تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عنوان المحاضرة: الدخول إلى الطاقة العصبية - من كتاب من تأليفي شخصياً


ramez hasan
05-01-2011, 03:29
بسم الله الرحمن الرحيم


عنوان المحاضرة: الدخول إلى الطاقة العصبية

الفيزيائي
رامز محمد حسن

من كتاب فيزيـــــاء العلاقات الإنسانيـة (البـــاب إلى أسرار الأعصاب)
تأليف
رامز محمد حسن

من منشورات دار المرساة – اللاذقية 2009
جميع الحقوق محفوظة


قدمت هذه المحاضرة في جمعية العاديات السورية في اللاذقية بدعوة منهم بتاريخ 25/5/2010





مبدأ التوحيد الأصغر:
ينص هذا المبدأ على أن: الإنسان منظومة طبيعية متحدة بالطبيعة، تنطبق عليها كافة قوانين الطبيعة، من اللامتناهي في الصغر، وحتى اللامتناهي في الكبر، ويعتبر وعيه عبارة عن نتيجة لتطور وعي الطبيعة والمنظومات الطبيعية، وبالتالي فهو يحاكي العالم بالوعي الذي يولد المنطق المصوِّر للحقيقة.
إن طرحنا لمبدأ التوحيد هذا، ليس إلا تعميماً بسيطاً لمفاهيم الانحلال الكوانتي للإنسان في العالم – تلك المفاهيم المشار إليها في وثائق ندوة البندقية في الفترة 3 – 7 آذار من عام 1986 – والذي سنعتمده في عالم الإنسان الواعي، المفكر، والحساس.
لذلك سوف نطبق على هذه المنظومة المصغرة القوانين الطبيعية الفيزيائية التي اعتدنا عليها، وسوف نستعين بالفيزياء الكوانتية، الفيزياء المسؤولة عن التعميق الكبير لفهمنا الحالي عن العالم، وعن أنفسنا، في وضع بعض الأجوبة على الأسئلة الأكثر عمقاً، بغية محاولتنا رسم المنظومة الإنسانية الحساسة والواعية، بشكل قريب إلى فهم العقل البشري المحدود.
الكمون العصبي:
ترتبط العصبونات في المراكز العصبية الرئيسية بعضها ببعض، مشكِّلة شبكات فراغية واسعة، متشابكة ومعقدة، وتصنع هذه الشبكات فراغات بينية على شكل أنفاق تشبه إلى حدٍّ كبير أنفاق النسج الأسفنجية. ويؤدي ارتباط عدة عصبونات فعالة ناقلة مع بعضها، إلى ظهور طاقة عصبية بينية بسيطة ناتجة عن تداخل خطوط القوة لحقول الاهتزاز الحيوية للعصبونات من جهة، وتفاعل جسيمات أمواج هذه الخطوط مع بعضها من جهة أخرى.
وندعو مجموعة العصبونات الفعالة السابقة، بالحلقة العصبية، وهي تشبه الحلقات الكهربائية من حيث المبدأ، فكلاهما يمر فيه تيار وينتج عنه حقل. وكما يؤدي تتالي الحلقات الكهربائية لنشوء الوشيعة الكهربائية، فإنَّ تتالي الحلقات العصبية يؤدي إلى تشكيل الوشيعة العصبية، وتتشابه الوشيعتان من حيث تخزين الطاقة، التي يؤدي مرور التيار إلى إصدارها.

الحقل العصبي العام:
إنَّ وجود الكمون في الفيزياء، يؤدي دوماً إلى نشوء نوع من الحقل المرافق، فالكمونات: الكهربائي، المغنطيسي، النووي... وغيرها تنتج نوعاً من الحقول الخاصة بكل منها، والتي تتميز بجهة وشدة محددين، ويؤثر كل نوع من هذه الأنواع، بالمقدار الفيزيائي المتعلق به. فمثلاً: تؤثر الحقول الكهربائية بشحنة الجسيم، وتؤثر الحقول الثقالية بكتلته، وهكذا...
وينحو الكمون العصبي العام نفس السلوك، فهو ينتج نوع من الحقول الذي ندعوه بالحقل العصبي العام، وهو المجال الذي تحدده خطوط التأثير العصبي العام في الفضاء المحيط بالجسم، ويمتد تأثيره اعتماداً على شدة الكمون العصبي نفسه، إلا أنَّه توجد سوية طاقة وامتداد معينين لا يمكن أن ينخفض دونها مهما كانت الأسباب. لكن تأثيره عندئذٍ يكون ضعيف جداً.

