المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطر اليورانيوم(معلومات عامة)


*بيان*
30-05-2009, 21:02
آثار اليورانيوم المستنفد (المنضب) على الانسان:

يعتبر الانسان المتضرر الاول من تاثير المواد المشعة ولاسيما النووية منها. إذ تتالف معظم مصادر الاشعة الخارجية من الإشعاعات غاما والأشعة الكونية الخطرة جداً. كما ان المصادر الداخلية الناجمة عن تحلل المواد المشعة في الأرض تسبب مشاكل اضافية لاتقل عن المصادر الخارجية.

لقد أثبتت الدراسات ان المساكن التي تقع في أماكن مرتفعة هي أكثر عرضة للأشعة من المساكن المنخفضة، يصل مستوى الأشعة عند مستوى سطح البحر الى 0.15 راد/السنة، بينما في طبقات الجو العليا ولاسيما داخل أحزمة (فان الان) فتصل الى 1000 راد/السنة، ولهذا يسعى رواد الفضاء عادة الى اجتياز هذه الطبقة بأقصر مدة زمنية خلال الرحلات الفضائية.

اصدرت الهيئة العالمية للحماية من ضرر الإشعاع (lcrp ) أنظمة حددت بموجبها جرعة الإشعاعات المسموح بها للكائن البشري بـ100 ميللي راد في الاسبوع، أو 5 راد في السنة بشرط أن لاتزيد كمية الاشعة المتراكمة عن 250 راد طيلة العمر.



الرادار:-

هي كمية الاشعاعات التي تنتج مقدارا من القدرة الضارة يعادل وقع (تأثير ضرر) 100/أرغ على غرام واحد من الانسجة الحيوية.

يتعرض الانسان بوجه عام الى 1ميللي راد من الاشعة في السنة صادرة عن التلفزيون، كما يتعرض الى 2 ميللي راد من ساعة اليد أو ساعة الحائط إذا كانت مطلية بمادة الراديوم وقد تتراكم لغاية 1 راد في السنة، كما يتعرض الانسان الى 1 راد من التصوير الشعاعي في السنة، لكن على مستوى الانسان ككل فلا تتعدى 50 ميللي راد في السنة عادة، كما يتعرض رجل الفضاء الى مايعادل 150 راد في السنة الواحدة خلال وجوده في الفضاء.

نستطيع استخدام جرعة شعاعية لغاية 6000 راد من المعالجة من مرض السرطان ضمن منطقة محددة جداً من جسم الانسان. أثبتت الدراسات أيضاً ان مستوى الاشعاعات إذا زاد الى 10000 راد، فإن الانسان يموت بعد عدة أيام عادة. كما أثبتت الدراسات والاختبارات ان تاثير الاشعاعات يختلف حسب الجنس، فالرجل لايستطيع تحمل أكثر من 1000 راد، بينما المرأة لاتستطيع تحمل أكثر من 300 راد. ان تأثير الاشعاعات يرتبط كثيراً بالعمر وبصحة المريض. تكون الاشعة أكثر خطورة على الخلايا حديثة التكوين، وتشكل خطورة أكبر على المرأة في فترة المراهقة، كما ان بعض اجزاء الجسم أكثر حساسية تجاه الاشعة من غيرها مثل: الخلايا العصبية، خلال الامعاء، الكلية، الدم، الاعضاء التناسلية، الكبد، المورثات...الخ.

إن خطورة الاشعاعات تكمن بأنها تدخل الى داخل نواة الخلية الحية فتدمر كامل محتوياتها ولاسيما السجل الوراثي (DNA) وبالتالي تصبح الخلية مخبولة ولاتستطيع ان تنقسم الى خلايا جديدة يمكن ان تقوم بوظائفها، والخطورة الكبرى على خلايا الدم الحمراء التي لاتحتوي على نواة وبالتالي عندما تموت لايمكن ان تتجدد، والاخطر من ذلك إذا اصابت الاشعة مراكز توليد الكريات الحمراء في الطحال أو النخاع العظمي. كما ان خلايا الاعصاب ليست بطبيعتها قادرة على الانقسام، مما تسبب خطورة كبيرة عليها، أما الخلايا البيضاء فإنها عندما تُصاب تفقد الانسان المناعة ويصبح الانسان اشبه بمريض الايدز لايستطيع ان يقاوم الجراثيم.

يصعب اكتشاف الاشعة فهي بلا لون ولارائحة ولاطعم ولايستطيع الانسان ان يتعرف عليها باللمس، برغم ذلك فإن بعض الناس يشعرون بوخز عندما يصل مستوى الاشعة الى 10 راد فوق الجلد.

تدخل أغلب الاشعة الى جسم الانسان عن طريق الفم والتنفس وصعب عليها الدخول عبر الجلد.



إن من أهم عوارض الاشعة العالية المستوى على الانسان هي: الغثيان - القيء - النزيف الدموي - الاسهال - فقر الدم - فقدان الذاكرة - نقص الوزن - فقدان الشهية على الطعام - خوار القوى - ابيضاض الشعر - ضعف البصر - الشيخوخة المبكرة - ضعف القدرات الجنسية - احمرار الجلد .........الخ.

جرت دراسات واختبارات عديدة في العالم على تاثير الجرعات الاشعاعية على مختلف الكائنات ووضع لذلك معايير ومصطلحات مثل (LD-50) تعني الجرعة من الاشعة التي تؤدي الى موت 50% من الموضوعين تحت الاختبار والمعرضين للأشعة، كما وضع المصطلح (LD_50/30) الذي يعني الجرعة الاشعاعية اللازمة التي تؤدي الى موت 50% من الكائنات الموضوعة تحت الاختبار خلال 30 يوماً.

النفايات النووية:

يقدر حجم النفايات الطبيعية الصادرة عن الانسان والزراعة والصناعة وغيرها بـ770 مليار طن أي يقدر نصيب الفرد في الكرة الارضية بـ120 طن/فرد/سنة. كما يقدر العلماء ان النفايات الضارة ولا سيما النفايات النووية فتصل لوحدها الى 400 مليون طن في السنة، أي أكثر من 1 مليون طن في اليوم. كما يقدر حجم النفايات الملوثة للبيئة والمضرة بالانسان في بعض الدول بـ:

- 70 مليون طن سنوياً في أمريكا.

