المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا


شيخه الزين
19-10-2010, 08:34
بسم الله الرحمن الرحيم

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الآية التي تأثرت بها في موضوعنا اليوم هي (( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ )) الطور : 48
و إليكم القصة ...

تمر بنا الأيام ، يوماً بعد يوم ، تبدأ بإشراقة شمس دافئة حنونة و تنتهي إلى غروب مشفق على انقضاء هذا اليوم بما فيه ... و يبدأ الليل فإن كان حزيناً طال فوق طوله و إن كان سعيداً كان بطول النهار الذي مضى سريعاً

يأتي الليل و يأتي ما فيه من حزن أو فرح .. ينتهي الصخب و ينتهي التعب و تخفت الأصوات و يعم الهدوء الأرجاء حتى نسكن نحن و من حولنا و تسكن قلوبنا و عقولنا و تطمئن أرواحنا

هذه هي حال أغلب ليالينا لكن الحال لا يبقى على حاله أبداً ، فلحظات العمر في تبدل مستمر و الأيام تمضي و لا تعود فتمر بنا لحظات فرح كما تمر بنا لحظات حزن و قلق و ألم ، فالليل قد يكون سكناً و قد يكون أرقاً متعب

و مع ذلك فجميعهاً جميلة من الله تعالى حتى لحظات الحزن التي نحياها فلولاها ما عرفنا طعم الفرح و ما ذقناه بصدق


:: :: :: :: :: :: ::

جميعنا قد تمر به أيام قاهرة ... فيتبدل حاله من بعد قوة ضعفاً و من بعد عزة ذُلّا و من بعد سعادة حزنا و من بعد رجاء و أمل قلقاً و يأسا فهذا حال البشر دوماً و في تلك اللحظات التي نكون فيها أضعف من ورقة على مهب الريح لا نجد ملجأً نلجاً إليه إلا الله ، فلكل فرد هم يكفيه و لكل حزين حزن أكبر منه كما أن بعض المشاكل تكون قلبية نفسية داخلية لا يستطيع حلها أي انسان على وجه الأرض .. لن يفهمك الإنسان كما هو الله تعالى

أنا كغيري من البشر مرت بي ليالي متتابعة لا يعلم مدى سوادها إلا الله تعالى ... لا أحلك منها و لا أشد ... حاولت أن أشتكي لكن دون فائدة كمن يحدث نفسه و يجد صدى صوته يعود إليه دونما أي تأثير ، فخطر ببالي كتاب الله تعالى ... تذكرت بأنه شفاء للصدور من كل هم و بلية و حزن

قمت من سريري بعد أن طال بي الأرق فتوضأت و أمسكت كتاب الله تعالى و فتحته على صفحة عشوائية ... كان أملي من الله كبير أن أجد شيئاً من كلامه يواسيني و يريحني مما بي و كأنه موجه لي فقط لأخرج مما بي فقد كان مابي فوق الاحتمال

فتحت القرآن و بدأت القراءة فإذا بهذه الآية أمام ناظري مباشرة (( و اصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا )) سورة الطور

توقفت ثم أعدت القراءة مرة أخرى و أخرى و أخرى و صمتت طويلاً ... بصراحة لم أقرأ غيرها أبداً لأنني لم أعد أرى سوى هذه الكلمات ، فالدموع ملأت عيوني رغم أنها منذ زمن لم تدمع ... واصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا

هل هذا الكلام موجه لي ؟ و هل أنا بحق في رعاية و عيون خالقي ؟ هل أستحق هذا حقاً ؟ هل لي أهمية عند خالقي فيراعيني و يواسيني ؟؟ كان بكائي مختلطاً ما بين استحياء من ربي لشدة حزني و أنا التي تعلم بأنه خير لي لا شر كل مصابي و ما بين سعادة لاستشعاري بقيميتي و عظمتي و أنا أضعف مخلوق على وجه الأرض

لما يا نفسُ تحزني و الله قد وعدكِ خيراً في كل الأمور ؟؟ و لما يا نفس تيأسي و قد أمركِ بالصبر و وعدكِ العطاء الجزيل ؟؟ و لما يا نفس تخافي و قد أبدلكِ الله الخوف بالأمن ؟؟ لما يا نفس لا تعودي لخالقك قبل البشر و هل ينتظركِ ؟؟ ماذا يعني بأنك بأعين الله تعالى ؟

كان حزني على هذه الدنيا و ما فيها من شدة و بلاء فأصبح حزني على آخرة كدت أضيعها بانشغالي بحزني في الدنيا ... نسيت ما هي عظمة الثواب التي ممكن أن أنالها ... استعجلت الفرج علماً بان مافي الجنة أكبر و أجمل .. يأست فوجدت رحمة الله أكبر .. عدت إلى الله وقت فقدت الأمل في البشر
استحييت من ربي في تلك اللحظات و حمدت الله الذي ألهمني العودة إليه و إلى كتابه لأقرأ و أرتاح مما بي

مالي و مال الدنيا و مالي و مال مصائبها ؟؟ لما الحزن يا نفسي فالله معكِ يكفلكِ و يرعاكِ و يشد من أزركِ
الله معك أكثر من أقرب قريب لكِ .. لا حماية فوق حمايته و لا رحمة تعادل رحمته .. استحييت مما بي من ألم و كأن الله ليس بقربي و شكرت الله على ما أصابني

و عاد النور من جديد إلى وجهي و قلبي ، أشرقت الشمس من جديد و عاد الأمل بحياة أفضل فإن لم تكن في الدنيا كانت في الآخرة

عدت إلى زحمة الحياة و مشاغلها و همومها و أمورها لكن ما نسيت تلك اللحظة التي عشتها مع ربي بصدق أبداً .. لحظة لا تعوض و لو أردنا افتعالها ما استطعنا ، لحظة أمن و أمان و طمئنينة و راحة بال و قناعة تامة بأمر الله فينا

حسبنا الله و نعم الوكيل ، حسبنا الله و نعم الوكيل ، رضيت يا رب ، رضيت





(( شد انتباهي فاردتكم مشاركتي ))
:a_plain111:

حكاية مبدأ
19-10-2010, 15:33
.
.

كلمات رآئعة لامست القلب

شكرًا لكِ =)

nuha1423
19-10-2010, 15:34
رائعة

بارك الله فيك

وأسأل الله تعالى ألا يجعل الدنيا أكبر همنا

ولا مبلغ علمنا

ولا إلى النار مصيرنا


شكراً لروعة موضوعك

بارك الله فيك

شيخه الزين
27-11-2010, 07:31
حكايه ..

.
.

نهى ..


اسعدني تواجدكم في موضوعي ..

شكرا لكم :)