المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين يصبح الفهم مشكله !!!


شيخه الزين
21-11-2010, 16:38
http://blogs-static.maktoob.com/wp-content/blogs.dir//22957/files//2010/05/10079-243x300.jpg


من النعم التى أنعم الله بها على الإنسان "نعمة العقل", وما يصاحب العقل من التفكر والتدبر فى خلق الله, وفى مخلوقاته أيضا, والقرآن الكريم يحثنا على التفكر والتدبر فى كل أمورنا, وهناك كثيرا من الآيات تنتهى: (أفلا تعقلون.. أفلا تتفكرون.. لعلكم تعقلون.. لعلكم تتفكرون), وهو ما يشير بشكل جازم إلى أهمية التفكير وإعمال العقل فى كل ما يدور حولنا.

وفى صدر الإسلام حينما كانت هذه هى طريقة المسلمين كُتب لهم النصر, وانتشر الإسلام بقوة العقل والمنطق, وبطبيعة الحال فحينما يبتعد المسلمون عن الإسلام فإن ذلك معناه أنهم قد ابتعدوا عن إعمال العقل والتفكير, وهو ما يشير إلى مستوى التدهور الحادث على المستوى الاجتماعى والاقتصادى لبلادنا حينما قررنا أن ننحى الإسلام جانبا, تحت زعم أن العصر لم يعد ملائما لقيم الإسلام, أو تحت زعم أن الإسلام هو عبادات فحسب يمكننا أن نؤديها فى أوقات فراغنا, أما القيم الأخرى التى طالبنا الإسلام بتطبيقها فهى لم تعد صالحة.
وكثيرا ما نرى فى حياتنا اليومية أشياء تبعث على السخرية والدهشة, فمن كثرة ما ابتعدنا عن التفكر والتدبر, أصبح من يفكر هو المتهم وهو من يلقى عليه اللوم ممن لا يفكرون, وهو ما صادفته كثيرا, للدرجة التى تبعث فى نفسى كثيرا حب العزلة عن الناس, والابتعاد عن التعامل مع بنى البشر, مع ما فى ذلك من مشقة, لأنه بالتأكيد لا يستطيع الإنسان أن يعيش فى جزيرة منعزلة, لكن فى ذات الوقت أجد أنه من المشقة البالغة أن تعيش وسط المجموع وأنت فى حالة من عدم التأقلم تجعلك تعيش معهم بجسدك, فى حين أن عقلك وكيانك فى عالم آخر ملكك أنت.
هل ما أقوله بعيدا عن الواقع؟ لنضرب مثلا إذن.
كل منا معرض بالطبع للوقوف فى أى طابور, وليس بالضرورة طابور العيش, فاستراتيجية الطابور فى مجتمعنا أصبحت حقيقة ربما لا يمكننا أن نستغنى عنها فى القريب, وأنت إذا ما صادفت أن وقفت فى أى طابور, فمن الطبيعى أن تلتزم بدورك, لتحفظ حقك وحقوق الآخرين, وهذا شىء بديهى لا يقبل المناقشة, إذا كنت ممن يفكرون ويعقلون, لكنك تفاجأ بشخص آخر فى لحظة معينة يحاول أن يغتصب حقك ووقتك, فى محاولة منه لتجاوز دوره والانتهاء من قضاء حاجته, دون المرور على الطابور, وساعتها يكون أمامك حل من اثنين: إما أن تتهاون على سبيل أن دخول شخص واحد فى طابور طويل لا يضيرك كثيرا, أو أن تقف لهذا الشخص وتنهره فى سبيل الحفاظ على قيمة النظام التى تنتهك كل لحظة, وساعتها ستجد سيلا من الكلمات التى ربما تنتهى باتهامك بالقسوة فى معاملة الناس, أو عدم تقديرك لظروف الآخرين, وحينها يصبح فهمك لقيمة النظام واحترام وقتك ووقت الآخرين مشكلة تعرضك للمتاعب مع الآخرين.
مثال آخر: كلنا نتعرض لموقف تعطيل أى من أجهزة المنزل الإلكترونية أو الكهربائية, وهو ما يستدعى استدعاء الفنى المتخصص لإصلاح العطل, والذى ربما يكون على مستوى من الحرفية التى لا تؤهله لإصلاح العطل الذى حدث, لكنه لا يعترف بهذا العجز عن الإصلاح, ويبدأ فى ابتكار أساليب غريبة لإصلاح الجهاز المعطل, فإذا صادف الأمر أنك كنت تعلم أن ما يفعله ليس من الصواب فى شىء, وناقشته لتوقفه عن فعل المزيد من التخريب, لن تجد منه إلا السخرية تحت زعم أنه من يفهم, ولولا فهمه هذا لما استدعيته, فى محاولة منه لإثناءك عن مناقشته, وفى هذه الحالة يكون أمامك أيضا حل من اثنين, إما أن تلتزم الصمت, سعيا وراء محاولة إصلاح الجهاز المعطل, وهو ما يتنافى مع العقل الذى يفكر, أو تحترم عقلك الذى يرى أن ما يفعله خطأ, وتقوم بإيقافه عن الاستمرار فى عبثه, وترضى بجهازك معطل إلى حين حضور من يستطيع إصلاحه, وهو ما يكلفك مزيد من إهدار الوقت, لكنه يريحك كإنسان لا يرضى إلا برؤية الصواب فيما أمامه.
