مقاومة ثابته
10-06-2010, 21:32
بسم الله الرحمن الرحيم
القرآن مأدبة الله التي جعل فيها الهدى ، وهو النور المبين الذي جاء به ، والصراط المستقيم الذي دعا إليه ،
وهو الحقيق بالحق ، الحجة على الخلق ، والبيان للناس ، والفرقان عند الالتباس ،
والشفاء الذي تدفع بها أمراض الأبدان والقلوب ، ويعاذ به من الوسواس الخناس .
إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ، ولهذا قال تعالى : ]{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } ،
وبقدر تمسك المسلمين بهذا الشرف العظيم : يشرفون ويعظمون.
وليس أقبح من أن تغلق القلوب عن تفهم ما فيه حياتها ونجاته قال تعالى : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} ؟ ،
وليس أجمل من أن تجتمع القلوب على كتاب الله ( يتدارسونه بينهم ) .
ومن هنا !
بعض المُختارات من كتاب
" لِّيـَدَّبـَّـرُوا آيَـــاتِهِ "
::
-1-
قوله تعالى : { فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } الكهف 71
فيه دلالة على أنَّ قلوب المؤمنين مجبولة على إنكار المنكر ، وغير مالكة للصبر على احتماله ؛
لأن موسى عليه السلام وعد الخضر أن يصبر على ما يراه منه ، فلما رأى ما رأى أنكر عليه .
[ القصاب – نكت القرآن (2/215) ]
- 2 -
لما خسف بقارون قال من تمنى حاله : [لَوْلَا أَن مَّنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا }
وهم بالأمس يتضرعون : { يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }
قف متأملاُ متدبراً : كم دعوة حزنت على عدم استجابة الله لك إياها ؟
بل قد يسيء البعض بربه الظن ، فيخالطه شك أو ريبة أو قنوط !
وما علم المسكين أن خيرة الله خير من خيرته لنفسه ،
كما صرف عن أصحاب قارون ،
ولكن { وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ } ..!
-3-
قال تعالى : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِن عِبَادِنَا فَمِنهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ }
قيل في سبب تقديم الظالم لنفسه على السابق بالخيرات
– مع أن السابق أعلى مرتبة منه – لئلا ييأس الظالم من رحمة الله ، و أخر السابق لئلا يعجب بعمله .
[ القرطبي]
- 4 -
قسمات وجوه الطلاب بعد تسليم ورقة الاختبار تشعرك بما تُكِنُّه صدورهم ،
وهو شيء مؤقت ، فما ظنك بالوجوه حين تؤخذ الكتب – يوم القيامة –
باليمين و الشمال ؟ إما وجوه { مُّسْفِرَةٌ - ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ }
أو { غَبَرَةٌ - تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } وما بعد ذلك : نعيم لا ينفذ ، أو عذاب مؤبَّد ،
فهل من معتبر ؟
القرآن مأدبة الله التي جعل فيها الهدى ، وهو النور المبين الذي جاء به ، والصراط المستقيم الذي دعا إليه ،
وهو الحقيق بالحق ، الحجة على الخلق ، والبيان للناس ، والفرقان عند الالتباس ،
والشفاء الذي تدفع بها أمراض الأبدان والقلوب ، ويعاذ به من الوسواس الخناس .
إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين ، ولهذا قال تعالى : ]{ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } ،
وبقدر تمسك المسلمين بهذا الشرف العظيم : يشرفون ويعظمون.
وليس أقبح من أن تغلق القلوب عن تفهم ما فيه حياتها ونجاته قال تعالى : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} ؟ ،
وليس أجمل من أن تجتمع القلوب على كتاب الله ( يتدارسونه بينهم ) .
ومن هنا !
بعض المُختارات من كتاب
" لِّيـَدَّبـَّـرُوا آيَـــاتِهِ "
::
-1-
قوله تعالى : { فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا } الكهف 71
فيه دلالة على أنَّ قلوب المؤمنين مجبولة على إنكار المنكر ، وغير مالكة للصبر على احتماله ؛
لأن موسى عليه السلام وعد الخضر أن يصبر على ما يراه منه ، فلما رأى ما رأى أنكر عليه .
[ القصاب – نكت القرآن (2/215) ]
- 2 -
لما خسف بقارون قال من تمنى حاله : [لَوْلَا أَن مَّنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا }
وهم بالأمس يتضرعون : { يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }
قف متأملاُ متدبراً : كم دعوة حزنت على عدم استجابة الله لك إياها ؟
بل قد يسيء البعض بربه الظن ، فيخالطه شك أو ريبة أو قنوط !
وما علم المسكين أن خيرة الله خير من خيرته لنفسه ،
كما صرف عن أصحاب قارون ،
ولكن { وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ } ..!
-3-
قال تعالى : { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِن عِبَادِنَا فَمِنهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ }
قيل في سبب تقديم الظالم لنفسه على السابق بالخيرات
– مع أن السابق أعلى مرتبة منه – لئلا ييأس الظالم من رحمة الله ، و أخر السابق لئلا يعجب بعمله .
[ القرطبي]
- 4 -
قسمات وجوه الطلاب بعد تسليم ورقة الاختبار تشعرك بما تُكِنُّه صدورهم ،
وهو شيء مؤقت ، فما ظنك بالوجوه حين تؤخذ الكتب – يوم القيامة –
باليمين و الشمال ؟ إما وجوه { مُّسْفِرَةٌ - ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ }
أو { غَبَرَةٌ - تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ } وما بعد ذلك : نعيم لا ينفذ ، أو عذاب مؤبَّد ،
فهل من معتبر ؟