عشق الجنان
21-03-2011, 20:27
إبني يا ثمرة فؤادي ... أتيت أنت إلى هذه الدنيا ولم أكن أعلم أن أمي كانت تحمل كل
هذه المشاعر ..
كل هذا الحب ..كل هذه الرحمة والتضحية ...
كنت أحب الأطفال وأحنو عليهم .. ولكن ما أن أتيت أنت حتى أدركت أنها كانت مشاعر باردة !
لاتساوي شيئاً عند رؤيتك ... وكأن قلبي كان مضخة دم فقط !
أتيت وكأني ملكت الدنيا بما فيها .. وكنت زينتها بالفعل ..
وماسعادتي بك وأملي فيك إلا أن تكون إبناً باراً .. صالحاً..
كبُرت أمام عيني .. وعين الله ترعاك ... رعيتك بعنايتي .. ورعاية الله تكلؤك..
حياتي لا كدر فيها إلا بكدرك ، ولا نصب فيها إلا بتعبك ..
إذا مرضت أنت .. أنا السقيمة ، وإذا شفيت أنت .. أنا الصحيحة ،
إذا نجحت أنت .. أنا المعطاءة ، إذا ضحكت أنت .. أنا المسرورة ...
نعم كبرت أمام عيني شيئاً فشيئاً حتى اشتد عودك .. وبلغت رشدك ..
أو بالأحرى كبرنا سوياً.. تصادقنا .. تناصحنا .. تشاورنا ..
ويُسابقنا الزمن .. فيذهب بعضي .. ويذهب بعضك .. يقترب أجلي ..ويقترب أجلك..
ولا ندري من منا يودع الآخر.....
إبني حبيبي : أنا المسؤولة عنك .. وأنت تحت رعيتي ..
لذلك أوصيك بما تعلمته من مدرسة الدين والحياة ، ولست ناقمةٌ عليك .
ـ إياك أن تجعل لله نداً وهو خلقك ، فهو أعظم الذنب .
ـ إياك والتفريط في صلاتك فهي نورك يوم القيامة .
ـ احذر أن تكون ممن يهجر كلام ربه ، ولا تقرأه بحدر دون تدبرٍ بِفكر .
ـ اصلح سريرتك واسأل ربك الإخلاص ، فليس كل عبدٍ موفق له .
ـ كن غنياً بلا مال ، عزيزاً بلا عشيرة ، مهيباً بلا سلطان ،
وما ذلك إلا في ذكر الله كما قال إبن القيم رحمه الله
ـ احذر ثلاثاً .. إبليس ، والنفس ، والهوى ...و اجعل هواك مع محاب الله ، اطلبه ولن يردك .
ـ كن صادقاً مع نفسك ، فراقبها .. وحاسبها .. ثم اردعها .
ـ ثم اصدق مع الآخرين ، وأعلم أن أحب الناس إلى الله انفعهم .
ـ إلزم مع إيمانك أمانتك ، فلا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له .
ـ كن حبيب قريب ، كن كالأرض الذلول ، كن كالغيث إذا حضر استبشر الناس بقدومه ،
وإذا غاب بقي أثره الطيب فيهم يذكرونه .
ـ إياك ومخالطة السفهاء ، فالسفه داءٌ عضال لا دواء له .
ـ لا تجعل الدنيا أكبر همك ، وكما قال سفيان الثوري :
وما أُعطي رجل من الدنيا شيئاً إلا قيل له : خذه ومعه حزنا .
ـ كلما ازدت نعمة وتوفيقاً ونجاحاً ، زد ذلةً لله وإنكساراً ، واحذر أن يكون إستدراجاً لك ، والعياذ بالله .
ـ إذا اندملت جراحك .. إياك أن تنكأها .
ـ إذا اهمك ما ألمًّ بك ، فاستعن بمن خلقك وخلق همك ، فما هو إلا صبر أيام .
ـ واخيراً لا تغتـر بشبابك فيخذلك مشيبك .
أي بني .. أما وإنني مازلت معك .. اناصحك .. أرشدك .. فخذ ما سبق فقد لا تجد غداً من يساندك ،
وفيه الكفاية إن اردت الفلاح والهداية ، اسأله أن يلهمك رشدك .
قرة عيني ... هاهي تمر بنا الأيام ... تعصف بنا .. تارةً في قمة الأحلام .. وتارةً في حفرة الأوهام
تارةً نفرح .. وتارةً نحزن .. تارةً نُصدق .. وتارةً نُحَدق .. ونأنس و لا نيأس .
ولا ندري من منا سيفقد حبيبه اولاً .... فأوصيك
إن وافتني المنية ... وانتهت المهلة .. وتوقف العمل .. واعتُمد ما قد كان ..
إذا وضعتني على يميني في قبري .. وقد سترني كفني .. وتواريت عن نظرك ..
لا تحزن .. ولا تهريق الدمع عليّ فلن تنفعني دموعك ..
إذا وضعتني على يميني في قبري .. وحثوت عليّ التراب .. وكان بيننا ذلك الحجاب ..
إلى مستقر رحمةٍ .. أو خُلدٍ في العذاب .. والعياذ بالله
إذا وضعتني على يميني في قبري .. لاتُعطني ظهرك .. وتقبل على الدنيا بوجهك .. وتنساني ،
ولا تدري ما أنا فيه ...
فأنت عملي الصالح الذي لا ينقطع ....
نعم ..بني مازال عندي فرصة وأنا في قبري .. فلا تحرمني ، وقد رحمني ربي بهذه الفرصة..
هو ارحم بي منك .. ولكن العمل منك ...
لاتنساني .. لا تحرمني .. من صالح العمل .. من خالص الدعاء .. من طيب الصدقة .
اعمل واصبر ... فعملي في حياتي من أجلك ... وعملك بعد مماتي من اجلي ..وهذا من فضل ربي عليّ أفلا تكرمني به !
واعلم أن رضاي عنك لا يكفي إذا لم ترضي ربك اولاً .
وأما إن كانت الثانية ....
وسبقتني إلى ربك ... وكنت أنت الفقيد ... لن أنساك ماحييت ...
قد تكون بعيد عن العين ولكن القلب يفتأ يذكرك ويفخر بك ...
سأجدد رضاي عليك ليغفر لك تقصيرك ...
سأدعو لك حتى يأذن لي ربي ...
ويجمعنا على خيرٍ في جنته ،بإذنه ورحمته ...
عندها لا محالة عنك ... وتَقرُ عيني ...
***********
هذه المشاعر ..
كل هذا الحب ..كل هذه الرحمة والتضحية ...
كنت أحب الأطفال وأحنو عليهم .. ولكن ما أن أتيت أنت حتى أدركت أنها كانت مشاعر باردة !
لاتساوي شيئاً عند رؤيتك ... وكأن قلبي كان مضخة دم فقط !
أتيت وكأني ملكت الدنيا بما فيها .. وكنت زينتها بالفعل ..
وماسعادتي بك وأملي فيك إلا أن تكون إبناً باراً .. صالحاً..
كبُرت أمام عيني .. وعين الله ترعاك ... رعيتك بعنايتي .. ورعاية الله تكلؤك..
حياتي لا كدر فيها إلا بكدرك ، ولا نصب فيها إلا بتعبك ..
إذا مرضت أنت .. أنا السقيمة ، وإذا شفيت أنت .. أنا الصحيحة ،
إذا نجحت أنت .. أنا المعطاءة ، إذا ضحكت أنت .. أنا المسرورة ...
نعم كبرت أمام عيني شيئاً فشيئاً حتى اشتد عودك .. وبلغت رشدك ..
أو بالأحرى كبرنا سوياً.. تصادقنا .. تناصحنا .. تشاورنا ..
ويُسابقنا الزمن .. فيذهب بعضي .. ويذهب بعضك .. يقترب أجلي ..ويقترب أجلك..
ولا ندري من منا يودع الآخر.....
إبني حبيبي : أنا المسؤولة عنك .. وأنت تحت رعيتي ..
لذلك أوصيك بما تعلمته من مدرسة الدين والحياة ، ولست ناقمةٌ عليك .
ـ إياك أن تجعل لله نداً وهو خلقك ، فهو أعظم الذنب .
ـ إياك والتفريط في صلاتك فهي نورك يوم القيامة .
ـ احذر أن تكون ممن يهجر كلام ربه ، ولا تقرأه بحدر دون تدبرٍ بِفكر .
ـ اصلح سريرتك واسأل ربك الإخلاص ، فليس كل عبدٍ موفق له .
ـ كن غنياً بلا مال ، عزيزاً بلا عشيرة ، مهيباً بلا سلطان ،
وما ذلك إلا في ذكر الله كما قال إبن القيم رحمه الله
ـ احذر ثلاثاً .. إبليس ، والنفس ، والهوى ...و اجعل هواك مع محاب الله ، اطلبه ولن يردك .
ـ كن صادقاً مع نفسك ، فراقبها .. وحاسبها .. ثم اردعها .
ـ ثم اصدق مع الآخرين ، وأعلم أن أحب الناس إلى الله انفعهم .
ـ إلزم مع إيمانك أمانتك ، فلا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له .
ـ كن حبيب قريب ، كن كالأرض الذلول ، كن كالغيث إذا حضر استبشر الناس بقدومه ،
وإذا غاب بقي أثره الطيب فيهم يذكرونه .
ـ إياك ومخالطة السفهاء ، فالسفه داءٌ عضال لا دواء له .
ـ لا تجعل الدنيا أكبر همك ، وكما قال سفيان الثوري :
وما أُعطي رجل من الدنيا شيئاً إلا قيل له : خذه ومعه حزنا .
ـ كلما ازدت نعمة وتوفيقاً ونجاحاً ، زد ذلةً لله وإنكساراً ، واحذر أن يكون إستدراجاً لك ، والعياذ بالله .
ـ إذا اندملت جراحك .. إياك أن تنكأها .
ـ إذا اهمك ما ألمًّ بك ، فاستعن بمن خلقك وخلق همك ، فما هو إلا صبر أيام .
ـ واخيراً لا تغتـر بشبابك فيخذلك مشيبك .
أي بني .. أما وإنني مازلت معك .. اناصحك .. أرشدك .. فخذ ما سبق فقد لا تجد غداً من يساندك ،
وفيه الكفاية إن اردت الفلاح والهداية ، اسأله أن يلهمك رشدك .
قرة عيني ... هاهي تمر بنا الأيام ... تعصف بنا .. تارةً في قمة الأحلام .. وتارةً في حفرة الأوهام
تارةً نفرح .. وتارةً نحزن .. تارةً نُصدق .. وتارةً نُحَدق .. ونأنس و لا نيأس .
ولا ندري من منا سيفقد حبيبه اولاً .... فأوصيك
إن وافتني المنية ... وانتهت المهلة .. وتوقف العمل .. واعتُمد ما قد كان ..
إذا وضعتني على يميني في قبري .. وقد سترني كفني .. وتواريت عن نظرك ..
لا تحزن .. ولا تهريق الدمع عليّ فلن تنفعني دموعك ..
إذا وضعتني على يميني في قبري .. وحثوت عليّ التراب .. وكان بيننا ذلك الحجاب ..
إلى مستقر رحمةٍ .. أو خُلدٍ في العذاب .. والعياذ بالله
إذا وضعتني على يميني في قبري .. لاتُعطني ظهرك .. وتقبل على الدنيا بوجهك .. وتنساني ،
ولا تدري ما أنا فيه ...
فأنت عملي الصالح الذي لا ينقطع ....
نعم ..بني مازال عندي فرصة وأنا في قبري .. فلا تحرمني ، وقد رحمني ربي بهذه الفرصة..
هو ارحم بي منك .. ولكن العمل منك ...
لاتنساني .. لا تحرمني .. من صالح العمل .. من خالص الدعاء .. من طيب الصدقة .
اعمل واصبر ... فعملي في حياتي من أجلك ... وعملك بعد مماتي من اجلي ..وهذا من فضل ربي عليّ أفلا تكرمني به !
واعلم أن رضاي عنك لا يكفي إذا لم ترضي ربك اولاً .
وأما إن كانت الثانية ....
وسبقتني إلى ربك ... وكنت أنت الفقيد ... لن أنساك ماحييت ...
قد تكون بعيد عن العين ولكن القلب يفتأ يذكرك ويفخر بك ...
سأجدد رضاي عليك ليغفر لك تقصيرك ...
سأدعو لك حتى يأذن لي ربي ...
ويجمعنا على خيرٍ في جنته ،بإذنه ورحمته ...
عندها لا محالة عنك ... وتَقرُ عيني ...
***********