تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حزن الوطن


حسام اسامة محمد
26-12-2009, 15:03
بيتي زنبقة الصخر الظامئ

لا تقتلــوا قلبــي .. بلومــة عـاذرِ

لا تشنقــوا حبي .. ببســمة غــادر

لا تحرقـــوا عمري . . بنار لواعجـي

لا تسلبــوا منـي . . . إرادة قـــادر

لا تقتلـوهـا . . . يا أحبــة إنهــا ..

نور وليــد .. . في الظــلام الداجــر

ليلى يعذب . . . والنجـــوم تضمخـت

بدم الشهيــد . . على ثرانـا الطاهــر

ليلِــي تضرجــه الدمــاء وبــدره

يسبـى بكــف الغــادر المتكابـــر

* * *

بيتـي . . . وكم علقــت يداي ببابــه

متأرجحـا . . . لا لن يكـون لتاجـــر

بيتـي . . . وكم درجت طفولـة عزتـي

فـوق الحصاة . . . وكم قـرأت دفاتـري

بيتـي . . . وشباكـي ونخلـة جـدتـي

والكـرمة الخضـراء . . . ظل ستائـري

بيتي . . . وفيه مـع الزمان مشاعــري

دفنـت تحيـت ترائـب . . . وحجائــر

بيتــي . . . وفيه مــن الحياة عزيمتي

مشوبـة . . . مــن نار عــزٍّ غابـر

* * *

بيتي . . . ولست بطامع . . . في غيره

أهـواه بيتي . . . يا عــرين قســاور

بيتـي . . . زنابـق راقصات في الثرى

يشــربن . . من مـاء الفؤاد الناظــر

بيتي . . . ربابـة والـدي . . أنغامهــا

زفّت إلى سمـع الزمـان . . . الغابــر

بيتي بقايا مفــرش . . . ووســـادة

وسجائـر . . . لفـّت بإصبـع ماهــر

بيتــي . . بقايا بيدر . . . وسنابـــل

وصغــار قبّرة . . . ونـوح نواعــر

* * *

بيتـي . . أغان " للعتابا " والهــوى

" والميجنا " في صبح عزٍّ . . عامــر

بيتــي " أراغيلٌ و نايات " الدُنــا

تـروى حكايات الزمــان القاهــــر

بيتـي . . . أناشيد الرعاة .. وزهــرة

الـــوادي العميـق . .. الغائــر . .

جسدتها للحُـب . . . ثوبا صارخــــا

وصقلتها للموت . . . صقل خناجــري

أنشودتي . . . ترتيلة السمــار للأحباب

فـي الــوطن الحبيب . . . الصابــر

* * *

أنشـودتي و " الناي . . . والأرغول "

للثــوار ملحمة . . . ونار مجامــري

وربابة الشيخ المحطـم لـن تمـــوت

أحبتي . . . ستظل قيــد مكابـــر ..

