تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نيشيكاوا والكلب! للكاتب : عبدالله المغلوث


nuha1423
29-04-2010, 08:28
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



طبعا مانعمم





--------------------------------------------------------------------------------











نيشيكاوا والكلب!



الكاتب : عبدالله المغلوث




قبل أربعة أعوام جمعني وشابين سعوديين وأمريكياً مصعد في جامعة ويبر الحكومية بمدينة أوجدن، في ولاية يوتاه الأمريكية.

كاد المصعد ينهمر دموعا تعاطفا مع الأمريكي الذي انهال عليه أحد السعوديين المراهقين تهكما بلغة عربية.

كان السعودي يهزأ من لحية الأشقر وبنطلونه. يسخر من شعره وأنفه مستغلا عدم فهمه لما يقول.

وخلال محاولتنا إيقاف قصف مواطننا فوجئنا بالأمريكي يلتفت نحونا مبتسماً، ووجهه يفيض سلاما،

ويقول لنا بلغة عربية هادئة ' ليس كل أشقر لا يجيد العربية. أنا من أصل سوري. أنا مصدوم مما قال رفيقكما،

لكن ماذا عساي أن أقول؟'.


وفي أمريكا أيضا، أذكر أنني ونحو 15 طالبا أجنبيا تكدسنا في شقة زميل ياباني،

ودار بيننا حوار طويل حول العادات والتقاليد المختلفة في كل بلد،

وسألنا مضيفنا (نيشيكاوا) قبل أن ننصرف من شقته أن نلقي قصيدة بلغتنا الأم.

وقد تبرع أحد الزملاء السعوديين بإلقاء قصيدة نيابة عنا نحن معشر الطلاب العرب في تلك الشقة،

حيث كان يبلغ عددنا وقتئذ 5 من السعودية، والإمارات، ومصر.

وقد ارتجل صاحبنا بتصرف البيت الأول لقصيدة ابن الرومي التي هجا فيه حاجب الوزير:

وَجهُك يا نيشيكاوا، فيهِ طولُ... وفي وُجوهِ الكلابِ طُول

وحينما سأل نيشيكاوا صاحبنا عن معنى القصيدة أجابه بأنها تعني أن وجهك فيه ضوء لا يضاهيه سوى ضوء الشمس!

وقبل أن نفرغ من تقريع صاحبنا على اختياره وسلوكه اتصل به نيشيكاوا،

الذي أدرك معنى البيت الحقيقي عن طريق أحد الزملاء، معبرا عن غضبه الهائل الذي طالنا أجمعين،

حيث عاهد نفسه ألا يصادق عربيا طوال حياته بسبب قصيدة ابن الرومي التي رماها صاحبنا في وجهه.


الموقفان السابقان يعكسان وجود خلل في سلوكياتنا.

هذا السلوك الذي لم ندرسه ولم نتعلمه. هذا السلوك الذي جعلنا نرتكب حماقات لا تغتفر.

في دول العالم شرقها وغربها ووسطها يتعلمون السلوكيات أو (قود مانرز ورايت كوندكت)

ابتداء من الصف الأول حتى التاسع وفي مرحلة الثانوية يدرسون قيم التعلم (فاليوز إديوكيشن)

وفي الجامعة الأخلاق (الإثيكس) بينما نتجاهلها نحن.

سألني صديق سنغافوري سمع بقصة ابن جلدتنا مع نيشيكاوا

'ألم تدرسوا (قود مانرز) في مدارسكم؟

ما قام به زميلكم حتى ولو كان على سبيل الدعابة سلوك غير مقبول خاصة أنه كذب في معنى القصيدة'.

الإجابة المرة أننا لم ندرس هذه الأبجديات ولا نألفها.

لا أنسى الإحراجات التي تعرضت لها في بداية انتقالي للدراسة في أمريكا.

فكان النادل والسائق والمعلم والسباك يتعاملون معي كطفل،

فكلما أسدوا لي خدمة أو طلبت منهم شيئا ونسيت أن ابتسم وأن أشكرهم كما ينبغي

رددوا على مسامعي العبارة الشهيرة:

ماذا عن الكلمات السحرية (وات أباوت ذا ماجيك ووردز)؟

ويقصدون بها: شكرا، أنا ممتن، من فضلك، أرجوك وغيرها.
هذه الكلمات لم تدخل قاموسنا إلا مؤخراً،

لم تدخل إلا بعد أن بلغنا من العمر عتيا،

وأرسينا قواعد هشة لعلاقاتنا مع الآخرين.



