mysterious_man
02-08-2009, 14:39
السلام عليكم
إن اﻹنسان منا عندما يُولد فإنه يكون مفعما بالحياة, يتحرك في كل اتجاه بدون قصد معين, ولكنه نبع الحياة الذي يتفجر من نفسه وجسده تفجرا ملؤه الطاقة والزخم.
وفي سكرات الموت يكون عاجزا عن تحريك بعضه ثم يتطور معه اﻷمر فيعجز عن تحريك بضعة منه, فإذا به الموت يهيمن هيمنة الجبابرة على الجسد ويطرد ما بقى من حياة, فيجف نبعها ولا يتبقى منه إﻻ نقطة واحدة تتبخر بحرارته التي بدأت في اﻻنخفاض, وإذا برياح المنية تهب مجففةً النقطة الباقية فيحل محلها الموت البارد فيبرد الجسد معه وتؤوب الروح إلى بارئها الله تعالى الذي نفخها في الجسد أول مرة.
أما في بحر حياته فهو في مزيج بين الحي والميت. مزيجٌ غريبٌ يتصارع فيه الحياة والموت فيشعر اﻻنسان أحيانا أنه مفعم بالحيوية ويشعر أحيانا أخرى أنه يذبل ويكاد يتساقط من فرط ضعفه وجدب حيويته نفسيا أو جسديا . وكلما تقدم به العمر كلما زاد نصيب الفرد من الموت وأفلس من الحياة حتى ينتهي أجله.
ولكن مالعمر؟ العمر .....ما العمر إﻻ اﻷلم الذي أحس به في حياته والخبرة التي حصلها وكلاهما يدوران في فلك بعضهم البعض فالألم يزيد اﻹنسان حكمة وخبرة والخبرة والحكمة مع اﻻحتكاك بالبشر (على اﻷقل صورتهم كالبشر) يزيدان اﻹنسان ألما فوق ألم.
أما العجب كل العجب أن كثيرا من البشر ﻻ يشعرون إﻻ بالحياة وﻻ يشعرون بإفلاسهم منها على مر الساعات واﻷيام والشهور بل السنين والعقود, بل اﻷعجب أنهم يشعرون بتجمد عمرهم عند شبابهم, فيشعرون أنهم دائمي الشباب مهما بلغوا من السن .... ياللعجب إن حب أكثر الناس للحياة وكرههم للموت يعميهم عن حقيقة دبيب الموت فيهم تماما كما قال الشاعر :
أﻻ كل ما هو آت قريب ....... وللأرض من كل حي نصيب
وللناس حب لطول البقاء ..... فيها وللموت فيهم دبيب
الخلاصة:
أَحي حاسة استشعار الموت فيك وإلا ستعض بنان الندم يوم لا ينفع مال ولا بنون ....
والله أعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم
إن اﻹنسان منا عندما يُولد فإنه يكون مفعما بالحياة, يتحرك في كل اتجاه بدون قصد معين, ولكنه نبع الحياة الذي يتفجر من نفسه وجسده تفجرا ملؤه الطاقة والزخم.
وفي سكرات الموت يكون عاجزا عن تحريك بعضه ثم يتطور معه اﻷمر فيعجز عن تحريك بضعة منه, فإذا به الموت يهيمن هيمنة الجبابرة على الجسد ويطرد ما بقى من حياة, فيجف نبعها ولا يتبقى منه إﻻ نقطة واحدة تتبخر بحرارته التي بدأت في اﻻنخفاض, وإذا برياح المنية تهب مجففةً النقطة الباقية فيحل محلها الموت البارد فيبرد الجسد معه وتؤوب الروح إلى بارئها الله تعالى الذي نفخها في الجسد أول مرة.
أما في بحر حياته فهو في مزيج بين الحي والميت. مزيجٌ غريبٌ يتصارع فيه الحياة والموت فيشعر اﻻنسان أحيانا أنه مفعم بالحيوية ويشعر أحيانا أخرى أنه يذبل ويكاد يتساقط من فرط ضعفه وجدب حيويته نفسيا أو جسديا . وكلما تقدم به العمر كلما زاد نصيب الفرد من الموت وأفلس من الحياة حتى ينتهي أجله.
ولكن مالعمر؟ العمر .....ما العمر إﻻ اﻷلم الذي أحس به في حياته والخبرة التي حصلها وكلاهما يدوران في فلك بعضهم البعض فالألم يزيد اﻹنسان حكمة وخبرة والخبرة والحكمة مع اﻻحتكاك بالبشر (على اﻷقل صورتهم كالبشر) يزيدان اﻹنسان ألما فوق ألم.
أما العجب كل العجب أن كثيرا من البشر ﻻ يشعرون إﻻ بالحياة وﻻ يشعرون بإفلاسهم منها على مر الساعات واﻷيام والشهور بل السنين والعقود, بل اﻷعجب أنهم يشعرون بتجمد عمرهم عند شبابهم, فيشعرون أنهم دائمي الشباب مهما بلغوا من السن .... ياللعجب إن حب أكثر الناس للحياة وكرههم للموت يعميهم عن حقيقة دبيب الموت فيهم تماما كما قال الشاعر :
أﻻ كل ما هو آت قريب ....... وللأرض من كل حي نصيب
وللناس حب لطول البقاء ..... فيها وللموت فيهم دبيب
الخلاصة:
أَحي حاسة استشعار الموت فيك وإلا ستعض بنان الندم يوم لا ينفع مال ولا بنون ....
والله أعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم