الحارث
12-09-2009, 13:42
http://www.alrai.com/img/241500/241366.jpg
يبدو أن صرعة جديدة قد بدأت بالانتشار، بين الرياضيين، بشكل خاص، وكبار السن والمرضى الخارجين من عمليات جراحية، لتخفيف آلامهم والمساعدة على شفائهم بواسطة الثلج أو الجليد.
و لأول وهلة، لا يبدو لنا هذا الأسلوب في العلاج غريبا، إذ إننا نعرف أن وضع قطعة من الثلج على الكدمة يخفف الألم لأن الأعصاب على درجة حرارة 10 سلسيوس تقل قدرتها على نقل الإشارات،
كما يتباطأ نزف الدم في الأنسجة تحت الجلد وبالتالي يخفف الورم. لكن ما نعنيه هنا بصرعة العلاج بالتبريد،
أو بالأحرى بواسطة الجليد أو الصقيع، هو أكثر من ذلك بكثير، فهو قد يتضمن غمر الجسم بأكمله في الجليد لبضع دقائق. أو دخول غرفة مفرطة البرودة.
فما سر هذا العلاج، وكيف يساعد على الشفاء ويخفف الألم؟
للنقاهة والتخلص من الإنهاك.
منذ بضع سنوات، يمارس لاعبو فرق كرة القدم وكرة اليد والرغبي الفرنسيون تقليدا غريبا، إذ أنهم يغمرون أجسامهم في حمام من الجليد بعد إنهاء المباريات أو التدريب العنيف. والهدف هو استعادة نشاطهم بسرعة أكبر استعدادا لمباراتهم التالية. كما أن هناك خيارا أفضل من حمام الجليد، ألا وهو غرفة الزمهرير أو المصردة حيث تصل درجة الحرارة إلى سالب 110 سلسيوس. ولا أعتقد أن كلمة زمهرير تكفي لوصف هذه الدرجة.
وفي المعجم الوسيط يعرف الصرد بأنه شدة البرد، وكذلك الصر. ويوجد في فرنسا حاليا غرفتا زمهرير مخصصتان للرياضيين. والغرفة تشبه الساونا، لكن بظروف معاكسة تماما. ويجب أن يكون جوها جافا تماما، حتى لا يتحول بخار الماء داخلها إلى بلورات جليد.
يدخل الرياضي الغرفة بعد أن يمر بغرفتين باردتين إحداهما بدرجة سالب 10، والأخرى سالب 60 ( لاحظ أن الفريزر المنزلي يكون عادة بدرجة سالب 18).
يرتدي الرياضي ملابسه الداخلية فقط ويغطي يديه وقدميه وفمه. ثم يمكث في المصردة ما بين دقيقتين وأربع دقائق مع المواظبة على تحريك الذراعين. عند دخول المصردة، يكون رد فعل الجسم هو إعادة توزيع الدم بحيث تكون الأفضلية للأعضاء الحيوية، مثل الدماغ والقلب وحتى العضلات، بينما تتقلص الأوعية الدموية الخارجية الملامسة للجليد.
وهكذا فان الأوعية الدموية التي تغذي القلب تتوسع فتزيد ترويته بالدم ويتخلص الجسم بكفاءة اكبر من الفضلات الموجودة فيه وفي العضلات. والواقع أن عضلات الرياضي تفرز كمية كبيرة من الفضلات عندما يبذل جهدا مكثفا، وهذه الفضلات والسموم تسبب الشعور بالإنهاك والألم والتشنج العضلي. أما مرضى الروماتيزم، فقد لاحظوا بارتياح انخفاض الآلام لديهم بعد تجربة المصردة.
أساليب علاج واعدة.
يطلق على الاستصراد، أي أسلوب العلاج بالتبريد الشديد، باللغة الانجليزية، مصطلح Cryotherapy .
والواقع أن هذا الأسلوب شائع في دول شرق وشمال أوروبا. إذ تنتشر لديهم حمامات الثلج والجليد وغرف الزمهرير أو المصارد. وهي توصف لمن يعاني من الأرق المزمن أو الاكتئاب أو ضعف جهاز المناعة.
أما العلاج الموضعي للجلد والعضلات، مثلا بعد عمليات التجميل أو عند حصول تمزق عضلي نتيجة جهد رياضي مفرط أو بسبب ضربة قوية، فيتم باستخدام الرذاذ (سبري) الهواء البارد بدرجة سالب 30، أو حتى - 78) ثاني أكسيد الكربون). وعند رش الغاز البارد على الجلد يبرد من 32 ، وهي درجة حرارته الاعتيادية، إلى بضع درجات، مما يسبب صدمة حرارية، ويكون رد فعل الجسم هو انقباض تقليص الأوعية الدموية الجلدية، لكن بعد برهة، وحتى لا تموت الأنسجة السطحية، تحصل عملية عكسية إذ يعود الجسم ويضخ كمية كبيرة من الدم نحو هذه الأنسجة. ويستخدم الاستصراد بالغاز البارد أيضا إثناء عمليات إزالة سرطان الجلد أو القولون.
و من التطبيقات الطريفة الأخرى للاستصراد، إخراج الأجسام الغريبة من القصبات التنفسية، مثل حبة ذرة أو بذرة كرز، إذ توجه نحو هذا الجسم نفثه من الغاز البارد بواسطة أنبوب التنظير فيلتصق الجسم بالأنبوب ليسحبه معه بسهولة.
و يفيد التبريد بشكل خاص في حالة الجلطة القلبية. ويكون الدماغ أول عضو يتأثر بتوقف ترويته بالدم عند حصول الجلطة، فتموت خلاياه خلال 10 دقائق. وتطول هذه المدة إذا برد الجسم. ولهذا السبب تفتح نوافذ سيارة الإسعاف التي تحمل مصابا توقف قلبه عن النبض، حتى يبرد جسمه بضع درجات.
و لعل إحدى اغرب الوسائل لتبريد الجسم في المستشفى هي حقن المريض بمصل بدرجة سالب 4، أو تبريد الدم بواسطة منظار مبرد موضوع في وريد الفخذ.
يبدو أن صرعة جديدة قد بدأت بالانتشار، بين الرياضيين، بشكل خاص، وكبار السن والمرضى الخارجين من عمليات جراحية، لتخفيف آلامهم والمساعدة على شفائهم بواسطة الثلج أو الجليد.
و لأول وهلة، لا يبدو لنا هذا الأسلوب في العلاج غريبا، إذ إننا نعرف أن وضع قطعة من الثلج على الكدمة يخفف الألم لأن الأعصاب على درجة حرارة 10 سلسيوس تقل قدرتها على نقل الإشارات،
كما يتباطأ نزف الدم في الأنسجة تحت الجلد وبالتالي يخفف الورم. لكن ما نعنيه هنا بصرعة العلاج بالتبريد،
أو بالأحرى بواسطة الجليد أو الصقيع، هو أكثر من ذلك بكثير، فهو قد يتضمن غمر الجسم بأكمله في الجليد لبضع دقائق. أو دخول غرفة مفرطة البرودة.
فما سر هذا العلاج، وكيف يساعد على الشفاء ويخفف الألم؟
للنقاهة والتخلص من الإنهاك.
منذ بضع سنوات، يمارس لاعبو فرق كرة القدم وكرة اليد والرغبي الفرنسيون تقليدا غريبا، إذ أنهم يغمرون أجسامهم في حمام من الجليد بعد إنهاء المباريات أو التدريب العنيف. والهدف هو استعادة نشاطهم بسرعة أكبر استعدادا لمباراتهم التالية. كما أن هناك خيارا أفضل من حمام الجليد، ألا وهو غرفة الزمهرير أو المصردة حيث تصل درجة الحرارة إلى سالب 110 سلسيوس. ولا أعتقد أن كلمة زمهرير تكفي لوصف هذه الدرجة.