ستظــل مشنقة . . . تشــد حبالهــا

" والناي ". . . " رشاشا " كبحر هادر

ستظل . . . مادامت حوافــر خيلهــم

تجثـو على قلبي . . . وفوق محاجـري

سيظل " رشاشي " . . . وصوت مدافعي

أهــزوجة الشادي . . . ولحن الثائــرِ

* * *

1972

البداية



أعطني بضع رصاصات رفيقي

أعطني . . . بضـع رصاصات رفيقـي

واقتفي . . . في الليل من بعدي طريقي

ماتت الآمال في نفسـي . . . ولكــن

لن يموت الحق . . . مادامت عـروقي

كلـها نبض . . . وفـي قلبــي حياةٌ

أقسم التاريخ . . . لم تسـلب حقـوقي

أنشـد التاريخ في عيـدي . . . وغنى

لحن أيامي . . . على الماضي العـريق

لم يزل في النفس . . . ذكـرى مولدي

فأعطني . . . بضـع رصاصات رفيقي

* * *

أعطني " الـرشاش " يا صاحِ ودعني

أمتطي الإقدام . . في ساح الحريـــق

أعطني العزم . . . الذي أضحى سلاحي

وأجعل الدين . . شروقا في شروقــي

لا تخف مني . . . إذا سمـت الــردى

أو مناني الموت . . . في كوخ وسـوق

أو غدت في الأرض . . . أشلائي تباحُ

لا يُرى منها سـوى لمع البريــــق

فأتني ريحا . . . وإعصـــارا يدوي

وأعطني . . . بضع رصاصات رفيقـي

* * *

أعطنيها . . . في الجبال الشامخـــات

أعطنيها . . . في دجـى الوادي العميق

أعطنيها .. . فـي ربى يافا . . . وحيفا

في سفوح القدس . . . في اللج الغريق

ثورتي قامـت . . . ولن نرضى لهــا

أن تموت اليوم . . . فـي المهد المحيق

شعلتـي تأبـى . . . بـألا تنطفـــي

أو يباع الحق . . في سوق الرقيـــق

صرخة يبقى . . . ولن يبقى سواهــا

مدفعي الرشاش . . . في كفي الرشيـق

مدفعي ديني . . . وإخـلاصي وصدقـي

فأعطني . . . بضع رصاصات رفيقــي

* * *

يا بلادي . . . يا روابينا اللواتـي . . !

خلتها . . . تبكـي على بعـدي السحيق

يا ديارا . . أنت أهلي . . أنـت روحي

فيك أحيا . . . أرتـوي حبي الحقيقـي

يا كروما . . راعها هجري وسهــدي

يا بساتيني . . . التي منها رحيقــي

اذكريني . . . إنني ما زلــت دومــا

صخـرة حبلى . . . علـى هام الطريق

إنني . . . ما زلت في أرضي جــذورا

فاعطني . . . بضع رصاصات رفيقــي

* * *

إنني شعــب . . . وعمــلاق ينادي

قـد لحمنا الزحف . . . بالزحف الدفيق

انظري الأبطال . . قــد ضحوا وضحوا

فتلظــت . . . جذوة الصبــح الرقيق

انظري الأيتام قــد أمسوا أســـودا

كاسرات .. همهــا يـوم التـــلاق

انظري . . . يا مهــد أجدادي وعزِّى

واشهدي المسرى . . من البيت العتيق

قـد أتاك الفيصل المغوار . . . يدعـو

فانهضي . . . من سكرة الموت المعيق

واحضنينا يا " فلسطيــن " وغنــي

مرحبا بالعرب . . في القـدس العريق

* * *

1972 م

البداية



من ذكريات الماضي



عبثا أعانق في المنـام … مدامعــي

وخيال طيفك . .. لم يزل في أضلعــي

متجسِّمــا … فـي صــورة أزليـة

رُسمت على روح الفؤاد ... بأدمعــي

قــد كنــت مرآة لكل جميلـة . . !

فتجسـدت صور الحسان . . بمضجعي

غيـد لعبـن .. بكل أمـرد عاشــق

فسلبنـه حســن الجنـان الألمعــي

أمـا فـؤادك . . . يـا ربيبـة قلبنـا

قد بات يشدو . . . في مرابع مسمعـي

* * *

عبثا .. . أعانق في المنـام فــؤادي

وأنا أقامـر . . في الهـوى بفـؤادي

ضاعت خـزائن ثـروتي . . . وتبددت

كتبـدد الغيـم الكئيـب . . . بـــواد

أفلسـت يا قلبي . .. ولست بخائــف

أن أكتفي بعد الهوى . . بسهـــادي

عيناي قد تبلى . .. ويجــرح خاطري

ألما ... ولكنْ . .. لن يموت مــرادي

سأظل . . . أبحث فـي النجـوم لعنـي

ألقى . . . التي ذبحــت لـذيذ رقادي

* * *

عبثـا . . . أعانق في المنــام منامي

عبثـا . . . أقلب في الــدجى أحلامي

عبثـا . .. أعاودها الحديث ومهجتـي

ذابــت . . . على نعش اللقاء الدامي

عبثـا ... أصـدق كلْمـة محمومـة

أزرت بهــا قلبي . .. مــع الأيـام

عبثـا … أحــدق فـي الجدار لأنني

يوما .. . شغلت لرسمها ... أقلامــي

وتحطمت كـل الرسوم . . . لأجلهــا

وتمزقت . . من حبها . . . أقدامي .. !

