تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الولاء والبراء في الاسلام


*الزعيم*
21-09-2010, 16:42
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم هذه السطور الرائعة للشيخ عبد الملك القاسم في الولاء والبراء...


الولاء والبراء
عبدالملك القاسم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فإن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان ، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون .
ومعنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم .
والبراء : هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق .
فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية ، تجب محبته وموالاته ونصرته . وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان ، قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) .

والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( من أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) [ أخرجه أبو داود ] .

ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها :
أولاً : أنها جزء من معنى الشهادة ، وهي قول : ( لا إله ) من ( لا إله إلا الله ) فإن معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله .
ثانيًا : أنها شرط في الإيمان ، كما قال تعالى : ( ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون ) .
ثالثًا : أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان ، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) .
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب - رحمهم الله - : ( فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله ، والمعاداة في الله ، والموالاة في الله ، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل ، ولا بين المؤمنين والكفار ، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) .
رابعًا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين ، لما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) [ متفق عليه ] .
خامسًا : أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم ( إنما المؤمنون إخوة ) .
سادسًا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله ، لما روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله وأبغض في الله ، ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ) .
سابعًا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر ، قال تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) .
ثامنًا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها .
يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - : ( فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك ، وأكد إيجابه ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ) .
ومن صور موالاة الكفار أمور شتى ، منها :
1- التشبه بهم في اللباس والكلام .
2- الإقامة في بلادهم ، وعدم الانتقال منها إلا بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين .
3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس .
4- اتخاذهم بطانة ومستشارين .
5- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي .
6- التسمي بأسمائهم .
7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها .
8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد .
9- الاستغفار لهم والترحم عليهم .
قال أبو الوفاء بن عقيل : ( إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان ، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك ، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة ، عاش بان الراوندي والمعري - عليمها لعائن الله - ينظمون وينثرون كفرًا ، وعاشوا سنين ، وعُظمت قبورهم ، واشتُريت تصانيفهم ، وهذا يدل على برودة الدين في القلب ) .
وعلى المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض ، ولْيتجنَّب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات ، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم . وعلى المسلم أن يفطِن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بُغضهم وعدم محبتهم . ويتعيَّن علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب ، ولا تعظيم شعائر الكفر . ومن برهم لتُقبل دعوتنا : الرفق بضعيفهم ، وإطعام جائعهم ، وكسوة عاريهم ، ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة ، والدعاء لهم بالهداية ، وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جُبلوا عليه من بغضنا ، وتكذيب نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - .
اللهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - والسير على هداهما ، وحب الله ورسوله والمؤمنين وموالاتهم وبغض الكفار والمشركين ومعاداتهم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الهَياء
21-09-2010, 17:43
يع‘ـطيك العآفيه ~

ام النووووون
21-09-2010, 18:45
بارك الله فيك

،،،

يتم الان تسجيل الدخول
21-09-2010, 18:50
يعطيك العافيه ..
هذا الدرس في منهج الصف الثالث ثانووي الترم 2
في كتاب التوحيد جدا مفيييد ^^
ششكرا لكـ ..

همسة عسل
21-09-2010, 21:04
جزيت خيراا لا حرمك الله الجنه

البالود
21-09-2010, 21:22
تسلم يازعيم

خوش موضوع


لك مني خالص الود والتقدير

عادل الثبيتي
21-09-2010, 23:41
http://www.teach-web.com/traidnt//uploads/images/teach-web-c7545805cb.gif (http://www.teach-web.com/traidnt//uploads/images/teach-web-c7545805cb.gif)

جوديان
22-09-2010, 01:55
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

وقد خطر ببالي تساؤل في هذا الموضوع منذ سنوات : هل يدخل في هذا تمجيدنا للعلماء الكفار...

فرجعت إلى الشيخ عبد المحسن العباد عندنا في المدينة [ وهو من العلماء الموثوقين قال عنه ابن باز رحمه الله تعالى عندما استفتاه أحد سكان المدينة : " تسألوني وعندكم الشيخ عبد المحسن العباد " ]

وكان سؤالي : نحن مدرسي العلوم من أهداف دروسنا تقدير العلم وبيان فضل العلماء ، هل يتناقض هذا مع الولاء والبراء ؟

فأجاب حفظه الله : لافضل لهم أبدا وإنما الفضل لله .

فلمست حقيقة من رده قوة الولاء والبراء لديه . وتذكرت حينها الآيات الدالة على ضياع أعمال الكفار وإنما ينالون حظهم منها في الحياة الدنيا ويوم القيامة تضيع هباء منثورا .
وأرى حقيقة أن من واجبنا تجاه تربية أبناءنا الطلاب أن نلفت أنظارهم دائما إلى هذه النقطة أن نحتسب في كل عمل حتى لا تضيع أعمالنا هباء منثورا . وأن ننسب الفضل قبل العالم لخالق هذا العالم ومودع هذا العقل لديه وللأسف فبالرغم من أنه أفاد البشرية كلها بعبقريته ولكنه لم ينتفع بهذا العقل مالم يهديه للإسلام .

nuha1423
22-09-2010, 02:03
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحتاج أن نتدارس هذا الموضوع دوماً مع بعضنا ومع أبنائنا وبناتنا

وعلى المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض ، ولْيتجنَّب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات ، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم . وعلى المسلم أن يفطِن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بُغضهم وعدم محبتهم . ويتعيَّن علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب ، ولا تعظيم شعائر الكفر . ومن برهم لتُقبل دعوتنا : الرفق بضعيفهم ، وإطعام جائعهم ، وكسوة عاريهم ، ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة ، والدعاء لهم بالهداية ، وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جُبلوا عليه من بغضنا ، وتكذيب نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - .
اللهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - والسير على هداهما ، وحب الله ورسوله والمؤمنين وموالاتهم وبغض الكفار والمشركين ومعاداتهم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


آمين


بارك الله فيك وجزاك خيراً

رائحة المطر
22-09-2010, 05:44
بارك الله فيك ..