وفي المعجم الوسيط يعرف الصرد بأنه شدة البرد، وكذلك الصر. ويوجد في فرنسا حاليا غرفتا زمهرير مخصصتان للرياضيين. والغرفة تشبه الساونا، لكن بظروف معاكسة تماما. ويجب أن يكون جوها جافا تماما، حتى لا يتحول بخار الماء داخلها إلى بلورات جليد.
يدخل الرياضي الغرفة بعد أن يمر بغرفتين باردتين إحداهما بدرجة سالب 10، والأخرى سالب 60 ( لاحظ أن الفريزر المنزلي يكون عادة بدرجة سالب 18).
يرتدي الرياضي ملابسه الداخلية فقط ويغطي يديه وقدميه وفمه. ثم يمكث في المصردة ما بين دقيقتين وأربع دقائق مع المواظبة على تحريك الذراعين. عند دخول المصردة، يكون رد فعل الجسم هو إعادة توزيع الدم بحيث تكون الأفضلية للأعضاء الحيوية، مثل الدماغ والقلب وحتى العضلات، بينما تتقلص الأوعية الدموية الخارجية الملامسة للجليد.
وهكذا فان الأوعية الدموية التي تغذي القلب تتوسع فتزيد ترويته بالدم ويتخلص الجسم بكفاءة اكبر من الفضلات الموجودة فيه وفي العضلات. والواقع أن عضلات الرياضي تفرز كمية كبيرة من الفضلات عندما يبذل جهدا مكثفا، وهذه الفضلات والسموم تسبب الشعور بالإنهاك والألم والتشنج العضلي. أما مرضى الروماتيزم، فقد لاحظوا بارتياح انخفاض الآلام لديهم بعد تجربة المصردة.
أساليب علاج واعدة.
يطلق على الاستصراد، أي أسلوب العلاج بالتبريد الشديد، باللغة الانجليزية، مصطلح Cryotherapy .
والواقع أن هذا الأسلوب شائع في دول شرق وشمال أوروبا. إذ تنتشر لديهم حمامات الثلج والجليد وغرف الزمهرير أو المصارد. وهي توصف لمن يعاني من الأرق المزمن أو الاكتئاب أو ضعف جهاز المناعة.
أما العلاج الموضعي للجلد والعضلات، مثلا بعد عمليات التجميل أو عند حصول تمزق عضلي نتيجة جهد رياضي مفرط أو بسبب ضربة قوية، فيتم باستخدام الرذاذ (سبري) الهواء البارد بدرجة سالب 30، أو حتى - 78) ثاني أكسيد الكربون). وعند رش الغاز البارد على الجلد يبرد من 32 ، وهي درجة حرارته الاعتيادية، إلى بضع درجات، مما يسبب صدمة حرارية، ويكون رد فعل الجسم هو انقباض تقليص الأوعية الدموية الجلدية، لكن بعد برهة، وحتى لا تموت الأنسجة السطحية، تحصل عملية عكسية إذ يعود الجسم ويضخ كمية كبيرة من الدم نحو هذه الأنسجة. ويستخدم الاستصراد بالغاز البارد أيضا إثناء عمليات إزالة سرطان الجلد أو القولون.
و من التطبيقات الطريفة الأخرى للاستصراد، إخراج الأجسام الغريبة من القصبات التنفسية، مثل حبة ذرة أو بذرة كرز، إذ توجه نحو هذا الجسم نفثه من الغاز البارد بواسطة أنبوب التنظير فيلتصق الجسم بالأنبوب ليسحبه معه بسهولة.
و يفيد التبريد بشكل خاص في حالة الجلطة القلبية. ويكون الدماغ أول عضو يتأثر بتوقف ترويته بالدم عند حصول الجلطة، فتموت خلاياه خلال 10 دقائق. وتطول هذه المدة إذا برد الجسم. ولهذا السبب تفتح نوافذ سيارة الإسعاف التي تحمل مصابا توقف قلبه عن النبض، حتى يبرد جسمه بضع درجات.
و لعل إحدى اغرب الوسائل لتبريد الجسم في المستشفى هي حقن المريض بمصل بدرجة سالب 4، أو تبريد الدم بواسطة منظار مبرد موضوع في وريد الفخذ.