* * *

عبثـا . . . يناديني الضمير فأنثنـي

خوفـا لأيـام . . . تمــر خوالــي

قد بعتها . . . منذ التقينا .. لأنهـــا

باعـت فــؤادا . . مفعمـا بــدلال

ولفظـت . .. من قلبي الجريح حروفها

وعزمـت . .. دوما لن تمر ببالــي

لكنني وَلــِه . . . أعـذب بعدهـــا

إن يسلها العشاق . .. لسـت بســال

* * *

كانت . .. ولا زالت تنير خواطــري

حبّا . . . فأحرق في اللظى أحوالــي

* * *

1975

البداية



إلى خادم الحرمين الشريفين

جلالة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز



ويح القوافــي . . يا عيـون زمانــي

ماتت بنات الشعـر . . . جـف لسانــي

وتحطم القــلب المعذب .. فــي الدجـى

حزنـا فجـاد الدمـــع . . . بالجريـان

حــدث ألـمّ بخاطري . .. ومشاعــري

فتفجـــرا حممــا . .. وذاب كيانــي

خطـــب أجــل مـن الممات بعينــه

أوَ هل يكون . . مع الممــات . . ثـوان

خطب . . أهزّ القــدس . . زلزل ركنهـا

وتألمــا . . . من هولــه الحرمـــان

خطـــب . . تمزقت القلــوب لوقعــه

والـدمع يسكــب . . . مائـر الغليــان

* * *

يا خادم الحـرمين . . . لســتُ بقــادر

أن أجعــل الكلمـات . . . طــوع بناني

" سينا " يمزقها الحنيـن " وقدسنــا "

تبكي . . . وصــوت النوح في الجولان

" يافا " تئـنُّ بقيدهـا فانهض لهــــا

من تحت تــرْبك . . . يا مليك زمانــي

" حيفا " تنـادي . . . والجبال حبيســة

آهٍ . . لقيــد الظلـم . . . والعـــدوان

إن البــراري . . . قــد تجهم تربهــا

واسود وجـه الكون . . . بعــد ثــوان

أين الذي . . إن قال هيــّا .. . أقدَمــوا

ودعــا لرفــع الـدّين . .. والبنيــان

قد شاد . . . في العصـر القتيل شوامخـا

وبنــى المنابــر . .. داعي الديـــان

* * *

أرسـى دعائــم نهضـــة علميـــة

فيهــا العلــوم تفيــض بالعرفـــان

أحيا الصحارى . . . كي يذيـب شحوبهـا

وتفوح منهـا . . . نسمـــة الريحــان

والترب . . حــوِّل في يديه . .. مصانعـا

والنفـط منبثق . .. كمـا الطوفــــان

هــذا سلاح العــرب .. . أفتك حــربة

بالعلـــم ملتحــم ... وبالقـــــرآن

* * *

يا خادم الحــرمين . . . لستُ مبالغـــا

إن قلتُ . . هُــزّ لرحلك ... الثقلان .. !

يا خادم الحــرمين . . . كنتَ لأمــــة

خيـر الصنيع .. . وأنـتَ أنـتَ البانــي

يا خادم الحــرمين . . . أنّى أبحـــرت

منك السفين . .. فــذاك . . جــلّ مكان

* * *

خلفت . . . للوطن العزيز . . . مشاعــلا

وبراعمــا . . . فيها الــورود . . أغان

خلفت . . للحرمين ليثــا . . . لم يـدع

صــوتا لمظلـــوم . .. ولا جوعــان

خلفت . . للحرمين . . . جـل حماتهـــا

أُســدا . . . تزمجـر فـي ذرا عــدنان

هـذي أيادينـــا . . تبايــع خالـــدا

وأخـــاه " فهدا " قائـد الأوطـــان

فانعم مليكي .. . بالجنان . . وطــبْ بهـا

نعم القــرار . . وبئس فعــل الجــانِ

:k_crying::a_plain111::k_crying::a_plain111: * * *