- 50 مليون طن في الاتحاد السوفياتي السابق.

- 35 مليون طن في أوروبا.

ان نواتج المفاعلات النووية الخطرة كثيرة جداً، ويمكن ان يصدر من هذه المفاعلات أكثر من 1300 نظير، منها مواد مشعة واخرى عناصر مشعة ضعيفة وثالثة عديمة الخطورة وكل مادة تلامس أجزاء المفاعل أثناء عمله تصبح مشعة بما في ذلك الماء وضارة بالانسان والبيئة. عادة تهدأ هذه النواتج تدريجياً ويستمر نشاطها الإشعاعي حتى 500 سنة، حيث تُعاد هذه النفايات الى تربة الأرض بعد ذلك. لكن بشرط دفنها ضمن شروط فنية قاسية فور خروجها من المفاعلات كما ذكرنا مدة 500 سنة في باطن الارض أو في البحار.

يكلف عادة دفن طن واحد من هذه النفايات في امريكا وأوروبا 2000 دولار، بينما لاتزيد التكلفة عن 200 دولار في الدول النامية وربما يدفن سراً ومجاناً فيها بدون معرفة الحكومة والشعب.

يتوفر لدى امريكا 70 مليون كيلوغرام من اليورانيوم المنضب/المستنفد/ تكفي لصنع أكثر من 500 مليون قنبلة مما يزيد الامور خطورة على الانسان والبيئة.

ان اكثر المفاعلات قد بنيت منذ عشرات السنين ويقدر عمر المفاعل عادة بين 40 - 35 سنة، أي يجب تفكيك المفاعلات القديمة وهذا يتطلب شروط فينة على غاية من التعقيد والكثير من التكاليف وتستغرق زمناً طويلاً تفوق جميعها بناءها. إذ ان رأس دبوس من مادة مشعة يحتاج لمنع أصراره مالايقل عن 3 طن من الاسمنت.

أخيراً أصبح بالامكان صنع قنبلة نووية صغيرة تعادل 1 كيلو طن من مادة (TNT) بحجم فنجان قهوة أو حتى بحجم قلم، فيما اذا استخدمنا عنصر كاليفورنيوم (Cf) أو عنصر امريكيوم (Am).

تجدر الاشارة الى اننا كي نخفض أشعة غاما الى العشر (طاقتها 2 مليون اليكترون فولت)، فإنه يلزم سُمْك 48 سم من الماء أو 25 سم من الباطون المسلح، او 6.7 سم من الحديد، أو 4.3 سم من الرصاص.

بينما يمكن 1سم من الالومنيوم إيقاف جمع البروتونات والالكترونات المنطلقة من العناصر المشعة.إن ضرر أشعة غاما هو أقل ضرراً من النيوترونات بـ50 مرة.



اليورانيوم المستنفد (المستنفد - المنضب) Depleted Uranium

لقد وجدنا سابقاً بأن اليورانيوم الطبيعي يتالف من ثلاثة نظائر، الفعّال منها هو اليورانيوم U-235 الذي يشكّل نسبة 0.7% فقط. عندما نرفع هذه النسبة عندئذ يسمى باليورانيوم المخصب وعادة يجب ان تكون نسبة التخصيب 10% أو 20% أو لغاية 50% حتى يصلح هذا اليورانيوم لصنع القنبلة الذرية. ان التخصيب لغاية 5% لايصلح لصنع القنابل الذرية لهذا تتسامح به هيئة الطاقة الذرية العالمية ولاتعتبره خطراً أما اذا خفضنا نسبة اليورانيوم الفعّال U-235 عن نسبة 0.7% فيسمى باليورانيوم المستنفد(المستنفد - المنضب) وغالباً مانحصل على اليورانيوم المستنفد من المخلفات النووية من المحطات الكهربائية النووية أو من المفاعلات المخصصة للأغراض العسكرية أو لأغراض علمية. تكون نسبة اليورانيوم الفعّال في هذه الحالة بين 0.3 - 0.2% . بغية انتاج قذائف أكثر تدميراً وقتلاً فقد استخدم في بادىء الامر مادة التنغستين، لما لهذه المادة الثقيلة من القدرة على الاختراق أكثر ولاسيما الدبابات، لكن سرعان ماتبين انه يمكن وبشكل أفضل استخدام اليورانيوم المستنفد الذي هو أثقل من الرصاص بـ1.7 مرة وأكثر اختراقاً من معدن التنغستين بـ20% حين تصطدم القذيفة الحاوية على اليورانيوم المستنفد وبخاصة بالدبابة أو غيرها فإن درجة الحرارة الآنية ترتفع لأكثر من عشرة الاف درجة مئوية تؤدي الى تبخر معادن الدبابة وأكسدتها وتنتشر على شكل غبار ضار جداً على الانسان ولمسافات بعيدة. ان هذا الغبار المؤكسد يدخل جسم الانسان عن طريق التنفس ويصل الى الرئة لأن ابعاد ذراته من مرتبة مكرون ويكون مفعوله إما ساماً أو مشعاً. أكد العالم الالماني (ولفانغ كولاين) الخبير لدى الحكومة للحماية من الأشعة بأن اليورانيوم المستنفد إذا ترسب على جرح أو طعام أو في الهواء عندئذ تكون اشعته ومفعوله قوياً. يعتبر الكثير من العلماء بأن حرب الخليج الثانية عام 1991 بمثابة حرب نووية حيث اسقط الامريكان والانكليز على العراق مايقرب من مليون قنبلة تحوي على اليورانيوم المستنفد. منها 14 الف قذيفة عيار 120 و 105ملم، وكذلك أكثر من 940 الف قذيفة صغيرة من عيار 25ملم و30 ملم. علماً بأن كل قذيفة تحتوي على اليورانيوم المستنفد ومخصصة للطائرات يكون في داخلها 330 غرام من هذا اليورانيوم والقذيفة المخصصة للدبابة تحتوي على 4500 غرام أي مجموع ما اسقط كان بين 300 - 800 طن يورانيوم مستنفذ. كما ان امريكا وقوات التحالف اسقطت على يوغسلافيا أكثر من 10 طن منه في أعوام 1999،1995،1992 حسب التقارير الاوروبية العلمية انه من المحتمل ان يصيب 20 مليون انسان مع مرور الزمن. حسب احصائيات عديدة فإن الاشعة اذا اصابت مليون شخص وأصيب بالمرض 60 شخصاً في الجيل الاول فإن احتمال اصابة 1100 شخص بمرض في الجيل الثاني.

