جوديان
19-06-2010, 20:18
بقلم: سهيل الشعار
من الصعب على ابن آدم أن يعصر الليمون بعينيه، وأن يقشر الموز بشمّه، وأن يهضم الطعام بأذنيه، وأن يكسر قشرة الجوز بالكلمات.
وبالمقابل، هناك بعض العيون باستطاعتها كسر الرقاب، وبعض الآذان بمقدورها سماع دبيب النمل، وبعض الشم يأخذ حصته وحصة غيره من الهواء، وبعض الكلام لا يقصم الظهور فحسب، بل قد يسلخ اللحم عن العظام.
هناك في حياتنا قوى عظمى وعظيمة، إنما توظيف العزم في غير محله مرض وضعف، فزيت الزيتون مفيد إذا شرب أو أُكل مع الطعام، أو إذا دُهن به الجسم، لكننا لا نستطيع أن نسقي القمح والتفاح بزيت الزيتون. كما أن النار تطهّر كل شيء تمسّه، إنما ليس من الضروري أن تشفي بلهيبها الجروح المتقيّحة، أو أن يعيد نورها بصر الأعمى.
والعاصفة إذا هبّت صعب على السواعد إيقافها، والتصدي لها، والرياح القوية لا تفرّق بين مركب وسفينة، أو بين شجرة وزهرة. قوتها مدمرة، تضر الثمر وتقتلع الحجر والشجر. وليس بإمكان تلك القوة أن تحمي فراخ الطير، أو أن تحتفظ برحيق الورد وزهر الياسمين. كما أن القلاع العظيمة قد تحمي الجنود من نيران العدو، لكنها تعجز عن منع الأمراض من الدخول إليها والفتك بجنودها.
والجبال العالية قد تحمي اللصوص والثوار، وقد يعيش على سفوحها الثعالب والأرانب، ويمكن لبعضها أن تخبّئ في داخلها البراكين والزلازل، ولا تقل قيمة الجبال بمن يسكنها ويقيم داخل كهوفها.
تحمي الجبال بارتفاعها الجميع، والذنب ليس ذنبها إذا سكنها خائن أو التجأ إليها ثائر، كما أن الشمس تشرق في كل صباح على المقابر والقصور، ولن يغيظها إذا وقعت أشعتها على قمة جبل، أو مزبلة من مزابل البشر، وضياؤها لن يتغير إذا تمدّد تحته نمس أو فهد.
ودائماً جميع القمم بعيدة على من ينظر إليها من الأسفل، وكل أسفل ضئيل وصغير بالنسبة إلى كل من يقف فوق القمم.
وقد تكون الحجارة والحصى أثقل من الحرير، لكن الحرير أغلى، واللحم أغلى من الخبز، إنما الخبز أبرك، والماء أرخص من النفط، لكن الماء أبقى.
إن الكثرة والقوة والشجاعة، ليست دائماً دليل حكمة ووقار، ومن يسهل عليه رفع مئة كيلو قد يعجز عقله عن استيعاب طفل صغير. وكثرة الثعالب حول الصقر الجريح لا يقلّل من نبل الصقور وعظمتها.
وقد يُغرق البحر الجِمال والفيلة، وتعجز أمواجه عن خنق سمكة صغيرة، أو إغراق خشبة يابسة، وبقليل من القش تشتعل النار، وأنهار العالم تقف عاجزة عن توليد شرارة واحدة.
ومَن يكتب لينال مجداً وشهرة، كمن يتحسّس ليمدح، ويسمع صفيراً وتصفيقاً، ومن ينظر في المرآة بعينين حاقدتين ووجه عابس لن يرى سوى صورته البشعة، ومن ينظر بقلبه وروحه فلن تزيده الحياة إلا نجاحاً وجمالاً.
مما أعجبني .
من الصعب على ابن آدم أن يعصر الليمون بعينيه، وأن يقشر الموز بشمّه، وأن يهضم الطعام بأذنيه، وأن يكسر قشرة الجوز بالكلمات.
وبالمقابل، هناك بعض العيون باستطاعتها كسر الرقاب، وبعض الآذان بمقدورها سماع دبيب النمل، وبعض الشم يأخذ حصته وحصة غيره من الهواء، وبعض الكلام لا يقصم الظهور فحسب، بل قد يسلخ اللحم عن العظام.
هناك في حياتنا قوى عظمى وعظيمة، إنما توظيف العزم في غير محله مرض وضعف، فزيت الزيتون مفيد إذا شرب أو أُكل مع الطعام، أو إذا دُهن به الجسم، لكننا لا نستطيع أن نسقي القمح والتفاح بزيت الزيتون. كما أن النار تطهّر كل شيء تمسّه، إنما ليس من الضروري أن تشفي بلهيبها الجروح المتقيّحة، أو أن يعيد نورها بصر الأعمى.
والعاصفة إذا هبّت صعب على السواعد إيقافها، والتصدي لها، والرياح القوية لا تفرّق بين مركب وسفينة، أو بين شجرة وزهرة. قوتها مدمرة، تضر الثمر وتقتلع الحجر والشجر. وليس بإمكان تلك القوة أن تحمي فراخ الطير، أو أن تحتفظ برحيق الورد وزهر الياسمين. كما أن القلاع العظيمة قد تحمي الجنود من نيران العدو، لكنها تعجز عن منع الأمراض من الدخول إليها والفتك بجنودها.
والجبال العالية قد تحمي اللصوص والثوار، وقد يعيش على سفوحها الثعالب والأرانب، ويمكن لبعضها أن تخبّئ في داخلها البراكين والزلازل، ولا تقل قيمة الجبال بمن يسكنها ويقيم داخل كهوفها.
تحمي الجبال بارتفاعها الجميع، والذنب ليس ذنبها إذا سكنها خائن أو التجأ إليها ثائر، كما أن الشمس تشرق في كل صباح على المقابر والقصور، ولن يغيظها إذا وقعت أشعتها على قمة جبل، أو مزبلة من مزابل البشر، وضياؤها لن يتغير إذا تمدّد تحته نمس أو فهد.
ودائماً جميع القمم بعيدة على من ينظر إليها من الأسفل، وكل أسفل ضئيل وصغير بالنسبة إلى كل من يقف فوق القمم.
وقد تكون الحجارة والحصى أثقل من الحرير، لكن الحرير أغلى، واللحم أغلى من الخبز، إنما الخبز أبرك، والماء أرخص من النفط، لكن الماء أبقى.
إن الكثرة والقوة والشجاعة، ليست دائماً دليل حكمة ووقار، ومن يسهل عليه رفع مئة كيلو قد يعجز عقله عن استيعاب طفل صغير. وكثرة الثعالب حول الصقر الجريح لا يقلّل من نبل الصقور وعظمتها.
وقد يُغرق البحر الجِمال والفيلة، وتعجز أمواجه عن خنق سمكة صغيرة، أو إغراق خشبة يابسة، وبقليل من القش تشتعل النار، وأنهار العالم تقف عاجزة عن توليد شرارة واحدة.
ومَن يكتب لينال مجداً وشهرة، كمن يتحسّس ليمدح، ويسمع صفيراً وتصفيقاً، ومن ينظر في المرآة بعينين حاقدتين ووجه عابس لن يرى سوى صورته البشعة، ومن ينظر بقلبه وروحه فلن تزيده الحياة إلا نجاحاً وجمالاً.
مما أعجبني .