وهناك الكثير من الأمثلة التى يمكن أن يكون كل منا صادفها فى شئونه اليومية, من التعامل مع بنى البشر, والتى أصبحت تتسم بالعشوائية, وحينما نذكر كلمة عشوائية لا نتكلم على البيوت التى بنيت بشكل عشوائى فحسب, فكل ما أصبح حولنا اكتسب نفس الصفة, وأصبحنا نعيش فى حالة من العشوائية فى كل شىء, عشوائية فى التصرفات, وفى طريقة الكلام, عشوائية فى اتخاذ القرار, وفى الرجوع عنه, للدرجة التى فى بعض الأحيان أشعر أن هناك عشوائية فى مشاعر الناس تجاه بعضها البعض.
وهناك سؤال فى هذا الإطار يحيرنى كثيرا, ولم أجد له إجابة, وهو: كيف يمكننا فعل الخطأ ونحن راضون عن أنفسنا؟ وهل الخطأ أيا كان يمكن أن يكون له مبرر؟ وهل الخطأ حينما يفعله أى إنسان يكون مضطرا؟ وإذا لم يكن مضطرا فما الداعى لأن يفعله؟
ولكن هذه الأسئلة على الرغم من عموميتها, وانطباقها على كل ما يدور فى حياتنا, إلا أننى مرة أخرى أضرب مثلا لذلك من حياتنا اليومية, فكلنا نعيش فى زحام مرورى خانق, أصبح يجعل حتى من صاحب السيارة الخاصة أسير لها بدلا من أن تكون ميسرة لقضاء حاجته, وهذا الزحام هو ما يجعل بعض من الناس يسير عكس الاتجاه, أو يوقف سيارته فى أماكن ممنوعة, تحت زعم عدم وجود حلول بديلة, وهو حينما يفعل ذلك الخطأ يجد المبرر اللازم, لكن إذا تلاشى هذا المبرر هل من الممكن لنفس الشخص أن لا يخطأ؟ هل إذا وجد المكان المتسع لإيقاف سيارته سيلتزم بذلك؟ لا.. بل سيفعل ما يفعله فى حالة الزحام, فقد أصبح هذا الفعل نمط تفكير داخله, وبحكم معيشتى فى مدينة جديدة بها من الاتساع وأماكن انتظار السيارات الكثير أرى أن من يلتزم بالسلوك الطبيعى فى القيادة قليل جدا, والسير عكس الاتجاه وإيقاف السيارة صف ثانى سلوك معتاد, على الرغم من عدم الحاجة لذلك.
بل الأدهش من ذلك أنك إذا حاولت التحدث مع من يفعل ذلك لمحاولة فهم ما يفعله, جادلك وكأنك أنت المخطأ, بزعم أن اتساع الشوارع لا يجعل من الخطأ الذى يرتكبه هضما لحق أى إنسان آخر, وحينها يتردد داخلى السؤال الذى ذكرته, وأتعجب من طريقة فهم بنى الإنسان لمعنى الخطأ, ومبررات ارتكابه, وحينها يزداد إصرارى على البعد عن البشر, وأجد أن الانعزال ربما يكون الحل فى مجتمع يتم بالعشوائية فى طريقة التفكير, وهو ما ينتج عنه أن يكون فهمك للأمور بطريقة صحيحة مشكلة لك, وحينما يصبح الفهم مشكلة, فليس لك إلا حل من اثنين: أن تحاول أن تصبح أبله, أو تحترم عقلك وفهمك وتعتزل الناس.

منقول لعيونكم :)

زولديك
21-11-2010, 18:01
http://www.teach-web.com/traidnt//uploads/images/teach-web-f6bf1223ce.gif (http://www.teach-web.com/traidnt//uploads/images/teach-web-f6bf1223ce.gif)

شيخه الزين
21-11-2010, 20:00
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد
شكرياتي لمرورك اخي ^_^

سماالفيزياء
21-11-2010, 20:11
يسلمو ..:)

معارف
21-11-2010, 20:17
موضوع شيق لم اشعر بطوله سلمت هذه الأنامل الصغيره

الحارث
21-11-2010, 21:50
كلام صحيح
مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه

الهَياء
23-11-2010, 02:01
سلمتْ يدآكِ () . .

لودي*
23-11-2010, 03:14
بارك الله فيك

ويعطيك العافية

اريامي
23-11-2010, 03:59
The subject of the most excellent

Received hands

Good luck and always forward