لقد أظهرت الاحصائيات في العراق ان حالات الاصابات بالسرطان قد ازدادت من 6555 اصابة عام 1989 الى 10931 اصابة في العام 1998. ويعاني الكثير من العراقيين ولاسيما في البصرة وجنوب العراق من سرطان الدم والرئة والجلد والجهاز الهضمي، وان نسبة السرطانات ازدادت خمسة اضعاف على السابق وحالات الاجهاض ثلاثة مرات وتشوهات المواليد ثلاثة مرات ايضاً. لقد شارك من قوات التحالف في حرب الخليج الثانية عام 1991 679 الف جندي. اشتكى منهم 130 الف من أعراض تتراوح مابين مشاكل في التنفس الى مشاكل في الكبد والطحال والكلية وكذلك ضعف الذاكرة والصداع والتعب المستمر واحياناً الحمّى.

من بينهم البروفيسور الميجر الامريكي (دوغ روكه) رئيس برنامج تنظيف اليورانيوم المستنفد بعد الحروب والذي مكث اسبوعاً واحداً في السعودية فقط حيث يحمل الان مايعادل (5000) مرّة اعلى من أية مجموعة شعاعية مسموح بها للانسان. لقد اجريت له لغايته (15) عملية جراحية في الكبد. الجدير بالذكر ان تاثير المادة المشعة قد لاتظهر بشكل فوري، بل ان فترة الحصانة تمتد بين (5-60) سنة من عمر الانسان. إذ لازالت هناك اصابات في كل من هيروشيما وناغازاكي ويموت من اليابانيين المئات سنوياً. لقد أكد البروفيسور (عاصف دراكوفيتش) مدير المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم في برنامج بلا حدود الذي بث من محطة الجزيرة يوم الاربعاء في 2003/5/12 ان امراض حرب الخليج قد اصابت 80 الف جندي أمريكي خلال 12 سنة مات منهم (26) الف. كما ان مجموعة من الجنرالات الامريكيين الذين يقدر عددهم بألف جنرال قد ارسلوا مذكرة الى جورج بوش في مطلع شهر اذار عام 2003 اي قبيل حرب الخليج عام 1991 أصبحوا معاقين بموجب تقارير ادارة شؤون المحاربين الامريكيين القدامى، وان هذا العدد في تزايد يومي.

تزداد الخطورة 100 الف مرّة اذا احتوت القذائف على البلوتونيوم (Pu-239) وربما نشهد في المستقبل احداثا اكثر جسامة من قبل الدول التي تمتلك هذه الاسلحة وقد تزداد الامور تعقيداً اذا ما انتقلت مثل هذه الاسلحة الى أيدي عصابات متطرفة.

يقول البروفيسور عاصف دراكوفيتش اكتشفنا آثار مرض حرب الخليج عام 1991 من خلال الدراسة لحالات عشرات المرضى من الجنود الامريكيين الذين عادوا من الخليج الى الولايات المتحدة. فقد وجدت الكثير من الصعوبات في كشف اسرار المرض والاسباب التي تقف وراءه منها فقدان بعض العينات التحليلية واختفائها من المخابر أو فصل الاطباء الذين كانوا يتعاونون معي. برغم ذلك توصلت الى ان هذه الامراض كانت بسبب الاسلحة التي استخدمت في العراق. وانها كانت كارثية بكل معنى الكلمة. واضاف انه بعد حرب افغانستان ارسلت عام 2001 و 2002 فريقين من معهد مركز الابحاث اليورانيوم الطبية. حيث قام الفريقان بأخذ الكثير من العينات وتحليلها من عدة مناطق مثل: كابول - جلال آباد - تورا بورا - مزار الشريف - بيبي مهرز (ماهرو). اثبتت الدراسات والتحاليل الاولية المبدئية بانه لايوجد يورانيوم مستنفد في افغانستان. ولكن تم بعد ذلك اجراء تحاليل جديدة اخرى فتبيّن ان التلوث في افغانستان شاملاً كلٍ من الناس والتربة والماء والهواء بفعل يورانيوم من نوعٍ آخر يشبه تركيب اليورانيوم الطبيعي مضافاً عليه يورانيوم مصنع وبالتالي يمكن تسميته باليورانيوم غير المستنفد وهو أشد خطورة بكثير من اليورانيوم المستنفد. ومن خلال فحص المرضى تبين انهم ملوثون بنسب عالية من هذا اليورانيوم. التحاليل شملت اربعة انواع من اليورانيوم هي:

اليورانيوم ((U-238, U-235, U-234 علماً بأن اليورانيوم (U-236) غير موجود في الطبيعة ولكن يمكن أن يُصنع بالمفاعلات. إن استخدام مثل هذا اليورانيوم خطير جداً إذ عندما يصيب الهدف ترتفع حرارة الهدف كثيراً فيتبخر اليورانيوم ومعادن الهدف التي يمكن ان تصبح مشعة وتنشر عبر الغبار في الهواء، وعندما يتنفس الانسان يدخل الى الرئتين ومنها الى الدم حيث يتفاعل مع كل خلايا الجسم البشري، لأن الدم يصل لكل الخلايا، كما تبين وجود تركيز كبير مكثف في البول البشري نتيجة استهلاك الماء الذي يحوي على كميات كبيرة من هذا النوع من اليورانيوم غير المستنفذ. برغم ان الآثار السامة معروفة منذ 200 سنة لكن تاثيره بدا يتضح اليوم أكثر. ان الاماكن التي تعرضت للقصف أصبحت غير صالحة للحياة، وستتاثر بها الاجيال القادمة أكثر، قام الفريقان بجمع عينات من خمسة مناطق متفرقة كما تم ذكره، وتم فصل المرضى الى نوعين. المرضى بدون أية اعراض، والمرضى بأعراض. وأغلب الظن انهم جميعاً سياصبون بالسرطان قريباً لأن المياه ملوثة كثيراً. كما تم أخذ عينات من المناطق التي تعرضت للقصف واخرى من المناطق التي لم تتعرض للقصف فتبين ان هناك فرقاً كبيراً بين عدد المصابين. أظهرت التحاليل النتائج التالية:



