نبع الغلا
28-11-2009, 17:13
* بكاؤه عليه الصلاة والسلام لموت ابن بنته:
الحادثة الثانية عشرة: ما يرويه أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: {أرسلت بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابناً لنا يحتضر فأتنا) تقول عندي ولد الآن يموت، فتريد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر موته ويسلي عليها، ويطمئن قلبها فأرسل إليها النبي يقول: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيءٍ عنده بأجلٍ مسمى، فلتصبر ولتحتسب، فأرسلت إليه، تقسم عليه لتأتيني -تحلف على الرسول عليه الصلاة والسلام أن يأتيها- ذهب إليها رسول الله فحمل الصبي بيده، فنظر إليه، فوجد نفسه تقعقع كأنها شنٌ -أي: أن روحه تخرج وكأنه يعاني من آلام النـزع- فحزن لذلك صلى الله عليه وسلم وبكى، وكان فيمن ذهب معه من الصحابة سعد بن عبادة، وأبي بن كعب فقال سعد: ما هذا يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه رحمة وضعها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عبادة الرحماء } والحادثة رواها البخاري ومسلم. ومثل ذلك قصة أنس، وقد أسلفتها قبل قليل، لما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي سيف فرفع له ابنه إبراهيم وهو يموت فبكى عليه النبي، وقال: {إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون} هذه اثنتا عشرة حادثة تتعلق بمواقف الرسول مع الصبيان.
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
* تقديم الأكثر قرآناً وإن كان صغيراً:
الحادثة الحادية عشرة: حادثة عمرو بن سلمة وهي أيضاً في صحيح البخاري عن أبيه يقول: ({ قال أبي: جئتكم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً) كان أبوه في ضمن وفد من القبيلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجع كان يقول: (جئتكم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا). فسمعته يقول: (إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآناً) قال عمرو بن سلمة: فنظروا، فلم يجدوا أحداً أكثر قرآناً مني؛ فقدموني فصليت بهم وأنا يومئذٍ ابن ست سنين، أو سبع سنين } كان إماماً يصلي بهم وهو ابن ست، أو سبع سنين، والحادثة رواها البخاري، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم.
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
* صعود الحسن أو الحسين على ظهره في الصلاة:
الحادثة الخامسة: يرويها النسائي، وأحمد وغيرهما، عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه وعن أبيه {أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم في إحدى صلاتي العشاء -إما المغرب وإما العشاء- وهو حامل حسناً، أو حسيناً على كتفه، فتقدم صلى الله عليه وسلم فوضع الصبي ثم صلى بهم وكبر، فلما كان في سجدة، بين ظهراني الصلاة أطال السجود جداً، حتى قال شداد:فرفعت رأسي فإذا الصبي فوق ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فرجعت فسجدت، فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته قال الناس: يا رسول الله! صنعت شيئاً لم تكن تصنعه، قد أطلت سجدة بين ظهراني صلاتك حتى ظننا أنه قد حدث أمرٌ أو أنه يوحى إليك - أي: أنه أطال السجود حتى إن الناس قد أصابتهم الريبة، فربما شكّوا هل أصاب رسول الله شيء؟ هل نـزل به أمر؟ أم أنه يوحى إليه، فهذا الرجل رفع رأسه فعرف القصة أما بقية الناس فلم يكونوا يعرفون- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس شيئ من ذلك كان، غير أن ابني هذا ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته، وينـزل من تلقاء نفسه}. إلى هذا الحد كانت شفقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان لطفه وتسامحه، أولاً: خروجه صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وهو يحمل الحسن على كتفه هذا مشهد لم نره قط، ولو حدث من إنسان من العلماء أو الدعاة لربما تعجب الناس منه، فكيف إذا حدث من سيد الدعاة، وأعظم العلماء؛ النبي صلى الله عليه وسلم يخرج هذه المرة، والحسن أو الحسين على كتفه ثم يجعله إلى جواره، فيتسلل هذا الصبي ويتسلق حتى يرتقي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لا يعجله الرسول حتى يقضي حاجته. ولسنا نشك أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ساجد كان يناجي ربه؛ والسجود هو من أعظم حالات القرب من الله جل وعلا كما في الحديث: {أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد} وكان عليه الصلاة والسلام يحمد ربه بمحامد ويسبحه ويثني عليه ويقول: {أما السجود فادعوا الله أن يستجيب لكم} ولما نـزل قوله سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى:1] قال: {اجعلوها في سجودكم} فكان مستغرقاً في تسبيح ربه ودعائه وتحميده واستغفاره، ولكن مع ذلك كان من عادته عليه الصلاة والسلام في صلاته أن يجعل قيامه وركوعه وسجوده واعتداله بين السجدتين قريباً من السواء، أما هذه المرة فقد أطال هذه السجدة لعارض وهو أن ابنه ارتحله، فكره أن يعجله، حتى يقضي حاجته.
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
* موقفه مع ابنه إبراهيم:
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه فيما رواه مسلم وغيره: {إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم} - يعني بذلك ابنه إبراهيم عليه السلام {ثم دفعه النبي صلى الله عليه وسلم - كما يقول أنس في روايته - إلى أم سيف، وهي امرأة كان زوجها قيناً } أي: حداداً يصنع السيوف، فدفعه النبي إليها لتقوم برعايته {ثم ذهب عليه الصلاة والسلام يوماً فاتبعه أنس إلى بيت أم سيف، فلما أقبل النبي صلى الله عليه وسلم كان أبو سيف ينفخ في كيره وقد امتلأ البيت دخاناً } قال أنس: {فأسرعت بين يدي رسول الله فقلت: يا أبا سيف أمسك - توقف- فقد جاء رسول الله، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والدخان يملأ البيت، ثم رفع ابنه إبراهيم فقبله عليه السلام. يقول أنس -في إحدى الروايات-: (والله ما رأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم ){وما أسرع ما نـزل قضاء الله تعالى وقدره بإبراهيم، الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه أشد الحب، ويضمه إلى صدره ويقبِّله، فأخبر النبي بأن ابنه إبراهيم وجع وأنه يجود بنفسه، فجاء النبي مسرعاً إلى أبي سيف-كما في الرواية الأخرى، وهي في الصحيحين {ثم رفع إليه الصبي فلما نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان معه جماعة من الصحابة منهم عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن عبادة} ورأى النبي صلى الله عليه وسلم ابنه، الذي هو فلذة كبده وقطعة منه يجود بنفسه، رآه يموت {فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودمعت عيناه وأجهش فقال له سعد: هذا وأنت رسول الله! فقال له: هذه رحمة يجعلها الله في قلوب عباده} ثم أتبعها بأخرى {إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل}. قال تعالى: قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً [الإسراء:93] ويولد له عليه الصلاة والسلام أولاد وبنات، فيفرح بهم أشد مما يفرح أي أبٍ بولده، ثم يتعهدهم إلى من يحضنهم ويرعاهم، ولا يغفل عنهم صلى الله عليه وسلم على كثرة مشاغله وأعماله، فبين الفينة والفينة، يأخذ من وقته شيئاً يسيراً ليزور أطفاله، ويقبّلهم، ويضعهم في حجره، ويحنو عليهم صلى الله عليه وسلم، فإذا نـزل بهم وجعٌ، أو مرض حزن لذلك، فإذا جاءهم الموت بكى، وهلت دموعه على خديه عليه الصلاة والسلام كما رأيتم في مثل هذه الواقعة، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بشر كما قال عنه ربه قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً [الإسراء:93].
......
الحادثة الثانية عشرة: ما يرويه أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: {أرسلت بعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابناً لنا يحتضر فأتنا) تقول عندي ولد الآن يموت، فتريد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر موته ويسلي عليها، ويطمئن قلبها فأرسل إليها النبي يقول: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيءٍ عنده بأجلٍ مسمى، فلتصبر ولتحتسب، فأرسلت إليه، تقسم عليه لتأتيني -تحلف على الرسول عليه الصلاة والسلام أن يأتيها- ذهب إليها رسول الله فحمل الصبي بيده، فنظر إليه، فوجد نفسه تقعقع كأنها شنٌ -أي: أن روحه تخرج وكأنه يعاني من آلام النـزع- فحزن لذلك صلى الله عليه وسلم وبكى، وكان فيمن ذهب معه من الصحابة سعد بن عبادة، وأبي بن كعب فقال سعد: ما هذا يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه رحمة وضعها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عبادة الرحماء } والحادثة رواها البخاري ومسلم. ومثل ذلك قصة أنس، وقد أسلفتها قبل قليل، لما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي سيف فرفع له ابنه إبراهيم وهو يموت فبكى عليه النبي، وقال: {إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون} هذه اثنتا عشرة حادثة تتعلق بمواقف الرسول مع الصبيان.
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
* تقديم الأكثر قرآناً وإن كان صغيراً:
الحادثة الحادية عشرة: حادثة عمرو بن سلمة وهي أيضاً في صحيح البخاري عن أبيه يقول: ({ قال أبي: جئتكم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً) كان أبوه في ضمن وفد من القبيلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجع كان يقول: (جئتكم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا). فسمعته يقول: (إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآناً) قال عمرو بن سلمة: فنظروا، فلم يجدوا أحداً أكثر قرآناً مني؛ فقدموني فصليت بهم وأنا يومئذٍ ابن ست سنين، أو سبع سنين } كان إماماً يصلي بهم وهو ابن ست، أو سبع سنين، والحادثة رواها البخاري، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم.
