رازان برزان
22-04-2011, 22:35
*عادة القرآن تقديم ذكر عاد على ثمود إلا في بعض المواضع ومنها : في سورة الحاقة فأنه قال :{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ }
وسبب ذلك – والله أعلم – أن السورة لما ابتدأت بذكر { بِالْقَارِعَةِ } – وهي التي تقرع أسماء الناس من شدة صوتها – قدم ذكر { ثَمُودُ } ، لأن العذاب الذي أصابهم من قبيل القرع ، إذ أصابتهم الصواعق المسماه في بعض الآيات بالصيحة
**في قوله تعالى : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } جمع بين الشاكر والكفور , ولم يقل : إما شكوراً , وإما كفوراً مع إجتماعهما في صيغة المبالغة , فنفى المبالغة في الشكر ,
وأثبتها في الكفر , لأن شكر الله تعالى لا يؤدى مهما كثر , فانتفت عنه المبالغة , ولم تنتف عن الكفر المبالغة ,
فإن أقل الكفر مع كثرة النعم على العبد يكون جحودا عظيما لتلك النعم .
***تأمل في حكمة تقديم الأمن على الطمأنينة في قوله تعالى:
(وضرب الله مثلا قريةكانت آمنة مطمئنة[النحل/112])؛
فالطمأنينة لا تحصل بدون الأمن، كما أن الخوف يسبّب الانزعاج والقلق،
****وفي قوله: (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف) سر لطيف؛
لأن إضافة اللباس إلى الجوع والخوف تشعر وكأن ذلك ملازم للإنسان ملازمة
اللباس للابسه.
*****{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ } [البقرة:155]
تأمل كيف قال :{ بِشَيْءٍ } فهو شيء يسير، لأنه ابتلاء تمحيص لا ابتلاء إهلاك.
[د. عبدالمحسن المطيري]
******في سورة الكهف قال الخضر في خرق السفينة: { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } وفي قتل الغلام: { فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا } وفي بناء الجدار: { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا } فلماذا غير في نسبة الأفعال في كل واحدة؟
في قصة الخضر لما كان المقصود عيب السفينة قال: { فَأَرَدتُّ } فأضاف العيب لنفسه لا إلى الله تأدبا معه، ولأن نفس العيب مفسدة، ولما قتل الغلام قال: { فَأَرَدْنَا } بلفظ الجمع، تنبيها على أن القتل كان منه بأمر الله، وله حكمة مستقبلية، ولأنه مصلحة مشوبة بمفسدة، ولما ذكر السعي في مصلحة اليتيمين قال: { فَأَرَادَ رَبُّكَ } فنسب النعمة لله لأنها منه، ولأنها مصلحة خالصة.
[تفسير الخازن]
وسبب ذلك – والله أعلم – أن السورة لما ابتدأت بذكر { بِالْقَارِعَةِ } – وهي التي تقرع أسماء الناس من شدة صوتها – قدم ذكر { ثَمُودُ } ، لأن العذاب الذي أصابهم من قبيل القرع ، إذ أصابتهم الصواعق المسماه في بعض الآيات بالصيحة
**في قوله تعالى : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } جمع بين الشاكر والكفور , ولم يقل : إما شكوراً , وإما كفوراً مع إجتماعهما في صيغة المبالغة , فنفى المبالغة في الشكر ,
وأثبتها في الكفر , لأن شكر الله تعالى لا يؤدى مهما كثر , فانتفت عنه المبالغة , ولم تنتف عن الكفر المبالغة ,
فإن أقل الكفر مع كثرة النعم على العبد يكون جحودا عظيما لتلك النعم .
***تأمل في حكمة تقديم الأمن على الطمأنينة في قوله تعالى:
(وضرب الله مثلا قريةكانت آمنة مطمئنة[النحل/112])؛
فالطمأنينة لا تحصل بدون الأمن، كما أن الخوف يسبّب الانزعاج والقلق،
****وفي قوله: (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف) سر لطيف؛
لأن إضافة اللباس إلى الجوع والخوف تشعر وكأن ذلك ملازم للإنسان ملازمة
اللباس للابسه.
*****{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ } [البقرة:155]
تأمل كيف قال :{ بِشَيْءٍ } فهو شيء يسير، لأنه ابتلاء تمحيص لا ابتلاء إهلاك.
[د. عبدالمحسن المطيري]
******في سورة الكهف قال الخضر في خرق السفينة: { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } وفي قتل الغلام: { فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا } وفي بناء الجدار: { فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا } فلماذا غير في نسبة الأفعال في كل واحدة؟
في قصة الخضر لما كان المقصود عيب السفينة قال: { فَأَرَدتُّ } فأضاف العيب لنفسه لا إلى الله تأدبا معه، ولأن نفس العيب مفسدة، ولما قتل الغلام قال: { فَأَرَدْنَا } بلفظ الجمع، تنبيها على أن القتل كان منه بأمر الله، وله حكمة مستقبلية، ولأنه مصلحة مشوبة بمفسدة، ولما ذكر السعي في مصلحة اليتيمين قال: { فَأَرَادَ رَبُّكَ } فنسب النعمة لله لأنها منه، ولأنها مصلحة خالصة.
[تفسير الخازن]