تلوث البول البشري باليورانيوم:

أظهرت نتائج الابحاث ان مستوى اليورانيوم المسموح به في امريكا 11.8 نانوغرام/ليتر وفي انكلترا 8نانوغرام وفي افغانستان 9.4 نانو غرام وهي نسبة عادية مثل بقية الدول. ولكن في الواقع وجدت فعلياً لدى المصابين كميات مكثفة تصل الى 315.5 نانو غرام/ليتر. هناك قرية بأسم (لال ماه) تعرضت لقصف بقنابل كبيرة مما ادى الى ظهور امراض كثيرة لدى السكان. وفي قرية (بيبي ماهرو) حيث سقطت قنبلة كبيرة فقتلت عائلة بأكملها (الام - ولدين - ثمان نساء - وابنتين)، ونجا من هذه القنبلة طفل عمره (12) سنة اسمه (حسين)، ومن خلال فحصه تبيّن ان كمية اليورانيوم لديه 2031 نانوغرام/ليتر، أي 200 ضعف مما مسموح به. بينما عندما تم فحص والده الذي لم يكن موجوداً أثناء الحادث وجدت الكمية 40 - 50 نانوغرام/ليتر. إن هذا الطفل سوف يعاني كثيراً من خطر الاثر الكيميائي الذي يفتك بالكليتين وكذلك من التاثير الاشعاعي وبخاصة جهاز المناعة لديه.



تلوث المياه باليورانيوم غير المستنفد:

تجدر الاشارةالى ان الجرعة المسموح بها في الماء في حدها الاقصى 2000 نانوغرام/ليتر والمعدل المتبني في وكالة الصحة العالمية 40نانوغرام/ليتر. بينما وجد في كابول وجلال آباد ان التركيز قد وصل الى 40 الف - 60 الف نانو غرام/ليتر. أي بمعنى ان تلوث المياه بهذه النسبة الكبيرة سوف يسبب الكثير من الامراض للناس حاضراً ومستقبلاً.

تلوث التربة باليورانيوم غير المستنفد:

تم أخذ عينات من الاماكن التي تم قصفها بهذه القنابل حيث وجدت الكمية تتراوح بين 4.1 - 6.3 نانوغرام/كيلوغرام. بينما الكميةالمسموح بها 1.2 نانوغرام/كيلوغرام. أي أكبر من المسموح بـ(6) اضعاف. وكان المفروض أخذ عينات من بقايا الشظايا والقطع المعدنية المتبقية من الاهداف المصابة يمكن ان تكون دليلاً قاطعاً على استخدام هذا اليورانيوم، لكن تم انتشالها بأمر عسكري. الخطورة تكمن في ان المواد المشعة والاشعة في انها تصيب الجميع (الانسان - الحيوان - النبات - الحشرات) وتعلق في الهواء وتدخل الى المياه والى باطن التربة ويصعب أن ينجو منها أحد. من الصعب المقارنة بين ماتم في أفغانستان وبين ماتم في هيروشيما ونغاساكي. لأن هناك استخدمت القنابل النووية الانشطارية التي سببت في اطلاق 440 ايزوتوب في المتوسط في الهواء ونشرها المطر في اماكن متعددة وهي لاتبقى طويلاً. بينما اليورانيوم يبقى من 4 الى 5 مليار سنة. تجدر الاشارة ايضاً الى ان النتائج التي تم التوصل اليها سابقاً بعد حرب الخليج الثانية قد قبلت واعتمدت من جهات عديدة منها معاهد علمية كبيرة في امريكا وانكلترا والدنمارك.

اشار البروفيسور عاصف دراكوفيتش في آخر اللقاء الى احتمال ان تكون امريكا قد استخدمت مثل هذه الانواع من الاسلحة أو غيرها في احتلال العراق عام 2003، وانه يسعى لارسال فريق جديد الى العراق لاجراء بحوث ودراسات وان كان يتوقع عدم موافقة امريكا على ذلك. وسوف ينشر نتائج الابحاث للعالم.



فوائد المواد المشعة:

تستخدم المواد المشعة والاشعة في كثير من المجالات التي تفيد البشرية. إذ كم انقذت المواد المشعة ارواح البشر وكم ازهقت منها. من استخداماتها على سبيل المثال وليس الحصر المجالات التالية:

- مراكز البحوث العلمية.

- مستشفيات الطب النووي.

- مجالات صناعية متعددة.

- المجالات الزراعية المختلفة.

- تصنيع البطاريات الذرية.

- زيادة طاقة الوقود في الصواريخ.

- تقدير الاعمار الجيولوجية والحقب الزمنية، واعمار الصخور وتقدير عمر الانسان القديم.

- توليد الطاقة الكهربائية.

- الاستخدامات الكثيرة في وسائط النقل، مثل البواخر، المحطات الفضائية، وربما تستخدم مستقبلاً كوقود في الطائرات.

- تعتبر المواد المشعة الساعة الزمنية الازلية وأول ساعة كونية.



طرق الوقاية من تاثير المواد المشعة والاشعاعات الضارة:

ان افضل طريقة للوقاية من المواد المشعة والاشعاعات الضارة هو الابتعاد عنها وعدم التعرض لها. كما ان الحجاب الواقي يمنع تاثير الاشعة الى حد كبير. بالاضافة لذلك فإن استعمال بعض الادوية التي تخفض الحرارة في الجسم والفعالية الهضمية مثل مواد التخدير وغيرها يعتبر مفيداً. أضف لذلك توجد مركبات دوائية واقية تعرف بأسم (CYSLEINE) التي تحتوي على الحموض الامينية والتي هي أساسية لتشكيل بروتين الجسم الطبيعي. تكون المواد المشعة عادة أقل ضرراً إذا كانت غير قابلة للانحلال في جسم الانسان، حيث يتم التخلص منها عبر طرحها عن طريق البراز او البول. كما ان الادوية التي تمثل مضادات حيوية لها تأثير ايجابي جيد عندما تتعرض خلايا الدم البيضاء لاضرار كبيرة من الاشعة.

هناك طرق عديدة للمعالجة من تأثير الامراض الاشعاعية. أولها التزام المريض الفراش والعناية الجيدة بالغذاء والدواء. واذا حصل إسهال فيمكن التغلب عليها بأدوية مضادة، كما ثبت ان للبنسلين فوائد جمّة. ان نقل دم صحيح الى المريض لايفيد في اصلاح ماتلف من مراكز توالد الدم، الا اذا كان المتبرع (هو أو هي) توأم للانسان المتضرر، لان مناعة المتضرر ترفض قبول الدم عدا التوأم.

اخيراً يمكن القول ان درهم وقاية خير من قنطار علاج.ان الاشعاعات ومنها النووية قد تكون ضارة وقد تكون مفيدة وهذا يعود الى عوامل عديدة. فكم من الارواح زهقت بسبب الاشعة وكم من الارواح انقذت بفضلها ايضاً. على الدول ان تحمي نفسها وشعوبها من جميع مخاطر الحروب ولاسيما اذا استخدمت فيها المواد المشعة. الخوف من ان الدول التي استخدمت الاسلحة النووية في الماضي تعود وتستخدمها مرة ثانية وثالثة في المستقبل، وكذلك استخدامها في اعمال ارهابية من قبل افراد أو جماعات أو حتى دول تمتلكها.



أمريكا تعترف بإجراء تجارب بيولوجية وكيميائية خطيرة:

كشفت وزارة الدفاع الامريكية ان الجيش الامريكي اجرى خمسين تجربة سرية للغاية على عناصر بيولوجية وكيميائية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي لاختبار مدى تفاعلها مع الظروف البيئية والجوية المختلفة. ونقلت أ ف ب عن (دي دودسون موريس) قوله ان التجارب كانت سرية للغاية لدرجة ان المسؤولين الكبار في البنتاغون لم يكونوا على علم بها وبحجمها.

جاء الاعلان عنها بعد تحقيقات اجراها البنتاغون استغرقت ثلاث سنوات فيما يسمى بمشروع 112 ومشروع “بروجكت شادا” التي اجريت على البر والبحر في انحاء مختلفة من العالم، منها على سبيل المثال:جزر مارشال، بنما، كندا، وبريطانيا وشارك فيها نحو 5842 جندياً امريكياً وتهدف الى تحديد عدد الاشخاص الذين ربما تاثروا بهذه التجارب بهدف التعامل مع أية شكوى تتعلق بالصحة من المحتمل ان تقدم. ويعود المشروع الى عام 1961 عندما أمر وزير الدفاع حينها (روبت ماكنمارا) بإجراء سلسلة من التجارب لاختبار فعالية الاسلحة الكيميائية والبيولوجية وفي كانون الثاني من عام 1963 أجرت البحرية الامريكية سلسلة من التجارب قبالة ساحل جزيرة اوهو (هاواي) لاختبار ما اذا كان الدخان المحتوي على عناصر بيولوجية يمكن ان يخترق السفن الحربية الامريكية واستخدمت في التجربة بكتريا غير قاتلة. كما أجرى البنتاغون من كانون الاول عام 1962 الى شباط عام 1963 في الالاسكا لاختبار مدى فاعلية عناصر غاز سارين وغاز الاعصاب (VX) في مناطق تنخفض فيها درجات الحرارة الى ما دون الصفر، واطلقت في تلك التجربة قذائف مدفعية وصاروخية محشوة بغاز الاعصاب (VX) بالقرب من نهر (غرتيسل). كما اجرى البنتاغون تحارب في اوائل عام 1963 في منطقة قناة بنما لاختبار فعالية اسلحة الدمار الشامل في الغابات. وأُجريت تجربة في بريطانيا وكندا لتحديد مدى احتفاظه بعناصر تابون - سارين - سومان - وفي اكس المتلفة للاعصاب بقدراتها على الفتك في مناطق الغابات والسهول ايضاً بسرية تامة خلال العامين 1967 و 1968 من طائرات او بواسطة قذائف على مناطق عسكرية في (بورتون دوان) في بريطانيا و (روالتسون) في كندا، كما أجريت عشرون تجربة برش نوع من البكتريا تدعى (أي كولي) التي تكون قاتلة أحياناً للبشر على جزر (هاواي) في الفترة من كانون الثاني الى اذار عام 1968 اضافة الى تجارب اجراها البنتاغون عبر نشر البكتريا في المحيط لمعرفة فعالية الاسلحة البيولوجية التي تطلقها الغواصات.

ذكر تقرير لوزارة الطاقة الامريكية ان خلال 30 عاماً، قد تم القيام بتجارب سرية على الاشخاص، منها جرعات نووية امريكية على الحوامل وعينات على الاطفال. كذلك تم الكشف عن اجراء 48 تجربة نووية جديدة على مئات الاشخاص في الخمسينات وحتى الثمانينات من القرن الماضي بدون علم الناس. واجريت كذلك 95 تجربة لقنابل نووية في الصحراء كانت طي الكتمان قبل اعداد هذا التقرير.
ليورانيوم وحرب الخليج:
ما هو الخطر الذى شعر به مكتشفوه ومطوروه، بحيث أنهم استطاعوا الوصول إلى هذه الفكرة الجهنمية والمتمثلة بقنابل اليورانيوم؟ المنطق يقول إنه خطر يمثل وجودهم وكينونتهم بأسرها. إلا أن الحقائق تقول إنه كان مجرد خطر يمثل مصالحهم وبعضا من احتياجاتهم المادية وربما الشعور بخطر على "رفاهية" البعض. فى زمن فقد فيه البشرية أغلب قيمها، حتى قيم القتال والدفاع.

