تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ارض البرتقال الحزين"2"


نسمة حياة
02-04-2010, 07:26
وقلت لنفسي : (( لا بد ان أكون موجوداً رغم كل شيء . . لقد حاولوا ان يذوبوني كقطعة سكر في فنجان شاي ساخن . . وبذلوا , يشهد الله , جهداً عجيباً من أجل ذلك . . ولكنني ما أزال موجوداً رغم كل شيء . . )) الا أن السؤال كان ما يزال يعوي : (( ثم ماذا؟ )) هذا النوع من الاسئلة يا سيدي عجيب للغاية , ذلك انه اذا ما أتى لن يكون بوسعه ان يبرح قبل أن يروي ظمأه تماماً!

نعم , ثم ماذا؟ دعني اقول همساً : يبدو ان ليس ثمة (( ثم ماذا )) ابداً .

دعني اقول ذلك (( ثم قولوا عني انني يائس جبان هارب . . قولوا عني حتى إنني خائن ! ليس بوسعي ان اكتم الجواب اكثر . . ان الحقيقة يا سيدي مروعة, وهي تملؤني بغزارة حتى لأحس بأني , ذات يوم ، قد أنفجر من فرط ما عبأتني . . أتسع يا سيدي؟ ليس ثمة ((ثم ماذا)) على الاطلاق . . وتبدو لي حياتي ، حياتنا كلنا ، خطاً مستقيماً يير بهدوء وذلة الن جانب خط قضيتي . . ولكن الخطين متوازيان , ولن يلتقيا

يا سيدي !

إن كنت أنا قد جمعت طوال فترة قاسية شجاعة خارقة لأقرر هذه الحقيقة , فان الشرف كله ليس لي , انا لي شرف القول فقط وانتم تحتفظون بكل شرف التأليف. . ألست ترى أنكم انتم الذين اعددتموني ساعة اثر ساعة ويوماً اثر يوم وعاماً اثر عام لهذه النتيجة ؟

لقد حاولتم تذويبي يا سيدي ! حاولتم ذلك بجهد متواصل لا يكل ولا يمل يا سيدي . هل اكون مغروراً فأقول بأنكم لم تفلحوا؟ بلى ! افلحتم الى حد بعيد وخارق ، الست ترى انكم استطعتم نقلي ، بقدرة قادرة , من انسان الى حالة ؟ انا اذن حالة . . لست اعلى من ذلك قط ، وقد اكون ادنى . . ولانني حالة , لاننا حالة ، فنحن نستوي بشكل مذهل ! انه عمل رائع يا سيدي , عمل رائع جداً رغم انه احتاج الى فترة طويلة ، ولكن يا سيدي ، ان تذويب مليون انسان معاً , ثم جعلهم شيئاً متوحداً ليس عملاً سهلاً، ولذلك ا عتقد انك تسمح له ان احتاج ذلك الوقت الطويل . . لقد افقدتم اولئك المليون صفاتهم الفردية المميزة . . ولستم في حاجة , الآن ، الى تمييز وتصنيف ، انتم الآن امام حالة . . فاذا خطر لكم ان تسموها لصوصية , فانهم لصوص . . خيانة ؟ كلهم ، اذن ، خونة ! فلماذا الارهاق والتعب والنظرات البشرية المعقدة ؟
سيدي . . لا تتعجل على فهمي البطيء, انا اريد ان اقول ايضاً انهم من ناحية اخرى، (( حالة تجارية )) . . انهم ، اولاً، قيمة سياحية ، فكل زائر يجب ان يذهب الى المخيمات , وعلى اللاجئين ان يقفوا بالصف وان يطلوا وجوههم بكل الاسى الممكن , زيادة عن الاصل , فيمر عليهم السائح ويلتقط الصور, ويحزن قليلاً. . ثم يذهب ان بلده ويقول : (( زوروا مخيمات الفلسطينيين قبل ان ينقرضوا )) ثم انهم , ثانياً. قيمة زعامية , فهم مادة الخطابات الوطنية واللفتات الانسانية والمزايدات الشعبية . . وانت ترى, يا سيدي, لقد اصبحوا مؤسسة من مؤسسات الحياة السياسية التي تدر الربح يميناً ويساراً!

سيدي ، ليس هناك اي ((ثم)) ! هذه حقيقة مروعة , ولكنها حقيقة على اية حال . . لقد تقولب دوري في الحياة بشكل حاسم . انا , كفرد, مجرد خنزير، وانا , كجماعة ، حالة ذات قيمة تجارية وسياحية وزعامية . . لقد فكرت طويلاً قبل ان اصرح بهذا الاكتشاف ، وانا اعرف بأن المنابر ستمتلىء بمن يقول : هذا خائن جبان متخاذل هارب ، لا بأس , لن ينالني العار اكثر مما نالني , وبعد خمسة عشر عاماً لا بأس ان تكونوا كلكم زعماء الاخلاص ورجال المعركة والابطال الصناديد الذين لا ييأسون ولا يهربون . . .

سيدي! إن مؤسستنا تقدم خدمات اخرى لا يحصيها العد .....

نحن مثلاً اكثر جماعة ملائمة من اجل ان تكون مادة درس للبقية ... الاحوال السياسية مستعصية صعبة؟ اذن , اضرب المخيمات! اسجن بعض اللاجئين ، بل كلهم اذ استطعت ! اعط مواطنيك درساً قاسياً دون ان تؤذيهم .. ولماذا تؤذيهم اذا كان لديك جماعة مخصصة تستطيع ان تجري تجاربك في ساحاتها؟

اريد ان الفت نظرك يا سيدي الى امور كثيرة اخرى, انت تستطيع ان تؤكد ولاء مواطنيك عن طريق الادعاء بأن المتذمرين انما هم بعض الفلسطينيين , وإذا فشل مشروع من مشاريعك فقل ان الفلسطييين سبب ذلك الفشل ، كيف ؟ انه امر لا يحتاج الى تفكر طويل ، قل انهم مروا من هناك مثلاً. . اوانهم رغبوا في المشاركة . . او اي شيء آخر، إذ ما من أحد سينبري لمحاسبتك . . ولماذا ينبري؟ من يملك ، بعد خمسة عشر عاماً، جرأة التطويح بنفسه في القضاء دون هدف ؟

يا سيدي, انت ترى، نحن رحمة احياناً. . انت تستطيع ان تشنق واحداً منا فتربي بجسده الميت الفاً من الناس دون ان تحمل هماً او خوفاً اوتأنيب الضمير. . الا اننا يا سيدي, نقمة في كثيرمن الاحيان ، نحن لصوص, نحن خونة ، نحن بعنا ارضنا للعدو. . ونحن طماعون ، طماعون نريد ان نمتص كل شيء هنا، حتى التراب ..

هذا هو الدور الذي رسم لنا . . وعلينا ان نقوم به شئنا ام ابينا . .

ولكن ، يا سيدي ، هنالك مشكلة بسيطة تؤرقي واشعر ان لا بد لي من قولها . . ان كثيراً من الناس ، اذا ما شعر انه يشغل حيزاً في المكان ,يبدأ بالتساؤل ، (( ثم ماذا ؟)) وابشع ما في الامر انه لو اكتشف بأن ليس له حق ((ثم)) ابداً . . يصاب بشيء يشبه الجنون , فيقول لنفسه بصوت منخفض : : (( اية حياة هذه ! . الموت افضل منها)) ثم ، مع الايام يبدأ بالصراخ : (( اية حياة هذه ! الموت افضل منها)) والصراخ ، يا سيدي عدوى ، فاذا الجميع يصرخ دفعة واحدة: (( اية حياة هذه ! . الموت افضل منها )) ولأن الناس عادة لا يحبون الموت كثيراً فلا بد ان يفكرو بأمر آخر .

سيدي ..

اخشى ان يكون حساؤك قد برد، فاسمح لي ان انصرف ! )) .منقول ... يتبع

:s_thumbup:

حكاية حلم
02-04-2010, 20:48
ثم ماذا بعد ؟

أكملي أنا أنتظرك

تحيتي } ~

nuha1423
07-01-2011, 09:08
أين البقية

بارك الله فيك

اختيار رائع

دمت بخير

عمر المبتكر
07-01-2011, 09:50
بارك الله فيك

أين البقية

الحارث
07-01-2011, 12:05
رائع
ننتظر البقية

بارك الله فيك.........

معلمه طموحه
07-01-2011, 23:59
سلمت الأنامل

موفقه..أكملي..