المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العالم الأيطالي**** &&غاليلو غاليلي&&****


الفيزيائية ماري
30-09-2005, 21:15
#FF0066


#CC0066
#6699FF
#66CCCC

#990066



#FF0066

#FF3366


سمع غاليلو في عام 1609 أن الهولنديين قد اخترعوا أداة عرفت فيما بعد باسم التلسكوب يمكن استخدامها لرؤية الأجسام البعيدة، وفي غضون 24 ساعة فقط، صنع غاليلو أداة مشابهة وصوبها نحو السماء، وفي خلال سنة واحدة انجز غاليلو سلسلة مثيرة من الاكتشافات، نظر إلى القمر ورأى بأنه لم يكن كرة ملساء ولكن كان به فوهات بركانية وجبال عالية ـ وهكذا استنتج غاليلو ان الأجسام السماوية لم تكن ملساء أو تامة الاستدارة كما تبدو، بل انها تحتوي نفس الإلتواءات والتضاريس الموجودة على الأرض ـ وشاهد أربعة أقمار من أقمار المشتري ـ تعرف اليوم بأقمار غاليلو تخليداً لذكراه ـ وراقب أيضاً أطوار كوكب الزهرة، كما راى البقع الشمسية وأكد أن هذه البقع ظاهرة تخص الشمس وليست أجساماً تسبح في الفضاء بين الأرض والشمس كما اعتقد كثيرون في زمنه.


وبعد ان تأكد غاليلو علمياً من صحة رأي كوبرنيكوس، أعلن رأيه وجاء بالأدلة والبراهين على صحة ما ذهب إليه، وهبت العاصفة.. اصدر رجال الدين أمراً بطلبه إلى روما حيث قرر مجمع الكرادلة، اعتبار كتابات (كوبرنيكوس) محرمة، ويعاقب قائلها وناشرها ومعتقدها، وبذلك وجد غاليلو نفسه بين خطرين: إما السجن والتعذيب، وإما ترك آراء كوبرنيكوس، فآثر السلامة، وسلّم بما لا بد منه..


وبعد أن توفي البابا بولس الخامس، وخلفه البابا أربان الثامن، (وكان من أصدقاء العالم غاليلو)، ظنّ غاليلو أن العهد الجديد سيكون عهد تساهل، فوضع كتابا على نمط محاورة بين ثلاثة أشخاص: أحدهم يمثل رأي كوبرنيكوس، والثاني يمثل رأي أرسطوطاليس وبطليموس، والثالث يُدير المناقشة، وجعل الغلبة لرأي كوبرنيكوس، وقد قضى غاليلو ست سنوات في تأليف هذا الكتاب الذي اسماه (حوار حول النظامين العالميين الرئيسيين)، وفي هذا الكتاب اورد غاليلو كل الحجج المؤيدة لنظرية كوبرنيكوس.



صودر الكتاب، وأُستدعيَ غاليلو للمحاكمة، وأمام مجمع الكرادلة حكموا باعدامه وبإعدام مؤلفاته، ولكن نظراً لكبر سنه، واعتلال صحته، وإعلانه لتوبته، اكتفت المحكمة بسجنه في ديوان التفتيش طول عمره، بعد أن يشجب أمام الجمهور وجهة نظره وهي أن الأرض تدور حول الشمس.. وقد قام العالم البالغ من العمر 69 عاماً بهذا التصريح أمام الجمهور، ثم خرج من المحكمة وهو يقول كلمته المعروفة: (ومع ذلك فهي تدور)، وظل سجيناً في مدينة أركتيري الى ان توفي عام 1642م.


كانت رؤية غاليلو للفلسفة والعالم أن الفلسفة مكتوبة في هذا الكتاب الكبير الذي هو الكون، وإن هذا الكتاب مفتوح أمامنا، ولكن القراءة المباشرة لهذا الكتاب أمر مستحيل الا اذا تعلمنا لغة كتاب الطبيعة، وحروف هذا الكتاب هي المثلثات والدوائر والأشكال الهندسية الأخرى، فإن لم نتمثل الرياضيات، فإن بحثنا في الطبيعة أشبه بمن يتخبط في الظلمة، وعلى الرغم من أن غاليلو كان فيزيائياً تجريبياً، الا انه أكد أن الرياضيات تقع في المقام الأول.

لم يتطرق غاليلو إلى مفاهيم أكثر تقدماً كمفهوم الطاقة أو القوة، لانه لم يكن بمقدوره أن يقيس أياً من هاتين الكميتين، ولعل ذلك هو السبب في أنه اكتفى بذكرهما بشكل غير مباشر ودون إحاطة كاملة بالمعنى الشامل لكل مصطلح، كان علمه الاساسي هو ما يدعى اليوم "حركة الأجسام"، أما التحريك وفق مصطلحاتنا أي النظر إلى الحركة عبر أسبابها فقد كان موضوعا ً هاماً للعلماء الذين أتوا بعد غاليلو، وعلى رأسهم نيوتن.