الطاقة العصبية الفعالة العامة:
ينشأ في المنطقة النخاعية نتيجة لوجود الكمون العصبي، طاقة مركزية بينية تمتد بشكل واسع على طول النخاع الشوكي (على شكل خطوط حقل)، وتتناسب هذه الطاقة من حيث القيمة مع عدد العصبونات والتفافها في كل منطقة النخاع. كما أنها تتعلق بكثافة تدفق التيار العصبي في الحلقات العصبونية، وبالتالي بسعات التوابع الموجية للبوزونات الناقلة، لأنها بالأصل ناتجة عن مجموع طاقات البوزونات الناقلة نفسها (البيولونات).
ويمكن تقسيم هذه الطاقة – تبعاً لتقسيم الحقول المصدرة لها – إلى ثلاثة أقسام رئيسية، سوف ندرسها ببعض التفصيل، وهي:

1- حقل السوية العليا.
2- حقل السوية الوسطى.
3- حقل السوية الدنيا.

أولاً: حقل السوية العليا:
وهو الحقل العصبي الناتج عن النشاط العصبي الطبيعي لمنطقة أعلى النخاع الشوكي وأسفل البصلة السيسائية، ونظراً لكون النخاع الشوكي يحتوي على مادتين، بيضاء ورمادية، فإنَّ الحقل السابق يتكون من قسمين أساسيين:
* أحدهما، حقل عصبي عام تخرج خطوطه من القسم الأعلى للمنطقة الرمادية المركزية، وتدخل من القسم الأسفل من نفس المنطقة. ويتميز هذا الحقل بأن خطوطه تعامد المستوي الأفقي، أي المستوي المعامد لقناة السيساء، كما تنقل طاقته بوزونات معدومة الكتلة، وذات طاقة كبيرة. وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا الحقل هو حقل فيزيائي متناظر تمــــــــــاماً، وتنطبق عليه القوانين الفيزيائيــــة التي نعرفها. الشكل(5)

الشكل(5) شكل الحقل الأول
* أما الحقل الآخر، فهو حقل من نوع خاص جداً، يصدر من المادة البيضاء، ولا تنطبق على خطوطه نفس القوانين السابقة، فهو حقل فائق التناظر
وشديد الاتساع، كما أنه يعامد الحقل السابق من حيث
الأشعة، فخطوطه تخرج من الثلم الأمامي للنخـــــاع
وتدخل في الثلم الخلفي. الشكل(6)

الشكل(2) شكل الحقل الثاني
وظيفة الحقل العصبي العام للسوية العليا:
إنَّ الطاقة الناتجة عن حقل السوية العليا، تلعب دوراً هاماً في توليد الإحساس بالقلق والتأنيب والغضب، وذلك تبعاً للسوية التي تحتلها البوزونات الناقلة، وهذا مرهون طبعاً بالحالة العصبية لمنطقة أعلى النخاع، وكثافة تدفق التيار العصبي في هذه المنطقة.
فمثلاً: عندما تتواجد البوزونات الناقلة في السوية الطاقية العصبية الأولى الموافقة للعدد: n = 1 فإننا نحصل على الحقل العصبي الأعلى الفعال P1، وندعو السوية الناتجة بسوية القلق.
إنَّ الدور الهام الذي تقوم به هذه السوية، يتأصَّل في الإحساس الشعوري الذي نطلق عله اسم الضمير، وهو الحكم الذي يعطينا الانطباع الصحيح عن الفعل المناسب الذي قمنا أو سنقوم به، وهذا ما يجعله الميزان الذي تقوم عليه الأسس المرجعية التي نحكم وفقها على صحة أمر ما وخطؤه.

