك الله فيك
رائحة المطر
07-06-2009, 23:09
بورك فيك ..
متابعين معك لا حرمك الله الاجر ..
الركن الهادئ
12-06-2009, 01:34
الوقفة الخامسة
وذكر الامام ابن القيم احاديث في باب الخوف من الله
قال الامام احمد بن حنبل عن طارق بن شهاب يرفعه ((عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب قالوا كيف ذلك يارسول الله قال مررجلان بقوم لهم صنم لايجوزه احد حتى يقرب له شيئا فقالوا لأحدهما قرب فقال ليس عندي شئ قالوا قرب ولو ذبابا فقرب فخلوا سبيله فدخل النار وقالوا للآخر قرب قال ماكنت لأقرب لأحد شيئا من دون الله عزو جل فضربوا عنقه فدخل الجنة)
يقول ابن القيم
وربما اتكل بعض المغترين على مايرى من نعم الله عليه في الدنيا وانه يعتني به ويظن ان ذلك من محبة الله له وانه سيعطيه في الآخرة افضل من ذلك فهذا من الغرور
وفي الحديث( اذارأيت الله عز وجل يعطي العبد من الدنيا على معاصيه مايحب فانما هو استدراج ثم تلا قوله تعالى (فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيئ حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون )
وفي الحديث ( ان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب ولايعطي الايمان الامن يحب)
وقال بعض السلف : رب مستدرج بنعم الله عليه وهو لايعلم ورب مفتون بثناء الناس عليه وهو لايعلم ورب مغرور بستر الله عليه وهو لايعلم
بارك الله فيك على هذه الوقفات
وجزاك كل الخير
الركن الهادئ
12-06-2009, 13:50
الوقفة السادسة
ويطرح الامام ابن القيم سؤال مهم ويضع لنا الاجابة الشافية
س- كيف يجتمع التصديق الجازم بالمعاد والجنة والنار والتخلف عن العمل
اسباب التخلف عن العمل منها
ضعف العلم ونقصان اليقين
وقد سأل ابراهيم الخليل ربه ان يريه احياء الموتى عيانا بعد علمه بقدرة الرب على ذلك ليزداد طمأنينة ويصير المعلوم غيبا وشهادة
[SIZE="6"]فاذا اجتمع الى ضعف العلم عدم استحضاره او غيبته عن القلب كثيرا من اوقاته او لاكثرهالاشتغاله بما يضاده وانضم الى ذلك تقاضي الطبع وغلبات الهوى واستيلاء الشهوة وتسويل النفس وغرور الشيطان واستبطاء الوعد وطول الأمل ورقدة الغفلة وحب العاجلة ورخص التأويل والف العوائد فهناك [COLOR="Sienna"]لايمسك الايمان في القلب الا الذي يمسك السموات والأرض ان تزولا وبهذا السبب يتفاوت الناس في الايمان والأعمال حتى ينتهي الى ادنى مثقال ذرة في القلب
nuha1423
12-06-2009, 15:30
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك خيراً
nuha1423
15-06-2009, 18:37
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيراً
الركن الهادئ
15-06-2009, 19:54
الوقفة السابعة
ومما ينبغي أن يعلم أن من رجا شيئا استلزم رجاؤه ثلاثة أمور أحدها : محبته مايرجوه والثاني :خوفه من فواته والثالث سعيه في تحصيله بحسب الامكان
وأما رجاء لايقارنه شيء من ذلك فهو من باب الأماني والرجاء شيء والأماني شيء آخر
والسائر على الطريق إذا خاف أسرع السير مخافة الفوات وفي الحديث (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة)
والله وصف أهل السعادة بالاحسان مع الخوف ووصف الأشقياء بالاساءة مع الأمن
فهذا الصديق يقول :وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن وذكر ايضاً أنه كان يمسك بلسانه ويقول هذا الذي أوردني المهالك
وكان في وجه عمر بن الخطاب خطان أسودان من كثرة البكاء ,
وهذا عثمان بن عفان كان إذا وقف على القبر يبكي حتى تبتل لحيته وقال :لو أنني بين الجنة والنار لاأدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم الى أيتهما أصير
nuha1423
15-06-2009, 21:11
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومما ينبغي أن يعلم أن من رجا شيئا استلزم رجاؤه ثلاثة أمور أحدها : محبته مايرجوه والثاني :خوفه من فواته والثالث سعيه في تحصيله بحسب الإمكان
بارك الله فيك
متابعين معك جزيت خيراً
الركن الهادئ
19-06-2009, 10:24
[ ويفصل لنا ابن القيم في هذه الوقفة دواء الداء الذي إن استمر أفسد دنيا العبد وآخرته
فما ينبغي أن يعلم : أن الذنوب والمعاصي تضر ولاشك أن ضررها في القلوب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر وهل في الدنيا والآخرة شرور وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي ؟
فما الذي أخرج الوالدين من الجنة؟
وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وباطنه أقبح من صورته وأشنع ؟
وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رأس الجبال ؟
وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد؟
[ قال الإمام أحمد ((لما فتحت قبرص فرق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض فرأيت أبا الدر داء جالسا وحده يبكي فقلت: يا أبا الدر داء مايبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟ فقال ويحك ياجبير ماأهون الخلق على الله عزوجل ؟إذا أضاعوا أمره بينما هم أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى))
وفي الحديث ((لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم ))
وفي الحديث ((إذا أظهر الناس العلم وضيعوا العمل وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا بالأرحام لعنهم الله عز وجل عند ذلك فأصمهم وأعمى أبصارهم ))
وذكر ابن أبي الدنيا ((أن الأرض تزلزلت على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها ثم قال اسكتي فإنه لم يأن لك بعد ثم التفت إلى أصحابه فقال :إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه ثم تزلزلت على عهد عمر بن الخطاب فقال :أيها الناس ماكانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه والذي نفسي بيده لئن عادت لاأساكنكم فيها أبداً )
nuha1423
20-06-2009, 14:12
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام أحمد ((لما فتحت قبرص فرق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض فرأيت أبا الدر داء جالسا وحده يبكي فقلت: يا أبا الدر داء مايبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟ فقال ويحك ياجبير ماأهون الخلق على الله عزوجل ؟إذا أضاعوا أمره بينما هم أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى))
وفي الحديث ((لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم ))
وفي الحديث ((إذا أظهر الناس العلم وضيعوا العمل وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا بالأرحام لعنهم الله عز وجل عند ذلك فأصمهم وأعمى أبصارهم ))
وذكر ابن أبي الدنيا ((أن الأرض تزلزلت على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها ثم قال اسكتي فإنه لم يأن لك بعد ثم التفت إلى أصحابه فقال :إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه ثم تزلزلت على عهد عمر بن الخطاب فقال :أيها الناس ماكانت هذه الزلزلة إلا عن شيء أحدثتموه والذي نفسي بيده لئن عادت لاأساكنكم فيها أبداً )
أين نحن من هؤلاء
تتزلزل الأرض أمامنا وتقوم الأعاصير
والسيول والفيضانات والجفاف
سبحان الله ونحن غافلون
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
اللهم رد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً
شكراً لك
nuha1423
11-01-2010, 20:44
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بانتظارك
تابع
طال غيابك
جزيت خيراً
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir
diamond