تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بالضبط


ربانة
06-05-2010, 01:48
ـ


http://www.swalif.net/swalifsite/wp-content/2007/09/austin_martin_wristwatch.jpg

ـ


مرهقة هي الحدود اللادنية التي نصنعها حول أدمغتنا فلا تتشح معلوماته من جزئية إلى أخرى إلا بعد أن تأخذ الإذن .. ويبدو أنها إعاقة من نوع ما .. أو جبلة أو قد تكون خدعة بصرية تهرق كل ما يجول في رؤوسنا وتجعلها تتداعى أمام لغة الكون المبهمة من قبلنا .

وقتها سنشعر أننا نعبر حبالا كبهلوان السيرك محاولين التوزان فوقها ..خوفا من أن نسقط وتدق أعناقنا .
هل تدركون مدى الحدود الآن مجرد النزوع بعيدا عن السلك يعني الموت والنهاية ؟.. يبدو أن جبيني تعرق كثيرا بسبب فكرة أن أحاول الخروج عن نص الحدود اياها التي إلتزمتها طويلا ..

يسألني أحدهم كم الساعة الآن فأجيبة : بأنها الساعة الواحدة تماما .. ثم أعيد مرة اخرى وأقول لا لحظة يبدو أنها أصبحت الواحدة ودقيقة .. أممم أفكر وأعود أخبره لا..لا ..على ما يبدو ساعتي معطلة ..
هي ليست معطلة لكني أبتغي تلك الوضعية التي تستنفر كل جزيئة في روحي لتطبقها بحذافيرها ..أقصد بها الدقة ..
هذه الدقة تستهلكني بشكل مرعب حتى تلوك كل الوقت وتهضمه في بطنها ... فأصرخ بكل أعمالي لتنتظم في طابور وأقول لها : أريد الدقة وكأني أثبت وجودي على القاعدة الديكارتية .. بهذا القول .
شعور محبط أن تظل تحت مكبس هيدروليكي فتنبعج كل خطواتك التاليات لمجرد أنك مشغول تماما بشيء واحد .. ولاتلحظ حتى الطريق أمامك ..كل شيء تعبره ستفقده للأبد ولن تفهم تفاصيله إلا بعد أن تسمع أحدا ما يتكلم عنه عند نهاية الطريق وقتها ستعض على اصبعك من الغيظ وتقول : " كيف فاتني؟

شيء ما يشبة لغة الحرفنة للاعب الشطرنج ... والتي لايقوى عليها إلا من تمرس على التفكير بعمق وتفرس في الطريق إلى القلعة ولن يلحظها من كان يريد أن يصل إليها دون النظر في الطريق نحوها ويفهم كيف وصل .
شيء أكاد أن أقول لك أنه عبارة عن امتلاكك للنتائج النهائية قبل أن تقطع خط النهاية .بالمختصر راحة لما وصلت له .

أعلم ان الدقة جميلة وجدا ولكني مررت بمحك كبير معها لذا سأحدثكم كما حدث الحكيم كونفوشيوس تلاميذه فأقول ان مشكلتها تكمن في أنها تهرق انسانك وتجعلك روبوتا لاوامر عديدة ..انت من صنعتها بيديك وحدودا بنيتها إن تجاوزتها يعني أنك تحطم كل نظامك وتبعثرت في المحيط .