لودي*
22-09-2010, 12:14
بارك الله فيك

الحلم المنتظر
22-09-2010, 12:45
سددك الباري دوما ايها الفاضل ..
وجزيت خيرا ..فلمست حقيقة من رده قوة الولاء والبراء لديه .
أجل هذا هو . ..
. وأن ننسب الفضل قبل العالم لخالق هذا العالم ومودع هذا العقل لديه وللأسف فبالرغم من أنه أفاد البشرية كلها بعبقريته ولكنه لم ينتفع بهذا العقل مالم يهديه للإسلام .
صحيييح لافض فوك

دقدقه
22-09-2010, 14:38
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مهند الزهراني
22-09-2010, 14:45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

على الرغم من عدم اقتناعي ببعض النقاط ، لكن بشكل عام كلام جميل ومفيد ..

جزيت خيرا ...

*الزعيم*
22-09-2010, 17:50
حياكم الله جميعاً......
والله أسأل لنا ولكم سلامة العقيدة.....

على الرغم من عدم اقتناعي ببعض النقاط

أشكرك مهند !! بكلماتك هذه وصلت الى نتيجة بحثت عنها منذ دقائق !!

مهند الزهراني
22-09-2010, 18:15
حياكم الله جميعاً......
والله أسأل لنا ولكم سلامة العقيدة.....



أشكرك مهند !! بكلماتك هذه وصلت الى نتيجة بحثت عنها منذ دقائق !!

ممكن توضح أستاذي :confused:

*الزعيم*
01-10-2010, 12:37
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

وقد خطر ببالي تساؤل في هذا الموضوع منذ سنوات : هل يدخل في هذا تمجيدنا للعلماء الكفار...

فرجعت إلى الشيخ عبد المحسن العباد عندنا في المدينة [ وهو من العلماء الموثوقين قال عنه ابن باز رحمه الله تعالى عندما استفتاه أحد سكان المدينة : " تسألوني وعندكم الشيخ عبد المحسن العباد " ]

وكان سؤالي : نحن مدرسي العلوم من أهداف دروسنا تقدير العلم وبيان فضل العلماء ، هل يتناقض هذا مع الولاء والبراء ؟

فأجاب حفظه الله : لافضل لهم أبدا وإنما الفضل لله .

فلمست حقيقة من رده قوة الولاء والبراء لديه . وتذكرت حينها الآيات الدالة على ضياع أعمال الكفار وإنما ينالون حظهم منها في الحياة الدنيا ويوم القيامة تضيع هباء منثورا .
وأرى حقيقة أن من واجبنا تجاه تربية أبناءنا الطلاب أن نلفت أنظارهم دائما إلى هذه النقطة أن نحتسب في كل عمل حتى لا تضيع أعمالنا هباء منثورا . وأن ننسب الفضل قبل العالم لخالق هذا العالم ومودع هذا العقل لديه وللأسف فبالرغم من أنه أفاد البشرية كلها بعبقريته ولكنه لم ينتفع بهذا العقل مالم يهديه للإسلام .

اضافة قيمة بارك الله فيك أستاذة جوديان...

mnoooka
02-10-2010, 20:23
يعطيكـ العااافيهـ يالزعيم وجزية خيرا:s_thumbup:

nuha1423
02-02-2011, 15:20
بسم الله الرحمن الرحيم


سلمت يداك بارك الله فيك وجزاك خيراً

موضوع قيم نحن بحاجة ماسة له

وفاء(أم أسامة)
04-02-2011, 13:36
بارك الله فيكم
تصحيح للآية
(ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا . لبئس ما قدمت لهم أنفسهم:أن سخط الله عليهم , وفي العذاب هم خالدون . ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء . ولكن كثيرا منهم فاسقون). .
سؤال يلح عليا الآن..
هل موالاة اليهود والنصارى وإعانتهم على فرض هيمنتهم وتحقيق مخططاتهم.. يعد كفرا بواحا؟؟
طبعا أحتاج لسؤال أهل الاختصاص..
ولكن الأحداث الجارية في مصر يتوقف عليها هذا السؤال..

مرجانه
04-02-2011, 22:28
اشكرك اخي الفاضل الزعيم ع الموضوع الحساس

- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد
مو فاهمه خل دينهم على جنب بس ليه مانمدحهم اذا في صفات حسنه عندهم وليه ما نشيد بانجازاتهم ؟؟؟
وعلى فكره في صفات رائعه جدا عند غير المسلمين وهي الابتسامه والتسامح

احنا المسلمين نحقد ونشيل على بعض ونحسد ونعين
والغرب ما عندهم هذا كله ؟؟؟
هذه اضافتي واود التعقيب عليه

جونكري
08-10-2011, 15:06
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه