عمر الريسوني
22-04-2010, 22:22
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما ووسع كل شيء حفظا ،
يا من هو المحيط الجامع والنور الساطع ،
لك الملك ولك الحمد حمدا كثيرا متواترا
ونسبحك تسبيحا يليق بجلال سبحات وجهك الكريم واسمك العظيم ،
وصلوات منك ربي ورحمة لحبيبك ومصطفاك
من عرف الله تعالى حق معرفة ناله سرور عظيم وانشرح قلبه
ووهب الله له أنوارا زكية وفتح له من عظيم العطايا ،
ومقامات من الحب والأنس والود ما لا يعلمه الا الله .
فمن وجد الله فأي شيء لا يجد؟ وبأي شيء يشتغل بعده ؟
وقد يحير العارف في بحر التوحيد وفهم عظم قدرة الله وهيبته وجلاله
وآخرون استوى عندهم كل شيء فأصبح لون الماء لديهم هو لون الاناء
ولا يعرف العبد حقيقة نفسه حتى يزكيها ويجاهد في تنقية قلبه فيصفو ويرق
ويلين ويلطف فيبصرذاتها بشدة صفاءها
فنور الحق يتجلى ويشرق في كل ذات عمها الصفاء والحب والطهر والجمال
فالمحبة ميل الجميل الى الجمال بدلالة المشاهدة لأن كل شيء يجذب الى أصله وجنسه
فانجذاب المحب الى جمال المحبوب ليس الا لجمال فيه ، فاذا أحببت محبوبك فانك
لا ترضى أن تعيش الا لله ومع الله وبالله ، والمحبة ميزة الانسان وسر أودعه الله
سبحانه في قلوب عباده وأولياءه الذين استدلوا بنوره فأحبوه لما كشف لهم عن آياته
وآثار قدرته في خلقه ، وكشف الحجاب عن بصرهم وبصيرتهم فلم يبصروا في الوجود
شيئا سواه ، وأفاض عليهم من كمالاته برحمته الموجبة للقربة والاكرام .
وما الشهود الا هبة الله للكاملين الذين جاهدوا لتنقية قلوبهم واعدادها لحصول المعرفة
وهذه المعرفة أحبابي في الله ليست من علوم البرهان ولا علوم النظر ولا علوم الخلائق
من حكماء ومتكلمين بل معرفة تتحصل لأولياء الله خالصة الذين يشاهدون الله بقلوبهم
فيكشف لهم ما لا يكشفه لغيرهم .
قال بعض الصالحين :
رأيت شابا في المسجد الحرام قد أثر فيه الضر والجوع ،
فأدركتني الرحمة عليه ، وكان معي مائة دينار في صرة ، فدنوت منه ،
وقلت يا حبيبي ، اصرف هذا في بعض حوائجك .
فلم يلتفت الي ، فألححت عليه ، فقال :
يا شيخ ، هذه حالة لا أبيعها بالجنة وما فيها وهي دار الجلال ،
ومعدن القرار والبقاء ، فكيف أبيعها بثمن بخس .
والله تعالى هو واهب الجمال لمعرفته ومحبته فصح أن معرفة النفس شرط في معرفة الله
فقد يشده عقلك وأسماه في مشهد عابر وأنت ترى أسرار آيات مكنونة متجلية بدفق الرحمة المودعة التي
تغمر كائنات الله في خلقه في حبورها وترنمها ،فيرسم في أعماقك كل ملامح ومعاني الحب
منعمة بصدقها وصفاءها وطهرها فتحرك أشواقا في سرها .
لذا فهذه المعرفة هي لذاتها وأقوى شيء فيها المحبة ، جاء في الخبر ( كنت كنزا لا أعرف فأردت أن أعرف فخلقت خلقا وتحببت
اليهم بالنعم حتى عرفوني فبي عرفوني )
فلولا أن تعرف اليهم ما عرفوه فلما وصلوا اليه دلهم ، فيا سبحان الله
فما يستولي على قلوب المحبين هو صفاء ورحمة تحرك الأشجان والأشواق بجلالها وهيبتها في وداعة الماء المنهمر خشوعا
متدفقا في الأعماق .
وسبح القوم لما أن رأوا عجبا // نورا من الماء في نار من اللهب
يا من هو المحيط الجامع والنور الساطع ،
لك الملك ولك الحمد حمدا كثيرا متواترا
ونسبحك تسبيحا يليق بجلال سبحات وجهك الكريم واسمك العظيم ،
وصلوات منك ربي ورحمة لحبيبك ومصطفاك
من عرف الله تعالى حق معرفة ناله سرور عظيم وانشرح قلبه
ووهب الله له أنوارا زكية وفتح له من عظيم العطايا ،
ومقامات من الحب والأنس والود ما لا يعلمه الا الله .
فمن وجد الله فأي شيء لا يجد؟ وبأي شيء يشتغل بعده ؟
وقد يحير العارف في بحر التوحيد وفهم عظم قدرة الله وهيبته وجلاله
وآخرون استوى عندهم كل شيء فأصبح لون الماء لديهم هو لون الاناء
ولا يعرف العبد حقيقة نفسه حتى يزكيها ويجاهد في تنقية قلبه فيصفو ويرق
ويلين ويلطف فيبصرذاتها بشدة صفاءها
فنور الحق يتجلى ويشرق في كل ذات عمها الصفاء والحب والطهر والجمال
فالمحبة ميل الجميل الى الجمال بدلالة المشاهدة لأن كل شيء يجذب الى أصله وجنسه
فانجذاب المحب الى جمال المحبوب ليس الا لجمال فيه ، فاذا أحببت محبوبك فانك
لا ترضى أن تعيش الا لله ومع الله وبالله ، والمحبة ميزة الانسان وسر أودعه الله
سبحانه في قلوب عباده وأولياءه الذين استدلوا بنوره فأحبوه لما كشف لهم عن آياته
وآثار قدرته في خلقه ، وكشف الحجاب عن بصرهم وبصيرتهم فلم يبصروا في الوجود
شيئا سواه ، وأفاض عليهم من كمالاته برحمته الموجبة للقربة والاكرام .
وما الشهود الا هبة الله للكاملين الذين جاهدوا لتنقية قلوبهم واعدادها لحصول المعرفة
وهذه المعرفة أحبابي في الله ليست من علوم البرهان ولا علوم النظر ولا علوم الخلائق
من حكماء ومتكلمين بل معرفة تتحصل لأولياء الله خالصة الذين يشاهدون الله بقلوبهم
فيكشف لهم ما لا يكشفه لغيرهم .
قال بعض الصالحين :
رأيت شابا في المسجد الحرام قد أثر فيه الضر والجوع ،
فأدركتني الرحمة عليه ، وكان معي مائة دينار في صرة ، فدنوت منه ،
وقلت يا حبيبي ، اصرف هذا في بعض حوائجك .
فلم يلتفت الي ، فألححت عليه ، فقال :
يا شيخ ، هذه حالة لا أبيعها بالجنة وما فيها وهي دار الجلال ،
ومعدن القرار والبقاء ، فكيف أبيعها بثمن بخس .
والله تعالى هو واهب الجمال لمعرفته ومحبته فصح أن معرفة النفس شرط في معرفة الله
فقد يشده عقلك وأسماه في مشهد عابر وأنت ترى أسرار آيات مكنونة متجلية بدفق الرحمة المودعة التي
تغمر كائنات الله في خلقه في حبورها وترنمها ،فيرسم في أعماقك كل ملامح ومعاني الحب
منعمة بصدقها وصفاءها وطهرها فتحرك أشواقا في سرها .
لذا فهذه المعرفة هي لذاتها وأقوى شيء فيها المحبة ، جاء في الخبر ( كنت كنزا لا أعرف فأردت أن أعرف فخلقت خلقا وتحببت
اليهم بالنعم حتى عرفوني فبي عرفوني )
فلولا أن تعرف اليهم ما عرفوه فلما وصلوا اليه دلهم ، فيا سبحان الله
فما يستولي على قلوب المحبين هو صفاء ورحمة تحرك الأشجان والأشواق بجلالها وهيبتها في وداعة الماء المنهمر خشوعا
متدفقا في الأعماق .
وسبح القوم لما أن رأوا عجبا // نورا من الماء في نار من اللهب