لا زلت أتذكر صديقتي التي كانت تتميز بعلاقاتها الواسعة وأنا كنت على خلافها أتجنب ذلك ..كنت أخاف وأحمل هم كل ما يتعلق بهذه الصداقات و أن أكون على استعداد تام لأي منغصات والتي قد تتمخض عن تخالفات فكرية أو ثقافية أو اجتماعية وأنا أنئ بنفسي عن هكذا أمور ..وأحاول أن أوجد لنفسي واقعا داخل واقع بلا رتوش الأحداث حولي .. شيء مقيد ومحدد وأهندسه على تقنية التحديد ولا احتمالات ولا معضلة مونتي هول ولا هم يحزنون .. كلها هرطقة في عرف هذا الواقع الذي أصنعه بعقلانية .. ولكن في كل مرة أجد أن هذا الواقع المؤلف.. ينتثر ولا أجد إلا أني أعيد الكرة ويبدو أني لا أتعلم فأحاول التصدي لأفكاري لعل فيها خطأ ما والتي تعطيني النتيجية ايرور ..
لم أكن لأسترسل مع الكون كمفردة فيه وليس عليها أن تفسر كل الموجودات ولا عليها أن تصنف كل شيء بل فقط عليها أن تنفذ واجباتها وأما الباقي فهو على الله ..نعم الاسترسال الاسترسال وفقط .والتماهي مع الموجودات على حالتها الطبيعية .
فهمت الكون على أنه كالساعة عليه أن يمر هكذا وإلا لأصبح مجرد تدهورات واختلاطات في النظم المختلفة ..
صديقتي هند كانت تعطي وعودا للجميع وأنا كنت مندهشة أنها لا تتذكر حتى مواعيدها التي تتخالف مع وعودها المتناثرة فحالما أُذكّرها تقول لي الله ييسر .. وقتها كنت أنكر عليها ..وأعتبره من التسيب ..وفي المقابل كانت تنكر عليّ ذلك التجاهل للوقائع في الواقع لمجرد أني لا أستطيع أن ألبي إلا اتجاها واحدا وفقط ..
للحقيقة كنت مخطئة في تقدير الأمور.
الحياة لا تحتاج كل هذا التقيد ولا تحتاج كل هذا التحزم ... الانطلاق جميل ودراسة خطواتنا أيضا جميل ولكن الأجمل أن نتوكل على الله وأن لانجعل خط النهاية هو أكبر همنا بقدر ما أن نجتهد للوصول .دقتنا تفيدنا ولكن ليست تلك الدقة التي تجعلنا نترك أشياء جميلة في طريقنا لأهدافنا .




على ما يبدو أن الحياة تمر سريعا وأنا لازلت أعدل في طريقة المشية ولكأني مصابة بوسواس قهري ..و حتى الحيل الشعورية لم تعد تنطلي على عقلي بعد أن فهم معدن هذه الروح فلم أعد أمرض مرض يصاحبه شحوب الذي يتوقع أن يعطف عليه أحد ..فخلت أن روحي لا تعرف معنى المرض ولا تعرف معنى التدهور ..قد لا تتخيلونإنسانا مريضا بحمى ويضحك وعظامه تُدك تحت وطأة انفلوزا ويبربر .. هناك فعلا أوادم يفعلون هذا كله لأنهم يظنون ان ليس عليهم أن يمرضوا وأن المرض لغة خارجة عن اطار الشبيكة البلورية لأجسامهم والتي قاموا بتركيبها يوما بعد يوم .


الحياة بكل ميدانها تبدو وشيكة على التدهور في لحظة واحدة أمام أعيننا كسيل جدة الاخير ليست إلا ثواني وتجرفت الأرضون وبدت الأوضاع مأسوية لأناس كانوا للتو يتضاحكون والآن على رأس البحث عن ذويهم الغرقى ..

وأقف مشدوهة أمام ميكانيكا الكم ..هذا العلم الذي جعل اينشتين يفغر فاهه ولا ينبس ببنت شفة لما حققته تجاربها من صوابية عالية والتي تثبت أن الجسيمات الأولية تتحرك بطريقة عشوائية لا حتمية ..
اينشتين مات مقهورا وهو يردد" إن الله لا يلعب بالكون النرد " ببساطة اينشتين ليس إلا عبدا لدقته التي فقأت عينه عن رؤية الميدان كاملا ..
فوقف حائرا أمام النتائج الباهرة لسلوك هذه الكمات الضوئية .. شيء غريب جدا أن نتفاوض عن خالق الكون وهو القائل في محكم تنزيله " "إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا"..

نحن لانجعل أنفسنا في قالبنا الحقيقي ونعيش الدور كما هو مناط بنا ان نكون عبيدا والعبيد عليهم الطاعة ..
نحن لم نصل بعد للفهم الواسع عن النهايات وإلا لما حزنا وبكينا بل عملنا بجد قدر وسعنا الذي قدره لنا الله ..

الآن بدأت أفكك هذا الميدان الذي علكني علكا .. لم َ علي أن أنتظم وكأنني جندية من أكاديمية ساندهيرست العسكرية .. لا أتنفس إلا بانضباطية ولا أنطلق إلا وفق النقاط الاحداثية التي أتأكد مرارا عن صحتها ..
بدأت الأمور تنتفش أمام وجهي .. لم أعد بخير .. عليّ أن أسترجع كل النظام السابق لدماغي وأقوم بتعديل اللغة إلى فهم أخر أكثر روحانية .. فكرة الحواجز الكونكريتية مصيبة ..
والتي تجعلك لا ترى الأخرون من حولك وهم يلوحون لك بالسلام ورأسك وقتها يكون مدفونا في فكرة ما هي لعنة لا أعرف كيف بكل بلاهة طورتها .

