تغريـد
09-05-2010, 22:28
بسم الله الرحمن الرحيم
صكوك الغفران _ وقفة تاريخية
يقول درابر في كتابه (الدين والعلم) :
"لما بلغت الدولة الرومية في القوة الحربية والنفوذ السياسي اوجها،
ووصلت الحضارة إلى أقصى الدرجات..
هبطت في فساد الأخلاق، وفي الانحطاط في الدين والتهذيب إلى أسفل الدركات..
بطر الرومان معيشتهم واخلدوا إلى الأرض، واستهتروا استهتاراً،
وكان مبدؤهم ان الحياة إنما هي فرصة للتمتع، ينتقل فيها الإنسان من نعيم إلى ترف،
ومن لهو إلى لذة. ولم يكن اعتدالهم إلا ليطول عمر اللذة!
يزيد في نعيمهم حمامات باذخة، وميادين للهو واسعة،
ومصارع يتصارع فيها الأبطال مع الأبطال، أو مع السباع؛
ولا يزالون يصارعون حتى يخر الواحد منهم صريعاً يتشحط في دمه.
وقد أدرك هؤلاء الفاتحون الذين دوخوا العالم
، انه ان كان هناك شيء يستحق العبادة فهو القوة،
لأنه بها يقدر الإنسان ان ينال الثروة التي يجمعها أصحابها بعرق الجبين وكد اليمين،
وإذا غلب الإنسان في ساحة القتال بقوة ساعده، فحينئذ يمكن أن يصادر الأموال والأملاك،
ويعين إيرادات الإقطاع ...).
"
عندئذ اندفع في الجانب الآخر تيار من (الرهبانية) العاتية،
لعلها كانت اشأم على البشرية من بهيمة الرومان الوثنية.
واصبح الحرمان من طيبات الحياة، وسحق الخصائص الفطرية في الإنسان،
ومحق الطاقات والاستعدادات التي خلقها الله فيه لتكفل بقاء النوع من ناحية،
كما تكفل عمارة الأرض والقيام بفرائض الخلافة فيها من ناحية أخرى..
اصبح هذا الانحراف العاتي عن الفطرة هو عنوان الكمال والتقوى والفضيلة..
الأمر الذي لم يأذن به الله، ولا يمكن أن تستقيم معه حياة!
ولم ينشئ ذلك علاجاً لذلك الانحلال.
ولكنه انشأ صراعاً بين طرفين جامحين، كلاهما بعيد عن جادة الفطرة وحقيقة حاجات الإنسان.
وهكذا عجز نظام الرهبنة،
المنبثق من تصورات كنسية ومجمعية منحرفة عن اصل التصور النصراني الرباني،
عن أن يكون حتى نظاماً أخلاقياً للعالم النصراني.
وخلف في النفوس جفوة للدين-والدين منه براء!
-وترك فيها تحفزاً للانتقاض عليه وعلى نظامه الذي لا تطيقه الفطرة.
ثم كانت الطامة يوم اكتشف الناس، الذين تأخذهم الكنيسة بهذا الحرمان القاسي،
وتنذرهم باستحالة نفاذهم إلى الجنة إذا هم زاولوا من طيبات الحياة شيئاً!..
نقول: كانت الطامة يوم اكتشف الناس ان حياة رجال الكنيسة الشخصية،
لا تعج بالمتاع بالطيبات فحسب!
ولا تسقط في الترف فحسب!
وإنما هي تعج بالفواحش والمناكر في اشد صورها شذوذاً وفحشاً ونكراً!
(ويقول الراهب جروم (jerume) :
ان عيش القسوس ونعيمهم كان يزري بترف الأمراء والأغنياء المترفين.
وقد انحطت أخلاق البابوات انحطاطاً عظيماً،
واستحوذ عليهم الجشع وحب المال،
حتى انهم كانوا يبيعون المناصب والوظائف كالسلع، وقد تباع بالمزاد العلني،
ويؤجرون ارض الجنة بالوثائق والصكوك وتذاكر الغفران،
ويأذنون بنقض القانون، ويمنحون شهادات النجاة،
وأجازات حل المحرمات والمحظورات، كأوراق النقد وطوابع البريد،
ويرتشون ويرابون.
وقد بذروا المال تبذيراً)............ يتبــــــــــع
صكوك الغفران _ وقفة تاريخية
يقول درابر في كتابه (الدين والعلم) :
"لما بلغت الدولة الرومية في القوة الحربية والنفوذ السياسي اوجها،
ووصلت الحضارة إلى أقصى الدرجات..
هبطت في فساد الأخلاق، وفي الانحطاط في الدين والتهذيب إلى أسفل الدركات..
بطر الرومان معيشتهم واخلدوا إلى الأرض، واستهتروا استهتاراً،
وكان مبدؤهم ان الحياة إنما هي فرصة للتمتع، ينتقل فيها الإنسان من نعيم إلى ترف،
ومن لهو إلى لذة. ولم يكن اعتدالهم إلا ليطول عمر اللذة!
يزيد في نعيمهم حمامات باذخة، وميادين للهو واسعة،
ومصارع يتصارع فيها الأبطال مع الأبطال، أو مع السباع؛
ولا يزالون يصارعون حتى يخر الواحد منهم صريعاً يتشحط في دمه.
وقد أدرك هؤلاء الفاتحون الذين دوخوا العالم
، انه ان كان هناك شيء يستحق العبادة فهو القوة،
لأنه بها يقدر الإنسان ان ينال الثروة التي يجمعها أصحابها بعرق الجبين وكد اليمين،
وإذا غلب الإنسان في ساحة القتال بقوة ساعده، فحينئذ يمكن أن يصادر الأموال والأملاك،
ويعين إيرادات الإقطاع ...).
"
عندئذ اندفع في الجانب الآخر تيار من (الرهبانية) العاتية،
لعلها كانت اشأم على البشرية من بهيمة الرومان الوثنية.
واصبح الحرمان من طيبات الحياة، وسحق الخصائص الفطرية في الإنسان،
ومحق الطاقات والاستعدادات التي خلقها الله فيه لتكفل بقاء النوع من ناحية،
كما تكفل عمارة الأرض والقيام بفرائض الخلافة فيها من ناحية أخرى..
اصبح هذا الانحراف العاتي عن الفطرة هو عنوان الكمال والتقوى والفضيلة..
الأمر الذي لم يأذن به الله، ولا يمكن أن تستقيم معه حياة!
ولم ينشئ ذلك علاجاً لذلك الانحلال.
ولكنه انشأ صراعاً بين طرفين جامحين، كلاهما بعيد عن جادة الفطرة وحقيقة حاجات الإنسان.
وهكذا عجز نظام الرهبنة،
المنبثق من تصورات كنسية ومجمعية منحرفة عن اصل التصور النصراني الرباني،
عن أن يكون حتى نظاماً أخلاقياً للعالم النصراني.
وخلف في النفوس جفوة للدين-والدين منه براء!
-وترك فيها تحفزاً للانتقاض عليه وعلى نظامه الذي لا تطيقه الفطرة.
ثم كانت الطامة يوم اكتشف الناس، الذين تأخذهم الكنيسة بهذا الحرمان القاسي،
وتنذرهم باستحالة نفاذهم إلى الجنة إذا هم زاولوا من طيبات الحياة شيئاً!..
نقول: كانت الطامة يوم اكتشف الناس ان حياة رجال الكنيسة الشخصية،
لا تعج بالمتاع بالطيبات فحسب!
ولا تسقط في الترف فحسب!
وإنما هي تعج بالفواحش والمناكر في اشد صورها شذوذاً وفحشاً ونكراً!
(ويقول الراهب جروم (jerume) :
ان عيش القسوس ونعيمهم كان يزري بترف الأمراء والأغنياء المترفين.
وقد انحطت أخلاق البابوات انحطاطاً عظيماً،
واستحوذ عليهم الجشع وحب المال،
حتى انهم كانوا يبيعون المناصب والوظائف كالسلع، وقد تباع بالمزاد العلني،
ويؤجرون ارض الجنة بالوثائق والصكوك وتذاكر الغفران،
ويأذنون بنقض القانون، ويمنحون شهادات النجاة،
وأجازات حل المحرمات والمحظورات، كأوراق النقد وطوابع البريد،
ويرتشون ويرابون.
وقد بذروا المال تبذيراً)............ يتبــــــــــع