ثانياً: حقل السوية الوسطى:
وهو الحقل الناتج عن النشاط العصبي الطبيعي للنخاع الشوكي في منطقة الصدر، وامتدادات الأعصاب الواسعة لهذه المنطقة. ولهذه المنطقة حقلان أيضاً، نظراً لوجود المادتين الرمادية والبيضاء: أحدهما عصبي عام، خطوطه موازية للسيساء، والآخر عصبي خاص خطوطه عمودية على خطوط الأول.
ووظائف هذا الحقل بشكل عام توليد الإحساس بالرضا والاطمئنان والحب، انطلاقاً من الطاقة الناتجة عنه، وهذا بدوره تابع للحالة العصبية لمنطقة النخاع الصدرية، ولكثافات التيارات العصبية فيها. كما أنَّ هذا الحقل يمتاز بأنه ذو انتشار كبير جداً، وبأنَّ خطوطه ذات امتداد فراغي كبير بحسب الحالة العصبية للإنسان، خاصةً في حالات الراحة العامة والاستقرار الاستقلابي للخلايا في هذه المنطقة، ولكن هذا الامتداد بشكل عام، يزداد في الليل عند الإنسان الطبيعي.
وفي وقت النوم، يبقى هذا الحقل موجوداً مع انخفاض في سوية فاعليته العامة، خاصة وأنَّ السوية الطاقية للجسم سوف تنخفض إلى ما يسمى بطاقة الراحة، تلك الطاقة التي تمثل السوية الأساسية (الأرضية) للجهاز العصبي العام.

1- سوية الانفعالات الإيجابية: وهي السوية التي تبدو فيها الأحاسيس والطاقات المتناغمة مع البنية العصبية العامة، والتي ترفع من السوية العامة لطاقة هذه البنية. وكمثال على هذا النوع: الحب، الفرح، الاطمئنان...
ونعني بكلمة تناغم: التوافق الموجي بين الاهتزاز العصبي الخاص، والاهتزاز البوزوني البيولوني العام.

2- سوية الانفعالات الحيادية: وهي السوية التي تبدو فيها الانفعالات منفصلة تماماً عن الاهتزاز العصبي الخاص، بل وحتى أن الحقل العصبي الأوسط في هذه الحالة يبدو منفصلاً عن العالم بكامله، حيث تسعى السوية الطاقية بهذه الحالة إلى التقليص من السويات الطاقية البوزونية، واستهلاك أقل طاقة ممكنة. وكمثال على هذا النوع: الانفعالات الصوفية، والتأمل...

3- سوية الانفعالات السلبية: وهي السوية التي تبدو فيها الأحاسيس والطاقات غير متناغمة مع البنية الاهتزازية العصبية العامة، وتكون الحالة الموجية الخاصة بهذه الانفعالات على تعاكس بالسعة مع البنية العصبية ( لا تتوافق الطاقة الخاصة لاهتزازات البيولونات المرافقة مع الاهتزاز الذي تبديه المادة العصبية). وكمثال على هذا النوع: الكره، الغضب...

إن جميع السويات السابقة تتفاعل مع السويات الطاقية للأجسام الأخرى وذلك عن طريق قواعد التداخل والتراكب البناء والهدام حسب الأمواج الخاصة لكل حقل. كما أنها تتفاعل مع باقي الحقول لتكوِّن شعوراً متبادلاً على شكل نبضات طاقة أو شعوراً أحادي الجانب على شكل فجوات طاقة.

الحب:
إذا أخذنا جسمين، الأول ذو بنية عصبية تتمثل بالجملة N1 والسوية الطاقية الوسطى E2n المقابلة للحقل الأوسط P12، والثاني ذو بنية عصبية تتمثل بالجملة N2 والسوية الطاقية الوسطى E2m المقابلة للحقل الأوسط P22.
أن التأثيرات التي تقوم بها المنطقة العصبية للجسمين تكون بشكل أمواج تترافق ببوزونات، وهذه الأمواج تحقق مبادئ التراكب بشكل جزئي أو كلي مع أمواج الأجسام الأخرى التي تصدر أمواج مشابهة. يمكن عند التقاء الأمواج من جسمين مُصدرين، حدوث إحدى الحالات الشعورية التالية:
عندما يكون تراكب أمواج البيولونات الناتجة عن كل جسم بناءً، أي أن قممها تكون على توافق وتؤدي بجمعها إلى: قمة + قمة = قمة عظمى، وهذا يولد توافقاً في الاهتزاز وبالتالي، فإن الإحساس الجديد العام يكون إحساس التوافق، وهذا ما يؤدي إلى نشوء الحب بشكل بسيط وبدائي، ويزداد الحب كلما كان التوافق أكبر، حتى يبلغ التراكب توافقاً فائقاً، وهذا يحدث في الحالات التي يكون فيها الاهتزاز متشابه بالشكل وبالطور وبالتردد، عندها يكون الحب أعظمياً، وهذا يتحدد بشكل كل من الحقلين الأوسطين للشخصين المتفاعلين.
فعند تمثيل الحقول بالأشكال المصفوفية، فإنَّ قيم التراكب وشدة القيمة الجديدة للاتحاد بين الموجة الأولى من الشخص الأول، والموجة الثانية من الشخص الثاني، تتحدد بعدد العناصر المعدومة في هذه المصفوفات. وكلما زادت قيمة العناصر القطرية لهذه المصفوفات بالنسبة لباقي العناصر، كلما زادت درجة الإحساس بالحب، وتبلغ درجة الحب القيمة العظمى عندما تصبح العناصر اللاقطرية معدومة مقابل ازدياد قيمة العناصر القطرية التي تبلغ قيمة عظمى.
عندما يكون تراكب الأمواج البيولونية هداماً، عندها نقول أن الاهتزازات مبنية على تعاكس، ويكون جمعها من الشكل: قمة + قاع = سكون، وهذا ينتج الإحساس بالكره، ويزداد هذا الإحساس بزيادة مقدار التعاكس، حتى نحصل على قيمة عكسية عظمى هي حالة الحقد، وفيها تكون الأمواج متشابهة تماماً بالسعة والتردد، ولكنها متعاكسة تماماً بحيث تعدم بعضها البعض.
أيضاً في هذه الحالة يلعب الشكل المصفوفي دوراً أساسياً في إعطاء الإحساس العام، ولكن في هذه الحالة يزداد الكره كلما كانت قيمة العناصر القطرية صغيرة بالنسبة للعناصر الباقية، ويصل الكره إلى قيمته الكبرى عندما تنعدم العناصر القطرية للمصفوفة الناتجة عن جمع مصفوفتي حقلي الشخصين مقابل ازدياد العناصر الأخرى فيها.
c. عندما يكون التراكب لا توافق ولا تعاكس، عندها يكون الإحساس العام لا حب ولا كره إنما شعور اعتدال محايد، وهذه الحيادية تتحدد من الاختلاف الجذري في الشكل بين الأمواج من الطرفين، فبنتيجة التراكب نحصل على مجموعات غير منتظمة من الأمواج الجديدة. ومن جهة الشكل المصفوفي، يحصل الحياد في الإحساس كلما تقاربت قيم العناصر القطرية من العناصر اللاقطرية، ويحصل الحياد التام عندما تتساوى رتبة العناصر في المصفوفة كاملةً.
ويجب الانتباه إلى أن الحالات السابقة متقلبة مع الزمن، وذلك تبعاً لتغير قيم التوابع الموجية وطاقات الأمواج، لذلك فإن بعض الحالات تصبح معكوسة. فمثلاً: يمكن إذا انقلب التوافق إلى تعاكس بتغير التراكب، فإن الحب ينقلب إلى كره، وقد يحدث العكس أيضاً عند انقلاب التعاكس إلى توافق، وهذه التغيرات تتبع لعدة عوامل، منها تغير كل وسعة وتردد أحد الشخصين، أو نشوء حالات مسيطرة من قبل الدماغ، وهذا ما سنراه لاحقاً.
الانفعال الصوفي:
عندما يقل تفاعل الإنسان مع العالم الخارجي، وبالتالي مع الحقول العصبية الأخرى، فإنَّ امتدادات التوابع الموجية وخطوط الحقل العصبي الخاص به سوف تتقلص إلى أقل مجال ممكن.
ويحدث خزن للطاقة البديلة في الجملة العصبية المركزية، ويؤدي هذا إلى انخفاض سويات الطاقة للبيولونات الناقلة، وعندها، يحدث إحساس بالاطمئنان والراحة لانعكاس داخلي مبني على أساس عدم تراكب التوابع الموجية البيولونية مع أي توابع أخرى، أي إحساس مبني على قمم ذاتية لتلك التوابع.
وهذا الانفعال بشكل عام مبني على انتقال الوظيفة من الحقل العصبي الأوسط العام إلى الحقل العصبي الأوسط الخاص، وهذا ما ندعوه بالانفعال الداخلي للاوعي، أي انفعال العوالم الذاتية البرَّاقة والواعدة بطاقات أكبر من السويات الطبيعية للجسم البشري.
وفي حالات التأمل نجد أنَّ السويات الطبيعية تنخفض إلى قيم دنيا، يتمكن عندها الجهاز العصبي المركزي من تحويل الطاقة البديلة إلى قمم إبداعية خاصة.
إن الانفعال الداخلي للاوعي يحد من القدرة على التفكير المادي الطبيعي، وهذا منطقي طالما الأمر بعيد عن التأثير الفيزيائي المباشر للحواس، وذلك لأن الحواس تسبب محاكاة داخلية للوعي العام القائم على التفاعل المادي مع العالم، التفاعل الذي من شأنه تصوير المشاكل العامة التي تعترض الإنسان، وحلول تلك المشاكل على أساس مادي فيزيائي محض.
فالعين، مثلاً، تصور للوعي العام، اللون الأحمر على أنه أحمر والسلام، وهذا بالطبع طبقاً للمحاكاة الداخلية التي يقوم بها الوعي العام، أما في الحالة التي يتفاعل فيها الوعي مع اللاوعي، المحسوس مع المعقول، فإنَّه تتكون حالة وسطى بينهما، تخبرنا أنَّ ما نراه ليس في الحقيقة إلا تأثير كم الطاقة الموافق لتواتر اللون الأحمر، وفق حقله الكهربائي، في المادة العصبية لشبكية العين.
أما في حالة اللاوعي، منفرداً، فإن الانعزال عن انطباعات الحواس المتكررة سوف يؤدي إلى نقصان الطاقة الواعية العامة، وزيادة طاقة اللاوعي الدفين في أعماق الوعي الغير مباشر.
إن الزيادة في الانعزالية، سوف يكون من شأنه الزيادة في طاقات الأمواج الصادرة عن المادة البيضاء، والتي تشكل الحقل الخاص الأعلى، وكما هو موضح في الحقول الخاصة، فإن البيولونات الصفرية الفائقة سوف تنتشر في الأنفاق لمسافات هائلة في الفضاء الكوني بحثاً عن الكمال الفائق دون معرفة هدف محدد.
وفي هذه الحالة تصل الطاقة الخارجية المصروفة على الحقول العامة (المادة الرمادية) إلى أخفض قيمة، والطاقة الداخلية المصروفة على الحقول الخاصة (المادة البيضاء) إلى أعلى قيمة.
التأمل والمتأملون:
يضع المتأملون أنفسهم في جو من التركيز الذهني الحاد، والمحرض على التفكير بالفراغ التام، و من ثم التفكير بالعدم التام، وهي حالة غاية في الصعوبة، خاصة وأن الخروج من المجتمعات البشرية وتشابكاتها، هو عملية تحديد للتفاعل الموجي مع العالم.
لذلك فإن التأمل يتطلب طاقات عصبية كبيرة، فالتركيز على اللاوعي، يضع المتأمل في عالم خاص من القمم الموجية الذاتية، وهذه القمم ناتجة عن التوابع الموجية البيولونية للمادة البيضاء للشخص نفسه، بشكل مشابه للانفعالات الصوفية.
وبالنسبة للتأمل من ناحية الشكل المصفوفي للحقول، فإن الحقل الكلي الخاص بالمتأمل، يكون هو الحقل الوحيد الداخل في تركيب المصفوفة، لأنه، في هذه حالة، سيؤدي جمع مصفوفة الحقل مع المصفوفة الصفرية المقابلة لحالة الفراغ الذهني، إلى مصفوفة الحقل نفسها، أي قيمة ذاتية نهائية.

ثانياً: حقل السوية الدنيا (السفلى):
هذا الحقل ناتج عن النشاط العصبي الطبيعي للمنطقة السفلى من النخاع الشوكي والامتدادات العصبية في منطقة الأعضاء التناسلية، ولها حقلان أيضاً: عام، وظيفته توليد الأحاسيس الغريزية والشعور بالخوف. وخاص، وظيفته التنبيه من بعض الأحاسيس الخارجية الغير معروفة الطبيعة، مثل الشعور بالقلق بدون سبب واضح.
وتنقل تأثيرات هذا الحقل بوزونات (بيولونات) ذات سويات عالية من الطاقة، بحيث أن استهلاك الحقل للطاقة تكون كبيرة نسبياً بالمقارنة مع الحقلين الآخرين، فالغريزة الجنسية تتطلب طاقات كبيرة، يستهلكها الحقل العصبي السفلي بشكل يضمن معه توسع خطوطه في الفراغ بشكل كبير.

الفكر ذو طبيعة موجية:
تنتقل التأثيرات الدماغية العصبية على شكل أمواج ذات امتدادات كبيرة في الفراغ، وتمثل الحالة مسألة اهتزازات ناشئة من منابع نقطية، تتحد مع بعضها لتعطي صدور أمواج بسعات كبيرة. وتنشأ الحالة الاهتزازية أصلاً، من كون البيولونات تتحرك على شكل أمواج، وبالتالي فإنَّ كافة التأثيرات بالعالم الخارجي تكون موجية.
ندعو الأمواج التي تواكب كم الطاقة العصبية (البيولون) بالأمواج العصبية، والتي يمكن حساب أطوالها بعلاقة تناسب السرعة والتواتر:
v=λ.ν
ويكون مقدار الطاقة العصبية متناسبة مع ثابت بلانك ℏ حسب مبدأ التكميم، وهذا منطقي، لأنَّ هذه الجسيمات تحتاج إلى قيم طاقة من رتبة ℏ حتى تصبح طاقته – أكثر رهافة – لتتناغم مع الظواهر الإنسانية الواعية. ولتوضيح ذلك نطرح المسألة الفكرية والواقعية التالية:
نفرض وجود شخص ما X موجود في جملة ما، ويقوم بالنظر مع التفكير بالشخص Y الموجود في جملة أخرى، فإنَّه من الملاحظ أنَّ Y سوف يشعر بجود مراقب ما، وقد تصل درجة التركيز إلى حد يصبح معه Y مشوش فكرياً بفعل المراقبة في بعض الأحيان. والسؤال الحاسم عن كل هذا، هو: لماذا؟؟؟.
للإجابة عن هذا السؤال، نعتمد ثلاثة مستويات للتأثير المتبادل هي: مستوى تفاعل الإنسان مع الأشياء، مستوى تفاعل شخصين منفردين، ومستوى الواقعين اللذين ينتميان إليهما.
1. مستوى تفاعل الإنسان والأشياء:
يتميز الإنسان بوجود حواسه الخمس المعروفة، التي تمكنه من التواصل الحركي التفاعلي مع العالم الخارجي، وهذه الحواس كانت دوماً – على المستوى الفيزيولوجي – المسؤول الرئيس عن بقاء الإنسان واستمراريته.
فالعين بالنسبة له كانت الدليل للعثور على الغذاء، والإختباء من الأخطار، والبحث عن شركاء حفظ النوع. والدور الذي لعبته الأذن كان هاماً من نواحي سماع الاستغاثة والنداء، عدا عن الدور الأساسي الذي قامت به الحواس في سلسلة التطور العلمي والإنساني، من علوم وفنون وآداب اعتمدت كلها على التجربة والملاحظة، بل حتى أنَّ بعض العظماء صنعوا تاريخهم وغيروا الكثير من العلوم، بالاعتماد على الملاحظة المحضة.
فالفيزياء، المسؤول الأول والرئيس عن تطور عالمنا، اعتمدت القياس، المعتمد على الحواس، في الانجازات العملاقة في التاريخ الإنساني، لدرجة أنَّ النماذج الأهم في البناء الذري، والفرضيات الكمية و الموجية، لم تُقبل بشكل معتمد، إلا بعد إثباتها تجريبياً. وكل الحواس الباقية مهمة للبقاء، والتطور، والتواصل.
ولكن، هل يؤثر الإنسان على الأشياء، مثلما تؤثر هي عليه؟.
لنأخذ المثال التالي: يُراقب الشخص السابق X وردةً حمراء، طبعاً الكلام هنا عن إنسان واع، وطبيعي. في البداية سوف يتأمل هذه الوردة بنوع من الإعجاب، ثمَّ، يضعها جانباً، أو يقدمها إلى شخص آخر. يمكن القول أن المراقب السابق قد رأى الوردة، وقد علم تماماً أنها وردة حمراء، ولكن كيف حدث ذلك؟ وكيف يستطيع الإنسان أن يميز كل ما يراه؟.
لنقسم الحوداث الفيزيائية التي تمت ضمن هذه التجربة البسيطة إلى المراحل التالية:
1. سقوط الضوء على الوردة.
2. امتصاص الفوتونات من قبل الكترونات حبات المادة للوردة.
3. نشوء جملة تجاوب، تصنعها الهزازات التوافقية الالكترونية لمادة الوردة.
4. إصدار فوتونات جديدة، بتواترات من رتبة تواترات الفوتونات الساقطة.
5. ورود الضوء الجديد إلى عين المراقب.
6. تدخل الأمواج الضوئية إلى كرة العين، وتصل إلى الشبكية (المكونة من مادة فرميونية).
7. تتفاعل الفوتونات مع عصي ومخارط الشبكية وفق التأثير الكوانتي (بوزون - فرميون ).
8. ينشأ بنتيجة التفاعل السابق التفاف على التوابع الموجية الأساسية، فيتكون تابع موجي كلي، ينتقل عبر ألياف العصب البصري، بمحاورها الاسطوانية، إلى المركز البصري في الدماغ، فتؤثر طاقته بمادة هذا المركز، بحيث يحصل التجاوب لجسم الوردة، ولونها.
وفي الوقت نفسه، من جهة الدماغ، تصدر أمواج دماغية من المركز البصري الواعي في القشرة المخية، وتنتشر متجهة نحو الوردة، ثم تتفاعل مع التوابع الموجية الخاصة بمادة الوردة، وتعطي الإحساس الواعي بالرؤية.

