عمر الريسوني
31-01-2010, 19:24
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
الحمد لله حمدا كثيرا لأهل الحمد العزيز الحميد المستحق للحمد والثناء ، هو الحميد بحمده نفسه أزلا وبحمد عباده له أبدا
هو الحق يثني عن نفسه بخطاب الحق ، ولله الحمد بكل المحامد على كل المحامد بجميع المدائح المحمودة ، حمد الله وثناؤه
على ذاته ، ذلك أنه تعالى لما بسط بساط الوجود على ممكنات لا تحصى ووضع عليها موائد كرمه التي لا تتناهى فقد كشف
عن صفات كماله وأظهرها بدلالات قطعية تفصيلية غير متناهية وكل ذرة في هذا الوجود تشهد لهذا الكمال وتدل عليه
دلالة الماهية الغير القابلة للادراك أو الاحاطة علما ، فليس لكماله سبحانه غاية ولا نهاية وكماله لا يشبه خلقه ومخلوقاته
لأن كمال المخلوقات بمعان موجودة في ذواتهم وتلك المعاني مغايرة لذواتهم ، أما كماله سبحانه فهو بذاته لا بمعان زائدة
وجميع المحامد هي لله تعالى ، الحمد لظهور سلطانه وعزه وله الحمد لموفورات احسانه وله الحمد لاستحقاقه لجلاله
وجماله وله الحمد لجزيل نواله وعطاءه وعزيز أفضاله وهو المستحق لصفات العلا ونعوت العز والسمو والرفعة والحمد
على حكمه وتدبيره وتقديره وعدله .
فسبحان الحق ، فهو الحق بخطاب الحق المحمود على فعاله أحد صمد لا مثيل له ولا كفوا مدحا لعز جلاله لما يراه عباده
في الوجود من دلائل وجوده فتصطلم نفوسهم بحقائق توحيده ، فبيان بيان الحق أنت بيانه وكل معاني الغيب أنت لسانه .
العبد المكلف يسعى الى رضا ربه بالعمل الصالح بما أمر الله ورسوله ويجتهد في تحصيل العلم والمعرفة بتوفيق من الله
والحكمة هي صواب الأمور وموافقة أمر الله ومتابعة الطريق من حيث توفيق الحق لا من حيث همة النفس حتى لا يكون
العبد تحت سلطان الهوى ويعرف قدر نفسه فلا تمتد رجلاه خارجا عن كسائه ، والحكمة الالهية هي العلم بحقائق الأشياء
وأحوال الموجودات والحكمة صفة الحكيم علما وخبرة وعزة ومحمودية وتوابا وسعة ، ووصفه تعالى بالحكيم يعني أن
ما يفعله أو يقوله هو الحق والصدق فليس لأحد عليه حكم ولا منه تعالى سفه أو قبح .
والعبد المفتقر الى ربه يعلم مدى ود الحبيب للقلوب وسعة مغفرته للذنوب الذي يواري العيوب ويسترها و يظهر الجميل
ويستر القبيح ولم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك السر عظيم الصفح والعفو حسن التجاوز واسع الرحمة والمغفرة باسط اليدين
بالرحمة سامع كل نجوى ومنتهى كل شكوى كريم الصفح عظيم المن مقيل العترات ، مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها ، صاحب
الفضل العظيم أكرم الأكرمين فتاح بالخيرات .
فما بلغنا اليك ياربنا الا أنت ، وما عبدك العابدون وتوسل اليك المتوسلون الا أن أمددتهم بودك وحبك ومكنتهم بالاستطاعة
ومنتهى علمنا بك ربنا أن وقفنا ببابك ذليلين مفتقرين ساجدين خاشعين نرجو رحمتك ونخاف عذابك ونسعى الى رضاك
وهل تنال توبة دون خوف من الجليل ، وبالخوف ينال العبد التوبة فيسلم للرضا ومحبة الحق ، والمحبة معرفة ومن عرف ذاق
ومن ذاق اشتاق وأوثق الرجاء بمولاه الحق ، والحب هو الذي يقوي القلب ولا حياة للقلب دون ماء التحقق في المعاني
بهمة وأنت جالس على بساط الافتقار ترى افتقار العباد الشديد الى ربهم بما هم عليه من نعمة .