لا أبدو الآن أمام نفسي إلا كالطوفان الذي تداعى بعد طول انتظام خلف جدران ماعادت تمسكه .. ونتوءاته جعلته يتساقط لأنجرف من وراءه إلى الأمام ... ليس هناك رجوع للخلف بقيت في الخلف بما فيه الكفاية وعليّ أن أنتقل إن شاء الله إلى الأمام .




بقلمي / فلسفة روحية وتجاربية ..


ـ

البيلسان2010
06-05-2010, 02:11
ياأهلا وسهلا
نورتي
كم افتقدناكِ غاليتنا
عساكِ بخير ياارب
أقف حائره أمام كلماتك أجد حروفي أصغر من أن تقف أمام جبروت حرفك
فالفلسفة استلت حروفها من إبداع فلسفتك
ربانة دمتي القلم المميز هُـنا

:a_plain111:

nuha1423
06-05-2010, 08:50
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما أروع قلمك ربانة

وما أعجر كلماتنا الصغيرة عن الوصول لعمق فلسفاتك

الحياة لا تحتاج كل هذا التقيد ولا تحتاج كل هذا التحزم ... الانطلاق جميل ودراسة خطواتنا أيضا جميل ولكن الأجمل أن نتوكل على الله وأن لانجعل خط النهاية هو أكبر همنا بقدر ما أن نجتهد للوصول .دقتنا تفيدنا ولكن ليست تلك الدقة التي تجعلنا نترك أشياء جميلة في طريقنا لأهدافنا .


نعم أيتها الغالية

في طريقنا لأهدافنا لنعرج هنا وهناك على محطات تسعد قلوبنا وتدفعنا قدماً للمرور لأهدافنا

أين كنت ؟

وحشتنا كلماتك وفلسفاتك ومرآتك السوداء التي أتمنى من الله تعالى أن تكون تحولت إلى الشفافية والبياض

طال غياب قلمك غاليتي

وأسعدني الآن عودة هذا الإبداع إلى هذه الصفحات


كم هناك من أناس يدعون لك وأنت لا تدرين

سبحان الله

من قلبي سعدت بعودة إبداعك لنا

وبانتظار جديدك

مودتي

عربيه
06-05-2010, 09:51
نحن لانجعل أنفسنا في قالبنا الحقيقي ونعيش الدور كما هو مناط بنا ان نكون عبيدا والعبيد عليهم الطاعة ..
نحن لم نصل بعد للفهم الواسع عن النهايات وإلا لما حزنا وبكينا بل عملنا بجد قدر وسعنا الذي قدره لنا الله
رائعه كلماتك يا ربانة
لا عدمناج
أسعدتنا عودتك وعودة فلسفتك
سؤال : كيف اكتسبتي هذه الفلسفة والتعبير الرائع؟

الحارث
06-05-2010, 14:45
الحياة بكل ميدانها تبدو وشيكة على التدهور في لحظة واحدة أمام أعيننا كسيل جدة الاخير ليست إلا ثواني وتجرفت الأرضون وبدت الأوضاع مأسوية لأناس كانوا للتو يتضاحكون والآن على رأس البحث عن ذويهم الغرقى ..


اينشتين مات مقهورا وهو يردد" إن الله لا يلعب بالكون النرد " ببساطة اينشتين ليس إلا عبدا لدقته التي فقأت عينه عن رؤية الميدان كاملا ..
فوقف حائرا أمام النتائج الباهرة لسلوك هذه الكمات الضوئية .. شيء غريب جدا أن نتفاوض عن خالق الكون وهو القائل في محكم تنزيله " "إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا"..


مرحبا بعودة القلم المبدع
ما أروع فلسفتك .......وأي فلسفة !!!!!! فلسفة فيزيائية عالية الدقة!!!!!!!!!!!!!!!

بارك الله فيك

الهَياء
06-05-2010, 18:01
رآئع مآكتبت ِ ...
آعجبني وبحق ...
وآصلي أيآ مبدعة :/