إذاً، عند الرؤية، يعمل مركزان في الدماغ، أحدهما بصري حسِّي مادي، والآخر بصري موجي واعي. ويتضح مما سبق أن الفرق بينهما هو:
المركز البصري الحسي: متلقي عام للأمواج البيولوجية الضوئية عبر تسلسل (ضوء – سيالة).
المركز البصري الواعي: مُصدر عام للأمواج البيولونية الكوانتية عبر تسلسل (وجود – عدم).
على اعتبار أنَّ التسلسل الأخير هو النفق الكوانتي.
وهذا ينطبق على كل الظواهر الطبيعية القابلة للتفاعل مع الحواس، فعند سماع صوت ما، تنشأ في المركز السمعي الواعي في الدماغ، جملة من التوابع الموجية، وتتجه نحو مصدر الصوت، متفاعلة مع التوابع الموجية للنقاط المهتزة، معطية إحساساً واعياً بالسمع، وطبيعة الصوت المسموع.
وعند الشم واللمس والتذوق يحدث نفس التفاعل بحسب الظاهرة والحاسة الموافقة. فالعين، تختص بالتواترات الخاصة بالفوتونات، والأذن بالتواترات الخاصة بالفونونات، والشم والذوق بتراكيز الشوارد، واللمس بتركيز المؤثرات والضغط ودرجة الحرارة.
وفي الحالة الطبيعية، فإن العلاقة بين كل حاسة والمركز الواعي المتعلق بها، هي علاقة توافق لحظي في الإرسال والاستقبال، آنية في التفاعل البنَّاء بين التوابع الموجية لبوزونات المراكز العصبية الواعية، وفرميونات المادة المُراقبة.
إنَ العلاقة بين الإنسان والطبيعة المادية للأشياء الموجودة في العالم، هي علاقة تأثير متبادل موجي الطبيعة، طاقي التأثير. وأهم ما يحكمها هو قوانين التكميم، القوانين التي تعمل على سويات الدفقات الكوانتية للجسيمات المرافقة لجمل التوابع الموجية.
2. مستوى التفاعل الفردي :
يختلف مستوى التفاعل بين أبناء النوع البشري، عنه بين الإنسان والأشياء، فالتأثير المتبادل بين الثنائية (إنسان – إنسان)، قائم على إصدار الأمواج من المراكز الدماغية الواعية والخاصة بالحالة المدروسة، للشخصين معاً.
نعود الآن إلى مسألتنا الأساسية التي تتناول موضوع إحساس الشخص Y بـ X عندما ينظر إليه، فنميز حالتين أساسيتين تبعاً لوضعهما بالنسبة لبعضهما.
ففي الحالة التي ينظر فيها كلا الطرفين إلى بعضهما، تنشأ جملتين من التوابع المخية الواعية لكل منهما، وتتجه نحو الآخر، وتكتسب المراكز البصرية الإحساس الواعي. وتختلف الحالة هنا عن حالة مراقبة الوردة اختلافاً جوهرياً، فرؤية الوردة متعلق بإصدارين فقط، الإصدار الضوئي الذي تقوم به مادة الوردة، والإصدار الواعي الذي تقوم به مادة القشرة المخية البصرية.
أما رؤية شخصين لبعضهما، فمتعلق بأربعة إصدارات، اثنان ضوئيان، واثنان واعيان. ومن الملاحظ أن جميع جسيمات الإصدارات السابقة، هي بوزونات لأنَّ جميع توابعها تحمل الطاقة. فالجسيمات المسؤولة عن الإصدار الضوئي، هي فوتونات الضوء، وهي أصغر كمات الطاقة الضوئية، تكون مواكبة للأمواج الكهرطيسية، وسرعتها هي السرعة الحدية العظمى في الكون المادي، في حين أنَّ الجسيمات المسؤولة عن الإصدار الواعي، هي بيولونات الحقل العصبي الناتج عن منطقة البصر في الدماغ. ونفهم البيولونات على أنها أصغر كمات الطاقة العصبية، وتكون بدورها مواكبة لأمواج، هي في هذه الحالة أمواج الوعي العام.
أما في الحالة الأخرى التي يراقب فيها شخص X شخص آخر Y دون علم الثاني بهذه المراقبة، فإنَّ العملية تأخذ منحىً آخر، ونلاحظ كما قلنا سابقاً، بأنَّ Y سوف يشعر بمراقب ما، وفي بعض الحالات سيعلم تماماً بهويته.
نناقش حالتين فرعيتين للحالة الثانية، وذلك تبعاً للتوافق والتعاكس في الأمواج بين الجملتين العصبيتين للشخصين:
ففي الحالة الأولى، يحدث التراكب بين الأمواج الواعية بين الطرفين على توافق، وتكون النتيجة هي قمم أمواج ذات سعات عظمى ناتجة عن جمع سعات الأمواج الداخلة في التراكب، وتكون الطاقة مكافئة لمجموع طاقتي الأمواج المتداخلة في هذه العملية، ويحدث شعور الشخص الثاني بمراقبة الشخص الثاني له.
أما في الحالة الفرعية الثانية، فإنَّ الأمواج الواعية تكون على تعاكس في الطور وشكل الاهتزاز، ويحصل انعدام في سعات الأمواج الناتجة عن التراكب، وتكون الطاقة الناتجة منخفضة جداً وغير فعالة من الناحية الشعورية، فلا يحدث أي شعور للشخص الثاني بالمراقب الأول.