تتمثل أبرز التقنيات العصرية فى الإبادة البشرية فى استخدام الذخيرة المصنوعة من اليورانيوم المنضب فى الحرب التى تشنها القوات الأمريكية البريطانية على العراق، والإبادات الجماعية التى تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وقد أخذت ظاهرة استخدام اليورانيوم المنضب فى المعارك التى قادتها الولايات المتحدة الأميركية فى الخليج عام،1991 وفى البلقان أعوام 1994 و1995 و1999 أبعاداً جديدة بعد ما ازدادت أعداد الجنود الأوروبيين والأميركيين المصابين بأعراض الإشعاعات التى تتصاعد من اليورانيوم المنضب، حيث يعتقد الكثير من الأطباء وعلماء الفيزياء أن غبار أكسيد اليورانيوم الذى استنشقه أو ابتلعه الجنود إبان حرب الخليج هو السبب فى إصابتهم بما عرف بمتلازم حرب الخليج الذى يشكو من أعراضه أكثر من مائتى ألف جندى أميركى وأوروبى ممن شاركوا فى تلك الحرب.
وقد أعلن الأميركيون أنهم استخدموا 940 ألف قذيفة يورانيوم و14 ألف قذيفة دبابات ضد العراق، وقصفت المنطقة بحوالى 50 ألف صاروخ و88 ألف طن من القنابل، وهو ما يعادل سبعة أضعاف القوة التدميرية التى تعرضت لها مدينتى هيروشيما وناجازاكى اليابانيتين بعد قصفهما بالقنابل النووية الأميركية فى نهاية الحرب العالمية الثانية.
ومع نهاية حرب الخليج، بقيت أكثر من 300 طناً من بقايا قذائف اليورانيوم المنضب مبعثرة فى الأراضى التى وقعت فيها المعارك فى العراق والكويت وشمال السعودية، كما خلفت حرب البلقان عشرة آلاف طن من اليورانيوم المنضب، يتوقع العلماء، أن تؤدى إلى إصابة 20 مليون إنسان بأعراض مرض البلقان الناتج عن الإشعاعات.
ويبدو أن خطورة اليورانيوم لا تكمن فى منطقة الخليج وحدها وحسب، فقد برزت وثائق أمريكية تؤكد أن إسرائيل استخدمت قذائف اليورانيوم المنضب ضد المصريين فى حرب رمضان عام 1973 وأقر الإسرائيليون أنفسهم باستخدام قذائف اليورانيوم ضد الفلسطينيين، وتسببوا فى معاناة أكثر من 1500 شخص من جرحى الانتفاضة من آثار الرصاص المصنوع من اليورانيوم، كما يتهم اللبنانيون الإسرائيليين أيضا باستخدام هذه القذائف ضدهم.
ما هو اليورانيوم المنضب

اليورانيوم المنضب المشع هو معدن أثقل كثافة من الرصاص بحوالى 1.7 مرة، ويستعمل فى أشكال متعددة من الذخيرة التى تطلق من الدبابات والطائرات، كما يستخدم كألغام، ويمكن لهذه المادة اختراق الفولاذ إذا ما تحولت إلى قذائف، مما يجعلها تسخن لدرجة شديدة تسبب احتراقها، وهو فعل مؤثر جدا فى تدمير الدبابات والعربات المصفحة، مهما كانت درجة تصفيحها، وتحرق جميع من بداخلها فورا، كما تعمل الحرارة الشديدة الناجمة على تحويل اليورانيوم المنضب لغبار مكون من جزيئات دقيقة سامة لأكسيد هذا المعدن الثقيل، تملك نشاطا إشعاعيا كبيرا، حيث يمكن لهذا الغبار أن ينتقل بواسطة الرياح لمئات الكيلومترات، ويسبب دخوله إلى الجسم البشرى سواء عن طريق التنفس أو الأكل، ولو بأجزاء صغيرة أمراضا خطرة تتراوح من الصداع فى الرأس إلى الإصابة بالسرطان، كما قد يسبب هذا الغبار ضررا بالغا ينتج عن التسمم الكيماوى والإشعاعى فى كل من القصبات والشعب الهوائية فى الرئة ويؤذى الكلى والكبد والعظام، ويؤثر على البيئة والغلاف الجوى بدرجة كبيرة.
ويكون هذا الأكسيد غير قابل للذوبان، مما يعنى أن استنشاقه يجعله عالقا فى الرئتين لمدة طويلة، الأمر الذى يحمل مخاطر الإصابة بالسرطان بسبب الإشعاع، ويؤدى إلى التسمم ومضاعفات الإشعاع عند دخوله إلى الجسم عن طريق الفم.
ويطلق على هذا المعدن اسم اليورانيوم المنضب أو اليورانيوم المستنفذ، على الرغم من أنه مادة شديدة السمية وذات طاقة إشعاعية وذرية خطرة لا تنتهى إلا بعد عدة مليارات من السنوات، ويعتبر مادة ذات إشعاع نشط بمستوى منخفض تنتج عن اليورانيوم المستخدم كوقود فى المفاعلات النووية أو بعد القيام بصناعة القنابل الذرية، ويتم تخزينها عادة فى حاويات مقفلة تماما لمنع وصولها للبيئة، وتستعمل أيضا فى الاستخدامات التجارية والحربية.
وقد تم اختراع الذخيرة المصنوعة منها من قِبَل الجيش الأمريكى فى السبعينات من القرن الماضي، وصممت خصيصا لتدمير الدبابة الروسية من نوع T-72، ولكن لم يتح تجربة تلك الذخيرة بشكل تام وعلى الطبيعة فى المعركة، حتى عام 1991 عندما بدأت الدبابات الأمريكية وطائرات وارثوج A-10، باستخدامها لاختراق الدبابات الروسية وتفجيرها وحرق ما بداخلها.
ويوجد فى الولايات المتحدة أكثر من مليار رطل من اليورانيوم المنضب المتبقى عن العملية التى يتم فيها إنتاج اليورانيوم المخصب المستخدم فى الأسلحة الذرية والمفاعلات النووية المخصصة لمحطات إنتاج الطاقة للأغراض السلمية.
ومن الناحية العملية، يعتبر اليورانيوم المنضب الذى تبلغ مدة نصف عمره المشع حوالى 4.5 مليار سنة، مادة تبقى مشعة إلى الأبد، لذلك تقدم حكومة الولايات المتحدة هذه المادة مجانا لمصانع الأسلحة.
وقد أدى إطلاق القوات الأمريكية والبريطانية لأكثر من 14 ألف قذيفة من نوع 120 ملم و105 ملم، وكذلك أكثر من 940 ألف قذيفة صغيرة من نوع 25 ملم و30 ملم فى حرب الخليج ضد القوات العراقية، إلى تناثر ما بين 300 - 800 طن من اليورانيوم المنضب على شكل غبار وبقايا ذخائر فى صحراء الكويت والعراق وشمال المملكة العربية السعودية.
المخاطر الصحية التى يسببها اليورانيوم

لم تقتصر التأثيرات الضارة لذخيرة اليورانيوم المنضب على قتل العراقيين وحسب، بل نالت ممن استخدموه أيضا، فمن بين 697 ألف جندى أمريكى اشتركوا فى الحرب، أصيب 130 ألف منهم بمشكلات صحية فى الجهاز التنفسى والكبد والكلى وفقدان الذاكرة والصداع والتعب المستمر والحمى وانخفاض ضغط الدم، وهو ما أطلق عليه الأطباء اسم متلازم حرب الخليج، فضلا عن وجود زيادة كبيرة فى أمراض السرطان والتشوهات الخلقية فى أطفالهم حديثى الولادة.
وتبيّن الإحصاءات التى أجريت على مجموعات من السكان العراقيين ممن يعيشون فى منطقة البصرة التى كانت مسرحا للقصف باليورانيوم المنضب، وجود زيادة فى أمراض السرطان عما كانت عليه قبل العدوان الأمريكى بخمسة أضعاف، وزيادة فى حالات الإجهاض وتشوهات المواليد بحوالى ثلاث مرات، يضاف إلى ذلك ما سببه اليورانيوم المشع من أضرار على البيئة بسبب تدمير مصادر المياه وأنظمة الصرف والمصانع ومحطات تكرير النفط ومصانع المواد الكيماوية والإنتاج وغيرها.
وطبقا لما نشرته مجلة "ذا نيشن" فى أكتوبر عام 1996، تحت عنوان رصاص البنتاجون المشع، فقد قدم العراق دراسة للأمم المتحدة فى آب - أغسطس 1995 يوضح فيها وجود زيادة حادة فى سرطان الدم والأنواع الأخرى من السرطان فى منطقة البصرة، إلى جانب تقرير سرى لسلطة الطاقة الذرية البريطانية يؤكد وجود يورانيوم منضب فى تلك المنطقة بشكل قذائف فارغة تكفى لقتل 500 ألف إنسان، إلا أن هذه الحسابات غير دقيقة، لأنها اعتمدت على أربعين طنا، وليس 300 طن من اليورانيوم تركت هناك بعد أن أخلت القوات الأمريكية تلك المنطقة.
وتقول وزارة الصحة العراقية أن حالات الإصابة بالسرطان ازدادت من 6555 عام 1989 إلى 10931 حالة عام 1997 لاسيما فى المناطق التى قصفت بقنابل قوات الأمريكية أثناء حرب الخليج، وتؤكد على وجود علاقة بين اليورانيوم المنضب المستخدم فى الأسلحة الخارقة للدروع التى استخدمت فى الحرب، وزيادة عدد العراقيين الذين يعانون من سرطان الدم وأورام الرئة والجلد والجهاز الهضمي، والتسبب فى وفاة الآلاف بالسرطان وتشوه الأجنة.
أمراض بالجملة

وكان الباحثون فى واشنطن قد اكتشفوا أن اليورانيوم المنضب من نفس النوع الذى يستعمل فى الذخيرة الأمريكية، يسبب السرطان عند زراعته فى عضلات الحيوانات المخبرية، فى دراسة هى الأولى من نوعها التى تبين خطر اليورانيوم المنضب وتسببه فى ظهور السرطان عند الحيوانات.
فقد وجد هؤلاء بعد زرع ذخيرة تحتوى على 99.25 فى المائة يورانيوم منضب، و 0.75 فى المائة تيتانيوم فى عضلات مجموعة من الفئران المخبرية،وهى تركيبة مطابقة لما تتكون منه خلطة معدن الذخيرة المستعملة فى الحروب، وزرع معدن ذخيرة أخرى غير مشعة فى مجموعة ثانية من حيوانات التجارب للمقارنة، وحقن مادة مشعة مختلفة فى مجموعة ثالثة، أن الفئران التى زرعت فيها يورانيوم منضب، كانت أكثر الحيوانات عرضة للإصابة بسرطان أنسجة ساركوما الناعمة، وكان عدد الدرنات السرطانية المتكونة أكثر، كلما كان حجم قطع اليورانيوم المزروعة أكبر.
كما أظهرت الدراسات الحديثة أن أجزاء دقيقة تتكسر من اليورانيوم المنضب، وتسير مع الدم وتترسب فى الكلى والعظام والدماغ والأجهزة التناسلية والعقد اللمفاوية وغيرها، كما لوحظت تأثيرات صحية وتشوهات واضحة على أجيال تلك الحيوانات.
وأثبت بحث أجرته الجمعية العلمية الملكية البريطانية، أن مادة اليورانيوم المستنفد التى استخدمها الجيش الأمريكى فى العراق وكوسوفو، يمكن أن تؤدى إلى الإصابة بأمراض فى الكليتين إذا ما استنشقت أو ابتلعت كميات كبيرة من التربة أو المياه الملوثة بها، وأشار تقرير سابق أصدرته الجمعية نفسها فى شهر أيار - مايو من العام الماضي، إلى أن اليورانيوم المستنفد يزيد كذلك من احتمالات الإصابة بسرطان الرئة.
وكشفت الاختبارات التى أجراها المركز الطبى لبحوث اليورانيوم، وعرضت فى مؤتمر الجمعية الأوروبية للطب النووى الذى عقد العام الماضى فى باريس، عن وجود مستويات واضحة من اليورانيوم المستنفذ فى عينات البول والعظام لجنود بريطانيين وكنديين وأمريكيين شاركوا فى حرب الخليج.
ونبه الباحثون إلى أن الآثار طويلة الأمد للتعرض لليورانيوم المشع تضم، نقص المناعة وضعفها، أمراض أيضية، والأورام وسرطان الدم وأمراض الكلى والقلب والرئتين، إضافة إلى المشكلات الهضمية والسرطان، كما يتسبب تسرب جزيئات اليورانيوم إلى الجسم فى حدوث طفرات جينية ووراثية.
انتقادات متصاعدة

ومع التأكيدات العلمية والعملية لما يسببه اليورانيوم المنضب من أضرار، إلا أن المسؤولين الرسميين عن هذه الجرائم ينفون إمكانية حدوثها، مما يسبب استمرار وتواصل حدوث المشكلات والاعتلالات الصحية بين المدنيين والعسكريين، والأضرار الناتجة عن تلوث البيئة بسبب تناثر اليورانيوم المنضب فيها، كما حدث فى شهر تموز - يوليو من عام1991 .. حين التهمت النيران قاعدة أمريكية فى منطقة الدوحة القريبة من مدينة الكويت، وسببت تدمير أكثر من 660 قذيفة كبيرة من اليورانيوم المنضب التى تستخدمها الدبابات، و9720 قذيفة صغيرة، وأربعة دبابات مجهزة بذخيرة اليورانيوم، ودمرت اكثر من أربعة أطنان من ذخائر اختراق المعدات المصنوعة من اليورانيوم، مما عرض الجنود وكذلك المدنيين الكويتيين، لاستنشاق غبار أوكسيد اليورانيوم، ومع ذلك، فقد تمت التغطية على هذه المخاطر وتعريض من يعيشون فى الكويت لهذا الخطر المستمر. وقد تصاعدت المخاوف أيضا مما بات يسمى بمتلازمة البلقان، فى ضوء تقارير عن ظهور اللوكيميا - سرطان الدم - بين الأفراد الذين شاركوا فى قوات حفظ السلام بقيادة حلف الأطلسى فى البوسنة وكوسوفو حيث تم استخدام اليورانيوم المنضب.
وأعلنت الأمم المتحدة عقب الاختبارات التى أجرتها فى 11 موقعا تعرض للقصف بذخائر تحتوى على اليورانيوم المنضب، أنها توصلت إلى أدلة أولية على وجود نشاط إشعاعى فى ثمانية من المواقع التى تعرضت لغارات حلف الناتو فى كوسوفو عام 1999.
ويقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن أدلة وجود النشاط الإشعاعى تعتبر نتائج أولية لاختبارات ما تزال تجرى فى كل من السويد وسويسرا وإيطاليا وبريطانيا والنمسا.
وتنتج الولايات المتحدة وحدها ما يقارب من 700 مليون كيلوغرام من اليورانيوم المنضب، وتحتوى بعض كمياته المخزونة، وكذلك الذخيرة المصنوعة منها، على عناصر بلوتونيوم ونيبتونيوم المشعة.
وكشفت مجلة "دير شبيغل" الألمانية عن استخدام القوات الأمريكية لليورانيوم المنضب فى الصومال أثناء تدخلها هناك عام 1993 وذلك استنادا إلى مذكرة صادرة عن الجيش الأمريكى للأطباء العسكريين تحذرهم من احتمال وقوع ضحايا بين من تعرضوا بشكل كبير إلى اليورانيوم المنضب. وتواجه واشنطن انتقادات متصاعدة من الحكومات الأوروبية ومن عائلات جنود خدموا فى منطقة البلقان والخليج العربي، ويوجهون اللوم للولايات المتحدة بسبب أمراض أصيبوا بها نتيجة استخدام ذخائر اليورانيوم المنضب فى تلك المناطق.وكان البرلمان الأوروبى قد أقرّ وقف استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب بصورة مؤقتة لحين انتهاء دراسة تقوم بها لجنة لتقصى الحقائق تبحث فى مخاطرها الصحية، ويأتى ذلك ضمن سلسلة إجراءات أوروبية اتخذت بعد تزايد المخاوف من أن تكون مضاعفات استعمال ذخائر اليورانيوم المنضب هى وراء إصابة العديد من الجنود الذين خدموا فى البلقان بسرطان الدم.
الوقاية من اليورانيوم

ويطالب الخبراء بضرورة تحديد المناطق الملوثة باليورانيوم وعزلها وتنظيفها تماماً، وتدريب الناس على تمييز الأماكن الملوثة، والتخلص من المعدات والقذائف المستخدمة وأكسيد اليورانيوم والغبار، وحظر استخدام المواد المشعة، وتوفير الرعاية الطبية للذين تعرضوا للتلوث إما فى المدرعات أو فى الحرب أو فى حال الوصول إليها بعد الحرب، مشيرين إلى أن تلوث اليورانيوم سيستمر فى البيئة إلى أربعة آلاف وخمسمائة مليون سنة، إذا لم يتم تنظيفه بشكل تام والتخلص منه بطريقة صحيحة.
ويوصى هؤلاء بعدم الذهاب إلى أى مكان تتواجد فيه معدات مدمرة، وتمييز آثار اليورانيوم التى تتخذ شكل معدن ذائب، وغبار أسود يجتاح تلك المناطق، وخصوصا فى منطقة الخليج والكويت وشمال السعودية وجنوب العراق، وحتى فى أفغانستان.
__________________

منقول:a_plain111:

عادل الثبيتي
30-05-2009, 22:20
يعطيك العافيه وبارك الله فيك وجــــــزاك الله خيـــــــراً ،،،

nuha1423
31-05-2009, 05:36
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وجزاك خيراً

سلمت يداك على هذه المعلومات الشاملة

الجمرية
31-05-2009, 18:57
جزاك الله خيرا