يجزم لي الطبيب محمد السليماني الذي يعمل في مستشفى خاص

أنه يستطيع أن يكتشف الطفل السعودي ولو من بين مئة طفل يلعبون في فناء كبير

بسبب سلوكياتهم وليس بسبب هيئتهم'

ربما أطفالنا يشبهون الأطفال الهنود والسوريين والمصريين

لكن يختلفون عنهم في سلوكياتهم.

يتعاملون مع الممرضات كالخدم. يضربونهن ويرفعون أصواتهم عليهن'.


سألت مهندس بترول هولندياً تعرفت عليه خلال زيارة قام بها للسعودية

استغرقت شهرين عن أبرز ما استوقفه خلال فترة وجوده بيننا فقال

'تعاملكم مع السائقين. شاهدت فتى يافعا ربما يبلغ عمره عشر سنوات يركل السائق بإلحاح.

لفتني كهل يصرخ في وجه سائقه. أعتقد أن لديكم مشكلة '.

سيتفاقم الشعور السلبي تجاهنا إذا استمررنا في إهمال تقويم سلوكياتنا

وعدم تدريس أدبياتها باكراً،

سينصرف نيشيكاوا ورفاقه عنا وسنبقى وحيدين، معزولين

نردد قصائدنا الخوالي ونتهكم على بعضنا البعض!

-----------------------

للأسف الشديد هذا الذي يقلق الأوروبيين و السويسريين بشكل أكثر

فتجد السائح السعودي يدخل الى المحل وبدون ان يلقي التحية وبدون اي ابتسامة

السويسريين بالذات يفضلون القاء التحية عند الدخول لأي محل وعند الخروج

إنها إبسط تعاليم الإسلام

نفشل للأسف في تطبيقها





مما قرأت وأعجبني

أسأل الله تعالى الصلاح للجميع

زَينَب..~
29-04-2010, 10:53
بالفعل هذا مانجـدهـ في وقتنا الحالي !
وعداك عن هذا ,,,
أنهم يأمرون بها وينصحون لكن أين يطبقونها !
لا بين بعضهم بعضا ولابينهم وبين الآخرين والأجانب
الذين لعلهم يلتمسون بحسن التعامل
التوجه لهذا الدين لما في نفوس أصحابه
علاوة في التعامل وجمالاً,,,
ومواقف كثيرة لاتعد ولاتحصى
ولانقف هنا
حتى في معاملاتهم مع من هم تحت أيديهم لايقدرونهم
وكأنهم ليسوا ببشر لهم الارواح الطاهرة والنفوس الأمارة والأجساد وماخلق الله
فينا جميعا !
فلو فهموا أن لافرق بينهم الا "بالتقوى"
لسادت الدنيا خيراً ,,,,,,,,
ولكن نرى تفكيرات سطحية كثيرة وتعاملات لانتجرأ رؤيتها ,,,,,
لكن بالآخر نبقى نقول
ربنا اغفر لنا اخطأنا واهدنا الى سبيل الرشاد ,,,
بارك الله في كاتب هذا المقال
وبوك فيكِ لنقله ,,,:):)

مهند الزهراني
29-04-2010, 13:02
جميل جدا ، واني اشوف من هالكلام ما الله به عليم !!!

هل تعلمي ان يوم نتعامل مع سائقين التاكسي بشكل محترم او نقله لو سمحت وشكرا يبص بصة تحسي منها ان هالكلام ما سمعه طول عمره !!!

ليه حنا متعودين على الجفوة والتعامل السيء واحتقار الاخرين ؟

لناخذ شعب مثل الشعب الياباني على سبيل المثال ، اليست لديهم كل المقومات للتكبر والاستعلاء ؟ ( طبعا الخلق سيء لكن دعوني اكمل كلامي )

حضارة عريقة وتقدم وتطور ووووو .... الخ ، الخ !!!

ومع ذلك تعد الاخلاق العنصر رقم 1 في الحياة اليابانية !!!

وحنا منذ 500 سنة ما انتجنا للعالم سوى الكبة والكفتة والكباب والرقص الشرقي !!!

لا وكمان جالسين في العوالم السفلى وجالسين نتريق على خلق الله !!!

اللهم اصلح حالنا واهدنا سبيل الرشاد ،،،

nuha1423
29-04-2010, 16:28
بارك الله فيكم

أشكركم جزيل الشكر

وليس لنا إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله

و أصلح الله الحال