وغاية العبد المفتقر رضاك ،والله سبحانه أودع رضاه بحكمته في طاعاته وهو العليم بالسرائر وما تخفي ، وأخفى ولايته
في خفي خلقه بحكمته ، وجعل مقام الرضا أكبر من مقام الصبر والشكر ، فسبحان الحكيم .
ولو عرف العباد ربهم حق معرفة لهاموا به حبا فهو سبحانه الودود المتودد الى عباده السابق بالاحسان ، لأحبوه لعظيم
صفاته العظيمة ومن ذاق حبه لا زال متيما بهذا الحب أبدا ، فهذا قيس هام بحب ليلى وخرج هائما في الصحراء يقول
ليلى ليلى ، فما كان منه حقا لو عرف رب ليلى وجلس على بساط الذل بما أودع الله ونادى الله الله في اشتياق المشتاقين
شوقا فسمع بما علم همسا خفيا عبدي عبدي ، هو الحب نور يكشف الحجب عن قلبي فاهتز حال الذكر شوقا الى ربي
والحب كما ذكرت معرفة ومنحة الهية وليس اكتسابا بالتعلم وهو من ثمرات وحلاوة الطاعات في قلوب العابدين فتتوالى الشوارق
واللوامع كأنها الثمار فلا هي مقطوعة ولا ممنوعة فترى تنعم القلوب تحيا فيها زهرة الحياة والطهارة بماء الايمان المنهمر
فتعلم أن أصل حياة القلوب المعرفة تصححها الأدلة والبراهين والازدياد من العلم والعبر والحكمة وفروعها الأعمال الصالحة
وأوراقها القيام بآداب العبودية وأزهارها الأخلاق الجميلة وثمارها حلاوة الطاعة صدقا وصراحة ومحبة ومودة وعطفا وحنانا
ورضا لمولاها الحق .
الحمد لله حمدا كثيرا لأهل الحمد العزيز الحميد المستحق للحمد والثناء ، هو الحميد بحمده نفسه أزلا وبحمد عباده له أبدا
هو الحق يثني عن نفسه بخطاب الحق ، ولله الحمد بكل المحامد على كل المحامد بجميع المدائح المحمودة ، حمد الله وثناؤه
على ذاته ، ذلك أنه تعالى لما بسط بساط الوجود على ممكنات لا تحصى ووضع عليها موائد كرمه التي لا تتناهى فقد كشف
عن صفات كماله وأظهرها بدلالات قطعية تفصيلية غير متناهية وكل ذرة في هذا الوجود تشهد لهذا الكمال وتدل عليه
دلالة الماهية الغير القابلة للادراك أو الاحاطة علما ، فليس لكماله سبحانه غاية ولا نهاية وكماله لا يشبه خلقه ومخلوقاته
لأن كمال المخلوقات بمعان موجودة في ذواتهم وتلك المعاني مغايرة لذواتهم ، أما كماله سبحانه فهو بذاته لا بمعان زائدة
وجميع المحامد هي لله تعالى ، الحمد لظهور سلطانه وعزه وله الحمد لموفورات احسانه وله الحمد لاستحقاقه لجلاله
وجماله وله الحمد لجزيل نواله وعطاءه وعزيز أفضاله وهو المستحق لصفات العلا ونعوت العز والسمو والرفعة والحمد
على حكمه وتدبيره وتقديره وعدله .
فسبحان الحق ، فهو الحق بخطاب الحق المحمود على فعاله أحد صمد لا مثيل له ولا كفوا مدحا لعز جلاله لما يراه عباده
في الوجود من دلائل وجوده فتصطلم نفوسهم بحقائق توحيده ، فبيان بيان الحق أنت بيانه وكل معاني الغيب أنت لسانه .
العبد المكلف يسعى الى رضا ربه بالعمل الصالح بما أمر الله ورسوله ويجتهد في تحصيل العلم والمعرفة بتوفيق من الله
والحكمة هي صواب الأمور وموافقة أمر الله ومتابعة الطريق من حيث توفيق الحق لا من حيث همة النفس حتى لا يكون
العبد تحت سلطان الهوى ويعرف قدر نفسه فلا تمتد رجلاه خارجا عن كسائه ، والحكمة الالهية هي العلم بحقائق الأشياء
وأحوال الموجودات والحكمة صفة الحكيم علما وخبرة وعزة ومحمودية وتوابا وسعة ، ووصفه تعالى بالحكيم يعني أن
ما يفعله أو يقوله هو الحق والصدق فليس لأحد عليه حكم ولا منه تعالى سفه أو قبح .
والعبد المفتقر الى ربه يعلم مدى ود الحبيب للقلوب وسعة مغفرته للذنوب الذي يواري العيوب ويسترها و يظهر الجميل
ويستر القبيح ولم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك السر عظيم الصفح والعفو حسن التجاوز واسع الرحمة والمغفرة باسط اليدين
بالرحمة سامع كل نجوى ومنتهى كل شكوى كريم الصفح عظيم المن مقيل العترات ، مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها ، صاحب
الفضل العظيم أكرم الأكرمين فتاح بالخيرات .
فما بلغنا اليك ياربنا الا أنت ، وما عبدك العابدون وتوسل اليك المتوسلون الا أن أمددتهم بودك وحبك ومكنتهم بالاستطاعة
ومنتهى علمنا بك ربنا أن وقفنا ببابك ذليلين مفتقرين ساجدين خاشعين نرجو رحمتك ونخاف عذابك ونسعى الى رضاك
وهل تنال توبة دون خوف من الجليل ، وبالخوف ينال العبد التوبة فيسلم للرضا ومحبة الحق ، والمحبة معرفة ومن عرف ذاق
ومن ذاق اشتاق وأوثق الرجاء بمولاه الحق ، والحب هو الذي يقوي القلب ولا حياة للقلب دون ماء التحقق في المعاني
بهمة وأنت جالس على بساط الافتقار ترى افتقار العباد الشديد الى ربهم بما هم عليه من نعمة .
وغاية العبد المفتقر رضاك ،والله سبحانه أودع رضاه بحكمته في طاعاته وهو العليم بالسرائر وما تخفي ، وأخفى ولايته
في خفي خلقه بحكمته ، وجعل مقام الرضا أكبر من مقام الصبر والشكر ، فسبحان الحكيم .
ولو عرف العباد ربهم حق معرفة لهاموا به حبا فهو سبحانه الودود المتودد الى عباده السابق بالاحسان ، لأحبوه لعظيم
صفاته العظيمة ومن ذاق حبه لا زال متيما بهذا الحب أبدا ، فهذا قيس هام بحب ليلى وخرج هائما في الصحراء يقول
ليلى ليلى ، فما كان منه حقا لو عرف رب ليلى وجلس على بساط الذل بما أودع الله ونادى الله الله في اشتياق المشتاقين
شوقا فسمع بما علم همسا خفيا عبدي عبدي ، هو الحب نور يكشف الحجب عن قلبي فاهتز حال الذكر شوقا الى ربي
والحب كما ذكرت معرفة ومنحة الهية وليس اكتسابا بالتعلم وهو من ثمرات وحلاوة الطاعات في قلوب العابدين فتتوالى الشوارق
واللوامع كأنها الثمار فلا هي مقطوعة ولا ممنوعة فترى تنعم القلوب تحيا فيها زهرة الحياة والطهارة بماء الايمان المنهمر
فتعلم أن أصل حياة القلوب المعرفة تصححها الأدلة والبراهين والازدياد من العلم والعبر والحكمة وفروعها الأعمال الصالحة
وأوراقها القيام بآداب العبودية وأزهارها الأخلاق الجميلة وثمارها حلاوة الطاعة صدقا وصراحة ومحبة ومودة وعطفا وحنانا
ورضا لمولاها الحق .