تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأمير الحمَّار محمد بن أبي عامر


nuha1423
16-08-2009, 09:21
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إذا أردت أن تعيش سعيدا في العالم


فلا تحاول تغيير كل العالم بل اعمل التغيير في نفسك


ومن ثم حاول تغيير العالم بأسره ..


الأمير الحمَّار
قصة محمد بن أبي عامر

رائعة



القصة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية يرويها لنا التاريخ .وهي تحكي ثلاثة من الشباب كانوا يعملون حمّارين – يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير –
وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق ,
تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون
فقال أحدهم واسمه " محمد " افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا ؟
فقالا يا محمد إن هذا غير ممكن . فقال : افترضا جدلاً أني خليفة ..
فقال أحدهم هذا محال وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً ..
قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة , وهام محمد في أحلام اليقظة .
وتخيل نفسه على عرش الخلافة وقال لأحدهما :

ماذا تتمنى أيها الرجل ؟

فقال : أريد حدائق غنّاء , وماذا بعد قال الرجل : إسطبلاً من الخيل ,
وماذا بعد , قال الرجل : أريد مائة جارية ... وماذا بعد أيها الرجل , قال مائة ألف دينار ذهب .
ثم ماذا بعد , يكفي ذلك يا أمير المؤمنين .
كل ذلك و محمد ابن أبي عامر يسبح في خياله الطموح ويرى نفسه على عرش الخلافة ,
ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة
ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان يأخذ ,
وهو ينفق بعد أن كان يطلب ,
وهو يأمر بعد أن كان ينفذ وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخر وقال

ماذا تريد أيها الرجل .

فقال : يا محمد إنما أنت حمّار ,
والحمار لا يصلح أن يكون خليفة .....
فقال محمد : يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى ؟
فقال الرجل أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة ,
فقال محمد دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل ,
فقال الرجل : إسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة
فاجعلني على حمار ووجه وجهي إلى الوراء
ومر منادي يمشي معي في أزقة المدينة
وينادي أيها النااااااا س ! أيها الناااااا س ! هذا دجال محتال
من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن ...

وانتهى الحوار ونام الجميع ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر ..
صحيح الذي يعمل حمارا لن يصل إلى الخلافة ,
فكر محمد كثيرا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود .
توصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوة الأولى
حيث قرر أنه يجب بيع الحمار

وفعلاً باع الحمار
هل تعلم ما هو الحمار الذي يجب أن نبيعه جميعاً ,
هي تلك القناعات التي يحملها الكثير مثل – لا أستطيع – لا أصلح – لست أهلاً . كأن يقول لنفسه أنا سيء . أنا لا أنفع في شيء ,

وأن تستبدلها بقولنا أنا أستطيع بإذن الله , يمكن أن أقدم خيراً , يمكنني أن أساهم في بناء المجتمع ..

إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني * عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

وانطلق ابن أبي عامر بكل إصرار وجد .
يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف .
وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط –

تخيلوا .. أخواني ... أخواتي الجهد الذي كان يبذله محمد وهو حمار يبذله في عمله الجديد ..

أعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس . ثم يموت الخليفة الأموي ويتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله
وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات ,
وهل يمكن لهذا الطفل الصغير من إدارة شئون الدولة .
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصياً
ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه...
فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية ,
وتم الاختيار على محمد ابن أبي عامر وابن أبي غالب والمصحفي .
وكان محمد ابن أبي عامر مقرب إلى صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها
ووشى بالمصحفي عندها وأزيل المصحفي من الوصاية
وزوج محمد ابنه بابنة ابن أبي غالب ثم أصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد
ثم اتخذ مجموعة من القرارات ؛ فقرر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه ,
وقرر انتقال شئون الحكم إلى قصره ,
وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده
وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .
حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية ,
وسميت بالدولة العامرية . هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر ,
واستطاع بتوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .

أخواني ... أخواتي ..

القصة لم تنتهي بعد ففي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار
والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء ..
تذكر صاحبيه الحمارين فأرسل أحد الجند وقال له : اذهب إلى مكان كذا
فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتي بهما .
أمرك سيدي ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان ...
العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي ..
بنفس العقلية حمار منذ ثلاثين سنة .. قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما ,
أمير المؤمنين إننا لم نذنب . لم نفعل شيئاً .. ما جرمنا ..
قال الجندي : أمرني أن آتي بكما . ووصلوا إلى القصر , دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة ..
قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد ...

قال الحاجب المنصور : اعرفتماني ؟
قالا نعم يا أمير المؤمنين , ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ,
قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال :
كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة
وكنا نعمل حمارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر
فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا ؟ فتمنيا

ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان ؟

قال الرجل حدائق غنّاء ,
فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا .
وماذا بعد قال الرجل : اسطبل من الخيل
قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد ؟
قال مائة جارية , قال الخليفة لك مائة من الجواري ثم ماذا ؟
قال الرجل مائة ألف دينار ذهب ,
قال : هو لك وماذا بعد ؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين .
قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع - يعني بدون عمل – وتدخل عليّ بغير حجاب .

ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ؟

قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين ,
قال : لا و الله حتى تخبرهم
قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين ,
قال حتى تخبرهم . فقال الرجل
قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء
ومر منادي ينادي في الناس
أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر افعلوا به ما تمنى حتى يعلم

( أن الله على كل شيء قدير .. )


أخي .. أختي ....
هل يمكن أن تحقق أحلامك وأن تصل إلى أهدافك قل وبكل ثقة – نعم إن شاء الله وتذكر دائماً

(( إن الله على كل شيء قدير ))

وقول الحبيب صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي : " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء "
أخي .. أختي .. ظن بربك خيرا , ظن أن الله سيوفقك ويحقق لك آمالك فإن كنت تظن بالله حسناً تجد خيرا وإن ظننت به غير ذلك ستجد ما ظننت
تحياتي



.

ولاء الحكمي
16-08-2009, 11:54
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

متفيزقة مبدعة
16-08-2009, 12:04
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

تصادم مرن
17-08-2009, 05:36
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إننا حينما نلقي نظرة على الحياة نجد أن تطورها إنما يأتي على أيدي الذين كانوا يطمحون بعيداً ، ويسعون حثيثاً لتحقيق طموحاتهم ..

فالمطامح السامية ، والرغبات النبيلة هي دعامة الرقي في الأمم .. فهي التي تُكسب الحياة خصوبة ، وتبعث فيها الرونق والبهاء ، وهي أساس التقدم العلمي ، والصناعي ، والتجاري ، والثقافي ..


إن الطموح كفيل بأن يعطي الناس المغمورين مكانة سامية في الحياة ، كما انه كفيل بأن يحول الأشياء العادية إلى اشياء ذات قيمة .. والعكس بالعكس ..
فانعدام الطموح يحول الذين لهم مكانة سامية إلى أناس عاديين ويسلب القيمة من الأشياء الثمينة ..

بارك الله فيك اختي نهى وسلمت يمناك على الطرح الجميل الرائع الذي عهدناه منك لاحرمك الله الاجر والثواب
وجزاك الله خيرا

nuha1423
15-11-2009, 20:26
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

أشكرك

بارك الله فيك

nuha1423
15-11-2009, 20:27
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

جزاك الله خيراً

nuha1423
15-11-2009, 20:28
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إننا حينما نلقي نظرة على الحياة نجد أن تطورها إنما يأتي على أيدي الذين كانوا يطمحون بعيداً ، ويسعون حثيثاً لتحقيق طموحاتهم ..

فالمطامح السامية ، والرغبات النبيلة هي دعامة الرقي في الأمم .. فهي التي تُكسب الحياة خصوبة ، وتبعث فيها الرونق والبهاء ، وهي أساس التقدم العلمي ، والصناعي ، والتجاري ، والثقافي ..


إن الطموح كفيل بأن يعطي الناس المغمورين مكانة سامية في الحياة ، كما انه كفيل بأن يحول الأشياء العادية إلى اشياء ذات قيمة .. والعكس بالعكس ..
فانعدام الطموح يحول الذين لهم مكانة سامية إلى أناس عاديين ويسلب القيمة من الأشياء الثمينة ..

بارك الله فيك اختي نهى وسلمت يمناك على الطرح الجميل الرائع الذي عهدناه منك لاحرمك الله الاجر والثواب
وجزاك الله خيرا

شكراً لك على الإثراء الرائع

لا حرمني الله منك

ودمت بخير

سلامي

*الزعيم*
15-11-2009, 22:07
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت القصة اليوم أثناء حضوري لدورة التفكير الابداعي وأعجبت بها !!
ولم أعلم أن السباقة نهى قد أدرجتها هنا !!
بارك الله فيك.........
ننتظر جديدك................

الهَياء
15-11-2009, 22:30
قصة رآئـــعة
إسستفدت منهآ أنآ شخصيــاً

نهى

أحببت أن أضيف عبآرآت لقصتك تلك .. !!


لاتيأس إذا تعثرت أقدامك

وسقطت في حفرة واسعه .. فسوف تخرج منها

و أنت أكثر تماسكا وقوة

.. والله مع الصابرين


******************

لا تحاول البحث عن حلم خذلك

.. وحاول أن تجعل من حالة الإنكسار بداية حلم جديد

******************

لا تقف كثيراً على الأطلال

خاصة اذا كانت الخفافيش قد سكنتها والأشباح عرفت طريقها

.. وابحث عن صوت عصفور

يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد

******************