المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غايات مسطرة


عمر الريسوني
18-07-2009, 15:08
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين

العبد الموقن يرى ربه اذا سعا اليه بعلم وبصيرة ، يراه بقلبه الوجل وهذا فضل من الله ورحمة ، فالعقل المخلوق بعناية وحكمة الهية تجعله يدرك محيطه ويفهم الأبعاد المخلوقة من حوله ، وتبقى رؤيته محدودة المدارك وفق النطاق المادي بكل مواصفاته ، والعقل البشري لن يستطيع تفسير ما وراء هذا النطاق لعجزه عن الادراك والاحاطة علما أن وراء هذه الأبعاد بحر زاخر من علوم وحقائق كاملة .
فما لا نبصر هو أعمق مما نبصر وهو سبحانه خالق كل شيء وهو قيوم على كل ذرة في السماوات والأرض وما دونها ممسك لها بحفظه وعلمه ، فكم من أسس حكيمة غير مرئية بها يحفظ الاتزان في هذا الخلق ، وكم من أسس وكمالات تتوافق في غايات الأجزاء المخلوقة وكم من براهين ودلالات عظيمة تبين أن هذا الخلق كان بالحق حيث أن هناك صفاتا مودعة بحكمة وعلم تحفظ للمادة تفاعلاتها وبناءها وصيرورتها ومآلها وتعبدها في محيطها المخلوق وهي صفات لمعادلات دقيقة محكمة ومتكاملة ولا تفهم مجزأة ، كما أن هذا الخلق لم يكن عبثا بل كان بالحق والأجل المسمى ، فكما نعلم أن الفتق من الرتق يحمل علما مشعا ونظاما قامت به السماوات والأرض وفيه من المواصفات الدقيقة ما يفتح آفاقا معرفية رحبة ، وهذا الخلق هو حقا آية من آيات الله فكم من قوى خفية غير مرئية متحكمة في صيرورة وتوازن هذا الخلق البديع المحكم ، والشيء المثير حقا هو أن هذا النظام الدقيق والمذهل والجامع لهذا الخلق تجده في كل جزئية فيه وهي خاشعة متصدعة بعلم الله تعالى وهي تشكل وحدة في جمالها وكمالها وغاياتها المسطرة باحكام لتقوم لرب العالمين وهي دالة في عميق الدلالات والكمالات على وحدة كبرى وبحر من الحقائق الكاملة النافذه بعلم الله تعالى .
والله سبحانه وتعالى جعل من العجز عن معرفته ايمانا به وجعل من كمال معرفته التصديق به ، والعبد الموقن المبصر يعلم حقا وحقيقة أنه لا يبصر الا بالله تعالى ويرى قدرة الله جلية في كل شيء وهذا الابصار يهز مكنوناته للخشوع لتتفاعل في نطاق يسمو عن مادية الانسان لتدع في نفسه الطمأنينة والسكينة .
والعبد الموقن يرى آيات الله عز وجل ويعلم أنه لا يرى الا في نطاق محدوديته المسخرة ولا يرى دقة هذا النظام البديع في حدوده القصوى لكنه يفقه أسرارها المودعة برحمة من الله وعلم وهي جلية ظاهرة في الكون
وكل الأسئلة التي يطرحها العقل هي في نطاق حدوده المادية كالأينية والمكانية والزمانية والنسبية والقبلية والبعدية والأحجام والمقادير ، وهذا من أهم ميزات المعرفة العقلية ، أما المعارف الكبرى فلا تعرف الا بالمطلق فيصبح لكل شيء معناه الحقيقي ، فكل محدود هو مخلوق متناهي مقهور للحدود ومتسم بالفقدان والانعدام والنقص والحاجة
لذا نجد في حقيقة التوحيد عمقا وهو تنزيه لله تعالى تنزيها عن كل خلقه وأنه سبحانه وتعالى بخلاف كل الأشياء المخلوقة وليس له شبيه أو نظير في خلقه فهو سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولا تدركه الأبصار، وأمام هذه المعرفة يترسخ اليقين في الله فيصبح الحق حقا والظن ظنا وما كان جهلا أصبح منبوذا وما كان طهرا وخيرا وجد حياته في القلوب الوجلة ، وما كان شرا وباطلا سقط واندحر وما كان علما محققا تكامل وتحقق .
فكم هو قريب منا الله سبحانه وتعالى والعبد الموقن يعلم يقينا أنه لا الاه الا الله فليداوم ابصاره بكلمة التوحيد العظيمة منزها رب العالمين ومميزا اياه عن خلقه فلا يذعن الا الى ربه ، فكل خلقه مفتقرون اليه سبحانه ذليلون اليه فنحن الأذلاء الفقراء وهو العزيز الغني ولولا سمات الضعف فينا ما عرفنا خالقنا فنجد مقابل الضعف هناك كمال عظيم
ونحن عباده المفتقرون اليه .
وعباده عندما يفتحوا أعينهم يفتحوها على هذه الحقيقة ، وعندما يرفع العبد عيناه ويبصر وهو يعلم أن ضعفه وعجزه يحجبه عن ابصار من هو قريب منه لكن ايمانه وتصديقه يحرك بواعثه بقوة فيدب فيه الوجل محركا كل الأعضاء للخشوع فيعلم قرب القريب فتقول سبحان من أودع في قلبي السكينة والرحمة ، فمن رحمته سبحانه أن جعلك تبصر بقلبك الوجل فتحس بلذائذ القرب وأنت خاشع ببصرك وابصارك فعيون الخاشعين تفيض من الدمع لله الواحد الأحد الحنان المنان ذا الفضل والاحسان ، فيرهف القلب والحس فتسمع التسبيح في فضاء القرب يفقهها سمعك الخاشع فيستسيغ معاني الطهر وأنت العبد الخانع الخاضع لرب العالمين وأنت تذكره بلسان رطب ، فسبحان من يسرى نوره في السماوات والأرض فتخشع له القلوب والجلود والجبال منعمة به ، واذا خشعت القلوب استكانت الجوارح ووجد العبد قرة عينه في الصلاة ذكرا وخشوعا مستحضرا في ذهنه عظمة الله وجلاله ومستشعرا عجزه مبللا ببكاء الخشوع لربه فتحقق الايمان والتصديق لرب العالمين .
فعندما تخرس الألسنة تفقه القلوب ، فسبحان من زكاها وأمدها بفيض من نوره ، وتلذذ العبد بلذة العبادة وأزيلت قسوة القلب فلان القلب وتخشع وتفاجى الصدر وانشرح وعمه الوجل وقرأ العبد الموقن الكون قراءة تعبدية صادقة خاشعة تغشاها الرحمة فنظر الى الحياة بقلب وجل مطمئن ومستكين ، وعلم أنه لا الاه الا الله علما وخلقا ويقينا وتصديقا .
والعقل اذا اتعظ أطاع والقلب يحيا بتفقهه لهذه الحقيقة العظيمة الجامعة والكاملة حقيقة الله عز وجل خالق كل شيء وهو بكل خلق عليم فسبحان الله والحمد لله ولا الاه الا الله والله أكبر ، فليس الا الله والحمد لله أنه لا الاه الا الله الواحد الأحد الفرد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .

رمز الوفاء 2010
18-07-2009, 15:55
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بهجة العلوم
19-07-2009, 03:34
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

متفيزقة مبدعة
19-07-2009, 05:19
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ولاء الحكمي
19-07-2009, 05:54
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله كل خير

عمر الريسوني
20-07-2009, 19:27
حمدا لله تعالى
ومحفوظين للخير رمز الوفاء
واللهم أتحفنا بتحفة القرب محفوفين بأنوار الشوق
والحب ومباهج الرضا ورياض التفويض وجنات التسليم

عمر الريسوني

عمر الريسوني
20-07-2009, 19:30
حفظكم الله بهجة العلوم

وسبحان من ملأ نوره الكائنات وغلب سلطان جماله
على الأرواح فهيمها وعلى الأسرار فنعمها وعلى القلوب فشوقها

عمر الريسوني

عمر الريسوني
20-07-2009, 19:35
بارك الله فيك أختي الفاضلة (متفيزقة مبدعة)
وتحية خالصة لك
اللهم اجعلنا من العابدين الساجدين
أنت الذي سجد لك سواد الليل ونور النهار وضوء القمر
وشعاع الشمس ودوي الماء وحفيف الشجر ورفرفة جناح الطير

عمر الريسوني

عمر الريسوني
20-07-2009, 19:41
حفظكم الله ولاء حكمي

ولكم مني كل الشكروخالصه

وسبحان من وجهه أكرم الوجوه ، وجاهه أعظم الجاه
يا من نور سبحات وجهه عمر الكائنات فتلألئت الأنوار وازدهت بحسن
البهاء والجمال والجلال ..
اللهم عطرنا بمقام الجلال ومعدن البقاء العظيم ..

عمر الريسوني

nuha1423
20-07-2009, 19:56
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك