الحارث
25-12-2010, 21:25
إنه لشيء لافت ذلك التباين الكبير بين ما نكون عليه عند الولادة , وبين ما نكون عليه عند الموت , المواليد كلهم أطفال من درجة واحدة
حيث يمكن أن نتوقع لكل واحد منهم أن يكون في المستقبل واحداً من العظماء و وان يكون متخلفاً ذهنياً أو مجرماً أو منحرفاً ...
لكن هذه الإمكانيات تتلاشى مع الأيام ليصبح المجهول معلوماً , ولتتجه الأنظار والتوقعات العظيمة إلى أناس دون آخرين , رجال ونساء ....
يغادرون هذه الحياة وهم أعلام , تعلقت بهم القلوب , ونطقت بالثناء عليهم الألسن ... وما ذلك إلا لأنهم في حياتهم لم يكونوا أشخاصاً عاديين ....
وإنما كانوا دعاة أو فقهاء أو حكماء أو قادة , او باذلين للمعروف ساعين في الخير ...
إن الذي غادر هذه الحياة هو أضعف شيء فيهم , وهو ( الجسد ) أما عقولهم وأروحهم وأمجادهم ومآثرهم والسنن الحسنة التي سنوها ....
والأيادي البيضاء التي أسدوها للناس , فإنها باقية في النفوس والقلوب ليعبر عنها أهل الوفاء بالثناء والدعاء قروناً بعد قرون
ولتتخذ منها الأجيل نبراساً للتأسي والاقتداء .
إن تسلْ أين قبور العظما ** فعلى الأفواه أو في الأنفس
وإن ما ينتظرهم من كرامة الله تعالى في الآخرة هو أعظم بكثير مما نالوه في هذه الدنيا الفانية , لكن ذلك يشكل عاجل البشري , ومقدم الجزاء
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحبه , فيحبه حبريل فينادي جبريل
في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء , ثم يوضع له القبول في الارض ) .
هذه هي القلة القليلة من الصفوة المختارة من عباد الله , أما السواد الأعظم من الناس فإنهم - مهما عاشوا - يمرون على هذه الحياة مروراً سريعاً
وهم ما بين شخص يترك شيئاً يندم عليه , وشخص لا يترك أي شيء ! ولا تمر سنوات قليلة حتى ينساهم الصديق والقريب ..
- ماالذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي :
إنه يعني الآتي :
1- إن الذي يصنع الفرق بين الناس عند الموت ليس النسب ولا المال ولا القوة , لكنه الاستقامة والعلم والأثر النافع وحب الخير للناس
والمساهمة في إصلاح الأوضاع والأحوال ...
2- في إمكان كل واحد منكم أن يسير في طريق العظماء من خلال الجهد اليومي الذي يبذله في المجال الصحيح وبالطريقة الصحيحة .
3- لا يحتقر الواحد منكم نفسه , ولا يرضَ بالقليل , فالكريم الجواد الغني الحميد هو رب الأولين والآخرين , وقد يمنح للمتأخر شيئاً حجبه عن المتقدم .
تذكروا دائماً ساعة الرحيل , وخططوا دائماً لأن يكون ما يقال عنكم فيها شيئاً عظيماً , ترجون ثوابه عند الله تعالى .
من كتاب “ خمسون شمعة لإضاءة دروبكم ... لـ الدكتور : عبدالكريم بكار ”
حيث يمكن أن نتوقع لكل واحد منهم أن يكون في المستقبل واحداً من العظماء و وان يكون متخلفاً ذهنياً أو مجرماً أو منحرفاً ...
لكن هذه الإمكانيات تتلاشى مع الأيام ليصبح المجهول معلوماً , ولتتجه الأنظار والتوقعات العظيمة إلى أناس دون آخرين , رجال ونساء ....
يغادرون هذه الحياة وهم أعلام , تعلقت بهم القلوب , ونطقت بالثناء عليهم الألسن ... وما ذلك إلا لأنهم في حياتهم لم يكونوا أشخاصاً عاديين ....
وإنما كانوا دعاة أو فقهاء أو حكماء أو قادة , او باذلين للمعروف ساعين في الخير ...
إن الذي غادر هذه الحياة هو أضعف شيء فيهم , وهو ( الجسد ) أما عقولهم وأروحهم وأمجادهم ومآثرهم والسنن الحسنة التي سنوها ....
والأيادي البيضاء التي أسدوها للناس , فإنها باقية في النفوس والقلوب ليعبر عنها أهل الوفاء بالثناء والدعاء قروناً بعد قرون
ولتتخذ منها الأجيل نبراساً للتأسي والاقتداء .
إن تسلْ أين قبور العظما ** فعلى الأفواه أو في الأنفس
وإن ما ينتظرهم من كرامة الله تعالى في الآخرة هو أعظم بكثير مما نالوه في هذه الدنيا الفانية , لكن ذلك يشكل عاجل البشري , ومقدم الجزاء
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إن الله يحب فلاناً فأحبه , فيحبه حبريل فينادي جبريل
في أهل السماء : إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء , ثم يوضع له القبول في الارض ) .
هذه هي القلة القليلة من الصفوة المختارة من عباد الله , أما السواد الأعظم من الناس فإنهم - مهما عاشوا - يمرون على هذه الحياة مروراً سريعاً
وهم ما بين شخص يترك شيئاً يندم عليه , وشخص لا يترك أي شيء ! ولا تمر سنوات قليلة حتى ينساهم الصديق والقريب ..
- ماالذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي :
إنه يعني الآتي :
1- إن الذي يصنع الفرق بين الناس عند الموت ليس النسب ولا المال ولا القوة , لكنه الاستقامة والعلم والأثر النافع وحب الخير للناس
والمساهمة في إصلاح الأوضاع والأحوال ...
2- في إمكان كل واحد منكم أن يسير في طريق العظماء من خلال الجهد اليومي الذي يبذله في المجال الصحيح وبالطريقة الصحيحة .
3- لا يحتقر الواحد منكم نفسه , ولا يرضَ بالقليل , فالكريم الجواد الغني الحميد هو رب الأولين والآخرين , وقد يمنح للمتأخر شيئاً حجبه عن المتقدم .
تذكروا دائماً ساعة الرحيل , وخططوا دائماً لأن يكون ما يقال عنكم فيها شيئاً عظيماً , ترجون ثوابه عند الله تعالى .
من كتاب “ خمسون شمعة لإضاءة دروبكم ... لـ الدكتور : عبدالكريم بكار ”