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
* صعود الحسن أو الحسين على ظهره في الصلاة:
الحادثة الخامسة: يرويها النسائي، وأحمد وغيرهما، عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه وعن أبيه {أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم في إحدى صلاتي العشاء -إما المغرب وإما العشاء- وهو حامل حسناً، أو حسيناً على كتفه، فتقدم صلى الله عليه وسلم فوضع الصبي ثم صلى بهم وكبر، فلما كان في سجدة، بين ظهراني الصلاة أطال السجود جداً، حتى قال شداد:فرفعت رأسي فإذا الصبي فوق ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فرجعت فسجدت، فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته قال الناس: يا رسول الله! صنعت شيئاً لم تكن تصنعه، قد أطلت سجدة بين ظهراني صلاتك حتى ظننا أنه قد حدث أمرٌ أو أنه يوحى إليك - أي: أنه أطال السجود حتى إن الناس قد أصابتهم الريبة، فربما شكّوا هل أصاب رسول الله شيء؟ هل نـزل به أمر؟ أم أنه يوحى إليه، فهذا الرجل رفع رأسه فعرف القصة أما بقية الناس فلم يكونوا يعرفون- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس شيئ من ذلك كان، غير أن ابني هذا ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته، وينـزل من تلقاء نفسه}. إلى هذا الحد كانت شفقة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان لطفه وتسامحه، أولاً: خروجه صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وهو يحمل الحسن على كتفه هذا مشهد لم نره قط، ولو حدث من إنسان من العلماء أو الدعاة لربما تعجب الناس منه، فكيف إذا حدث من سيد الدعاة، وأعظم العلماء؛ النبي صلى الله عليه وسلم يخرج هذه المرة، والحسن أو الحسين على كتفه ثم يجعله إلى جواره، فيتسلل هذا الصبي ويتسلق حتى يرتقي على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لا يعجله الرسول حتى يقضي حاجته. ولسنا نشك أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ساجد كان يناجي ربه؛ والسجود هو من أعظم حالات القرب من الله جل وعلا كما في الحديث: {أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد} وكان عليه الصلاة والسلام يحمد ربه بمحامد ويسبحه ويثني عليه ويقول: {أما السجود فادعوا الله أن يستجيب لكم} ولما نـزل قوله سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى:1] قال: {اجعلوها في سجودكم} فكان مستغرقاً في تسبيح ربه ودعائه وتحميده واستغفاره، ولكن مع ذلك كان من عادته عليه الصلاة والسلام في صلاته أن يجعل قيامه وركوعه وسجوده واعتداله بين السجدتين قريباً من السواء، أما هذه المرة فقد أطال هذه السجدة لعارض وهو أن ابنه ارتحله، فكره أن يعجله، حتى يقضي حاجته.
http://audio.islamweb.net/audio/fasil.gif
* موقفه مع ابنه إبراهيم:
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه فيما رواه مسلم وغيره: {إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم} - يعني بذلك ابنه إبراهيم عليه السلام {ثم دفعه النبي صلى الله عليه وسلم - كما يقول أنس في روايته - إلى أم سيف، وهي امرأة كان زوجها قيناً } أي: حداداً يصنع السيوف، فدفعه النبي إليها لتقوم برعايته {ثم ذهب عليه الصلاة والسلام يوماً فاتبعه أنس إلى بيت أم سيف، فلما أقبل النبي صلى الله عليه وسلم كان أبو سيف ينفخ في كيره وقد امتلأ البيت دخاناً } قال أنس: {فأسرعت بين يدي رسول الله فقلت: يا أبا سيف أمسك - توقف- فقد جاء رسول الله، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والدخان يملأ البيت، ثم رفع ابنه إبراهيم فقبله عليه السلام. يقول أنس -في إحدى الروايات-: (والله ما رأيت أحداً أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم ){وما أسرع ما نـزل قضاء الله تعالى وقدره بإبراهيم، الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه أشد الحب، ويضمه إلى صدره ويقبِّله، فأخبر النبي بأن ابنه إبراهيم وجع وأنه يجود بنفسه، فجاء النبي مسرعاً إلى أبي سيف-كما في الرواية الأخرى، وهي في الصحيحين {ثم رفع إليه الصبي فلما نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وكان معه جماعة من الصحابة منهم عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن عبادة} ورأى النبي صلى الله عليه وسلم ابنه، الذي هو فلذة كبده وقطعة منه يجود بنفسه، رآه يموت {فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودمعت عيناه وأجهش فقال له سعد: هذا وأنت رسول الله! فقال له: هذه رحمة يجعلها الله في قلوب عباده} ثم أتبعها بأخرى {إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل}. قال تعالى: قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً [الإسراء:93] ويولد له عليه الصلاة والسلام أولاد وبنات، فيفرح بهم أشد مما يفرح أي أبٍ بولده، ثم يتعهدهم إلى من يحضنهم ويرعاهم، ولا يغفل عنهم صلى الله عليه وسلم على كثرة مشاغله وأعماله، فبين الفينة والفينة، يأخذ من وقته شيئاً يسيراً ليزور أطفاله، ويقبّلهم، ويضعهم في حجره، ويحنو عليهم صلى الله عليه وسلم، فإذا نـزل بهم وجعٌ، أو مرض حزن لذلك، فإذا جاءهم الموت بكى، وهلت دموعه على خديه عليه الصلاة والسلام كما رأيتم في مثل هذه الواقعة، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بشر كما قال عنه ربه قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً [الإسراء:93].
......