عاطفة الأمومة:
إن الأم تمتلك حقلاً عصبياً فائقاً، يربط الأصل الجنيني للنخاعين لكل ولد من أولادها بالنخاعين الخاص بها مدى الحياة، ويكون هذا الارتباط من خلال البيولونات الفائقة الخاصة عند سوية طاقة عالية نسبياً، وهذه الطاقة تكون مستهلكة دوماً من جانب أعصاب الأم، أي أنها تصرف طاقة كبيرة من أجل هذه الجسيمات.
ولهذا فإنَّ طبيعة النساء بشكل عام، تكون عاطفية أكثر منها إبداعية، فهي تتميز بحقل عصبي نخاعي صدري شديد الامتداد والطاقة، وتختلف شدة الحقل الخاص من أم إلى أخرى، وتزداد هذه الشدة بزيادة طبيعة الأصل العاطفي للأم، والحياة التي عاشتها قبل أن تصبح أماًّ. فيصدر الحقل العصبي الخاص لمنطقة النخاع الصدرية عند الأم أمواجاً تمتد بشكل كبير في نسيج الزمكان، بشكل أنفاق وجود – عدم، تصل إلى نقاط الفراغ الممتدة إلى مسافات بعيدة.
تعدد الأولاد:
إن كافة التطورات التي تطرأ على حقول الابن، لا يقابلها من جهة الأم إلا نمو سوية واحدة من كل حقل تكون خاصة بهذا الابن، تعمل مدى الحياة بقسميها العام والخاص للإحساس به، وتحقيق مبدأ التوافق في التراكب الموجي.
وعند ولادة الابن الثاني، تتطور جملته بنفس الشكل الذي تطورت فيه جملة شقيقه تماماً، ولكن بتواتر أقل في الأمواج، مما يجعل إحساس الأم بابنها البكر، هو أكبر ما يمكن. وتظهر لدى الأم سوية جديدة على المستويين العام والخاص، يكونا مخصصين للكائن البشري الجديد الذي انفصل عنها.
وهكذا، مع ولادة كل ابن، تظهر سوية إصدار جديدة، لها تواترها الخاص، وطول موجتها الخاصة، بحيث لا تتوافق الأمواج الخاصة بأحد الأبناء مع الأمواج الخاصة بآخر.
وتصبح الأم وكأنها ذرة عملاقة ذات مدارات لكل منها سوية طاقية معينة، فالابن الأكبر يقابل السوية الأولى، والابن الذي يليه السوية الثانية، وهكذا...

وللموضوع تتمة ... إنشاء الله...
................... رامز محمد حسن .................

يمنع منعاً باتاً وضع الايميلات

الحارث
07-01-2011, 20:55
ما شاء الله
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه